صفحة الكاتب : وكالة نون الاخبارية

الصافي من الحرم الحسيني :لا مجال لنا للخروج من أي مأزق إلا بتحكيم منطق الحكمة والعقل والجلوس لغرض التفاهم
وكالة نون الاخبارية

تقدم ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 26/ صفر / 1433هـ الموافق 20-1-2012 م بتعازيه إلى جميع العوائل الذين فقدوا أعزاءهم ضحية الأعمال الإجرامية التي ارتكبها المجرمون الإرهابيون مستهدفين فيها زوار الإمام الحسين (عليه السلام) سائلا ً الله تعالى أن يمّن على الشهداء بالرحمة والغفران وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وتوجه خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة بالشكر والتقدير لكل الجهات التي ساهمت مساهمة خاصة في إنجاح هذه الزيارة المليونية، مؤكدا على إنه لا يستثني أي جُهد بُذل سواء كان من الجهات الرسمية أو الشعبية أو أهالي المدينة والمواكب الحسينية.
وأكد على إن هذه الزيارة أصبحت تشكل منعطفاً مهماً جداً في هذا الوقت، وقال في هذا الشأن: استطيع القول إن هناك موسماً خاصاً يسمى بموسم الأربعين ، بسبب الأيام الطويلة المتعددة التي تشهدها هذه الزيارة وبسبب طبيعتها ونهجها وما فيها من شعائر قد لا تكون في بقية المناسبات، وشدد على الوقوف على هذه الظاهرة وهذا التوجه وتساءل ماذا يمكن أن نوفر ونساعد هذه الأعداد المهذّبة جداً والمنضبطة جداً والتي بذلت أموالا طائلة وجهداً كبيراً خلال هذه الزيارة وحتى الزيارات الأخرى؟! وخلال هذه المسيرة من المهم جداً أن نحصي تلك الأخلاق والبصمات التي يتعامل بها الزائر من جهة والمستقبل للزائر من جهة ثانية.
وتابع سماحة السيد الصافي إنه لو تكلمنا مع كثير من الإخوة ممن لم يعايشوا هذه الزيارة فاللسان يكون ألكنا وعاجزاً عن تبيان ذلك، حيث إن هذه الطبيعة والألفة الموجودة عند الناس تستدعي أن يلتفت إليها المرء ويراهن عليها سواء في تطوير البلد ونجاح العملية وفي أي خدمة من الخدمات.
ولفت إلى إن هذه الزيارة اشترك فيها الكثير من غير المسلمين ومن غير الشيعة وبعضهم من داخل العراق وخارجه، وأكد على إن هذه الطبيعة التي تجعل هذا التآلف وهذه المودة بحاجة أن نقف عندها لماذا ؟؟!! لأنها قصدت شعيرة دينية بعيداً عن كل الأغراض السياسية وتعاملت مع عقيدة وفكرة وارتباط وبالنتيجة نجحت ولله الحمد، وأضاف إنه لم تسجل فيها أحداث من شجار وطعن وغيرها من الأمور، أما الأحداث الإرهابية فإنها أحداث طارئة والإرهابي من افشل خلق الله يستهدف الناس البسطاء العزّل ويأتي إلى مواكب حتى يذهب بأرواحها قرابين إلى الله تعالى ويذهب هو إلى جهنم وبئس المصير.. ونبه إلى إن هذه الزيارة تحتاج منّا إلى لفتة ووقفة !!
وتابع أرسلنا إخوة من العتبات المقدسة لتفقد الجرحى في البصرة والبطحاء وبعض المناطق الأخرى .. عندما ذهب الإخوة إلى أهالي الشهداء .. فأهل الشهداء يحاولون هم أن يعزّوا الوافد إليهم .. هذه الروحية وهذا الفداء عند الناس يحتاج أن يثبّت ويسجل.
واستعرض سماحته لقاءه مع بعض الإخوة الأتراك الذين يعيشون في المانيا وهم جاؤوا مشياً على الأقدام.. فسألناهم : ماذا رأيتم ؟! فقالوا : نحن في المانيا عندما نحاول أن نجمع بعض الأموال من اجل بناء مسجد أو إقامة شعيرة كنّا نرى أنفسنا نقدم شيئاً .. الآن عندما جئنا إلى كربلاء مشياً على الأقدام تبيّن إننا لم نصنع شيئاً .. هذا الولاء والوفاء والكرم والأخلاق شيء خارج عن الوصف!!.
