المواجهة مع الرسول وآله الانقلاب
المحامي أحمد حسين يعقوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قراءة للتاريخ عن أحداث يوم وفاة الرسول ص بدلالة كتب أهل السنة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين   آل عمران - آية 144
عظم الله أجورنا وأجوركم بمناسبة الذكرى السنوية المؤلمة(28صفر) لرحيل سيد وخاتم الأنبياء والمرسلين , البشير والنذير والسراج المنير حبيب الله وعبده ورسوله وأفضل الخلق أجمعين
 محمد بن عبد الله سيد الخلق وأفضلهم وأحسنهم والذي بعث رحمة للعالمين
 
 ولكي نكون مع الرسول محمد( ص) يوم رحيله إلى بارئه ونعيش مع ما جرى في ذلك اليوم من أحداث جسام مؤلمة تركت ظلالها واثارها المؤسفة آنذاك علينا, ولحد الآن يدفع المسلمين خسائرها ويجني مآسيها المتكررة.
 
لذى حري بنا أن نعرف ماذا هناك وما جرى ؟ ما هي المشكلة وما ملابساتها ؟ ومن أبطالها ومنفذيها ؟
 
علينا الغضب لله ولرسوله وللأمتداد الطبيعي له وهم أهل البيت ع, ولا نغضب لغير ما أنزل الله به فلا مشروعية له, وأن نتحلى بروح موضوعية ومنفتحة, طالبة حق, بعيدة عن التعصب والحقد الأعمى, تريد رضى الله ورسوله, ومنزهة عن السب والشتم والتجريح والذي لا يغني من الحق شيئا,
 لننتصر لله ولرسوله ولأهل بيته المعصومين, لا لغيرهم ممن بدلوا ما أراد الله ورسوله وأخذوا موقعا ليس لهم, لا يقاس بهم الحق, فهم خطاءون,وفي جاهليتهم عبدوا الأصنام وشربوا الخمر وقتلوا المؤودة.والله يقول
 
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }.البقرة آية124
  (أي لا يصل موقع الخلافة والإمامة(وهو منصب الهي لايخضع للشورى والإنتخاب كالنبوة) من كان ظالما في حياته حتى قبل الإسلام وأحاديث كثيرة بهذا الشأن) 
 
كنت مترددا(أنا ناشر البحث ) في البحث أول الأمر بهذا الموضوع لحساسيته والمساس بشخصيات لامعة توارثتها الأجيال أبا عن جد بدون إطلاع ووعي وتدقيق للتاريخ بل غيبت عنها الحقيقة بحقد أهل السقيفة وجاهلية  اموية وعباسية ووهابية وبزي سلفي تكفيري !!!!,
 وقررت أن استخير الله في كتابه المجيد, هل من الصلاح أن أكتب وأنشر البحث أم لا ؟؟؟
 
فكانت نتيجة الخيرة جيدة جدا مناسبة للوقت, علينا جميعا أن نعرف تاريخنا لأننا أبناء ذلك التاريخ والذي ورثنا مواقفه والتزمنا بشخصياته وعرفنا الحق من الباطل, علينا التمسك بالحق لأنه الطريق الى
الله ورسوله والجنة.
الحق مع محمد وآله الكرام
نعم الحق مع محمد رسول الله وأهل بيته المعصومين الكرام وهم{ علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام} فهم سفن النجاة ومصابيح الدجى, في بيوتهم نزل القرآن فهم أعرف به, خلقهم الله أنوار تناقلتهم الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ولم تنجسهم الجاهلية بانجاسها ولم تلبسهم من مدلهمات ثيابها, لم يسجدوا لصنم ولم يشركوا بالله طرفة عين أبدا, فهم دعائم الدين و أركان المؤمنين ومعدن الحكمة وأهل بيت العلم والحلم والتقوى.
 
الموضوع مأخوذ
 من أجزاء كتاب (( المواجهة مع الرسول وآله القصة الكاملة))وموثق بالأدلة والمسانيد من كتب السنة للكاتب والمحقق والأستاذ والمحامي والمتشيع أحمد حسين يعقوب وله كتب كثير, تجد هذه الكتاب وغيره ضمن مؤلفات المستبصرون.
هذا الرابط يوصاك الى الكتاب
http://www.aqaed.info/book/456/
 
 
 
