صفحة الكاتب : صدى الروضتين

معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة يقيم الحفل الختامي لطلبة الجامعات والمعاهد المشاركين في مشروعة القرآني
صدى الروضتين

 

تغطية: علي طعمة البداحي

 بحضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وعددٍ من أعضاء مجلس إدارتها، بالإضافة إلى جمعٍ كبير من الطلبة وتدريسيّي عددٍ من الكلّيات والمعاهد، أقام معهدُ القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة الحفل الختامي للطلبة المشاركين في المشروع القرآني في الجامعات والمعاهد العراقيّة وللسنة السادسة على التوالي.

 وبعد مضيّ أكثر من خمسة أشهر حافلةً بالأنشطة القرآنيّة، جاء هذا المحفل تزامناً مع ذكرى يوم المبعث النبويّ الشريف وذلك على الباحة الوسطى لجامعة العميد التي استفادت من هذا المشروع.

  حفلُ الختام افتُتح بتلاوةٍ مباركة من آيات كتاب الله المجيد تلاها أحدُ طلبة هذا المشروع، تلتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار.

أعقبتها كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) بيّن فيها:

  هناك مجموعة من الطاقات المبثوثة هنا وهناك، وعلى اصطلاح بعض العلوم التطبيقيّة للطاقات الكامنة سأستعين بمثلٍ واقعيّ قد شاهدناه وأنتم أيضاً قد شاهدتموه، هذه الأرض نحن نراها أرضاً جرداء وأرضاً صحراء، لكن في داخلها مجموعةٌ من البذور المتنوّعة التي تحمل في مكنونها مجموعةً من الأزاهير الملوّنة وفيها من العطور المتنوّعة ونحن لا نراها، لكن بمجرّد أن تُمطر السماء وتُنزل الغيث تراها تزرع وتنبت من كلّ شيءٍ، وأنبتت من كلّ زرع.

وأضاف: الشباب بحمد الله تعالى هم البذور المبثوثة هنا وهناك، يحتاجون إلى رعايةٍ طيبة ويحتاجون إلى مدّ يد، حتّى تهتزّ في داخلهم هذه الينابيعُ الخيّرة وتُنبت هذا النبت الصالح، اليوم ونحن نعيش ذكرى المبعث النبويّ الشريف ترى هذا الحضور الكريم وهم يستريحون استراحةَ مقاتل، بعد أن قضوا شطراً عزيزاً من أعمارهم، والعمر دائماً نفيس، واللّحظات والدقائق والأيّام والشهور والسنين هذه أمورٌ نفيسة، على الإنسان أن يبخل بها ولا يضيّعها إلّا في موضعٍ ينتفع منه.

 كما هنأ سماحته لمن يقضي عمره في طاعة الله تعالى بعيداً عن الأدناس وبعيداً عن الموبقات، وإنّما يحتضن الآيات الشريفة ودائماً تصكّ أسماعه تلك النغمات الإلهيّة القرآنيّة، وكأنّه يستذكر الماضي ويعود إلى عصر النزول، حقيقةً الذي يعيش مع القرآن يعيش مع الحياة ويعيش مع الآخرة ويعيش مع مجموعةٍ هائلة من الأنبياء.

 وبيّن: أنتم تعلمون أنّ جميع الأنبياء كانوا يتشوّقون لرؤية النبيّ(ص)، حتّى أنّه في بعض تفاسيرنا أنّ الله تعالى عندما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم، قالوا: لخصوصيّةٍ في آدم أنّه يكون في صلبه النبيّ المصطفى(ص)، فجميعُ الأنبياء كانوا يشتاقون لرؤيته، ولعلّ في بعض رواياتنا أنّهم في بعض المحن كانوا يتوسّلون بالنبيّ وآله في أن يكشف الله عنهم الغمّ، وقد فعل، ثمّ يأتي هؤلاء الفتية الأعزّة وهم يعيشون مع القرآن الكريم، يحقّقون أوّلاً دعوة الأنبياء ويُحيون القرآن الذي قال فيه أميرُ المؤمنين: (الله الله في القرآن، لا يسبقنّكم للعمل فيه غيرُكم).

