صفحة الكاتب : مروة محمد كاظم

صعدت على تلة وهي قُلّة
مروة محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تكن الليالي أجملُ من سوادِ عباءتِها الزكيّة، ولم تكن الأطواد أسمى مقامًا من مكانتها العَليّة، علوية بنت علويّ، فاطمية كأمها، وزينب زين أبيها ، إن خرجت ليلًا لزيارة جدها المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم ) أنطفأت قناديل المدينة وغضّ التراب طرفهُ حين ممشاها، ويوم خرجت يوم الطفوف؛ لتبصرَ حسينها صعدت على تلة وهي قُلة، فطأطأن الجبال قللهن ؛إذ يخجل الكون من رؤية محياها، هناك حيث أُخمدت النيران بماء الفرات ظنوا أنهم أطفؤوا نور الله (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) ، هناك لم تكن تملك فقار أبيها إلا أنها كانت تملك بلاغته وشجاعته، تملك ما لا يملكه الملوك، تملك ماكان يملكه أبيها قرصَ شعيرٍ لايدخلُ فمَهُ ورعيتَهُ جياع، تملك صلابة أمها ،و مظلومية أهلها، تملك نورًا لا تكسره المرايا، أين هم من عالمة البلايا والمنايا، لفّقوا فيها أكاذيبهم وقالوا:" رأينا بنت علي من دون أستارٍ " ، كيف يقولوا هذا في مَن عُصِموا بعِصمةِ الجبّارِ ، واللهِ ما رأوها، هيهات هيهات ... كيف تراها مراياهم المنكسرة وقلوبهم المتحجّرة، وهي المحجوبة بالأنوارِ ، ابنة طه حبيبة المختارِ :
وهي بأستار من الأنوار
تحجبها عن أعين النظار(١)
هيهات أن يصلوا إلى باب علمها و مشكاة نورها، و كلّ ما قيل عنها محض خيالٍ لا يمس نعومة دلالها و لا سواد ظلالها، بل وهل للنورِ ظلًّا حتى يُرى؟! لايقاسُ بها أحد، رمز الثقافة، بعيدة عن الزخارف والترافة، محمدية علوية، فاطمية حورية، لن تبلغها النساء فضلا، حليمة حكيمة، صبور شكورة ، حاملة لواء الحسين بعد أخيها، مذياع مظلومية آل محمد وكانت خير خفرة رآها الإسلام، أزاحت عن الظلام لثمته ، ولجمت فم أمية بخطبة كأن عليًّا عاد اليوم لهم يلقنهم درسًا في الحقوق والخطابة، وهي خير خلفٍ لخير سلف وكانت للحق طلّابة، كأنها أمها وهي تخطب في قومها يوم ظلموها، وقد هان عليهم أن يهضموها، خرجت لهم بلا مالٍ ولا بنين، مغصوبة الحق وكان الحق أبيها وبنيه، خرجت لتعيد آيات الله التي يريدون أن يخفتوا ترتيلها عند أذان الفجر ولكن( إن قرآن الفجر كان مشهودا) ، خرجت تنادي يالثارات الحسين والحسين يسمعها ويرتل معها الكهف والرقيم، وكان ومازال خير كهف صمت في جماله النسيم، وأمِنَ فيه الأسير و الفقير والمحتاج والمسكين واليتيم، والله ما رأوها بل شُبِّهَ لهم كبني إسرائيل صلبوا آخرَ وقالوا صُلِبَ المسيح ، { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء: ١٥٦-١٥٨] ...
------------------------
(١)البيت للإمام المهدي عليه السلام، ينظر: المقبولةالحسينية للشيخ هادي كاشف الغطاء:١٠ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مروة محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/21



كتابة تعليق لموضوع : صعدت على تلة وهي قُلّة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net