صفحة الكاتب : نزار حيدر

باعَ السياسيُّون الوطَن فاشتراهُ المرجِعُ الأَعلى!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    أ/ على مرِّ التَّاريخ، وفِي المُنعطفاتِ الخطيرةِ تحديداً، أَثبتت المرجعيَّة الدينيَّة أَنَّها الأَحرص على البلاد من كلِّ الذين يدَّعون الوطنيَّة وهم مُزيَّفون يُتاجرون بالوطن ولا يهمَّهم شيءٌ مِنْهُ إِلَّا عنوانهُ ليحمُوا مصالحهُم الذاتيَّة والحزبيَّة!.
   ب/ لقد باعَ السياسيُّون الفاسدون والفاشلون الوطن للإِرهاب بثمنٍ بخسٍ عندما انشغلوا بالصِّراع على السُّلطة والنُّفوذ، ولَم يلتفتُوا إِلى المخاطر العظيمة التي كانت تتربَّص بالبلاد، فاشتراهُ المرجعُ الأَعلى بفتوى الجهاد الكفائي وكان الثَّمنُ غالياً جدّاً من نحورِ الشُّهداء ودموع الأُمَّهات وأَنين الثَّكالى والأَيتام!.
   وكان العراقُ يستحقُّ هذا الثَّمن ليتعافى.
   ج/ لقد إِنشغل وقتها القائد العام للقوَّات المسلَّحة بحربهِ الضَّروس لنيلِ الولايةِ الثَّالثة، فأَضاع البلاد، وانشغل المرجعُ الأَعلى بتحريرِ فتواهُ التاريخيَّة الشَّهيرة ليحمي البلاد من شرِّهِ وبالتَّالي من شرِّ الإِرهاب!.
   وانشغلَ المُوما إِليهِ بتوسيعِ سُلطتهِ ونفوذِ عائلتهِ في الدَّولة ليحتلَّ الإِرهابيُّون نصف الأَراضي العراقيَّة، وانشغلَ المرجعُ الأَعلى في تحريرِ رسالةِ الإِقالة التي وضعت حدّاً لمهازلِ [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقلِّ وإِلى الأَبد!.
   د/ الذين يطعنُون بولاء [العمائِم] ويتساءلُون بخُبثٍ عن دورها في مَيدان المواجهة ويبحثون عنها في ساحاتِ الوغى! عليهم أَن يتصفَّحوا سجلَّات شُهداء فتوى الجِهاد الكِفائي!.
   هـ/ ينبغي تدوين وتوثيق كلُّ ما يتعلَّق بالفتوى المقدَّسة لحمايتِها من العبث والتَّضليل والإِندراس والتَّشويه! كما حاول [القائد الضَّرورة] مثلاً مُصادرة حقوق تأَسيس الحشد الشَّعبي للفتوى باسمهِ كذِباً وتضليلاً وتشويها! وقبل كلَّ ذَلِكَ مُتاجرةً!.
   و/ والَّذين يطالبُون بحلِّ قوَّات الحشد الشَّعبي التي تأَسَّست إِستجابةً لفتوى المرجعُ الأَعلى وشرعنها مجلس النوَّاب في قانونٍ خاصٍّ بهذا الشَّأن، هم الطائفيُّون الذين يوطِّئُون الظُّروف المُناسبة لعودةِ الإِرهاب!.
   ز/ العدوُّ قَبْلَ الصَّديق يعرفُ جيِّداً بأَنَّ لقوَّات الحشد الشَّعبي الدَّور المِفصلي في إِنجاز النَّصر النَّاجز على الإِرهاب، فهي التي أَفاضت بمعنويَّاتها على بقيَّة تشكيلات المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة التي كانت تعاني وقتها من إِنهيارٍ شديدٍ وعميقٍ في المعنويَّات جرَّاء فساد القائِد العام ومكتبهِ المشؤُوم!.
   ح/ مَن يُطالب بحلِّ قوَّات الحشد الشَّعبي هو كمَن يُطالب بحلِّ قوَّات التدخُّل السَّريع مثلاً أَو قوَّات مُكافحة الإِرهاب أَو قوَّات البيشمرگة أَو القوَّة الجويَّة، فكلُّ هَذِهِ العناوين هي تشكيلات دستوريَّة وقانونيَّة في إِطار المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة! نظَّم علاقاتِها مع بعضٍ وحدَّدَ معامِّها الدُّستور والقانون.  
ط/ وفِي ذِكرى الفتوى المُباركة أَدعو إِلى تفعيل تقرير اللَّجنة النيابيَّة الخاصَّة التي تشكَّلت للتَّحقيق في قضيَّة سقوط المَوصل، ليقفَ مَن وردَ إِسمهُ في التَّقرير، وعلى رأسهم القائد العام الأَسبق للقوَّات المسلَّحة، أَمام القضاء ليعرف الرَّأي العام تفاصيل الجريمة التي لم تنتهِ إِلَّا بعدَ أَن سالت الدِّماء أَنهاراً واستُبيحت الحُرُمات وتمَّ تدمير التَّاريخ والحَضارة والمدنيَّة!.
   ليسَ من المعقُول إِسدال السِّتار عن أَعظمِ مأساةٍ مرَّت بالعراقِ من دونِ أَن يتحمَّلَ أَحدٌ المسؤُوليَّة!. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/14



كتابة تعليق لموضوع : باعَ السياسيُّون الوطَن فاشتراهُ المرجِعُ الأَعلى!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net