صفحة الكاتب : كمال الموسوي

ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي... خامسا
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا احد يرغب في الموت... ولا يسعدني إن أراك ميتا

بعد إن توجهت تلك الباصات المتنوعة إلى مراكز التدريب , قلت مع نفسي كلنا نعشق الحياة ولدينا فيها أهداف وأمنيات رغم كل البساطة التي نعيشها إلا إن في داخلنا رغبة شديدة جدا قي البقاء لأطول عمر ممكن, فلم يكن بيننا من يريد التفريط في حياته مهما تقدم به السن واحنته الكهولة, إذا فكيف بمن كانوا بعمر الورد وهم يتهافتون على المنايا وذهاب الأنفس,! شباب لا تتجاوز أعمارهم العشرون سنة مقبلين على الحياة لكنهم أدبروا عنها مخلفين وراءهم كل ملذاتها من رغد العيش ومواضع التسلية كالسفر والتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي والعلاقات الفيسبوكية والعاب التسلية والتحصيل العلمي والمكانة الاجتماعية وغيرها, تاركين كل شيء وراءهم فاتحين أذرعهم لتكن صدورهم مرتع لرصاص الموت لننعم نحن بالحرية والاستقلال...

بعد رحيلهم لداري الملاصقة جدا إلى الحسينية التي لطالما صدعت مكبرات صوتها راسي اعتقادا منهم إن الدين يأتي عبر مكبرات الصوت,, دخلت إلى غرفتي الوحيدة التي لا تقيني حر الصيف ولا برد الشتاء فهي لا تقل وجعا عن تلك الأيام التي سبقت الفتوى,, غرفتي بحاجة لفتوى دينية أخرى!! فتحت خزانتي الخاصة لي فيها كاميرات من النوع النيكون وأخرجت أجهزة التسجيل الصوتي وبعض المستلزمات التي يحتاجها كل صحفي حر في عمله الميداني والتغطيات المهمة,,

كنت أعيد تشغيلهن واردد نع نفسي قول كان يقوله أبا الفضل العباس ع في معركة ألطف ( يا نفس لا تخشي من الكفار) كيف لا استذكر ألطف في مثل هذه اللحظات وكل ما حولي يذكرني بالطف,,!!

حتى انتهيت من تشغيلهم وإعادة ضبطهن بالشكل المطلوب وضعتهن في حقيبة خاصة وأخرى وضعت فيها ملابسي وما احتاج إليه إذ لم يخطر على مخيلتي إن ارتدي الملابس العسكرية فانا رجل لا يؤمن كثيرا بالعسكرة قررت إن ارتدي الحرية واشد عليها نطاق مهنيتي , قررت إن أمارس مهنتي بكل صدق دون إن انتمي لاح داو لجهة دون أخرى فالجميع متساوون كل من يقف على ساتر الموت هو باعتقادي يمثلني ولي الشرف إن أقف إلى جانبه,, حزمت أمتعتي وخرجت من البيت مودعا أهلي على أمل اللقاء قريبا لا اعرف إلى أين اتجه حقيقة,, إثناء خروجي اتصل بي شخص كان يدعي انتمائه إلى لواء اليوم الموعود ( التيار الصدري) توجهت إليه فوجدته في حرم الحسينية ومعه عدد كبير جدا من شباب التيار جاءوا ليستعلموا عن آلية عملنا أو تعاملنا مع الفتوى المقدسة ,, حاولت إن احملهم على محمل أخر فقال كبيرهم لا سيدنا نحن ننتظر التعليمات من القيادة العليا المتمثلة بسماحة السيد مقتدى الصدر..! طيب وما هي التعليمات عفوا؟؟ أجابني .. حقيقة لم تصلنا بعد ولا نعرف ما هو القادم.. حبيبي ولكنها فتوى لمرجع كبير يقر بمرجعتيه كل المذهب .. نعم اتفق معك لكننا ملتزمون بالتعليمات... على هذا الأساس ذهب كل منا إلى وجهته,, بعدها أعلن السيد مقتدى الصدر عن تشكيله لفصائل سرايا السلام مع إبقاءهم في المدن والاقضية والنواحي وبالقرب من العتبات المقدسة ,,( إنا لست بصدد استعراض تاريخ احدهم ولكنني أقص ما كنت أعيشها من لحظات وحقائق )..!!!

كنت قد توجهت بسيارتي إلى معسكر التاجي في الطريق السريع ( محمد القاسم) مررت على مراب النهضة ( كراج النهضة) رأيت ألاف من الشباب الجنوبيون يتجمهرون هناك وهم يحاولن استئجار سيارات بمختلف الأنواع لتقلهم إلى مدينة سامراء , وقفت عندهم أخرجت كاميراتي ورحت أوثق تلك اللحظات واستطلع آراءهم , وجدتهم أكثر مما كنت اعتقد,! وجدت بينهم من كان يعصر يديه حسرة حتى يكاد يكسر عظامها ! ما السبب؟؟ لأنهم كانوا لا يملكون أجور بدل النقل من بغداد إلى سامراء, ( خرجوا حفاة عراة لتلبية النداء) كانوا لا يمتلكون ابسط مقومات الوصول,, دعوت بعضهم للذهاب إلى معسكر التاجي وبعضهم للالتحاق إلى جامع براثا وسط بغداد والى مركز تطوع قوات بدر في الكرادة, فتوجه بعضهم والبعض الأخر فضل الذهاب مباشرة إلى سامراء..

عند وصولي إلى معسكر التاجي كان الأمر مخيفا جدا, كان الأمر فوق المتوقع وفوق المعقول... يتبع ....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/19



كتابة تعليق لموضوع : ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي... خامسا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net