صفحة الكاتب : د . مصطفى يوسف اللداوي

ترامب مرشدُ الإرهابِ ومفجرُ العنفِ ورائدُ الكراهيةِ
د . مصطفى يوسف اللداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن كان من مسؤولٍ عن الجريمة النكراء التي وقعت أحداثها الدموية على الهواء مباشرةً في مسجد النور بنيوزلاندا خلال خطبة صلاة الجمعة، فهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته اليمينة المتطرفة، فهو الذي يتحمل وزر هذه الجريمة ووزر غيرها، وهو المسؤول عنها والمحرض عليها والداعي إليها، وهو الذي أسس لها وحرض مرتكبيها، ولعله أكثر الناس سعادةً بها وفرحاً لها، وقد لا يدين فاعلها، ولا يصف جريمته بالإرهاب، فتغريداته العنصرية التي عودنا عليها تشي بالكراهية وتنز بالعنصرية وتحرض على العنف، وقد مضت ثلاثة أيامٍ على الجريمة وهو صامتٌ لم يغرد، ساكتٌ لم يدن، فرحٌ لم يستنكر، وربما شامتٌ ويظهر، علماً أنه لم يعزِ المسلمين بالحادث الأليم، وإنما عرض مساعدته على نيوزلندا وأبدى تضامنه مع حكومتها.
فقد أرسى ترامب منذ أن دخل البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية قواعد عنصرية مقيتة ضد العرب والمسلمين، ودعا إلى التضييق عليهم وإخراجهم، ومنع أتباع العديد من الدول الإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحرك أجهزته الأمنية والقضائية لملاحقة المهاجرين المسلمين، وعمل معها على إخراجهم من البلاد، والحيلولة دون تمتعهم بالامتيازات والحقوق الأمريكية، وما زال ينظر إلى المسلمين بعنصريةٍ وفوقية، ويصفهم بأقذع الصفات، وينظر إليهم بدونيةٍ واحتقار.
وفي ظل إدارة الرئيس ترامب كثر استخدام الأسلحة النارية وإطلاق النار على المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت المدن الأمريكية إطلاق نارٍ على أبنية المساجد، وعلى المصلين وهم في طريقهم إليها، وبات المسلمون يشعرون بالكثير من الخوف والقلق بعد تكرار مثل هذه الحوادث، التي يلقى مرتكبوها رعايةً خاصة من الإدارة الأمريكية، وربما تشجيعاً لهم وتفهماً لمواقفهم، فالرئيس الأمريكي لا يرى في أفعالهم جريمة، ولا يشعر تجاهها بأي مسؤولية، وقد لا يعترف بالمسلمين بشراً أو شركاء له في الحياة، أو صنواً له في الإنسانية، ومتساوين وإياه في الحقوق.
إنها السياسة الأمريكية العنصرية الراعية للإرهاب الصهيوني الأكبر في فلسطين المحتلة، فهي التي ترعى الكيان وتدافع عنه، وهي التي تسكت عن جرائمه وتوافق على اعتداءاته، وهي التي تمده بالسلاح والمال، وتؤيده بالسياسة والقرارات، الأمر الذي يجعل منها رائدةَ الإرهاب، وقائدة التطرف، والمسؤولة عن اختلال القيم وتبدل المعايير وانحراف المفاهيم، وعلى العالم الحر إدانتها والتنديد بها، وفضح ممارساتها وكشف ألاعيبها، والانفضاض عنها وعدم التساوق مع سياساتها، فهي مصدر الظلم وسبب الفوضى ومفجرة الحروب ومثيرة الفتن، وأساس عدم الاستقرار في العالم كله. 
ألا رحمة الله على شهداء المسجدين، ورحمة الله على كل الضحايا والقتلى، الذين يسقطون في كل مكانٍ نتيجة الإرهاب الذي ينفذه ويرتكبه الكيان الصهيوني، والذي تصنعه أمريكا وتصدره، وتقوده وتوجهه، وتحميه وتنقله، وتوزعه وتعممه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى يوسف اللداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/16



كتابة تعليق لموضوع : ترامب مرشدُ الإرهابِ ومفجرُ العنفِ ورائدُ الكراهيةِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net