صفحة الكاتب : حسن كاظم الفتال

الإدارة بين التفويضية والتسلطية الإرثية ..  الجزء الأول
حسن كاظم الفتال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَ‌ةً حَاضِرَ‌ةً تُدِيرُ‌ونَهَا بَيْنَكُمْ)ـ البقرة/282

الحديث عن الإدارة بعموميتها وشموليتها حديث يأخذ من السعة ما لا يأخذ غيره ولا يتحدد بنمط أو بأسلوب أو بلون معين من أنواع الكتابة والتفصيل . إنما هو عالم واسع تحدث ويتحدث عنه أناس كثيرون وبتفاصيل وشروحات بإسهاب وافٍ, إذ هو يرتبط بحياتنا اليومية .


الإدارة : هي نظام عام وتطبيق شامل وهي المنظم أو المتحكم بالأمور التنظيمية للمجتمعات . ومفهومها يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلوم الإجتماعية والإنسانية وهي ملمح جلي من ملامح النشاط الإنساني أو ظاهرة يمكن أن تمثل القاسم المشترك بين المجتمعات إذ هي تعد حتمية الوجود والتواجد في كل المجتمعات .

ولعل أبرز لحاظ لذلك وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لولديه صلوات الله عليهم  : ( أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ـ ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم ـ )

وما  تجدر الإشارة إليه هو اعتماد التقوى في نظم الأمر بل مراعاة أسبقيتها لتكون الرادع عن استخدام السلطة أو النفوذ للصالح الخاص مما يولد التخبط في التصرف وربما الميول لجهة دون أخرى دون مراعاة مبدأ العدل والإنصاف إذ يقول صلوات الله عليه : (أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم ) وبها يتم صلاح ذات البين . وصلاح ذات البين هو المؤدى إلى الفلاح والسائق المخلص والأمين إلى سواء السبيل لضمان النجاة بتجنب الوقوع في شفا جرف الهلكات . ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )ـ ق /21

والإدارة فن تستدعي مزاولته توفر عناصر منشؤها خلاصةُ خبرة كافية ووعي متبلور لمن يتصدى أو يتخذها مشربا .

والمعروف أن من أبرز وظائف الإدارة : التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة .

وبما أن مفهوم الإدارة لا يلتصق كثيرا بمفهوم القيادة إنما يمكن أن نحسبهما لا يبتعدان كثيرا عن بعضهما إن لم نقل لا ينفصلان ولعلهما يلتقيان في الجانب العملي أو النشاط الفني وهما أي الإدارة والقيادة يمكن أن يكونا اشتقاقين من مصدر واحد .وتصنف الإدارة إلى ثلاثة تصنيفات أو مستويات تنسجم مع المسؤوليات المناطة بالأشخاص والجهات وكل من هذه الثلاثة بحاجة إلى تعريف وشرح وتفصيل غير أننا نكتفي بالإشارة أو التسمية بأنها إدارة عليا ووسطى ودنيا

وتمثل رأس الهرم وأوسطه وأسفل الهرم أو أدناه والإدارة الدنيا هي التي تتكلف الإشراف المباشر وتنفيذ الأوامر وتسيير الأفراد أو الأيدي العاملة وتتحمل مسؤولية تحقيق الإنجازات عمليا وفعليا وهي أيضا يمكن أن يطلق عليها الإدارة التنفيذية .

وكل إدارة بمكوناتها وهيكليتها يمكن أن تشكل نقطة الشروع إلى ميدان النجاح والتفوق والتطور . أو تكون خلاف ذلك فتصبح خط البداية إلى التردي والخسران إذا فهمت عكس ما ينبغي فهمه .

وهي المحرك الأهم والأبرز للتنمية البشرية ولا نقصد بالتنمية ما نسمعه أو نقرأ عنه في هذا الزمن مما يكرر يوميا ومما يخرم مسامعنا من مصطلحات لا علاقة لها بنجاح المسيرة اليومية أو الممارسة العملية الفعلية للفرد. إنما هي نظريات يندر أن تطبق على أرض الواقع تطبيقا عمليا فعليا .

ينبغي أن تسير مجرياتها وفق معطيات أو آليات أو منهجية تحددها المؤسسة أو المنظمة أو الجهة الأم التي يراد إدارة أمورها من خلال أفراد معينين تُلزِم المديرين لشؤونها باتباع تلك الآليات وتنفيذ توجيهات أو أوامر تضمن تحقيق الأهداف المرجوة .

وأن تتمكن من الاستخدام الأمثل أو التوظيف الصائب للطاقات المتاحة والقيام بإجراءات مناسبة سليمة باستثمار ما يتوفر من موارد بشرية أو أجهزة وأدوات ومواد وغيرها واتباع وسائل علمية مدروسة وبتطبيق واعٍ ومراقبة ديمومة تطبيق الإجراءات .

إلى اللقاء مع الجزء الثاني

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن كاظم الفتال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/30



كتابة تعليق لموضوع : الإدارة بين التفويضية والتسلطية الإرثية ..  الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net