بسم اللّه الرحمن الرحيم
 مقدمة الكتاب
للكاتب أحمد حسين يعقوب
الحمد اللّه رب العالمين، وأصلى واسلم بأفضل صلاه وأتم تسليم، على حبيبنا، وقره أعيننا، سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد، وعلى آله الطيبين، سفن النجاة، ونجوم الهدى، وباب حطه، واحد الثقلين، وأهل ألمنزله والشرف والفخر والرئاسة، صلاه وسلاما دائمين متلازمين متكررين في كل لحظه وحين إلى يوم الدين أما بعد:
فها أنا أضع بين يدي عشاق الحقائق الشرعية ألمجرده كتابي السادس(ألمواجهه ألقصه الكاملة) وهو أول كتاب من نوعه يعالج هذا الموضوع بذات الهيئة والمضمون والمنهجية.
وقد عنيت بالمواجهة
 تلك ألمجابهه التي حدثت عبر التاريخ بين رسول‏اللّه محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم من جهة، وبين أعداء اللّه الذين كرهوا ما انزل اللّه، فتبرعوا نيابة عن الجنس البشرى فجابهوا رسول‏اللّه وآله، وقاوموهم، وكادوا لهم كيدا، ومكروا بهم مكرا، وحاربوهم حربا مسلحه طوال أحدى وعشرين سنه منها ثلاث عشره سنه قبل ألهجره وثماني سنين بعد ألهجره.
ثم أحاط الرسول وآله بأعداء اللّه، وأغلق في وجوههم كل الأبواب، وترك باب الإسلام مفتوحا، فاستسلم أعداء اللّه، وذكرهم بمكرهم، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال -ولما ذلوا واستسلموا، عفا رسول‏اللّه عنهم قائلا:
(اذهبوا فانتم الطلقاء)، وتلفظوا بالشهادتين، فعرفوا بالمسلمين الطلقاء، وعاشوا بنعيم في ظلال حرية الإسلام، ونظام المساواة، والعدل، وتكافو الفرص الاسلامى واحترام كرامه الإنسان، ولاح لمجتمع دوله الرسول إن أعداء اللّه بالأمس والذين صاروا اليوم(مسلمين طلقاء) قد استقاموا، ولم لا، فالبواطن اختصاص ألهى، وليس للبشر إلا ظواهر الأمور وانشغل المجتمع الاسلامى بالأهم.
وجاء نصر اللّه والفتح، وخرج العرب جميعا ومواليهم من دوائر الشرك إلى دائرة التوحيد، فلم يعد بوسع عربي أن يعلن شركه وتوحد العرب، ولأول مره في تاريخهم، تحت خيمة دوله النبي، دوله الأيمان التي عاش في ظلالها العرب والعجم، والموالى والصرحاء، مع كل الألوان ينعمون جميعا بالحرية، والمساواة، والعدل، والكرامة الانسانيه، وتكافو الفرص كثمرات طبيعية لتطبيق القوانين الالهيه التي بينها النبي بيانا كاملا وشاملا ونقلها من النص إلى التطبيق، ومن النظر إلى الواقع، ومن ألكلمه إلى الحركة عبر مسيرتي الدعوة والدولة.
وحج رسول‏اللّه بالناس، وأعلن أمام وفود الحجيج، ان حجته تلك هي حجه الوداع، وانه قد خير فاختار ما عند اللّه، وانه يغتنم فرصه تجمع المسلمين، ويعلن أمامهم بأمر من ربه في ذلك المكان(غدير خم) إن اللّه تعالى قد أمره بإعلان على بن أبى طالب وليا للامه وإماما لها من بعده، فهو ولى من كان النبي وليه ومولى من كان النبي مولاه.
فتقدمت الجموع وبايعت‏الإمام‏على، وهنأته بالولاية، وكان ابوبكر وعمر من أوائل المبايعين والمهنئين، وبايعه الطلقاءايضا.
وفى ذات الموقف أعلن النبي أمام ذلك الجمع المهيب بان الهدى لا يدرك إلا بالتمسك بالثقلين:
كتاب اللّه وعتره النبي أهل بيته، وان ألضلاله لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بهذين الثقلين معا.
ثم نادى النبي بأعلى صوته:
(ألا هل بلغت) وصاحت الجموع الاسلاميه بصوت واحد:
لقد بلغت يا رسول‏اللّه، أديت الامانه، وبلغت الرسالة، وتركت الناس على‏المحجه البيضاء.
فقال الرسول:
اللهم أنى أشهدكم‏عليهم.
ويهبط جبريل الأمين، ومعه آية الإكمال
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‏نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (1)
 وتلى النبي آية الإكمال على المجتمعين، ففرح‏المجتمعون بكمال الدين، وتمام ألنعمه، ورضا الرب الحكيم بولاية علي.
وبدا للناس إن‏ألمواجهه قد وضعت أوزارها، وان الشرعية الالهيه قد ألقت جرانها في الأرض، وعاد الناس إلى ديارهم على هذا الأساس.
بطون قريش:
في هذا الوقت، توحدت بطون قريش تماما مره أخرى كما توحدت ضد النبي، وهبطت من بهاء التدبير الالهى، إلى ظلمه تدبيرها، فقال قائلها:
ليس من العدل إن يكون النبي من بنى هاشم، وان يكون الولي منهم.
وليس من ألحكمه أن يعط‏ى أهل بيت ألنبوه هذا الدور المميز!!
والإنصاف يقضى بان تكون النبوه لبنى هاشم، وان تكون الخلافة للبطون.
هذا هو العدل، وعلى بطون قريش أن تعمل على فرض العدل بالقوة، وتجميع العرب حول هذا الهدف!!!
فليس مناسبا أن يتولى الأمور من بعد النبي على‏بن أبى طالب الذي قتل سادات‏البطون!!
ونكل بشيوخ الوادي في بدر واحد والخندق!!
وهكذا فتحت بطون قريش أبواب مواجهه جديدة بالوقت الذي كان فيه النبي يتأهب للقاء ربه، وبدأت بطون قريش تستقطب، وتشن حملاتها الدعائية ضد النبي من جديد، ولكن وهى مسلمه هذه المرة!!!
ولم يكن أمام النبي في هذه الحاله إلا التذكير بالبيان الالهى المتعلق بالقيادة من بعد النبي، وبالدور المميز لأهل بيت ألنبوه، فقاد النبي حمله مضادة، ووضح خلال حملته حتى‏الواضحات، حتى لا تبقى لمن خالف شبهه، وحتى تكون معصيته مع العلم وسبق الإصرار.
مرض النبي
ومرض النبي مرضه الذي مات منه، فأراد قبل موته أن يلخص الموقف للامه، وان يكتب توجيهاته ألنهائيه، كما يفعل قاده الأمم عاده وكما فعل الخلفاء طوال التاريخ، وضرب الرسول لكتابه توجيهاته موعدا يحضره الخلص من أوليائه، وبالوقت الذي حدده النبي لكتابه توجيهاته ألنهائيه فوجى‏ء النبي، وفوجى‏ء الخلص من أوليائه بسادات بطون قريش يدخلون على حجرته ألمقدسه، ولم يكن بوسع النبي أن يعدل عن كتابه توجيهاته ألنهائيه فقال لأوليائه:
(قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) فنهض أولياء النبي ليحضروا الكتف والدواة، وعلى الفور نهض عقيد سادات البطون، وتجاهل وجود النبي وقال للحاضرين:
(إن رسول‏اللّه يهجر، ولا حاجه لنا بكتابه، حسبنا كتاب اللّه).
وعلى الفور أيضا قال سادات البطون، متجاهلين بالكامل وجود النبي: (القول ما قاله(فلان) حسبنا كتاب اللّه، لا حاجه لنا بكتاب النبي، إن النبي يهجر!! ما باله استفهموه اهجر!! ما شانه اهجر!!)
وأكثروا اللغط والتنازع وتبين للنبي حقيقة الموقف، وان هدف سادات البطون هو الحيلولة بينه وبين كتابه ما أراد، وبهذا المناخ لم يعد هنالك ما يبرر كتابه ما أراد، وأدرك أنها الفتنه، لذلك رأى أن يحسم الموقف فقال:
(قوموا عنى، لا ينبغي عند نبي تنازع، ما أنا فيه خير مما تدعوني إليه) هنالك نهض الجميع وخرج سادات البطون بعد إن صدموا خاطر النبي الشريف، وتركوه يموت غاضبا مهموما!!.
واغتنموا فرصه انشغال الإمام وأهل بيت ألنبوه، بتجهيز النبي وتكفينه(فتقطعوا أمرهم زبرا) ونصبوا الخليفة الجديد في غياب آل محمد ثم اقبلوا يزفونه، وواجهوا آل محمد بواقع لا طاقه لهم على تفسيره، ونجحت خطه البطون بتقويض الشرعية الالهيه، ونسف الترتيبات الالهيه رأسا على عقب، وفتح أبواب مواجهه جديدة ودائمة بين الشرعية والواقع المفروض وما زالت تلك ألمواجهه تشتد حتى أكلت الأخضر واليابس، ولم يبق من الجانب السياسي في الإسلام إلا الهيكل العظمى.
 
