صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

المراثي المتوجة بالنحيب..
علي حسين الخباز

  ذهبت الى الموت القابع في كمينه، بعد ما فقد النفس والحياة, تصور في البداية اني لا أعرفه، لكنه تفاجأ حين سألته: ما الذي جنيته يا والي المدينة، يا عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، وأنت تكتب للطاغية، تشتكي من أم البنين (عليها السلام)، فتشتكي العقيلة زينب (عليها السلام) امرأة تبكي مصاب أولادها.

 لا تفاجئني بهذا الفعل، فقد صاروا طغاة زماننا، يقتلون القتيل ويأخذون ثمن الرصاصة من اهله، حرموا عليهم المآتم والحزن والبكاء..! هؤلاء هم بقاياكم، ولا غرابة في الامر، لكن الذي أريد أن أسأله: ما الذي كان يزعجك من بكاء أمّ لأولادها؟
 فقال لي، ووهم السلطة ما زال فيه: هل جئت تحاكمني؟ قلت: لا.. جئت أحاورك؛ لأفهم إمكانية تلك العقول التي اعتلت العروش بعد مقتل رسول الله (ص)، قال لي: لقد سعت أم البنين لإثارة النسف في الضمائر المكبوتة للناس.
 ليس قليلاً في كل الأحوال أن يُقتل الحسين (عليه السلام)، كانت المرأة تحضر الى البقيع وقد خطت خمسة قبور رمزية؛ لتبكي على أولادها، وهذا الحزن قد شيع للناس اثرا في كل ضمير، وكادت المسألة ان تكبر..!
 سعت الى الثورة والانتقام الجماهيري ضد السلطة، قلت له: لكنها تبقى مراثي امرأة على أولادها..! قال: بل هي آيات ثورة تعد لزلزلة النظام، هي التي كبرت علامات الاستفهام ضد الامارة والخلافة، هي التي هزت اليقين بأنفسنا التي تزعزعت بما نؤمن نحن، فكيف بالناس الذي يتأثرون بهذه المراثي المتوجة بالنحيب.
 أراك تحكم وكأنك تتعامل مع انسانة بسيطة، هذه أم البنين، أيها الوافد الينا من اللا أدري.. أي زمان جئت تسأل، ونحن نجيب.. هي أم البنين يا صاحب القلم السؤول..! هذه المرأة التي قال عنها عقيل بن ابي طالب: ولدتها الفحول.. ليس في العرب اشجع من آبائها.. انها فاطمة بنت حزام.. هل تعرف من هي فاطمة الكلابية العامرية؟
 هي المرأة التي استعاض بها الله تعالى؛ لتعوض وجود فاطمة الزهراء عن بيت امير المؤمنين، انها ضجيعة الايمان، ربيت في روضة ازهاره، واستفادت من معارفه، وتأدبت بأدبه، وتخلقت بخلقه، هي أم البنين، أم العباس الرجل الذي حمل لواء الحسين، هي أم عبد الله وجعفر وعثمان، لهم رايات في كربلاء، لولا المرض لكنت رأيتها معهم في كربلاء. قلت: اذن، انت أيها الوالي، خفت هذه المرأة المريضة الحزينة..؟ قال: انا خفت ثورتها، كانت المرأة تحمل شعلة الثورة، حملت لواء الجهاد ضد بني أمية، وكادت أن تزعزع من تحتي العرش، ولذلك كانت الشكوى لأبعد هذا اللهب عن عرشي، بعدما أبعدنا عنها زينب الى الشام.. إن تهجير هذه المرأة يكون وبالاً علينا.. سأقول لك سراً على أن يبقى بيننا..! قلت: نعم، قال: لذلك قررنا أن ندسّ لها السم، ودفنت في البقيع..!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/13



كتابة تعليق لموضوع : المراثي المتوجة بالنحيب..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net