صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

المولات وغسيل المالات
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   بما أن راتب المعلم لا يكفي(يادوب يسد المصاريف الاعتيادية) قررت وأحد زملائي المعلمين أن نفتتح مكتب طباعة وأستنساخ وتصوير فوتوغرافي ومستلزمات مدرسية، قما بتأجير محل وترتيبهِ وبدأنا العمل، وكان الأقبال جيداً، حتى أن صاحب المحل ضاعف الإيجار بدون سابق إنذار!

   إستمر العمل وفتح الله لنا باباً آخر، حيثُ حضرت صاحبة صالون حلاقة وتزيين العرسان عندنا، وطلبت منا تصوير وطباعة صور العرسان الذين يحضرون عندها مقابل نسبة من الارباح؛ تمت الموافقة وكان عملاً جيداً؛ لكن الطمع أفشل العمل فصاحب المحل كان جشعاً فأراد مضاعفة الايجار مرة أخرى، وبتصرفهِ هذا أعلن بأنه يريد مصادرة المشروع، وأخذ يختلق مشاكل مع زميلي أثناء تواجده في المحل، وبدأ بأتهامه بأمور قد تؤدي بزميلي إلى التهلكة، لذلك قررت إنهاء المشروع وخرجنا منهُ دون خسارة..

   ما أثارني في تلك الفترة أن شابان كان لها أستوديو بالقرب منا، كانا يدفعان إيجاراً ضخماً(أحد أسباب مضاعفة الايجار علينا)، ويعمران المحل ويرتباه كل ثلاثة أشهر تقريباً، لكن ما يدخلهم من وارد لا يساوي ربع ما يدخلنا! فمن أين لهما كل هذا المال؟ فتحققت وعلمت أن هذا المحل لم يكن سوى واجهةٍ لغسيل أمولٍ تأتي من جهةٍ أُخرى..

   اليوم ثمة تزاحم وتدافع مريب على إفتتاح مولٍ أو مطعمٍ، الواحد تلو الآخر في بغداد، حتى يبدو إن العاصمة ستضرب الرقم القياسي في موسوعة غينيس من حيث عدد المولات والمطاعم التي لا تنضب، فيتغير أسمها من مدينة السلام والعلم الى مدينة المطاعم والقضم! ألا يدعونا هذا الى التساؤل: لماذا؟ وهل حقاً أن مردود هذه المولات والمطاعم يسد مبالغ الايجار ورواتب العاملين؟! بالنسبةِ لي لا أعتقد ذلك أبداً؛ نعم ليس الكُل فثمة مولات ومطاعم لها روادها وهي تكاد لا تخلو من الزبائن أبداً، لكن كم نسبتها مقابل العدد الهائل الموجود الآن!؟ أعتقد أن الموضوع فيهِ غسيل أموال قطعاً..

بقي شئ...

أقترح أن تتوجه الأنظار والأفكار الإستثمارية(غسيل الاموال) في جوانب أُخرى مهمة و مربحة أيضاً، هي إفتتاح مستشفيات أهلية من طراز يضاهي المستشفيات العالمية بدل سفر المريض ومعاناته هو وعائلته، فوضع المستشفيات الحكومية بائس جداً، وهذه فرصة جيدة لـ(غسيل الاموال) ولكن بفائدة أكبر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/26



كتابة تعليق لموضوع : المولات وغسيل المالات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net