صفحة الكاتب : سجاد العسكري

عندما نطقت السماء!
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد نسمع عبر التاريخ ومراحله المملوءة بالاحداث والوقائع والتي في اغلب الاحيان هي احداث مؤلمة لطرف وممتعة لطرف اخر بالرغم كونها لا تخلوا من الم للطرف الذي يشعر بالمتعة والهيمنة والسيطرة عبر وسائله ومنها الاستعمار عن طريق ارسال افواج الجيوش لتقطع البحار والانهار والجبال والصحاري لغرض فرض هيبتها وسيطرتها او لأجل مصالح ربحية هذا فيما سبق.
هذه الظاهرة اخذت تتطور في الفكر الاستعماري , فجشع السيطرة والهيمنة واخضاع الاخرين وسلب خيراتهم ..., جعلهم يفكروا بأساليب جديدة , ومسوغات قد تكون من اول وهلة منطقية وواقعية , بعيدة عن الريبة والظنون , فلجأوا الى السيطرة الاقتصادية مثلا او بناء قواعد عسكري , او تشريع قوانين دولية تصب في خدمتهم مع علمهم بأن الكثير من الدول لا يمكن ان تبلغ او ينطبق لديهم هذا القانون او ذاك !.
او الى ادعائات وشعارات كحقوق الانسان والحرية الشخصية , والنظم الدكتاتورية .., ليتباكوا كالتماسيح لهذه الشعارات من اجل ان تطاء اقدامهم كل بقعة من العالم يهدد مصالحهم ومنافعه الشخصية فقط , واخر ابداعاتهم اختراع وصنع الارهاب فكان المسوغ للاعتداء على الاخرين بهذه الحجة , والخطر الذي يهدد العالم الامن بأمانهم المزعوم وارهابهم المدعوم ,لزعزعة الشعوب الحرة العصية , فمتى ما شعروا بتنامي قوة من قبل الاحرار او كانت هنالك قيادة حكيمة مقاومة تهدد مصالحهم وتسلطهم على مقدرات الشعوب ,فالسبيل الوحيد امامهم هو زج مجاميعهم الارهابية الخفية النائمة لتعض وتغتال وتقتل وتفجر ..., واخرى تصرح بالطائفية والمظلومية عبر نباح سياسيها التي دعمتهم واوصلتهم لما هم عليه .
نعم فهذه الاحداث نفسها كانت واقع حال في العراق بعد 2003م وخصوصا عندما التف الشعب خلف المرجعية الدينية واخذ يردد شعارات الطاعة والولاء لها , وحتى اغلب القوى السياسية الاسلامية وغيرها لها نفس التوجه في كثير من الاحيان , وهنالك قوى اسلامية كانت ترى الوجوب في طاعة المرجعية كامثال المجلس الاعلى بقيادة شهيد المحراب بل لايمكن التحرك بأي حركة او قرار مصيري مالم يطلع على رأي المرجعية فيه .
وهو من المسوغات التي لم تروق للولايات المتحدة وتحالفهم ,لذا نلاحظ ماعليه العراق من عدم استقرار وضعف حكومي , وفساد ينخر مؤسسات الدولة وغيرها من التدخلات والضغوط من اجل ان يتخلى ابناء هذا الشعب الابي عن قيادته الدينية الحقيقية المتمثلة بالمرجعية والحوزة العلمية .
فشنت هجمة همجية ارهابية قاعدية , ثوارعشائر, اعتصامات تصريحات المسميات كثيرة؛لكن المصدر واحد هو وهابي بعثي لاغير يكن الحقد الدفين على العراقيين الذين عاشوا بسلام في ظل التنوع العرقي والطائفي والديني , فاخذ باستغلال الثغرات وجهلة القوم ليثير النعرات الطائفية العنصرية وخصوصا للدعم الهائل الذي وجهته امريكا ودول الخليج للمجاميع الارهابية التي تربت على موائدهم ,فماكان منهم الا ان يقضوا على العراق واهله الاصلاء فزجوا بداعش لتسقط بعض المحافظات بايديهم نتيجة عملائهم , واخذوا بالزحف على باقي محافظات العراق وهم يهددون بشعاراتهم الطائفية الاماكن المقدسة في العراق , والعالم يتفرج كيف فجع العراق بمجزرة سبايكر واحتلال المدن الامنة من قبل داعش وعلى مايبدو كان الرهان على ان العراق لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأنه لايمتلك القائد الحقيقي للقضاء على الارهاب العالمي الداعشي .
فكان موقف العالم سلبي وخصوصا دول الجوار, الا الجارة صاحبة حلم الانبياء ايران فكانت تدعم وقيادتها تترقب بحكمة , لأنها على علم ويقين بأن القائد الحقيقي ينتظر امر السماء , فنطق امر السماء على لسانه بالجهاد الكفائي , وماهي الا لحظات لتهتز الارض وتزلزل عروش الظالمين والمتفرجين برجال لا طاقة لمواجهتهم من اكبر القوى , وهم يرددون الامر والطاعة لقائدهم الحقيقي تملئهم العقيدة والحماس للتصدي لخطر داعش , فتشكل من هؤلاء المتطوعين المطيعين حشدا شعبيا مقدسا دافع وضحى ولايزال واتى بالنصر المحقق والخلاص من زمر داعش ليصيب الدول المتفرجة والداعمة بشلل مخططاتهم الشيطانية .
فسماحة المرجع الاعلى الامام السيستاني "دام ظله" نطق بأمر السماء, لتلتحم امر السماء وحلم الانبياء لتحقيق النصر وتشكيل حشدا شعبيا مقدسا يدافع عن الارض والمقدسات والعرض , فعلينا ان نطيع المرجعية ونحافظ على حشدنا , لأستهدافهما من نفس قوى الظلام التي تحاول ابعادنا عنهما عبر التشويش والتشويه والافكار الدخيلة , فنصرنا الدائم والقادم هو التفافنا حول المرجعية ودعم حشدنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/14



كتابة تعليق لموضوع : عندما نطقت السماء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net