وتابع بالقول: الجامعات اليوم والحمد لله لما نرى من خلال هذا الوجود الكريم من أبنائنا والأساتذة الأفاضل أنّهم يحملون هذا الهمّ، وهو همّ الحفاظ على كتاب الله الكريم العزيز، وأودّ أن أُشير إشارة، القرآن الكريم هو معجزةُ النبيّ(ص) فينا، والتحدّيات التي تواجه القرآن الكريم تحدّيات كبيرة، والقرآن الكريم هو منيعٌ بمقتضى كونه معجزاً ومنيعاً عن أن يُستهدف وينجح المستهدف فيه، يبقى القرآن مهما حاول المحاولون وتبقى له العلويّة، لكن قد يتعرّض بين فترةٍ وأخرى لاستهداف، وأحبّ أن أُشير إلى نكتة، لعلّ الدارس في اللّغة العربيّة يطّلع ويستبين أحسن قواعد اللّغة العربيّة كقواعد نُظمت وكُتبت بعد القرآن.

وأوضح: إن العرب عندما كانوا يتكلّمون كانوا يتكلّمون على سجيّتهم، هذه اللّغة العربية كانوا يستنشقونها، وكانوا يتعاونون مع القرآن الكريم واللّغة العربيّة، فكلّ قواعد اللّغة جاءت بعد القرآن الكريم، وإنّ من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المتصيّدون في الماء العكر أن يقولوا إنّ القرآن خالف القواعد العربيّة، وإنّما الصحيح أن نقول إنّ القواعد العربيّة خالفت القرآن الكريم؛ لأنّ القرآن قبل القواعد العربيّة، ولذلك في الأدب العربيّ يقولون هذه العلّة -علّة النحو - يقولون عنها تعليل بعد (توريد)، بمعنى أنّ العرب تكلّموا ثمّ أردنا أن نعلّل كلامهم وفق أيّ ضابطة، وهذا علمٌ على العكس من العلوم الأخرى، العلوم عادةً تعلّل الأشياء وتكون العلّة قبل المعلول، عندما نرى الجاهليّة مثلاً نراها تُسقط قطعة النقد – مثلاً - نعلّل فتكون الجاذبيّة هي علّة السقوط.

 مسترسلاً العرب في البادية لم يكونوا ملتفتين إلى أنّ اللّغة يجب أن تكون هكذا، لم يقلّلوا من القواعد، نحن الآن عندما نتكلّم نقلّل من القواعد، وهناك مرحلةٌ مهمّة مرّت بها قواعدُ اللّغة العربيّة، والقرآن الكريم اليوم عندما يُقرأ بالإضافة إلى الحفظ هناك تذوّق للآيات الكريمة، ولذلك مع القرآن الكريم نصٌّ من اللّغة العربيّة وبعض المسائل الفقهيّة الأخلاقيّة، والقرآن عجيبٌ غريبٌ لا تنقضي عجائبه أصلاً، وفيه من الطراوة والحلاوة ما يعجز الإنسان عن وصفها.

 

وأضاف: لذلك أنتم تعيشون مع القرآن الكريم وتتذوّقونه فحالكم حالُ القرآن بالنسبة إلى بقيّة الكتب، الذي يُضاف اسمُه إلى القرآن يُقال: هذا حافظ القرآن، الذي يُضاف اسمه إلى القرآن عظمةُ النكرة تتحدّد بإضافتها إلى معرفة، في اللّغة العربيّة (حافظ) نكرة و(عبد) نكرة و(غلام) نكرة، لكن عندما أضيفها تُعرّف، لكن هذه الإضافة تحدّد قيمة هذا الشخص، أقول: هذا عبد الشيطان هذه بئس الإضافة، وتارةً أقول: هذا عبدُ الله فيُضاف هذا العبد أو هذه النكرة تُضاف إلى شيءٍ عظيم، (حافظ) مثلاً أقول: حافظ قصّة، لكن حين أقول: حافظ القرآن، عندما يُضاف هذا الاسم -اسم الفاعل حافظ- يُضاف إلى القرآن ما أجملها من إضافة.

وتابع: في يوم المبعث ذلك اليوم الذي بعث الله تعالى فيه نبيّنا(ص)، وهذا البَعْث بالإضافة إلى وضعيّة النبيّ أنّه كان يعلّم وكان يزكّي وكان يربّي ويأخذ بأيدي هؤلاء من خلال القرآن الكريم، فهنيئاً للإخوة الأعزّاء بالقيام بهذه الوظيفة الشريفة النقيّة، التي هي امتدادٌ لوظيفة النبيّ(ص)، وأنتم تعلمون أنّ النبيّ(ص) قال: (إنّما بُعِثتُ معلّماً)، النبيّ(ص) دخل إلى مسجد فوجد جماعة في المسجد يتدارسون جلس معهم، قال: (إنّما بُعِثتُ معلّماً)، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، وأنتم تتعلّمون القرآن وتحفظون القرآن، وهذا جهدٌ بنفسه هو جهدٌ مباركٌ وكريم وتُشكرون عليه.