 
حضر الذين اصطفاهم النبي ليكتب أمامهم التوجيهات ألنهائيه وليلخص أمامهم الموقف، وفجاه حضر عمر بن الخطاب ومعه قاده التحالف وعدد كبير من أعوانه، الذين اتفق معهم عمر على خطه تحول بين النبي وبين كتابه ما أراد.
وحضور أعوان عمر لم يكن بالحسبان، !!
كيف يفعل النبي أمام هذه المفاجاه؟ هل يلغى الموعد، ويضرب موعدا جديدا، أو يمضى قدما إلى حيث أمره اللّه؟، لقد اختار النبي الحل الأخير فقال:
(قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا)، وفى رواية ثانيه:
(ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، وفى رواية ثالثه (ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، وفى رواية أخرى (ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا)، وفى رواية خامسة (ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا)، وفى رواية سأدسه قال (ائتوني بكتف اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا)، وفى رواية سابعة قال الرسول (هلم اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده).
هذا ما قال الرسول حسب كل الروايات، وهذا سبب ألمواجهه المباشر بين الرسول وعمر بن الخطاب وحزبه.
هل هذا السبب يوجب ألمواجهه مع الرسول؟
انظر مليا إلى هذه الروايات السبع التي أسندت للرسول:
هل فيها خطا؟ هل فيها غلط!!
هل فيها أساءه لأحد!!
من يرفض التامين ضد ألضلاله، ولماذا، ولمصلحه من هذا الرفض؟ ثم إن الرسول في بيته، ومن حق الإنسان أن يقول داخل بيته ما يشاء، ثم إن الرسول مسلم ومن حق المسلم أن يوصى، والذين يسمعونه أحرار في ما بعد بإعمال أقواله أو إهمالها ثم إن الرسول ما زال رسولا وقائدا للدولة وسيبقى حتى تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها متمتعا بصلاحياته كرئيس.
انه وبكل المعايير ألعقليه والانسانيه والدينية لا يوجد ما يبرر مواجهه الرسول بسبب قوله (هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا) بل إن المومن الصادق يستجيب للّه ولرسوله، ويفرح بهذا العرض الذي يحصن الامه ضد ألضلاله أبدا!!!
قائد التحالف عمر بن الخطاب يتصدى للنبي
ما إن أتم رسول‏اللّه جملته:
(قربوا اكتب لكم كتابا..) حتى تصدى له عمر بن الخطاب وقال متجاهلا النبي وموجها كلامه للحاضرين (إن النبي يهجر وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه) المصدر (تذكره الخواص للسبط بن الجوزى الحنفى ص،62وسر العالمين وكشف ما فى الدارين لابى حامد الغزالى ص‏21).
قادة التحالف يرددون خلف عمر
وما إن أتم عمر كلامه حتى قال أعوانه بصوت واحد متجاهلين وجود الرسول وموجهين كلامهم للحضور:
(هجر رسول‏اللّه، إن رسول‏اللّه يهجر، ما شانه اهجر؟ استفهموه؟، ماله اهجر؟ استفتموه؟ وردد أتباع عمر مع كل جمله من الجمل الاربعه قافيه (القول ما قال عمر) متجاهلين بالكامل وجود الرسول.
الحضور من غير حزب عمر
صعق الحضور من غير حزب عمر من هول ما سمعوا فقالوا:
قربوا يكتب لكم الرسول، ويرد عمر عليهم متجاهلا وجود النبي
(إن النبي يهجر، وعندنا كتاب اللّه حسبنا كتاب اللّه)، -وعلى الفور- يضج أتباعه بالقافية:
القول ما قال عمر إن النبي يهجر، ماله استفهموه اهجر؟ ما شانه اهجر!!
النسوة يتدخلن في الأمر
قال ابن سعد في طبقاته (الطبقات لابن سعد 2/243، 244.)
(لما مرض الرسول قال:
(ائتوني بصحيفة ودواه اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، قالت النسوة:
ألا تسمعون رسول ‏اللّه قربوا..
 فقال عمر:
أنكن صويحبات يوسف، فقال الرسول:
(دعوهن فأنهن خير منكم) يبدو أن النساء المتجمعات في بيت رسول‏اللّه بمناسبة مرضه سمعن اللغط والمشادة بين عمر وأتباعه من جهة، الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوه أن يحولوا بين الرسول وبين كتابه ما أراد وبين المومنين الصادقين الحاضرين الذين استجابوا للّه وللرسول، فعندئذ تجمعن أمام الباب أو من وراء الستر، وتعجبن مما يفعل عمر وحزبه فقلن.. عندئذ نهرهن عمر وقال انتن صويحبات يوسف فرد الرسول عليه ذلك الرد الموجع.
نتيجة تصرفات عمر وحزبه
كثر اللغط، وكثر اللغو، وكثر الاختلاف، وارتفعت الأصوات، وتنازع الفريقان، فريق عمر، والفريق الذي يويد الرسول وسمعت النساء بما جرى وهتفن
ألا تسمعون رسول‏اللّه وصاح عمر وحزبه بالنساء ورد الرسول على عمر وحزبه ردا موجعا، وصارت ألكتابه بهذا الجو مستحيلة، لان عمر وحزبه كانوا على استعداد لفعل اى شي‏ء يحول بين الرسول وبين كتابه ما أراد، وقد أدرك الرسول ذلك ورأى الكثرة التي جلبها لهذه الغاية.
الرسول يحسم الموقف وينصرف الجميع
رأى رسول‏اللّه كثره حزب عمر، وإصرارهم على فعل اى شي‏ء للحيلولة دون الرسول ودون كتابه ما أراد،
 فلو أصر الرسول على كتابة ما أراد، لأصر عمر وحزبه على إثبات هجر رسول‏اللّه، مع ما يجره هذا الاتهام من عواقب مدمره للتشكيك بكل ما قاله الرسول، وبما إن اللغط والاختلاف، وارتفاع الأصوات عند النبي قد كثر، وحدثت مشادة كادت تودي للتنازع، بل وبدا التنازع فعلا، لذلك رأى رسول‏اللّه أن يصرف النظر عن كتابة توجيهاته ألنهائيه، وتلخيصه للموقف، وحسم موضوع هذا التجمع، فعندما وصل الأمر بالنساء لانتقاد تصرفات عمر، ورد عمر وحزبه على النساء متهمين إياهن (بأنهن صويحبات يوسف)، تكلم رسول‏اللّه وأجاب عمر وحزبه (بأنهن خير منكم)  طبقات ابن سعد 2/243، 244)، وقال الرسول ص( حسب نقل الروات المختلفة ولاكن المضمون واحد) :
(دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)، أو (ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)، أو قال:
(قوموا عنى ولا ينبغي عندي التنازع)، أو قال:
(قوموا عنى).
وهذا ما تمناه عمر وحزبه، فبعدما نجح عمر وحزبه بالحيلولة دون رسول‏اللّه وكتابه ما أراد، فقد تحققت الغاية من اقتحامهم لبيت الرسول، ولم يعد ما يوجب البقاء
مصادر الرواية (صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قوموا عنى،7/9وصحيح مسلم في آخر كتاب ألوصيه،5/75وصحيح مسلم بشرح النووي،11/95ومسند الإمام احمد،4/356ح ،2992وصحيح بخارى،4/31وصحيح مسلم،2/16ومسند احمد ،3/286و،1/355وتاريخ الطبرى،2/192والكامل لابن الاثير ،2/320وتذكره الخواص للسبط بن الجوزى ص،62وسر العالميين وكشف ما فى الدارين لابى حامد الغزالى ص‏21.).
لماذا استمات عمر وحزبه ليحولوا بين الرسول وكتابه ما أراد؟
لقد اعترف عمر في ما بعد، بأنه وحزبه لم يحولوا بين الرسول وبين كتابه ما أراد لان المرض قد اشتد به، أو لان القرآن وحده يكفى كما زعموا يومها، إنما صدوا النبي عن كتابه ما أراد حتى لا يجعلوا الأمر لعلى‏بن أبى طالب ع ...  المصدر(شرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد 3/114سطر 27الطبعه الاولى مصر وبيروت، 2/79سطر 3بتحقيق ابو الفضل، 3/802طبعه مكتبه الحياه، 3/167طبعه دار الفكر، كتابنا نظريه عداله الصحابه)!!
حوادث مشابهه ومكر الليل والنهار!!:
مرض أبو بكر:
مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل أن يموت، دعى أبو بكر عثمان قبيل وفاته بقليل ليكتب توجيهاته ألنهائيه، وطلب من عثمان ألا يسمع احد وقال لعثمان اكتب:
(أنى قد وليت عليكم.. -فأغمى على أبى بكر من شده الوجع- فكتب عثمان اسم (عمر) (أنى قد وليت عليكم عمر) فلما أفاق أبو بكر من غيبوبته، طلب من عثمان أن يقرا له ما كتب، فقرا عثمان، فسر أبو بكر وقال:
(لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها).
وأصغى المسلمون لأبى بكر ونفذوا تعليماته وعاملوه بكل التوقير والاحترام ولم يقولوا إن أبا بكر هجر، ولا قالوا إن المرض قد اشتد به، ولا قالوا حسبنا كتاب اللّه (تاريخ الطبرى،3/429وسيره عمر لابن الجوزى ص ،37وتاريخ ابن خلدون،2/85وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام، ص‏159).
عندما أراد أبو بكر إن يكتب توجيهاته ألنهائيه وهو مريض وقبيل وفاته كان عمر جالسا مع ألصفوه التي اختارها أبو بكر ليشهدوا كتابه توجيهاته ألنهائيه ومعه شديد مولى أبى بكر حاملا للصحيفة.
فكان عمر يقول:
(أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول‏اللّه، انه يقول أنى لم آلكم نصحا ( تاريخ الطبرى، ط اوروبا 1/2138)).
قارن بين موقف عمر وحزبه من رسول‏اللّه وموقفهم من أبى بكر، لم يقل عمر إن أبا بكر قد اشتد به الوجع، مع إن وجع أبى بكر اشد من وجع الرسول!!
ولم يقل عمر:
(إن أبا بكر قد هجر كما قال هو وحزبه عن الرسول!!)
ولم يختلف الحضور ولم يتنازعوا ولم يكثر اللغط ولم تتدخل النساء، إن هذا لأمر عجاب!!
هل لأبى بكر قيمه عند عمر وحزبه وقداسه أكثر من قيمه الرسول وقداسته!!
اجب كما يحلو لك!!
مرض عمر:
طعن عمر بن الخطاب، قال طبيبه(عند مرضه):
لا أرى إن تمسى فما كنت فاعلا فافعله، واشتد بعمر الوجع، وقال:
لو إن لي ما اطلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع!!
الويل لعمر ولام عمر إن لم يغفر اللّه لعمر!!
وقال لابنه عبد اللّه ضع خدي على الأرض لا أم لك (الامامه والسياسه لابن قتيبه،1/21 22والطبقات لابن سعد،2/364وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص ،119وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص‏367 ، 369)!!
ومع هذا كتب عمر توجيهاته ألنهائيه وعهد لستة نظريا وعهد لعثمان عمليا، وأمر بضرب عنق من يخالف تعليماته ألنهائيه (الطبقات لابن سعد،3/247وانساب الاشراف للبلاذرى ،5/18وتاريخ الطبرى 5/33).
لقد كتب عمر ما أراد، ولم يعترضه احد، ولم يقل احد أن المرض قد اشتد بعمر، مع إن المرض قد اشتد به فعلا أكثر مما اشتد المرض برسول‏اللّه!!
ولم يقل احد إن عمر يهجر كما قال ذلك عمر وحزبه لرسول‏اللّه، ولم يقل احد عندنا كتاب اللّه وهو يكفينا ولا حاجه لوصيتك، إنما عومل عمر بكل التوقير والتقديس والاحترام، ونفذت تعليماته ألنهائيه حرفيا كأنها كتاب منزل من عند اللّه وأكثر!!
فهل لعمر وأبى بكر قداسه عند الناس أكثر من رسول‏اللّه!!
وباى كتاب انزل بان الاثنين أولى بالاحترام والطاعة من رسول‏اللّه!!
اجب بما يحلو لك، فانك لن تغير الحقيقة المرة!!
 
