صفحة الكاتب : احمد لعيبي

عبوة عاشقة...!!
احمد لعيبي

كان قلبها يدق مثل طبول حرب عندما تراه يقف في باب الدار رغم أنه لم يرفع راسه يومآ في وجهها الذي كان هلال عيده كما اخبرها عندما ترك خجله وقال لها(اني احبك)..لم تقل له في يوم حبيبي رغم حبها له وعشقها لكل شي فيه ومرت الأعوام مسرعة والحب يكبر وهو يقول لها سأفديك بروحي ذات يوم حتى وان لم تكوني زوجتي..!!
كانت اموره المادية متعسرة مثل أحوال العراق وكان ينتظر فسحة أمل في ظل الابواب المغلقة بوجهه وهذا هو عام الحب السابع يشارف على الانتهاء وتيبست العهود والوعود..
واخيرا اشرقت شمس العام الثامن وهي معه ولكن هذه المرة زوجة في بيته تحت سقف واحد والدمع يملأ العيون الضاحكة..!!
كانت تقول مازحة بعد ان تزوجا (قبل زواجنا كنت تقول لي ستفديني بروحك واظنك غيرت رأيك بعد الزواج ) فضحك وقال لها انت روحي وسافديك بك فضحكا معا ضحكة قلقة ...
كانت ثمرة الزواج والصبر والانتظار حمل بتوأم لم ير النور بعد..
وانشغل الام والاب بتحضير اغراض التوام وهو لايزال بعالم آخر ..
وعصف بهم ظرف آخر مثل كل عراقي مكرود في هذا الوطن لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا..
كان تهديد له اضطر ان يحزم اغراضه ليبتعد بها عن نيران الحقد والكره فهي من طائفة اخرى وهو من طائفة مغضوب عليها من عهد ادم إلى قيام يوم الدين ...
ولكن كيف يتخلى عن اعوام حبه السبعه..
كيف يتخلى عن طفليه في بطنها..
والاهم من ذلك كله كيف يتخلى عنها وهي سلوة دنياه وقلبه..
جمعت كل ما عندها وعنده ليبيعوه في الكرادة حيث يباع كل شئ جميل في هذه المدينة المقتولة المسلوبة..
في الجزرة الوسطية كانت عبوة مزروعة عاشقة للفقراء والعشاق زرعها شخص ينتظر حورية وكأس خمر بعد ان قرا فتوى تجوز له قتل الحب..!!
وفي بلدنا ما أسهل قتل الحب..!!كانت تعبر الشارع ببطأ فتاخر عنها ليوقف السيارات حتى تعبر وفي هذه اللحظة انفجرت العبوة واصابت الزوجه وهي حامل فبترت يدها وبقيت على الارض وفي هذا الوقت علا صراخ الناس بأن هناك انتحاري يروم تفجير نفسه على الناس ..
وركض مسرعآ بكل قوته ليرمي نفسه فوق زوجته وتوأميه في بطنها ليحميها من الانتحاري وتعالى الدخان في شارع الكرادة وانكشف الوضع وكان الرجل شهيدآ فوق زوجته وطفليه ..
تمزقت اشلاء العاشق وصدق وعده وفداها بنفسه..
ومات التوأم لحظة سقوطها اذا اصابت بطنها خشبة احد الجنابر..
وفقدت تلك المراة حبها وتوأمها ومستقبلها في الكرادة...!!
مدينة العشاق الفقراء الاموات...!!
نحن شعب يفقد كل شئ في لحظات لأن دمه وماله وحبه مستباح..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/17



كتابة تعليق لموضوع : عبوة عاشقة...!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net