وأشار: النقطة الختاميّة التي أريد أن أبيّنها هي هذا الأمر، هو أمرُ الأخذ بيد الشابّ الذي طاقاته متفتّحة وعقله ناضج، استكثروا من الأخذ فكلّ وقتٍ يمضي بلا فائدة سيندم عليه الإنسان في الدنيا والآخرة، الإنسان عندما يستذكر تاريخه سيندم على لحظاتٍ من الوقت قُضيت بلا فائدة، ويتمنّى أن يعود به الزمن وأنّى له ذلك حتّى يستكثر من الخير، استكثروا من كلّ شيء ينفع، وهذه الأوقات التي تنتفعون بها طبعاً سترجع عليكم بالبركة الكثيرة، وأجدّد كلامي انقلوا كلّ معرفةٍ الى الآخرين، والعلم الذي تنقلونه سيزداد ويزكو على عكس المال، العلمُ عندما تنفقه يزداد وهذه العلاقة علاقة طرديّة بين العلم والإنفاق على عكس المال.

 كما وخاطب سماحته الطلبة الحاضرين: ابذلوا جهداً كبيراً وأرشدوا الناس وعلّموا الناس، وخصوصاً أنّ القرآن الكريم يُستهدف، وأنتم كونوا من حماة القرآن الكريم، وجزء من حمايته أن الآيات مستحضرة دائما في بالكم، ونعم العمل الذي تعملونه.

واختتم: الشكر إلى جميع الجامعات التي تفاعلت مع هذا المشروع، وأبدت رغبةً حقيقيّة في أن تهيّئ مكاناً أو على الأقلّ التهيئة النفسيّة، فعندما يرشد الأستاذ إلى أهمّية تدارس القرآن وحفظه قطعاً سيحفّز ذلك في الطالب؛ لأنّ الطالب يسمع من أستاذه أكثر ممّا يسمع من أبيه، فالذين مارسوا هذا العمل بأنفسهم حقيقةً لهم الثناء والشكر الجزيل، وبالنهاية أعمالكم تردّ إليكم، وهذا العمل هو لكم، فشكر الله سعي الجميع، ونرجو مستقبلاً زاهراً لأبنائنا الطلبة الأعزّاء.

 حقيقةً عندكم قابليّات كثيرة فلا تستصغروا ما عندكم، فقط الرعاية مطلوبة وإن شاء الله نحن في العتبة العبّاسيّة المقدّسة نسعى إلى الرعاية، والجهد حقيقةً هو لكم وهذه الطاقات التي نسمع بين فترةٍ وأخرى أنّكم تحصدون جوائز سواء محليّة أو خارجيّة، في الفترات الأخيرة تبيّن والحمد لله أنّ هناك مجموعة من الأصوات الرائعة التي نستأنس بأن نسمعها وهي تتغنّى بالقرآن الكريم، وهذا أسلوب القراءة فيه مدارس قرآنيّة فحافظوا عليها حتّى تجعلوا السامع يضطرّ إلى أن يسمعها، وابتعدوا عن الأصوات النشاز التي قد تنفّر من السماع -والعياذ بالله-، (زيّنوا القرآن بأصواتكم) كما ورد في الحديث الشريف أو (اقرأوا القرآن بحزنٍ لأنّه نزل بحزن)، هذه أشبه بالوعاء لحفظ القرآن الكريم، دعاؤنا لكم بالتسديد والموفقيّة وشكراً لكلّ الأساتذة سواءً أساتذة جامعات أو الأساتذة الذين كانوا في خدمة الإخوة وتحمّلوا ما تحمّلوا من أجل أن ينجح هذا المشروع القرآنيّ، والقرآن يبدأ ولا ينتهي، كلّما أخذنا من القرآن شيئاً وجدنا أنّنا بحاجة لأخذ أشياء أخرى منه.

جاءت بعدها كلمة إدارة المشروع التي ألقاها مديرُهُ الأستاذ علي حمد الذي بيّن قائلاً:

 إنّ الطريق القرآنيّ هو طريق هدايةٍ يهدي به اللهُ تعالى عباده إلى طريقٍ أطول وسبيلٍ أسلم، وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتّقين، ولكي نصل وتصلون إلى هذه السبل لابُدّ أن نقطع أشواطاً ومراحل ثلاث كما ذكرها القرآن الكريم في الآيات الأواخر من سورة آل عمران المباركة، التي تتحدّث عن صفات الذين شعّت قلوبُهم بنور الذكر والتفكّر بآيات الله تعالى.