 
الإعلان عن وجود انقلاب، وقاعدة شعبيه له
موقف عمر وحزبه في الحجرة المقدسة، وقولهم للنبي:
(أنت تهجر) وحيلولتهم بين النبي، وبين كتابه ما أراد، والحشد الذي جمعه عمر واقتحم به بيت رسول‏اللّه، ونجاحه بالحيلولة بين الرسول وبين كتابه ما أراد وإعلانه رسميا بتأييد من حزبه إن القرآن وحده يكفى، ولا حاجه لرسول‏اللّه ولا لتوجيهاته هو بمثابة إعلان عن وجود انقلاب تدعمه قاعدة شعبيه وبان الانقلابيين سيستولون قريبا على السلطة بالقوة، وأنباء ألمواجهه التي جرت في حجره الرسول بين الرسول ومن والاه من جهة وبين قائد الانقلاب عمر بن الخطاب ومن والاه من جهة أخرى شقت طريقها بكل تفاصيلها إلى إسماع أهل ألمدينه وما حولها من الأعراب، وسمع بها المنافقون، وشعروا بالسعادة لأنها بشائر انهيار الإسلام ونظامه السياسي بالنسبة لهم، واغتبط المنافقون لان عمر وحزبه كسروا خاطر الرسول وقالوا له:
(أنت تهجر)، وحالوا بينه وبين كتابه ما أراد، وارتفعت أسهم عمر وقاده التحالف عند المنافقين ارتفاعا عظيما.
وتذكر المنافقون إن عمر بن الخطاب وطلحه من قاده التحالف بعد إن فروا من معركة احد وأشيع بان النبي قد قتل، قالوا (ليت لنا من ياتى عبد اللّه بن أبى سلول -زعيم المنافقين- ليأخذ لنا أمانا من أبى سفيان قبل أن يقتلونا) كما سنوثق ذلك (النص والاجتهاد ص‏327)، وسنسوق عشرات المصادر في ما بعد.
وشعر المنافقون بالارتياح، لان ذلك النفر هم (قاده الانقلاب)، وتصور المنافقون إن الفرج عليهم قريب!!.
 
 
تنفيذ الانقلاب
 
موعد تنفيذ الانقلاب المناسب
بعد نجاح الانقلابيين بمواجهتهم مع النبي، وحيلولتهم دون الرسول وكتابه ما أراد، وبعد إن تلقى الناس نبا ألمواجهه غير المتوقع وتأكدوا من وجود انقلاب على الشرعية الالهيه، وبعد إن بهر الانقلابيين المنافقين، واقتنع طلاب الدنيا المرتزقة من الأعراب إن ميزان القوى إلى جانب الانقلابيين، وبعد تفكير عميق قرر الانقلابيين أن يكون
موعد تنفيذ الانقلاب خلال الفترة ألزمنيه الممدودة ألواقعه بين وفاه النبي وبين دفنه
وهى فتره انشغال آل محمد وبنى هاشم بمصابهم الجلل برسول الله، وإعدادهم واستعدادهم لتجهيزه ودفنه، إذ لو حضر آل محمد، وكان هنالك تكافو فرصه لتمكن الإمام علي من أقامه الحجة على الانقلابيين، وإذا تصدى له الانقلابيين كأشخاص فانه سيسحقهم سحقا، والحل الامثل أن ينفذ الانقلاب خلال الفترة التي حددوها وفى غياب آل محمد، حتى يتمكن الانقلابيون من تنصيب خليفة يزفه أعوانه وأنصاره زفا ويفاجوون آل محمد بأمر واقع، فإذا اعترض آل محمد عندئذ يصورهم الانقلابيين بصوره الخارجين على ألجماعه الشاقين لعصا الطاعة، ويصورهم قاده الانقلاب بصوره طلاب زعامة وهكذا يستخفون الناس، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويتلاعبون بعواطف السذج فإذا خطر ببال علي أو آل محمد أن يقاوموا وان يستعملوا القوه، فلن يكون عمر أو غيره من قاده الانقلاب مضطرا لمواجهه علي بل يسلط على الإمام مجموعه من الغوغاء فيحيطون به ويقبضون عليه، وإذا تجاوز حدوده يقتلونه، وإذا تعاضد مع أهل البيت وآل البيت متعاضد عندئذ يسلط الانقلابيون عليهم قبيلة من المرتزقة، وخلال مده محدودة تكون نساء آل محمد سبايا، وأموالهم غنيمة لتلك القبيلة، وهكذا نجح الانقلابيون بتحديد الوقت المناسب.
 
