صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

دكتاتورية من نوع آخر
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نعلم جميعا أن أسوء أنواع الحكم هو الدكتاتوري، لإنه يكاد أن يمنع الحياة عن الشعوب.. فهو يضغط على آخر أنفاس الحرية ويكتمها، كما أنه يفرغ أموال الدولة في جيوب زمرة محددة، ويملئ السجون بالمعارضين.

الدكتاتورية أنواع على غرار أقبحها ما فعله صدام حسين ضد الشعب العراقي.. لكن يبدوا أن هناك نوع آخر مازال مستمراً ويتمدد، محاولاً دخول محافظة السليمانية في إقليم شمال العراق، الذي يتجسد بحكم العائلة الواحدة.

الحكم في إقليم كردستان يصنف تحت مصطلح الحكم  العائلي، لإنه وعلى مدار أكثر من 50 عام لم يخرج الحكم من هذه العائلة، حيث أنتقلت زمام السلطة من الأب إلى الإبن، بالإضافة إلى مشاركة  نسبية في الحكم من قبل حزب آخر، حيث  كافة المفاصل المهمة في حكومة الإقليم، من مدراء عامين وأعضاء لجان في المؤسسات الحكومية، هم من داخل قوقعة الحزبين الحاكمين، ولا يسمح للأشخاص من خارجهما، أن يتولى أحد الركائز المهمة، وهذا الشكل الأول لدكتاتوريتهم.

 كذلك سيطرتهما على كافة تفاصيل تصدير النفط في الإقليم، وكل ذلك تحت أنظار حكومة المركز، التي لم تحرك ساكنا، سوى إعطائهم ما ليس لهم من الميزانية الإتحادية!  حيث أن رجال العائلة المالكة يسيطرون على كل واردات نفط الشمال، ولا أحد يعلم أين تذهب هذه الأموال.. أما رواتب موظفي الإقليم فهي من حصتهم في الميزانية الإتحادية، و حين منعت حكومة المركز حصة الأقليم، رأينا إخواننا الأكراد يتظاهرون بسبب قطع رواتبهم، ولكن الغريب أنهم يتظاهرون أستجداءا من حكومة المركز، رغم أن ميزانية الإقليم مليئة بأموال النفط.. حتى ظهرت إدعاءات تفيد أن رصيد بعض القادة وصل إلى 27 مليار دولار وأضعافها في الجانب الآخر المشترك في السلطة.. والرب أعلم بما يخفى..وهذا الشكل الثاني لدكتاتورية العائلة الحاكمة.

من بين حيطان الدكتاتورية تخرج أصوات الحرية، هذا ما تجسد بروح الإقتصادي الشاب شاسوار عبد الواحد، الذي رفض الخنوع للدكتاتورية، وأعلن عن تشكيل سياسي يضم أغلب الشباب العراقي الكردي، تحت خيمة الجيل الجديد، وبما أن الأصوات الناشزة ترفض الحناجر الجهورية، تم ممارسة أبشع أنواع الدكتاتورية من قبل الأسايش، بحق  الشاب شاسوار وآخرها الأعتقال.

هكذا أكتملت أركان الدكتاتورية لحزب العائلة الواحدة، لتصبح متممة لحكم الطاغية صدام، فلو أراد الشعب أن يتخلص من أصوات النشاز، علية أن يكون صوتاً جهورياً، ويطالب بحرية شاسوار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/30



كتابة تعليق لموضوع : دكتاتورية من نوع آخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net