وأضاف: في وصية رسول الله (ص) لعلي أمير المؤمنين حيث قال: (يا علي عليك بقراءة القرآن على كل حال) هذا مدعاة أن نقرأ القرآن على كل حال لذلك الصفة الأولى التي اتصف بها أولو الألباب أصحاب العقول الراجحة والنيرة التي سوف تستفيد بشكل واقعي وحقيقي من القرآن، ثم ينتقل القرآن الكريم إلى صفة أدق وأعمق (من يذكرونه) صفة (ويتفكرون) الصفة الأولى تمهد إلى صفة أعمق لصفة يستفاد منها بالقرآن الكريم بشكل حقيقي وواقعي صفة ويتفكرون في خلق السماوات والأرض: (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) أول دعاء يدعو به هؤلاء المؤمنون هؤلاء المتقون هي ربنا قنا عذاب النار.

 

وبين: أن أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) في نهج البلاغة يقول في صفات المتقين (وهم والنار كمن رآها وهم فيها معذبون) هذا الذي يدعو الله بهذا الدعاء ناتج من مرحلة أدق وأعمق من لقلقة لسان، فـيذكرون ثم يتفكرون في خلق السماوات ويتفكرون في الآيات التي انزلها الله إلى أن تأتي هذه الآيات تأتي تباعا لتوضح العشق الذي استحصل (يتذكرون.. ويتفكرون) ينتقل القرآن في نهاية هذه الآيات إلى استجابة الدعاء ولكن بشرط (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) هذه المراحل الثلاث كانت رؤية هذا المشروع المبارك ذات البعد الاستراتيجي مبنية على هذه المراحل: مرحلة يذكرون ويتفكرون ويعملون من خلال إيجاد أجواء ومظاهر قرآنية تعمل على إنزال تلك المفاهيم داخل الوسط الجامعي وداخل البيئة العلمية في أروقة الجامعات.

وأوضح: إن هدف هذا المشروع هو أن تُستثار المضامين العاملة كما قال رسول الله (ثوروا القرآن) لما فيه من النعم والبركات والخير الكثير كما أن الأرض تخرج بركاتها عندما تثور وكذلك القرآن حينما يتدبر ويتفكر في آياته تخرج بركاته وآثاره على النفس الإنسانية وبحمد الله تحققت انجازات عديدة في هذا المجال من خلال النشاطات التي عمل عليها خلال السنوات الست وهي :

 

 - تنظيم 17 ندوة قرآنية وبمحاور مختلفة .

 - تنظيم 23 دورة قرآنية تخصصية وفي مجالات قرآنية عدة وقد استفاد منها أكثر من 2000 طالب وطالبة .

-  من المحاور المهمة التي تبناها المشروع هو المسابقة الكتابية التي شارك فيها عشرة آلاف طالب وطالبة.

-  بلغت عدد الجامعات التي دخلت هذا المشروع اثنتي عشرة جامعة.

واختتم: الشكر إلى صاحب العطاء والجود حضرة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وبما أفاضت به كفوفه المباركة علينا والشكر والثناء للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وإدارة معهد القرآن الكريم للدعم المعنوي قبل المادي في إنجاح هذا المشروع ولا ننسى أن نشكر الجامعات والمعاهد التي احتضنت المشروع وكل من ساهم في إنجاحه من طلاب وأساتذة داعين الله لكم بالتوفيق والسداد وان يهديكم على هدي الثقلين.

 

لتأتي بعدها كلمةٌ للجامعات المستفيدة والمشتركة في إقامة هذا المشروع، ألقاها نيابةً عنهم رئيسُ جامعة الكوفة الأستاذ الدكتور محسن الظالمي، وجاء فيها:

 يُسعدني ويشرّفني أن أقف في هذا المكان وفي هذه الأيّام المباركة أيّام المبعث النبويّ الشريف، ونسأل الله أن نكون من السائرين على سيرة النبيّ محمد (ص) ومن المؤمنين بما بعث الله له من آياتٍ حكيمة، إنّني ممثّل الجامعات المشاركة في هذا المشروع المبارك، وجامعتنا من الجامعات التي ساهمت وشاركت فيه.