خطوات تنفيذ الانقلاب وتوزيع الأدوار
من أللحظه التي قعد فيها رسول الله على فراش المرض، استنفر الانقلابيون قاعدتهم ألشعبيه، وقامت قياده الانقلاب بتحديد الخطوات، وتوزيع الأدوار على ألقياده والقواعد ألشعبيه، بحيث ينجح الانقلاب، ويتم تنصيب خليفة خلال الفترة ألواقعه بين وفاه النبي وبين دفنه، فيواجه آل‏محمد بواقع لا قبل لهم بتبديله، أو تعديله أو تغييره.
 ألخطوه الأولى:
ألمواجهه مع النبي داخل بيته: لما علم الانقلابيون من مصدر موثوق إن النبي يريد أن يكتب توجيهاته ألنهائيه، جمع عمر بن الخطاب حشدا كبيرا من رجاله، واقتحم بهم بيت ألنبوه، وعندما أراد النبي أن يكتب توجيهاته ألنهائيه، اعترض عليه عمر بن الخطاب بشده وقال للنبي: أنت تهجر، لا حاجه لنا بكتابك، عندنا القرآن وهو يكفينا(تذكره الخواص للسبط بن الجوزى ص،62وسر العالمين وكشف ما فى الدارين لابى حامد الغزالى ص‏21)!!
وردد الحاضرون من حزب عمر خلفه: إن النبي يهجر، والقول ما قال عمر(صحيح البخارى،7/9، 4/31وصحيح مسلم آخر كتاب الوصيه،5/75وصحيح مسلم بشرح النووى 11/95.)،
 وفى ما بعد اعترف عمر بن الخطاب انه قد صد النبي عن كتابه توجيهاته ألنهائيه حتى لا يجعل الأمر لعلى(شرح النهج لعلامه المعتزله بن ابى الحديد 3/114سطر 27للطبعه الاولى مصر، وبيروت، 12/79سطر، 3تحقيق ابى الفضل، 3/803مكتبه الحياه، 3/167دار الفكر).
 وهكذا نجح الانقلابيون بخطوتهم الأولى وحالوا بين الرسول وبين كتابه ما أراد، وذلك بفضل تعاون أم المومنين عائشة التي أخبرتهم بموعد كتابه تعليمات الرسول ألنهائيه كما أثبتنا.
 الخطوه ألثانيه:
 وضع قسم كبير من أنصار الانقلاب في المسجد وحوله، ليكونوا قرب آل محمد، يراقبون تحركات آل محمد، وينتظرون أللحظه التي ياتى بها الخليفة الجديد، فيستقبلونه مجرد وصوله ويبايعونه أمام آل محمد، بعفويه وبدون اعتراض، وكان هذا القسم لا يعرف شيئا عن الانقلاب، وكأنه قد فوجي‏ء كما فوجي‏ء آل محمد، ولكن ليبدو الأمر طبيعيا يباشر هذا القسم بالبيعة.
 وبالفعل عندما جاء الخليفة الجديد نهضت هذه ألمجموعه لاستقبال الخليفة، فقال لهم عمر بن الخطاب: (ما لي أراكم حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر، فقد بايعته وبايعته الأنصار)( الامامه والسياسه لابن قتيبه الدينورى 1/11.).
 وكان كلام عمر مسحه رسول، فقام عثمان بن عفان والأمويون فبايعوا الخليفة الجديد، وقام سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بنى زهره فبايعوا الخليفة الجديد، ولم يبق من هذا الجمع بدون بيعه إلا على بن أبى طالب والعباس ومن معهما من بنى هاشم بالاضافه إلى الزبير الذي انضم أليهم(الامامه والسياسه لابن قتيبه الدينورى 1/11.).
 وهكذا عزل الهاشميون وآل محمد كما خطط قاده الانقلاب، ونجح القسم الذي وضع في المسجد بأداء دوره على أكمل وجه.
 ألخطوه ألثالثه:
 قسم يتحرك إلى منطقه الأنصار، ويتجمعون في سقيفة بنى ساعده كأنهم زوار لسعد بن عباده الذي كان مريضا وطريح الفراش بإجماع كل المؤرخين، ومهمة هذا القسم إن ينتظر قدوم قاده الانقلاب الرئيسيين الثلاثة وان يشتركوا بالحوار وكأنه لا علم لهم بوجود انقلاب، حتى إذا نجح قاده الانقلاب بجر المجتمعين إلى الخوض في حديث خليفة النبي، أو من يخلف النبي، امسكوا بالحديث وتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو أبو بكر عندئذ ينهض القسم الذي تجمع في سقيفة بنى ساعده ويبايع أبا بكر كأول خليفة للنبي، فينذهل الحاضرون من غير الانقلابيين ويجدون إن من ألحكمه مبايعه الخليفة الجديد حتى يشركهم في ما بعد بالمنافع والأدوار، ويحافظوا على مصالحهم.
 سعد بن عباده مريض بالإجماع، وقاعد على فراش المرض في منزله ألمجاوره لسقيفة بنى ساعده، ولان سعد سيد الخزرج بلا كلام، فمن الطبيعي إن تأتى وجوه الخزرج لعيادته والاطمئنان على صحته، وليتدارسوا الوضع بعد إن تأكدت وفاه الرسول الكريم خاصة وان وفاه النبي ستترك فراغا هائلا، وفجاه حضرت للاوس المتفقه مع قاده الانقلاب، والمحصورة مهمتها بمبايعه الخليفة الجديد عند طرحه من قبل قاده الانقلاب الثلاثة، وليس في حضور للاوس أو جزءا كبيرا من للاوس، أو مجموعه من الاوس لزيارة سعد بن عباده ما يثير ألريبه، فسعد مريض، وعيادة المريض وزيارته مرغوبة في الجاهلية والإسلام، وهى من حيث الظاهر مبادرة نبيلة من للاوس.
جلس الجميع واطمأنوا ظاهريا على صحة المريض، سعد سيد الخزرج، ومن غير المستبعد إن الانقلابيين من الاوس قد تطرقوا إلى عصر ما بعد ألنبوه، ويجمع المرخون بأنهم قالوا لسعد بن عباده الأمر لك، فما كنت فاعلا فلن نعصى لك أمرا، بمعنى إن سعد بن عباده يتولى توجيه الأنصار إلى ما يمكن عمله، وكيف، وليس المقصود توليه سعد خليفة على المسلمين، فلا سعد يقبل ذلك، ولا الاوس تقبل ذلك، ومن الطبيعي إن ينشرح خاطر سعد، فهو سيد الخزرج بلا منازع، وتولى من حضر من الاوس وهم كثير، الأمر لك أمر غريب ومدهش، ولكن تقبله سعد وتقبلته الخزرج بحسن نية، وبارتياح كانت الخزرج خاليه الذهن تماما من موضوع الانقلاب، ومن تورط اعداد كبيرة من الاوس فيه.
 حضور قاده الانقلاب الثلاثة، وفجاه حضر أبو بكر وعمر وأبو عبيده حضور أبى بكر وعمر خاصة أمر مستهجن، فهم أصهار الرسول، وقد جرت العادة أن ينشغل الأصهار مع أهل الميت بتجهيزه ودفنه ولكن سعد والخزرج تصوروا أن زيارة الثلاثة، تعبير عن محبتهم لسعد بن عباده، ولفته نبيلة منهم تجاه الخزرج، ومن الطبيعي أن ينهض الجميع، أو يتفسحوا على الأقل للزوار الثلاثة، ومن الطبيعي أن ينقطع الحديث بوصول الزوار الثلاثة، ومن ثم يجلس الجميع، الحشد الذي كان عند سعد، بالاضافه إلى الزوار الثلاثة، فمن الذي وصل الحديث، أو من الذي بدا الحديث!!؟، وكيف تطور إلى الحديث عن خلافه النبي؟! لا احد يعلم ذلك على وجه اليقين!! لم تعد الروايات التاريخية التي هندستها وسائل إعلام السلطة مقبولة عقليا، ولا قادرة على الوقوف أمام اى تحليل منطقي محايد!!! لكن الموكد الوحيد إن غاية الثلاثة من قدومهم هو تنصيب الخليفة الجديد بهذا المكان الملائم بعيدا عن آل محمد، ثم زف الخليفة إلى المسجد حيث يبايعه الانقلابيون المتواجدين في المسجد وحول بيت الرسول، ومن الموكد أيضا إن قسما كبيرا من الاوس كان ضالعا، وان تواجدهم ليس صدفه، إنما هو عمل مدبر وثمره تخطيط وتدبير مسبق، فاسيد بن حضير قدمته وسائل إعلام ألدوله على انه سيد الاوس، وبعد يوم واحد من دفن الرسول يشترك في سريه يقودها عمر بن الخطاب مهمتها إحراق بيت فاطمة بنت محمد على من فيه، وفيه على والحسن والحسين وفاطمة!! فهل يعقل أن يكون هذا الاندفاع ثمره صدفه في السقيفة أم انه فصل في كتاب الموامره(تاريخ الطبرى،2/443 444وابو بكر الجوهرى حسب روايه ابن ابى الحديد فى 1/130 134، 3/19تجد ان اسيد بن حضير هو احد رجالات سريه الحريق).
 
ماذا جرى داخل السقيفة
هنالك إجماع على إن أبا بكر قد تكلم فقال: (إن المهاجرين هم أول من عبد اللّه في الأرض، وإنهم عشيرة الرسول، وإنهم الأمراء، والأنصار هم الوزراء)( تاريخ الطبرى،3/198والامامه والسياسه لابن قتيبه ،1/8وشرح النهج لعلامه المعتزله بن ابى الحديد 2/226.).
 ويجمع المورخون بان عمر قد تكلم ومما قاله: (بان المهاجرين هم أولياء الرسول وعشيرته والأحق بالأمر من بعده، وان العرب تأبى إن نومر الأنصار ونبيها من غير الأنصار، ولكن العرب لا ينبغي إن تولى هذا الأمر إلا من كانت ألنبوه فيهم، من ينازعنا سلطانه وميراثه ونحن أهله وعشيرته)، ويجمع المورخون بان أبا عبيده قد قال (يا معشر الأنصار أنكم كنتم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بدل وغير(الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/8وما فوق، وتاريخ الطبرى حوادث سنه،11ه، وتاريخ بن الاثير 2/125.)!!!)
 أنت تلاحظ إن المهاجرين الثلاثة قد احتجوا بحجه آل‏محمد ليحصلوا على بيعه الأنصار!!،
 فهل حقيقة إن أبا بكر وعمر وأبو عبيده هم عشيرة النبي، واولياوه، أو هم الأولى بسلطانه وبميراثه كما قالوا!!
 فكل واحد من هولاء الثلاثة من بطن مستقل عن الأخر، ومحمد من البطن الهاشمي المستقل عن هذه البطون والمتميز عليها.
 ويلاحظ أيضا إن الثلاثة صوروا وكان الأنصار يريدون إن يكون الخليفة منهم، وهذا غير صحيح، فلم يفكر الأنصار بذلك، والموجود من الأنصار في السقيفة عدد قليل، وسعد بن عباده أنبل وارفع واجل من أن يقبل أن يكون خليفة مع وجود على، ومن غير المعقول أن يتقدم على علي فسعد من شيعه على، وابنه قيس من شيعه على، والمقداد من شيعه على، والحباب بن المنذر من شيعه على، أولئك هم الذين قادوا جبهة الأنصار في السقيفة، ومن جهة ثانيه، فان الذين حضروا من الأنصار في السقيفة، ولم يكونوا متورطين مع الانقلابيين كانوا مع الشرعية وكانوا مع على بن أبى طالب فقد قام المنذر بن الأرقم وقال: (إن فيكم لرجل لو طلب هذا الأمر لم ينازعه احد (يعنى على بن أبى طالب)( تاريخ اليعقوبى،2/103والموفقيات للزبير بن بكار ص‏579).
 ويروى المورخون: إن الأنصار قالت -أو قال بعض الأنصار-: (لا نبايع إلا على‏بن أبى طالب)( تاريخ الطبري،3/208وطبعه اوروبا،1/6818وابن الاثير 2/123قال: ان الانصار قالت: بعد ان بويع ابو بكر).
 