وعقب على ذلك إن هذا الولاء يعد رصيدا وعطاء للبلد وهذا هو شعب العراق، ولفت إلى إن المحن التي مرّ بها العراق وما لاقاه شعب العراق من مشاكل رغم كل ذلك فالناس بقيت متفائلة ومتفانية ومحبة لبلدها وللخير وتترجى النهوض بالبلد إلى الأفضل فالأفضل ورغم ذلك لم تترك الناس عقيدتها ولم يهابها الموت، فهذا شعب لا يقتل وهذا شعب يريد أن يصنع الحياة وقطعاً هو قادر على ذلك.
واستطرد سماحته إن كل الجهات بذلت جهداً لا يمكن أن نغفله بالرغم من المشاكل التي ينبغي تداركها في المستقبل، حيث إن مثل هكذا زيارات تحتاج إلى تقسيم العمل والجهد، مشيرا إلى إن الجهات الأمنية ينبغي أن تكلف بالجانب الأمني فقط، ولكي لا يرهق رجل الأمن ويبدأ بتصرفات قد تكون أكثر من طاقته .. من المفترض أن يتفرغ رجل الأمن لهذه المهمة الخطيرة وتُهيأ له جميع الوسائل الموجودة.
وجدد مطالبته بتحسين جانب نقل الزائرين بعد الزيارات المليونية، وقال نحن نعاني في كل سنة مسألة العودة وطبعاً في هذه السنة تُشكر كل الجهود على النقل الذي حدث، وكان يفترض على الجهات التي ساهمت في النقل أن تراعي إن المنقول فيه امرأة وفيه شيخ كبير وفيه ما فيه .. فمن غير المناسب أن نأتي بهذه السيارات الكبيرة وإنما بسيارات صغيرة أو باصات معدّة لنقل المسافرين حتى نكرّم هؤلاء الإخوة بنقلهم .. ووجه شكره إلى جميع الإخوة الذين نقلوا هذه الأعداد المليونية، وأردف إن النقد يأتي من باب التقويم لعملية قد نحتاجها في المستقبل.
وحول الوضع السياسي في البلد، ذكر ممثل المرجعية الدينية العليا إن العراق يُبنى ويتطور من خلال أبنائه، والعراق توضع له السياسة من خلال أبنائه ، هؤلاء الأبناء إما أن نثق بهم أو لا نثق بهم .. وأشار إلى إن الشعب العراقي لا زال يثق بهم .. عليهم فقط أن يخلصوا النيّة للخدمة .. فالبلد فيه استحقاقات وهذه الاستحقاقات تستدعي أن يكون الإنسان مخلصاً بداخله لخدمته هذا البلد .. ولا مجال لنا للخروج من أي مأزق إلا بتحكيم منطق الحكمة والعقل والجلوس لغرض التفاهم.
وعلق على الأحداث الجارية بقوله: إنه لا خروج من هذه الأزمة إلا بان يكون هناك استعداد نفسي لكل الأطراف بان تحل المشكلة .. وإذا لم يكن هناك استعداد فلو جلسنا مئة جلسة قطعاً سينظر احدنا للآخر نظرة عدم الثقة والتآمر والخداع وأمثال هذه المصطلحات.
وشدد على إن جسور الثقة لابد أن تُمد وحالات التفاهم لا بد أن تسود فالبلد لا يتحمل تشنجات إضافية والبلد لا يريد مسائل تبقى دائماً محل توتر بين الفرقاء، لابد أن نجلس ونتحاور ونحكّم منطق العقل والحكمة وهذا الشعب يستحق منّا كل ذلك والكل معني في ذلك، فالعراق بلد نفتخر بالانتماء إليه وفيه من التضحيات التي لم تدون ولو فتشنا عنها لوجدنا فيها الشيء الكثير، وان منطق العقل والحكمة يقول أنا أتنازل عن شيء وأنت تتنازل عن شيء ولابد أن نحب أبناء هذا الشعب ونعمل سوية من اجل النهوض بالبلد.. اعتقد هذه مشكلة ويمكن حلها لكن الإخوة لا اعرف لماذا لا يبادرون إلى الحل ؟؟!!
وعقب على ذلك بقوله: نعم تحتاج المبادرة الواعدة إلى جرأة والى محبة .. وإذا تعاملنا بهذه الروح الحقيقية الأبوية للبلد وكل واحد يشعر إن عليه بعض الالتزامات فالبلد سنراه بعين أخرى فيها تفاؤل وأمل وفيها محبة لهؤلاء الناس، والناس كلها تنتظر الخير إن شاء الله تعالى من الحكومة المنتخبة.
وكالة نون خاص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وكالة نون الاخبارية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/20



كتابة تعليق لموضوع : الصافي من الحرم الحسيني :لا مجال لنا للخروج من أي مأزق إلا بتحكيم منطق الحكمة والعقل والجلوس لغرض التفاهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net