صفحة الكاتب : نزار حيدر

غابت المصلحةُ الوطنيَّة فضعُفت المواقِف!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*الاعتمادُ المُفرَط على وسائلِ التَّواصل الإِجتماعي، تسطيحٌ للفكرِ واستغباءٌ للعقُولِ وتجميدٌ للتَّفكيرِ وتضييعٌ للوقتِ والنَّتائج!
                  نـــــــــزار حيدر
   أ/ سيظلُّ ملف تواجُد القوَّات الأَجنبيَّة في البلاد محلَّ شدٍّ وجذبٍ بين الكُتل السياسيَّة لمدَّةٍ طويلةٍ قادمةٍ وذلك لعدَّةِ أَسباب، أَهمَّها؛
   *إِنَّهُ جزءٌ لا يتجزَّء من صراعِ الإِرادات الأَميركيَّة الإِيرانيَّة على الأَراضي العراقيَّة، ولذلكَ انقسمت الكُتل السياسيَّة إِلى ثلاثةِ أَقسام؛ فقسمٌ يميلُ إِلى واشنطن وآخرَ يميلُ إِلى طهران وثالثٌ واقفٌ على التلِّ يتفرَّج لا يصرِّح إِذا لم يستلم! ولهذا السَّبب فإِنَّ تصريحاتهُ ومواقفهُ إِزاء هذا الملفِّ مُتناقضةً ومُتضاربةً حسب العَرضِ والطَّلب! ففي طهران يُصرِّحُ شيئاً وفِي واشنطن ينقضهُ بتصريحٍ!.
   *غياب المصلحة الوطنيَّة العُليا في جلِّ التَّصريحات! وهذا هو جذر المُشكلة في العمليَّة السياسيَّة برمَّتها منذ التَّغيير ولحدِّ الآن! بسبب تعدُّد الولاءات!.
   ب/ لقد قلتُ مِراراً وأُكرِّرُ بأَنَّ هذا الملف يتعلَّق بشَكلٍ مُباشر بالأَمن القومي للبلاد فلا ينبغي مناقشتهُ في الإِعلام وفِي الفضائيَّات من قِبل النوَّاب على وجهِ التَّحديد! كما لا ينبغي أَبداً أَن يتحوَّل إِلى أَداةٍ من أَدوات الصِّراع على السُّلطة والنُّفوذ أَو لتصفيةِ الحسابات أَو لإِثباتِ الولاءِ لهذا الطَّرف الإِقليمي أَو الآخر الدَّولي أَو ما إِلى ذلك!.
   ينبغي مناقشتهُ تحت قُبَّة البرلمان فقط، ورُبما في إِجتماعاتٍ سريَّةٍ مُغلقةٍ وغير علنيَّةٍ، لشدَّة حساسيَّتهِ ولكَثرة ما فيه من أَسرارٍ لا ينبغي التَّشهير بها والإِشهارِ عنها! وهذهِ هي طبيعة الأَشياء! فكلُّ دُول العالَم تناقشُ ملفَّات الأَمن القومي بسريَّةٍ تامَّةٍ! وإِلى هذا أَشارَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) مخاطِباً أَصحابهُ بقولهِ {أَلاَ وَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلاَّ أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ سِرّاً إِلاَّ فِي حَرْب}.
   ج/ لا يخفى على أَحدٍ بأَنَّ مَن خلقَ وأَدارَ مافيات الفساد المُستشري الْيَوْم في كلِّ مفاصل الدَّولة هم زُعماء الكُتل [الحيتان الكبيرة والعجول السَّمينة] ولذلكَ فإِنَّ إِعتماد السيِّد رئيس مجلس الوُزراء على نفس هذه [الحيتان والعجُول] في مشروع مُكافحة الفساد هو مُزحةً أَو لنسمِّها [كِذبة نيسان]!. 
   د/ أَيتام نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذين عقدُوا مؤخَّراً إِجتماعاتهُم في الولايات المتَّحدة أَتفه من أَن يفكِّروا بتغيير الواقع في العراق! وهم أَعجز مِن أَن يُعيدُوا عقارب السَّاعة إِلى الوراء!.
   إِنَّهم مجموعة لصُوص مطلوبُون للقضاءِ في العراق! سرقُوا المال العام عندما كانُوا في السُّلطة! وبعضهُم عُملاء مأجورون للإِرهابي القاتل المتورِّط بإِرتكابِ جرائمَ حربٍ [محمَّد مِنشار]!..
   هـ/ لقد أَثبت الشَّعب اليمني أَنَّهُ عصيٌّ على الإِنكسار والهزيمة مهما تكالبت عليهِ قُوى الشرِّ والعُدوان، فها هو الْيَوْم لازالَ يواجهُ العُدوان العالمي الذي ينفِّذه نظام [آل سَعود] الإِرهابي الفاسد بعدَ مرُورِ أَربعةِ أَعوامٍ بكلِّ عزيمةٍ وثباتٍ!.
   لقد تحوَّل اليمنيُّون إِلى أُسطورةٍ في الصُّمود والتحمُّل! بل أَنَّهُ المُعجزة! فنظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي كان يمتلكُ كلَّ شَيْءٍ، إِلَّا دعمَ شعبهِ، لم يصمد أَمام الغزو الأَجنبي أَكثر من [٣] أَسابيع فقط! أَمَّا الشَّعب اليمني الذي لا يمتلك أَيَّ شَيْءٍ سوى إِيمانهِ بقضيَّتهِ فلازال صامداً بوجهِ الآلة العسكريَّةِ الجهنميَّةِ العالميَّة!.
   إِنَّهُ الإِيمان بالقضيَّة الوطنيَّة والإِرادة والإِعتماد على الذَّات وعلى الشُّعوب الذي يصنع المُعجزات ويحقِّق المُستحيل!.
   و/ إِن صحَّ ما قيل قديماً من أَنَّ القاهرة تكتُب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، فإِنَّ الحقيقة المُرَّة الْيَوْم لا يوجد شيءٌ من هذا القبيل، فلا القاهرة تكتب ولا بيروت تطبع ولا بغداد تقرأ! فلقد تراجعَ الاهتمامُ بالكتابِ في عالمنا العربي ومنهُ العراق بشَكلٍ كبيرٍ! بسبب إِنتشار الأُميَّة من جديدٍ والإِعتماد المُفرط على وسائل التَّواصل الإِجتماعي التي تُسطِّح الفكر وتستغبي العقُول وتجمِّد التَّفكير وتضيِّع الوقت والنتائِج!.
   ٢ نيسان ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/03



كتابة تعليق لموضوع : غابت المصلحةُ الوطنيَّة فضعُفت المواقِف!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net