التعازم والمبايعة
قال أبو بكر، هذا عمر، وهذا أبو عبيده بايعوا ايهما شئتم؟ فقال عمر لأبى بكر ابسط يدك أبايعك، وكثر اللغط وكثر الاختلاف، أهل الشرعية من الأنصار يقولون لا نبايع إلا عليا، والثلاثة يريدون عمليا أبا بكر والمندسون من الانقلابيين ينتظرون ألفرصه.
 
 
احد الانقلابيين يحسم الموقف
كان بشير بن سعد الخزرجى رجلا مغمورا، بشكل أو بأخر أقنعه الانقلابيون بالانضمام أليهم، وبشير هذا كان يكره الإمام على، وأورث هذا الكره لابنه النعمان فقد كان ثاني اثنين من الأنصار يقفون في ما بعد بصف معاوية ضد على -كما يروى ابن أبى الحديد في شرح النهج، -ولما رأى حاله الاختلاف، وان مفاتيح الأمور مع سعد بن عباده ورجاله، حسد سعدا، ورأى إن ألفرصه ملائمة ليتحول من رجل مغمور إلى بطل فوقف بشير بن سعد وقال: (يا معشر الأنصار أنا واللّه لئن كنا أولى فضيلة في جهاد المشركين، وسابقه في هذا الدين، ما أردنا به إلا رضا ربنا، وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا، فما ينبغي إن نستطيل على الناس بذلك..
 إلا إن محمدا من قريش وقومه أحق به وأولى، وايم اللّه لا يراني اللّه أنازعهم هذا الأمر أبدا، فاتقوا اللّه ولا تخالفوهم ولا تخالقوهم..
 عندئذ قال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيده فايهما شئتم فبايعوا؟ قال الاثنان: (واللّه لا نتولى هذا الأمر عليك)..
 أنت تلاحظ إن بشير بن سعد استعمل حجه أبى بكر وحجه عمر وهى حجه آل محمد، وانه كان متفقا معهما اتفاقا تماما، فهم يتصرفون كأنهم آل‏محمد، وكأنهم ورثته، وبشير بن سعد يتبنى حرفيا ادعاءهم!!
 
الانقلابيون الحاضرون في السقيفة يودون دورهم كاملا
بهذه الأثناء قفز بشير بن سعد الانصارى وبايع أبا بكر فكان أول من بايع، وتقدم اسيدبن حضير وعويم‏بن ساعده وأبو عبيده وكل المتواجدين من الانقلابيين فبايعوا أبا بكر، وذهل الفريق الأخر ولم يدر ماذا يفعل وتزاحم الحاضرون من أوليائهم على ألبيعه، وتصور الحضور إن بيعه أولئك الذين بايعوا عفويه، ولم يدروا إن الأمر قد دبر بأحكام بالغ.
 ألخطوه الرابعة:
استقدام المرتزقة من الأعراب: استقدم الانقلابيون أعدادا كبيرة من المرتزقة من الأعراب، وطلبوا منهم إن يتواجدوا بالوقت الذي حددوه قرب بيت سعد بن عباده.
 وجاءت قبيلة اسلم بالوقت الذي جاء فيه من حضر من الانقلابيين في سقيفة بنى ساعده يبايعون الخليفة الجديد أبا بكر.
 روى الطبرى: إن اسلم (قبيلة كبيرة) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر(تاريخ الطبرى،2/458وطبعه اوروبا،1/1843وقال ابن الاثير فى تاريخه 2/224وجاءت اسلم فبايعت)، وقال الزبير بن بكار فى الموفقيات بروايه ابن ابى الحديد 6/287فقوى بهم ابو بكر)، قال المفيد فى كتابه الجمل ص 43ان القبيله كانت قد جاءت لتمتار من المدينه).).
 قال عمر بن الخطاب: (ما هو إلا أن رأيت اسلم فأيقنت بالنصر)!! جاءت قبيلة اسلم الكبيرة، أو تجمع من القبائل كان أبرزها قبيلة اسلم حتى تضايق بهم السكك لكثرتهم(المصادر ألسابقه)، فبايعوا جميعا أبا بكر.
 وعلق عمر على هذه ألواقعه في ما بعد فقال: (ما هو إلا أن رأيت اسلم فأيقنت بالنصر)( المصادر السابقه).
 والسوال المهم الذي يطرح نفسه هو:
 (كيف علم عمر إن تجمع القبائل القادم من خارج ألمدينه سيبايع أبا بكر؟
كيف أيقن عمر بن الخطاب، إن هذا التجمع القبلي معه وسينصره، وسيبايع أبا بكر؟
هل هو يعلم ما في نفوس هذا التجمع الكبير، حتى تيقن بأنهم معه، وانه سينصرونه؟ إن عمر نفسه لا يدعى انه يعلم ما في النفوس!!، وشيعه قاده التاريخ لا يقولون بان عمر يعلم الغيب، هم يعتبرونه مواز للرسول، ويرجحونه على الرسول عندما يختلفان!!، ولكنهم لا يقولون بان عمر يعلم الغيب!! إذا كيف تيقن عمر إن كل ذلك التجمع من القبائل التي ضاق بهم السكك معه؟ يقولون انه ذو فراسة وعراف، إن الفراسة والعرافة قد تجدي بفرد أو فردين أو عشره أو مائه ولكن اى ذي فراسة ولى عراف هذا الذي يتيقن من فعل الآلاف قبل أن يقع!!!
 إذا يبقى الموكد الوحيد إن عمر بن الخطاب قد استحضرهم لهذه الغاية، وقد أطلعهم على مجريات الأمور، وطلب منهم أن يحضروا بالوقت الذي حدده لهم فيبايعوا أبا بكر ويشتركوا بزفته إلى المسجد!! ومن غير المستبعد أن يكون عمر وقاده الانقلاب قد منوهم بجعل على ذلك أو مكافاه، ومن الممكن أن تكون هذه القبائل قد تصورت أنها ستحصل على غنائم سهله، فأقبلت حتى ضاقت بهم السكك!! ومثل عمر المخطط البارع لا يترك الأمور للصدفة، ولا يبنى انقلابه على الصدف، ولا نعلم النصر على من؟!! وقول عمر: (فأيقنت بالنصر!! انه بالرغم من بيعه الانقلابيين لأبى بكر في السقيفة، إلا انه لم يتصور إن هذه ألبيعه ستحقق له الانتصار على آل محمد!! فقط تيقن بالنصر عندما شاهد جموع القبائل والمرتزقة يتجهون نحو السقيفة ليويدوا الخليفة الجديد، وليقفوا معه ومع حزبه، ضد أرادة محمد، ولانتزاع حق آل محمد الثابت بالقيادة والامامه من بعد النبي!! وأقبلت المرتزقة من القبائل ألمستحضره للمدينة من كل جانب تبايع أبا بكر.
 ألخطوه الخامسة:
 زفه الخليفة الجديد: بايع أبا بكر الانقلابيون من المهاجرين والطلقاء والأنصار ومن المرتزقة من الأعراب (وكان عمر محتجرا يهرول بين يدي أبى بكر ويقول: (إلا إن الناس قد بايعوا أبا بكر)( كتاب السقيفة للجوهرى كما نقله ابن ابى الحديد فى شرح النهج،1/133و 74بلفظ آخر)،
وأحاطت جموع الانقلابيين الكبيرة بالخليفة، وزفوه زفا إلى المسجد، محتفين بتنصيبه، وتحركوا بزفتهم إلى المسجد حيث يسجى الجثمان المقدس، وحيث يحيط به الآل الكرام.
 وشق موكب الخليفة ألمدينه، مكبرا مهللا، معلنا ابتهاجه بتنصيب الخليفة، ووصل الموكب إلى المسجد، وعلى التكبير واستقبله القسم الأول من الانقلابيين (ألخطه الأولى) فرحين سعداء بتنصيبه، واخذوا يبايعونه حسب ألخطه، وتجاوبت إرجاء المسجد بالتكبير(الموفقيات ص،578والرياض النضره 1/164للطبرى، وتاريخ الخميس 1/188).
 وجاء البراء بن عازب، فضرب الباب على الهاشميين وقال يا معشر بنى هاشم بويع أبو بكر!!، وقال بعض الهاشميين لبعض ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد!!
 ودخلت الجموع إلى المسجد يتقدمها الخليفة الجديد، فقال عمر لأبى بكر: اصعد منبر رسول الله، فتردد أبو بكر ولم يزل به عمر حتى صعد فبايعه الحاضرون كلهم من جديد.
 وبعد ذلك ألقى الخليفة الجديد خطبته وجاء فيها: (أما بعد أيها الناس أنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فان أحسنت فاعينونى، وان اسات فقوموني..
 اطيعونى ما أطعت اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم اللّه)( طبقات ابن سعد 2/2/78طبعه ليدن).
 وسمع أمير المومنين ذلك فقال متمثلا بقول القائل: فواصبح أقوام يقولون ما اشتهوا ويطغون لما غال زيد غوائل نقل هذا أبو بكر الجوهرى في كتابه (السقيفة)، كما نقل ذلك عنه ابن أبى الحديد في شرح النهج(شرح النهج 6/14تحقيق ابى الفضل).
 وهكذا تم الانقلاب، وتم عزل آل‏محمد كما خطط الانقلابيون، وتمت مواجهه آل محمد بامر واقع(الطبرى تاريخ الطبرى،3/208وتاريخ اليعقوبى 2/100وما فوق، وسيره ابن هشام،4/336وشرح النهج،2/2، 1/133، 6/287والموفقيات لابن بكار ص 578والرياض النضره للطبرى،1/194وتاريخ الخميس،1/188وعيون الاخبار لابن قتيبه،2/234وتاريخ ابن كثير،5/248وتاريخ الخلفاء للسيوط‏ى ص،47وكنز العمال 3/129ح،2253والسيره الحلبيه ،3/397وصحيح بخارى 4/165كتاب البيعه.).
 
