صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

الحياة كالبحر كلاهما بلا نهاية او حواجز
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل الحياة بأي معنى من معانيها سياسة فقط ...؟ اقصد : ان تُكرس الفضائيات و الصحافة الالكترونية و الورقية ووسائل الاعلام الاخرى للحديث عن النزاعات و التصادمات و التناحر و كأن ( العالم ) سلسلة من التدمير، و التدمير المقابل و سلسلة من العنف ، و العنف المقابل و كأن احاديثنا ، على مدار الساعة لا معنى لها خارج استذكار ( س ) او ( ص ) و تذكر قضايا الخلاف و التصدعات و الاختلاف .. الخ . و ليست الحياة و بأي معنى من معانيها ليست ذلك الوجه الآخر لها الكامن في تعميرها بكل سبل التكامل و تبادل الخبرات ...
و ان الحياة بهذا المعنى لا تكتسب معناها الا بما يجعلها قائمة على حافة بركان او هاوية ... و كأن على الجميع الاحتياط من الجميع ! لكن الحياة ببساطة ليست سياسية بهذا المعنى المحدود و المكرر و الضيق و الذي ينتزع الحياة من معناها الاعمق : ديمومتها
و عبورها من جيل الى جيل اخر ، و ترابطها بين الشعوب و الامم عبر شتى العلاقات القائمة على التوازن و ليس على الانتهاك و سرقة احلام البشر و انما على العكس تماما لان السلام في الاصل لا يقوم على الاغتصاب والقسوة كالحرية لا معنى لها ان تأتي على حساب استلاب حريات الآخرين بدءاً من الجار و وصولاً الى اي انسان يعيش فوق هذه المعمورة !
الحياة ليست هذا الذي نراه من صخب و فوضى و جدل عقيم و توتر دائم ... الخ فالانسان ليس آلة غير قابلة للتلف انه مجموعة حواس و عقل بالغ الحساسية ورغبات و حاجات و احلام ...، كلها عندما لا تتعرض للتلف او الاذى تتكامل عبر المودة و المؤانسة و الحوار .
و هنا تبقى الحياة قائمة على تحقيق ما لم يتحقق بعد ... و لكن ليس عبر ( العراك ) و نبش ( الفتن ) و اختراع ( الازمات ) و اشعال ( الحرائق ) ... بل عبر جوهر الحياة في تحقيق انها وجدت كي تمتد لا كي تدمر و تتحول الى خراب و جحيم ففي العمل الصالح و في الكلمة الطيبة و المشورة السمحاء و المودة العميقة ...، يتذكر بعضنا البعض الاخر بالفضائل و بكل ما يستحق ان يجعل الحياة اكثر جمالاً ، و عطاءً بعيداً عن احادية الرؤية و انغلاقها فالحياة كالبحر كلاهما بلا نهاية او حواجز !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/18



كتابة تعليق لموضوع : الحياة كالبحر كلاهما بلا نهاية او حواجز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net