في واقعنا الحضاري اليوم من يصنع لنا معاني الحياة ..؟
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كيف نعرف الحياة .. وهل يحق لكل إنسان ان يحدد معناها ... حتى عندما يتقاطع مع المعايير الجمعية وهل الاخيرة ابدية .... ومن ثم كيف يتسنى التعرف على المعاني السليمة الصحيحة رغم نسبيتها وعزلها عن المعاني الوهمية والزائفة وهل يمكن مقارنتها في هذا السياق بما أنتجته الحضارات القديمة أو المجاورة أو المعاصرة ...؟
تقودنا هذه الأسئلة للحفر في عنوان عام ربما لايخص معنى الحياة تماما فلسفيا أو معاديا لها عندما تشترك الموجودات وفي مقدمتها البشر بالتعريف الكلاسيكي أو التقليدي وهو قَسّم ( ابو قراط ) الأب الأقدم للطب الحديث القائم على مبدأ إدامة الحياة .
هل هذه نتيجة لا تثير مزيدا من الجدل والاختلاف حد استحالة اجراء مقاربة بين وجهات النظر المتنوعة عندما نجد من لايتمسك بالحياة لذاتها بل يجعل منها معبرا أو جسرا لعالم اخر حيث الحوار يبلغ ذروته ولا يقود الى القطيعة والصمت ،على ان المواطن العادي وحتى الذي لم يدخل المدرسة ولا يمتلك قدرات لمعرفة كيف تكونت الحضارات ولماذا ازدهر البعض منها ولماذا اختفت اخرى وقد يجهل هذا المواطن العادي ان معنى الحياة ان لايوجد ويعيش ويموت وهو لا يختلف عن آلة أو شجرة نقول حتى المواطن العادي الذي يشكل النسبة الكبرى من سكان العالم الثالث يمتلك قدرة المقارنة ليسأل ذاته ومجتمعه ويحاور في ذلك عن الأسباب التي أدت الى تدهور الحياة في مجالاتها الاساسية الزراعية والصناعية والفكرية وهي التي لايمكن عزلها عن معاني الحياة في اَي حوار يتوخى سعادة الانسان ولا يتوخى تدميره .
بالتأكيد لاتوجد اجابات مسبقة وأخيرة أو ابدية فالعالم الثالث ورث أنظمة أدت الى هذه النتيجة ان هذه البلدان لم تعد تنتج شيئا يدل على انها قادرة على امتلاك قدرتها في صناعة حاضرها أو غدها ولكن هناك وجهات نظر ما زالت تتمسك بالاجابات في الدفاع عن وجهة نظرها حتى عندما يتم التضحية بملايين البشر وبممتلكاتهم وثرواتهم ومصائرهم .. وهنا تبلغ المشكلة ذروتها أم تزعم انها تمتلك حضارة تهيمن على مصائر امّم عليها ان لا تجتاز الخطوط الحمراء في انتاج حياتها فيحدث العنف ويتدخل الاعلام المبرمج في الحفاظ على هذه الفجوات ولعل علم الإحصاء والمعلوماتية والأمثلة اليومية كلها تشير الى تراجع معدلات الابتكار وزيادة حادة في عدد العاطلين عن العمل وزيادة نسب الباحثين عن ملاذ أمن لهم في دول العالم وتردي الخدمات وهدر الثروات وتدهور رؤس الأموال والطاقات الشابة والعلمية وحماية الطفولة وحقوق المرأة والبيئة.. الخ ، مما جعل الحياة حقبة بعد اخرى ومنذ قرون تعيد انتاج مشروعات بلغت ذروتها عندما تحّتم على شعوب العالم الثالث ان تستورد مفاهيمها للحرية والحياة من الاخر لكن على حساب حريتها وهويتها وقدراتها على الابتكار !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat