لانهم القدوة الصالحة ممثل المرجعية السيد الكشميري يدعو المسلمين للالتزام بمنهج أهل البيت وأخلاقهم

هنأ ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الاسلامي بقرب حلول ذكرى ولادة ثامن الائمة (ع) الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، ودعا المسلمين إلى اللالتزام بمنهج أهل البيت (ع) واخلاقهم لانهم القدوة الصالحة لمن اقتدى بهم، وقال: لم تقتصر علوم الامام الرضا (ع) على نشر الاحكام الشرعية بل شملت جميع انواع العلوم ومنها الطب الذي كان علما من اعلامه ومتمرسا في معرفة جميع فروعه وجزئياته .

جاء حديثه هذا في سكينة تراست جنوب العاصمة البريطانية، حيث قال:

تطل علينا ذكرى ولادة ثامن ائمة المسلمين، الإمام علي بن موسى الرضا (ع) سليل اولئك الذين اذهب الله عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم تطهيرا، والذين لم تنجسهم الجاهلية بانجاسها ولم تلبسهم من مدلهمات ثيابها، وحفيد من باهل بهم رسول الله (ص) نصارى نجران، وهو فرع شجرة النبوة ومعدن العلم واهل بيت الوحي، وهو ابن ذلك الامام العظيم الذي اجمعت الامة على تفضيله وتقديسه ومنحته لقب (العبد الصالح) وسمته كاظم الغيظ اعترافا بخصائصه الفذة ومكانته الفريدة في الورع والدين والسلوك.

ان المقام يضيق بنا عن بيان ما لعالم آل محمد (الرضا) من الفضل والكمال الذي امتاز بهما على اهل زمانه حتى شهد له بذلك القاصي والداني، ولن يستطيع اهل الدنيا ان يصلوا الى عشر معشار هذا الشرف الاصيل والمجد الاثيل والقمر الزاهر والنور الباهر.

والجدير بالمسلمين جميعا وخصوصا جيل الشباب المثقف منهم ان يطّلعوا على هذه السيرة العطرة والتاريخ النير لهذه الكوكبة الطاهرة في زمن تبذل فيه المحاولات الجادة لطمس هذا التاريخ الناصع والقاء الستار الكثيف عليه كونهم القدوة بعد رسول الله (ص) في سلوكهم وسيرتهم والمثل الاعلى االذي يحتذى به، ولكن وبحمد الله رغم كل هذه المحاولات المتواصلة نجد هذا النور الوهاج والتاريخ الوضاء يشق عنان السماء لهداية البشرية وتربيتها على نهج القران وسيرة النبي والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم اجمعين.

وعلى اولئك المعجبين بحضارة الغرب ان يمعنوا النظر في العلوم المتنوعة التي تحدث عنها الائمة (ع) وحثوا على معرفتها والاستفادة منها لقول الإمام الصادق (ع) (رحم الله عبدا حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم. أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز، وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا) وقول الامام الرضا (ع) (رحم الله عبدا أحيا أمرنا، فقلت له: كيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا).

وقد باشر الائمة (ع) بنفسهم نشر هذه العلوم وعبر تلامذتهم الذين بلغوا في عصرالامام الرضا (ع) 4000 عالم، الذي كان يجلس (ع) في مسجد جده النبي (ص) فيجتمع حوله العلماء والفقهاء يسألونه عما يشكل عليهم وهو يجيبهم ويحل لهم مشاكلهم ومعضلاتهم العلمية ، وروي بن شهر اشوب في المناقب بسنده عن سليمان الجعفري انه قال دخلت على علي بن موسى الرضا (ع) ذات يوم داره فرأيت جمعا كبيرا من الناس حوله يسالونه وهو يرد عليهم فقلت في نفسي ينبغي ان يكون هذا نبيا ، فالتفت اليّ الرضا (ع) وقال يا سليمان ان الائمة علماء يحسبهم الجاهل انبياء وليسوا بانبياء.

وروى الصدوق رحمه الله عن ابراهيم بن العباس انه قال ما رايت ولا سمعت باحد افضل من ابي الحسن الرضا (ع) ما رأيته جفا احدا بكلامه ولا قطع على احد كلامه ولا رد احدا عن حاجة يقدر عليها، ولا شتم احدا من مماليكه ومواليه وما سئل عن شيء الا علمه واجاب عنه، وكان المأمون العباسي يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه وكانت اجوبته انتزاعات من القران الكريم وكان (ع) كثير التلاوة له ويختمه في كل ثلاث ليالي مرة.

الى جانب هذا فقد كانت مدرسته (ع) مشرعة ابوابها لمن يسأل ويتعلم، وكان (ع) لا يتحرج من الاجابة عن كل مسألة سواء وافق السائل في الرأي او خالفه، وعن الشبهات التي كان يثيرها البعض عن القران والاشكالات عن الاحاديث الواردة عن النبي والعترة الطاهرة (ع)، ولما راى المأمون العباسي غزارة علم الامام (ع) وتفوقه في كل العلوم طلب منه ان يكتب له شرحا مفصلا لعدة مواضيع منها (التوحيد) و(الاسلام) و(الطب)، فكتب (ع) له رسائل لخص فيها معنى التوحيد واحكام الاسلام واصول القواعد الصحية وغيرها وتعرف الاخيرة بـ(الرسالة الذهبية) التي ذكرها وشرحها اكثر من عشرين عالما ومحققا وذلك لاهميتها العلمية والتاريخية، ومن يطلع على هذه الرسالة يعلم بان الامام الرضا (ع) كان من اكابر العارفين بعلم الطب والمطلعين على جميع فروعه وجزئيات بدن الانسان وما فيه من الاجهزة والخلايا العجيبة وبدايع تركيب اعضائه التي تجلت فيها حكمة الخالق العظيم وروعة قدرته، فلهذا طلب المامون من الامام ان يفتح له بابا من العلم فيما يتعلق ببدن الانسان ويرشدة الى النافع والضارة وما يصلح جسم الانسان وما يضره، فاجابه الامام (ع) (عندي من ذلك ما جربته، وعرفت صحته، بالاختبار ومرور الايام، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الانسان جهله، ولا يعذر في تركه. وانا أجمع لك مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته).

ان الامام (ع) من خزنة الحكمة ومن ورثة الانبياء وعنده علم ما يحتاج اليه الناس من امر دينهم ودنياهم، فاستجاب الى طلب المامون وزوده برسالة المعروفة بالرسالة الذهبية.

فسلام الله عليك يا ابا الحسن يوم ولدت ويوم عشت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى الاِمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/13



كتابة تعليق لموضوع : لانهم القدوة الصالحة ممثل المرجعية السيد الكشميري يدعو المسلمين للالتزام بمنهج أهل البيت وأخلاقهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net