الخليفة الجديد يتفضل بتفقد الأمور ومشاركه آل محمد العزاء:
نجح الانقلابيون بتنفيذ خطه الانقلاب المتماسكة، بندا وبندا، ونجحوا بتنصيب الخليفة في الغياب الكامل لأل محمد ودون مشورتهم، ثم زفت الجموع الخليفة إلى المسجد حيث يتجمع الآل الكرام في بيت النبي حول الجثمان المقدس وعلى التكبير والتهليل، وبايعت الجموع خليفتها الجديد مره ثانيه على مسمع ومرأى من آل محمد، وخطب الخليفة الجديد، وخطب نائبه عمر بن الخطاب، وانتظر الخليفة والنائب آل محمد ليأتوهما مبايعين مباركين بعد أن واجهوهما بأمر واقع، ولم يحدث هذا، فغضب الخليفة، وغضب نائبه، وغضبت حاشيتهما، وغضبت الجموع، لتجاهل آل محمد لهذا الأمر الواقع، ولكن الخليفة كان رجلا حليما عاقلا، فتجمل بالصبر وطلب من الجميع ضمنيا إن يمارسوا ضبط النفس.
 وذهبوا إلى آل‏محمد كان الأمر طبيعي، وكان شيئا لم يحدث، وكان القائد جاء ليتفقد ألرعيه، وليشارك أهل المصاب مصابهم، كان لفته نبيلة من أبى بكر ونائبه وقاعدته ألشعبيه إن يتذكروا بعد 48 ساعة موت الرسول والإمام والقائد!!
 
وتفرغ الانقلابيون لأمر الميت!!
وتذكر الانقلابيون: أن على بن أبى طالب والعته الطاهرة الهاهم الرسول المسجى بين أيديهم، وقد أغلقوا عليهم الباب(سيره ابن هشام،4/336والرياض النضره للطبرى 1/163)، وان أهل بيت محمد، كانوا مشغولين بتجهيز الرسول(الطبقات لابن سعد /2قسم‏2/821) وان الرسول قد مكث ثلاثة أيام لا يدفن(تاريخ ابن كثير،5/271وتاريخ أبى الفداء 1/152)، وذلك من يوم الاثنين إلى يوم الاربعاء(الطبقات لابن سعد،1/499وسيره ابن سيد الناس 2/340وقال بعض المورخين: والصحيح انه دفن ليله الاربعاء، انظر تاريخ ابن كثير 5/171).
 وتبين للانقلابيين إن أهل الرسول قد تولوا دفنه(العقد الفريد لابن عبد ربه،3/61وقريب منه تاريخ الذهبى 1/321، 324، 326)،
 وان عليا والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولاه واسامه‏بن زيد قد تولوا غسله وتكفينه وامره كله.
 
