صفحة الكاتب : حسين فرحان

فتوى الدفاع وحكاية وطن إسمه العراق 
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أيها الوطن العزيز ..  أرادوا أن يملأوا ببعض أرضك أكراشا جوفا وأجربة سغبا، فانتحلوا إمرة المؤمنين وسرقوا إسم الخلافة، فأعلن خليفتهم أنه الولي المطاع وأعاد لقردة الشجرة الملعونة نزوها على المنابر .. يتبجح وجنده بهجمة يقضي بها على النجف وكربلاء ويصفهما بأبشع الوصف، ويردد : ( أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ) .. يعول الأمير المتصهين على أن كرة الثلج التي تدحرجت من أعالي البلاد - وهي تتشكل من شذاذ الآفاق ومردة الشياطين - ستكبر وتكبر وهي تلقف معها كل مارق وبعثي ويتيم صدامي أومتطرف سلفي آلى على نفسه أن لا يعود  الى بيته إلا بعودة الدولة السفيانية، فكان للأمير الفاسق ودويلته الملعونة بعض مما أراد، فاصطبغ النهر العظيم بدم قان لألف وسبعمائة من أبناء مسلم بن عقيل، ونعقت غربان الدواعش على ربى جيرون دولة الخرافة وخرافة الدولة حين أقبلت الأرض والسبايا من المسلمات والأيزيديات وغيرهن أسرى على الخليفة الخرف الواهم، وصرن في سوق النخاسة بضاعة يتلاقفها أهل الشذوذ والانحطاط ومن جهل التاريخ أنسابهم،  فهم أهل الكنى والألقاب التي يتوارى ورائها انقطاع النسب الى المجهول المتعدد، كابن أبيه الذي تقطعت به الأسباب والأنساب فصار لا يدري أهو لعبيد الثقفي أم لأبي سفيان ؟ .
 إضطجع كهنة السياسة على وسائد التحليلات السياسية والعسكرية واللوجستية ليقرروا أن العراق لن ينجو من شر هذه الهلكة إلابعد ثلاث عقود من الحرب والاستعانة بأصحاب الأساطيل وأقمارهم الصناعية ودعمهم الذي سيجعله أمام فاتورة مفتوحة لن تسدد قيمتها الا بانقضاء قرون من الزمن ..نعم - هو برأيهم -  لن ينجو الا بعد هذه العقود  وما أدراك ماهي، فلربما هي سنين كسني يوسف العجاف التي أهلكت الزرع والضرع، ولربما هي أشد فتكا، حيث ستهلك الناس وتبقي زرعهم وضرعهم للقادمين من أطراف ردم يأجوج ومأجوج الذين تغذوا بثقافة الفساد في الأرض فأرادوا أن يثأروا لهم لأنهم لم يستطيعوا له نقبا . 
أيها الوطن العزيز .. إنك لست على مايرام فلم تكن الدولة دولة آنذاك ، ولا الحكم حكم، ولا النظام نظام .. حيرة .. ضلالة .. وهم .. صراعات طبقة سياسية منيتها كمنية صاحب ملك الري ولا خيار لها سواه .. ذاكرة مشوشة .. أرض ذهب الثلث منها ورائحة موت تملأ الفضاء، حتى صدح منبر الجمعة بفتوى المرجع الأعلى وهو ينقذك من الموت والهزيمة والهلاك ومن رائحة الموت .
    أيها الوطن العزيز .. العقود الثلاث أصبحت سنوات ثلاث أختزلت فيها حياتك بين قوسين هما : ( فتوى الدفاع وبيان النصر ) ، استنشقت فيها عطر  الشهداء مسكا ورحيقا  ، وأنصت فيها خاشعا لصوت يتلو آيات النصر وآخر يردد دعاء أهل الثغور واكتحلت عيناك براية حسينية ترتفع على سواتر العزة التي تحجب عنك بقايا نقع  أثارته الخيول الأعوجية المنهزمة بأبناء البغايا إلى ما وراء الحدود .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/26



كتابة تعليق لموضوع : فتوى الدفاع وحكاية وطن إسمه العراق 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net