 وأضاف: إن هذا المشروع الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة في الحقيقة هو حلقة من حلقات كثيرة تعبر عن التعاون بين العتبات المقدسة والجامعات العراقية وان اغلب نشاطاتنا مدعومة من العتبات المقدسة وهذا بصراحة يحمل العتبات أعباء فوق ما تتحمله من أعباء شؤون الزائرين لذلك نقدم شكرنا وتقديرنا الجزيلين للقائمين عليها لدعمها النشاط الفكري والثقافي في الجامعات العراقية كافة وجامعة الكوفة بصورة خاصة.

وبيّن: إن هذا المشروع المبارك يكتسب أهميته من أهمية القرآن الكريم وأنا هنا أريد أن أوضّح إننا لابد أن نحفظ القرآن الكريم ولكن حفظاً لا يكون فقط كحفظ أحكام التلاوة وإنما هو حفظ أخلاق القرآن وتعاليمه وأن نكون ترجمان ما نقرأه ونتعلمه في هذه الدورات التي تكون في هذا المشروع المبارك لنكون منارا لجميع أساتذة وطلبة الجامعات كمرحلة أولى ولجميع ذوينا أو أصدقائنا كمرحلة ثانية في أن نعمل بهدي القرآن ونترجم أعمالنا بما ذكر في القرآن وما تعلمناه في هذا المشروع.

وأوضح: نحن نعيش في زمن التواصل الاجتماعي والانترنت وما شابه ذلك أنا أدعو أن تدعوا زملاءكم الذين يعانون من ويلات هذا التواصل الاجتماعي ومن يستغله من جهات مغرضة لتدمير أخلاق شبابنا وتدمير هذا البلد الذي عرف ببلد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) بأن تكونوا انتم بذرة في تشكيل مجاميع على هذه الأماكن أماكن التواصل الاجتماعي لتكونوا إشعاعاً آخر يواجه الأغراض السيئة التي تتبناها جهات مغرضة معروفة؛ لأنكم قادرون أكثر مما نحن ربما أكثر من رجال الدين في إقناع زملائكم ممن هم في نفس العمر والمكان بالأفكار القرآنية والإيمانية وأفكار القرآن ونحن معكم إن شاء الله سنكون ساندين ونتمنى في كل جامعة أن تكون هناك مجموعة متخصصة تتبنى هذا المشروع وتكون مهمتها تثقيف شباب الجامعات ودحض الأفكار المغرضة.

واختتم: نشكر الإخوة في العتبة العباسية المقدسة على هذا المشروع ونتمنى له الاستمرار والتوفيق للطلبة الأعزاء الذين شاركوا في هذا المشروع ونحن على أتم الاستعداد لدعمه بكل ما أوتينا من قوة .

بعد ذلك تمّ استعراض أهمّ محطّات هذا المشروع وأهدافه وذلك من خلال فيلمٍ توثيقيّ مصوّر، ليكون مسك ختام الحفل بتكريم الجهات المُشرِفة على إقامة المشروع والجهات الساندة له، فضلاً عن تكريم الطلبة الأوائل والمشتركين فيه.

جريدة صدى الروضتين التقت بمدير معهد القرآن في العتبة العباسية المقدسة الشيخ جواد النصراوي، فتحدث قائلاً:

 يقام للسنة السادسة على التوالي المشروع القرآني للجامعات والمعاهد العراقية الذي يقيمه معهد القرآن في العتبة العباسية المقدسة، وقد استهدف هذا المشروع الطلبة والطالبات في الجامعات العراقية والذي شارك فيه في هذه السنة أكثر من 2000 طالب وطالبة وتضمن دروساً ومحاضرات في قراءة القرآن الصحيحة ومحاضرات في أحكام التلاوة والتجويد.

وبيّن: أقيمت في هذه العام فقرتان: الأولى المسابقة الكتابية التي تضمنت 50 سؤالا يحتوي على مفاهيم قرآنية مهمة وشارك في هذه الفقرة أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة وخصصت لهم جوائز قيمة بالإضافة إلى إقامة أكثر من 16 ندوه قرآنية علمية أقيمت في مجموعة من الجامعات العراقية المشاركة في هذا المشروع.

 كما بين أن الهدف من إقامة هكذا محافل هو إنشاء أجواء قرآنية وفقهية ودينية في هذا الوسط المبارك ألا وهو الحرم الجامعي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/17



كتابة تعليق لموضوع : معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة يقيم الحفل الختامي لطلبة الجامعات والمعاهد المشاركين في مشروعة القرآني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net