صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

التسيير والتخيير وحيرة الحمير
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   موضوع التسير والتخيير يشغل بال الناس، لكن الحمير ارتاحوا من التفكير فيه، فقد أقروا بأنهم مسيرون لا مخيرون، يتبعون قول وفعل مولاهم أينما حلَّ أو نزل، لكنهم استراحوا وما أراحوا فقد أُبتلينا بهم وأُبتلوا بنا(والله يستر من تاليها).

   أقبل (زعيبل) وإتخذ لهُ مكاناً في المقهى، ثُمَّ طلب الإركيلة الخاصة بهِ، وبلمح البصر تنفذت جميع طلباتهِ، وجميع من جلس في المقهى يباشر بقول: الله بالخير مولانا؛ مؤدياً ذلك وقوفاً، رافعاً يدهُ مطأطأً رأسهُ.

   عَمِلَ (زعيبل) في الجوبة(سوق بيع المواشي)، ولم يُكمل دراستهُ الإبتدائية، إلا أنهُ كما يقولون: ألهمهُ الله علم الأولين والأخرين! وذلك على يد العالم الأوحد، فريد عصره عبد الرحمن(وأسم الشهرة رعراع)، حيثُ الأخير هو مساعد القطب الاوحد والعالم الجهبذ، قائد أحد الكتل السياسية في البرلمان الزنكَلاديشي(وكافي لهنا لأن راح تنلاص عليه).

   وبدأ مولاهم زعيبل بشرح الوضع الدولي والإقليمي للحاضرين في المقهى([1])، وتحليل المواقف السياسية المترتبة على الازمات التي تحيط بالدول(في المنطقة والعالم)، بناءً على الإطروحة السياسية التي قدمها رئيس الكتلة ومولاهم الأعلى؛ فقام أحد الحضور(لأن كولشي ما أفتهموا من الخريط مالته ولتدارك الموقف) منادياً: يا مولانا سير سير وإحنا جنودك لا تقصير؛ فقال الأخر: لا شروح ولا تفسير أنت التأمر وأحنا نغير(الأصح حمير)؛ لينهيها مهوالهم بأهزوجة: بس أشر نمحيها أمريكا بس أشر، والحمير يرددون: نمحيها أمريكا!(ليكون زعيبل بطل قصة القضاء على أمريكا وهو جالس في المقهى)

   هؤلاء الحمير المتأثرين بالشعارات تجدهم مهتمون بكل القضايا الاقليمية والعالمية، متجاهلين مصيبتهم وعيشة البهائم التي يعيشونها، يركضون وراء أوثانهم من السياسيين وغيرهم، الذين يعيشون كالملوك(عايشين براس الحمير عيشة هارون الرشيد)، ما زالوا يؤمنون بالخزعبلات أو المنشورات المفبركة(حصان يرقص، صخلة توذن، جني يلعب طوبة)، يجعلون من مقولة( ساعة لكَلبكـَ وساعة لربك) أية قرآنية! ومن زعيبل(الي ما يندل غير الجوبة) إماماً مفترض الطاعة!

بقي شئ...

هؤلاء جاء وصفهم بدقةٍ في القرآن:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171))[2]

[1] المتعارف أن مثل هؤلاء يلقون خطبهم وتوجيهاتهم في الجامع ولكن بما أن الشباب عزفت عن الذهاب الجوامع، لحقوا بهم إلى المقاهي وفق قاعدة: التعامل بروح شبابية

[2] سورة البقرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/15



كتابة تعليق لموضوع : التسيير والتخيير وحيرة الحمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net