صفحة الكاتب : زيد الحسن

كنت احسبها مراهقة سياسية ستنضج يوماً ما !!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، واغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة،في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرّية للأغنام ،
نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة طافوا بها حول الحظيرة،فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا، وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين ،في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء.
إذا الشعب يوماً اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، دعونا لا نخدع انفسنا ونتحدث بكل صراحة و وضوح ابو القاسم الشابي لم يكن يقصدنا بهذه القصيدة ولا هي تنطبق علينا وابياتها لم نفهم روح معناها ، و اعتقد انها لا تمس الشعوب العربية جميعاً لا من قريب ولا من بعيد ، فنحن لم نحرك ساكناً لنكسر قيد ، ولم نعرف اصلاً معنى الحرية ، وهذه النهاية التي وصلنا اليها نستحقها و بجدارة .
بغض النظر عن كون الراعي السابق جلاد و ظالم و مستبد ، ماذا حصل بالضبط بعد ان شبه لنا اننا تحررنا من عبوديته؟ الذي حصل ان راعية الارهاب رقم واحد في العالم ( اميركا ) كرست الجهود كلها لتمزق الممزق و تطحن المطحون ، و المضحك ان قتلنا وتمزيقنا جاء على ايادي من يدعي انه حررنا من ظلم الطاغية وهو اشد ظلماً و اكثر ايغال في البطش بنا ، وهنيئاً لهم امتيازاتهم الكبيرة التي نالوها جزاء على قتلنا .
لدي بشارتين الاولى للشعب العراقي ؛ افرح ايها الشعب وعش مسروراً انك نلت حرية على الورق لا اكثر ، و ابتسم انك تستطيع الصراخ في صحراء قلبك ، ونم قرير العين فلن تقوم لك قائمة بعد اليوم الا بمعجزة وزمن المعجزات قد انتهى .
البشرى الثانية الى السادة السياسين ؛ اخلع لكم القبعة و احييكم احتراماً ، و اطلب الصفح و الغفران لاني في ما مضى كنت اعتقد انكم في دور المراهقة السياسية وسيأتي اليوم الذي تبلغوا فيه الحلم و تعرفون معنى السياسة ، وكنت مخطئ جداً ، بل كنت في ضلال مبين ، فأنتم ( دواهي ) الساسة واصل السياسة وكيف لا وانتم تنفذون ارادة الغرب بدقة متناهية وبلا ادنى تقصير ، هنيئاً لكم هذا الانجاز ، و اود ان اخبركم ان العراق اصبح قطعة ارض من دماء و مباع ومباح لجميع الاوغاد و اللصوص .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/12



كتابة تعليق لموضوع : كنت احسبها مراهقة سياسية ستنضج يوماً ما !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net