الخليفة ونائبه وعائشة لم يشهدوا الدفن
أبو بكر وعمر لم يشهدا دفن الرسول ولا تغسيله أو تجهيزه، حيث كانوا مشغولين بمتاعب الانقلاب(كنز العمال 3/140تجد انهما لم يشهدا الدفن)، ومن باب أولى أن لا يشهدا الغسل والتكفين والتجهيز، أما عائشة زوجه النبي فقد قالت: (ما علمنا بدفن النبي حتى سمعنا صوت المساحى من جوف الليل ليله الأربعاء)( سيره ابن هشام 4/344وتاريخ الطبرى 2/452و 455وطبعه اوروبا 1/1833و 1837وتاريخ ابن كثير،5/270وابن الاثير فى اسد الغابه 1/34فى ترجمه الرسول وطبقات ابن سعد ج 2ق 2ص،78وتاريخ الخميس 1/191وتاريخ الذهبى 1/327ومسند احمد 6/62).
 واكبر الظن إن أم المومنين كانت مشغولة مع أبيها ومع قاده الانقلاب بترتيب أمور المسلمين بعد وفاه الرسول، لان دفن الرسول بنظرهم ليس مشكله إنما ألمشكله والاهم هو تعين الخليفة الجديد، فالاهم يتقدم على المهم!!.
خطوة إلى الخلف
 وعندما تأكد عمر من وفاه الرسول، وكان أبو بكر غائبا، وقف واخذ يقول: إن الرسول لم يمت، وإنما ارتفع إلى السماء، وهدد أن يعلو راس من يقول بموت الرسول بالسيف، وألهى الناس بهذه ألمقوله فتره حتى إذا حضر أبو بكر ذهب عنه الروع، وكبت مشاعره وذهوله، وانطلق مع أبى بكر كان لم يك به شيئا ليواجه الأهم وهو تنصيب الخليفة، ويتركا المهم وهو تجهيز الرسول ودفنه، ثم عمر قريب العهد بالرسول فقبل يوم واحد شاهده ومعه مجموعه كبيرة من حزبه، وقال بحضور النبي متجاهلا وجوده: (إن النبي يهجر حسبنا كتاب اللّه).
 بمعنى: إن عمر وحزبه حديثوا العهد بالرسول، والاهم عندهم تنصيب خليفة للرسول، فمحمد بشر، وقد انتهى دوره، ومواراته في ضريحه الاقدس ليس أمرا عاجلا بنظر عمر وحزبه.
 لان ما يعنيهم هو مصلحه المسلمين ووضع حد للتميز الهاشمي!! بمعنى: أن عمر تهدد بالموت من يقول بموت الرسول، وشغل الناس بمقوله رفع النبي للسماء حتى جاء أبو بكر(مقوله عمر ان الرسول لم يمت، وشفائه من ذهوله بحضور ابى بكر فى تاريخ الطبرى،3/198وشرح بن ابى الحديد 1/128وتاريخ ابن كثير،5/242وتاريخ ابى الفداء ،1/156والمواهب اللدنيه للعسقلانى وروضه المناظر لابن شحنه بهامش تاريخ ابن الاثير،7/64وشرح المواهب للزرقانى 8/280والسيره الحلبيه 3/371 374الهامش السيره الدحلانيه.)، ولما جاء أبو بكر قال أبو بكر (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)( سوره آل عمران آية 144)..
 عندئذ سكت عمر(الطبقات لابن سعد، تاريخ الطبرى،1/1817 1818وابن كثير 5/242.) واسترد عمر وعيه وسار مع أبى بكر كأنه لم يكن به شي‏ء!!! ورتب الاثنان مع اعوانهما أمر الخلافة وواجهوا آل محمد بأمر واقع لا قبل لهم برفعه كما فصلنا.
                                       """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
قبل أن نودعكم(للناشر)/ هنك سؤال وتعليق
 سؤال للقارئ الكريم.. لو أصيبت عائلتكم (لا سمح الله وأبعد عنكم كل شر) بمرض ما وحضر دكتور وشخص الداء وقال أتوني بورقه وقلم لأكتب لكم دواء فتشفوا ولا تصيبوا بأي مرض أبدا, وفجأة حضر شخص بدون استأذان ومنع الدكتور من كتابة العلاج, مما أدى بالمرض أن يستفحل في الأسرة ويتجذر في مستقبل أبنائها, ونتج الويلات ثم الويلات, والسؤال ما هو موقفكم من هذا الشخص الذي منع الدكتور من كتابة الدكتور ؟؟؟
أذن كيف بكم يا مسلمين, بمن يمنع رسول الله ص من أن يكتب كتاب ينفع الأمة ويكون ضامن لها حاضرها ومستقبلها من كل ظلال وانحراف وفرقه, ويتجرأ على الرسول ويصفه (أنه يهجر أوغلب عليه الوجع, أي لا يحسن ولا يفقه ما يقول)!!
 وما هذه الويلات والمحن التي عاشها آبائنا ونعيشها اليوم من الفرقة والتناحر والتخلف إلا واحدة من نتائج ذلك المنع من ألكتابه والانقلاب !!!   تصور كم حجم الجريمة التي ارتكبت ضد الرسول ص والمسلمين والبشرية جمعاء !!
لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول ص حتى طردهم وجعلت ابن عباس يبكي حتى يبل دمعه الحصى ويسميها أكبر رزية؛ رزية
يوم الخميس...
إليكم حادثة رزية يوم الخميس ننقلها من أهم كتب ومصادر أهل السنة
1-  صحيح البخاري ج 3 باب قول المريض: قوموا عني.
2-صحيح مسلم ج 5 ص 75 في آخر كتاب الوصية.
3-مسند الإمام أحمد ج 1 ص 355 وج 5 ص 116.
4-تاريخ الطبري ج 3 ص 193 –
5- تاريخ ابن الأثير ج 2 - ص 320.
قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه، فقال: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر إن النبي قد غلبه الوجع(وفي رواية أنه يهجر)، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله، قوموا عني، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
هذه الحادثة صحيحة لا شك فيها، فقد نقلها علماء الشيعة ومحدثوهم في كتبهم، كما نقلها علماء السنة ومحدثوهم ومؤرخوهم،
خلاصة البحث
للناشر
1- أمر الخلافة والاستخلاف أمر ألاهي رباني بيد الله كما هو أمر النبوة, قراره من الله لا يحق للبشر ولعموم الأمة اختياره,ولا يخضع للشورى ذلك لأنه نص رباني جاء بواسطة الرسول ص الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيا يوحى, وكل خروج على ذلك هو خروج عن طاعة الله ورسةله, تعين غير الإمام علي (الذي ورد عليه النص بالإمامة والخلافة و بالتعين الرسمي يوم الغدير من قبل الرسول ص) كخليفة هو خروج وتمرد وانقلاب على ما أراده الله ورسوله, ومن هنا, تعين أبو بكر وعمر وعثمان كخلفاء هو خروج عن إرادة الله تعالى وهو الانقلاب.
والرسول ص يقول:
(أذا تولى وال  أمر رعيته وهو يعلم أن فيهم من هو أعلم منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنون)
وعلي(ع) بنص القرآن وأحاديث رسول الله ص, فهو نفس رسول الله (آية المباهلة ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)
وعلي هو الأعلم والأنقى والأشجع والأقضى وهو مع الحق والقرآن والحق والقرآن معه.
 
2- مسألة تعين وأعداد الخليفة أبو بكر كان مخطط له مسبقا وقد خطط له الحزب المعارض وهيئ له كل السبل وجرى بدقه حسب الخطة المعدة سلفا من حيث الإعلان أولا (منع عمر الرسول كتابة العهد الذي أراد كتابته, فمنع عمر ومن معه بقوله وتجرئه على الرسول بقوله انه يهجر حسبنا كتاب الله )
  الوقت ثانيا (بين وفاة الرسول ودفنه يومان تقريبا)
 والمكان ثالثا   (سقيفة بني سعد) والأشخاص (أبطال الانقلاب)
رابعا مسرح ألعمليه وشراء ذمة قبيلة اسلم وغيرها
 خامسا غياب الإمام علي وأهل البيت وشيعتهم ومواليهم وأنشغالهم بدفن الرسول ص .
أذن فلا شورى ولا انتخاب حر بل خروج على طاعة الله ورسوله ص
وبمعنى الكلمة إنما هو انقلاب
3- السقيفة وأحداث الماضي رسمت لنا خطين, أما إن نكون مع الرسول ص وأهل البيت ع, وإما مع أعدائهم الانقلابين على الشرعية, كونوا مع الله فلا تبرور أو توجدوا أعذار للانقلابين, النصوص التاريخية واضحة ومأخوذة من كتب أهل السنة أولا,
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
4- التاريخ يجب أن يجمعنا لا أن يفرقنا ويشتتنا, والمطلوب الاعتصام بحبل الله جميعا ولا للتفرقة, ما ذكره المحامي الأردني هي حقائق قابله للنقاش, غايته إظهار حق واستنصار للمظلوم كما اعتقد, وهذا يجب أن لا يغضب طلاب الحق المؤمنون, واسأل الله أن تكونوا منهم, فلا داعي للسباب والشتم والافتراء وقول الزور (كما وصلنا من البعض)
وأذكر الله ورسوله أحق أن ترضوه إن كنتم مؤمنين.
 
5- نتائج الانقلاب من ذلك اليوم ولحد الآن هي سلسلة من الويلات والمآسي, أولها التجرؤ على الله ورسوله وخليفته بالحق الإمام علي (ع ) وشهادة الإمام علي في المحراب وشهادة الإمام الحسن واستشهاد ومأساة الإمام الحسين وأصحابه (72نفر) في واقعة ألطف في كربلاء وبأ بشع صورة عرفتها البشرية,  ثم تلتها سلسلة من الحروب والدمار وتسلط طغاة الأمة على مقاليدها واستنزاف طاقاتها ومواردها في خدمة حكام السوء وتخلف المسلمين وتهجير وأحيانا قتل أتباع وشيعة أهل البيت (ع),وكذاك شهادة تسعة من أئمة أهل البيت ع بعد الإمام الحسين كلهم معصومون ممن أوصانا رسول الله (ص) بأتباعهم وطاعتهم.
 وإليكم خير شاهد على ما يجري على المسلمين اليوم شتات وحروب وتخلف وتبعية للأعداء وفقر ومرض وجهل .
واليوم نسمع بالأخبار عن السيارات المفخخه والأحزمة الناسفة وتهجير اتباع أهل البيت من بيوتهم وقتل زوار الحسين ع في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها والى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.
 
6- لو أطاعوا الأنقلابيون الله ولم يسلبون الخلافة من علي وأهل البيت ع وأقاموا الحق بتنصيب علي ,لأقامه العدل وتطبيق حكم الله ,
لنعمة البشرية بالعدل والرفاه والحرية,ولساد العلم والحكمة والأخلاق, لكان المسلمين اليوم سادة الأمم وقدوة البشرية وكنتم خير امة أخرجت للناس .  
 وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66)المائدة
 
 رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)آل عمران
اللهم أرنا الحق حق فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه ولا تجعله علينا متشابها فنتبع هوانا بغير هدا منك يا ربي
وللمزيد في شأن السقيفة راجع كتاب أخر عن السقيفة. http://www.alkafeel.net/islamiclibrary/aqad/alsaqifa/alsaqifa/001.html#3
 
وللأستفدة من كتب المستبصرون عليك بالرابط التالي
http://www.aqaed.info/book/qesm-3/
 
وللأستفدة من حياة المستبصرون وتجاربهم عليك بالرابط
http://www.aqaed.info/mostabser/biography/
 
الشبهات المثارة على التشيع وردودها بروح علمية موضوعية
http://www.aqaed.info/book/qesm-4/
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


المحامي أحمد حسين يعقوب

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/20



كتابة تعليق لموضوع : المواجهة مع الرسول وآله الانقلاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net