صفحة الكاتب : كمال الموسوي

ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي..أولا
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت صغيرة جدا قد لا تبلغ الحلم وانأ احزم أمتعتي في سيارتي الخاصة التي عادة ما أتنقل بها بين جبهات القتال كصحفي حر عاهد الله إن يقتفي اثر المقاتلين من إبطال الحشد والقوات الأمنية إن ما حلوا وحققوا نصرا مبينا..

قالت عمو أذاهب أنت اليوم لجبهات القتال ؟؟ قلت نعم يا صغيرتي وقد مر على ذاكرتي مع التفاتتي لها شريط حياة أبيها الجار الطيب الذي نال الشهادة قبل أشهر..!

كان لهم بيت صغير في أخر الحي الذي اسكنه, سقفه" سقفه من الصفيح الساخن (جينكو) وجدرانه من البلوك له عدة أبواب متفرقة تغطى ( بالبطاطين) البالية.. كل شيء في ذلك البيت يدعوك للوقوف وكأن اثر البؤس مرسوم على كل أوجه ذلك المكان, ثلاثة أطفال كما يصفهم قوله ( ولذكر مثل حظ الانثيين) ورابعهم أمهم التي كانت مع كل صرخة الم تطلقها على فقد زوجها تفقد شيء من ملامحها حتى باتت كأنها صورة لشبح يتنقل بين ذلك البيت البائس ومقبرة وادي السلام..

كان طريق ذهابي وعودتي من العمل قريب منهم, في كل مرة كنت اسمع صوت يديها وهي تقرع خاصرتيها بيديها من شدة اللطم حتى كنت أقول مع نفسي ستفقد هذه المرأة جزء منها إن بقيت على هذا الحال, وفعلا تحققت نبؤتي فقد فقدت عدة فقرات من عمودها الفقري وصارت تعاني من السكر المزمن والضغط المرتفع ليل نهار..

قلت لها نعم يا صغيرتي إنا ذاهب إلى هناك!! فرفعت يدها الصغيرة الترفه وقالت يا عمو هذه المبلغ أرسلته أمي وتقول ل كان تعطيه للمقاتلين هناك أو تشتري به شيء لهم, قلت لك يا حبيبتي لكنكم وفيتم بدم أبيكم ارجعي المبلغ لها وانأ سأدفع نيابة عنكم جزأكم الله خير الجزاء, قالت لا وقد تساقط الدمع من عينيها , أنها وصية أبي فقد أوصانا إذا استشهد ونال شرفها فعندما نستلم أول راتب تقاعدي نرسل جزء منه لمقاتلي أحبته من إبطال الحشد المقدس كل شهر,, بكيت كثيرا وقلت لها يا حبيبتي دماء أبيك فخر لنا وثباتكم عقيدة بكم انتصرنا ..

كانت تحمل يدها الأخرى ( بطانية) قلت لها بشرط يا حبيبتي..

قالت ما هو؟؟ قلت

إن ترجعي معك هذه ( البطانية)

أرجوك اسمع مني.. في ليلة من ليالي الشتاء الباردة. ونحن نلوذ بأحضانه من شدة البرد.. اخبرنا الشهيد والدي إن له إخوة هناك يلتحفون السماء ويفترشون الأرض..

انكسر قلبي من تلك الليلة على إخوة أبي وبكيت حتى الصباح.. ومرت الأيام والليالي وأصبحنا يتامى.. واليوم قررت بعد إن اتفقت مع أختي الأصغر مني سناً إن نتشارك إنا وهي ( بلحاف واحد ) ونعطي هذه ( البطانية) لاؤلئك الأبطال الذين يدافعون عنا بأرواحهم الطاهرة.. فأرجوك لا تحرمني فرصة المشاركة في الجهاد لا تحرمني منها..

حبيبتي لكن الجهاد كفائي وقد اسقط عن الأطفال ولم يكن عليكم به تكليف شرعي او وطني..

تحسرت. تنهدت. ومسحت بعض دموعها وقالت.. كيف سقط عنا التكليف يا عّم وها إنا امسح دموعي بكلنا يدي.. لو كان أبي موجود إلا يمد يديه ويمسحها عني؟؟ يا عّم هذه الحرب حرب وجود ما اسقط التكليف عن احد منا..

ما يصبرنا على آلامنا ودموعنا وحرماننا من أبانا وانحناء ظهر أمنا.. مشاركتنا معكم في الجهاد..

يا عّم لو تسمع أنين إخوتي اليتامى حين يمر ذكر والدي الشهيد على مسامعهم.. لو ترى الحزن الذي خيم على كل مفاصل أيامنا. لو ترانا ؟؟ بلا أب..!! لأدركت إننا أكثر منكم مشاركة في الجهاد وأعظم اجر.. يا عّم لا أريد إطالة وقوفك على الباب. ولكن إن ذهبت إلى هناك لي طلب أخير.. قولي يا حبيبتي..

هناك إبطال كانوا إخوة لأبي.. أنهم عمومتي قبلهم من جباههم وأخبرهم إننا أمانة في أعناقهم وأننا بقايا من دم ذلك الشهيد الذي سبقهم إلى الخلد والشهادة..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/15



كتابة تعليق لموضوع : ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي..أولا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2019/06/15 .

لقد اسبلت دموعنا واقرحت جفوننا ياسيد كمال جزاك الله خير الجزاء
اريد منك ان تعطي لنا عنوان هذه العائله عسى ان نخفف من الامهم ونكون اخوه وخدم لهن
الا لعنة الله على الظالمين
الا لعنة الله على من تسبب بضياع الوطن واراقة دماء الشهداء ولازال ينعم بالخيرات ويتخندق في الخضراء بدون اي ذرة حياء
نعم افرحنا النصر بفتوى السيد الكبير لكننا نريد الفرح الاكبر بسحل هؤلاء الحثالات الذين تسببو بضياع الارض ونهب خيرات البلد وهم لايساوون شسع نعل ابنة الشهيد
ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net