صفحة الكاتب : ياسر كاظم المعموري

آية غرق فرعون ونجاة موسى ع
ياسر كاظم المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

                                    بسم الله الرحمن الرحيم
((وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى اذا ادركه الغرق قال آمنت أنه لااله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين * ءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وأن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون)) صدق الله العظيم .
    كلنا يعلم ان القرآن معجزة محمد(ص) وهذه المعجزة باقية الى يوم الدين وفيها ذكرى على مر الازمان ولكل الاقوام ممن ظللهم الشيطان عن طريق الهداية الواضح بالنسبة للمؤمنين وقصة
نبي الله موسى (ع) فيها من العبر ماينفع الناس ليتعظوا منها ويعودوا عن طريق الغي لطريق الهداية والايمان والعمل بمنهج الاسلام الحقيقي ، فهاهو القرآن يطري على مسامعنا قصة فرعون وماجرى له اثناء لحظات الغرق في وصف دقيق لحالة هذا الانسان الضعيف المحتاج للعون من ابسط مخلوقات الله عز وجل واذا في لحظات من العتو والطغيان يرتقي سلم الكفر ليدعي الالوهية متعالياً على ابناء جلدته وواقعه المرير كما وصفه سيد الوصيين الامام علي (ع) حيث قال ( مسكين ابن آدم تؤلمه البقه وتنتنه العرقه وتقتله الشرقة ) هذا الوصف الدقيق لحالة الانسان ومدى ضعفه امام احقر مخلوقات الله جل وعلا ويستشعر ذلك الالم الفظيع من البقة وليجلس احدنا بجانب انسان لم يغتسل لعدة ايام ليعاني من رائحته الكريهة واذا غص الانسان بقطرة ماء ودخلت في قصبته الهوائية فتلك اللحظة لايحسد حينها أحد كون هذا المخلوق الضعيف يصارع الموت والانقطاع عن مواصلة الحياة .
    نعود لما ترويه الآية محل البحث الى حالة الفرعون وزبانيته وهو ميتاً ملقى على الشاطئ لتنظر الناس لهذا المتكبر ، بعد الاف السنين تتكرر هذه القصة مع طاغية العصر صدام وكيف
تواصل هذا الطاغية مع منهجية الفرعون بغطاء جديد ولون متغاير حيث ارتدى بزة التوحيد لتنفيذ مشروعه الطغيان على ابناء جنسه متناسيا كل التعاليم السماوية والشرائع التي تحرم استباحة الدم والعرض والمال وقد نظر العالم اجمع الى ما آل اليه أمره من طاغية لعين الى جرذ مختبيء في جحر ، ليسأل الناس انفسهم ماذا لو انتحر صدام قبل ان يلقى القبض عليه مثل طاغية فعلها من قبله وبقيت ذكرياته لحد الآن كهتلر؟ أما كان لايزال يعيش في أذهان هؤلاء البشر كمثل اعلى ، الا ان الحكمة الألهية التي لايستطيع ان يستشفها الا المؤمنون بنظرة البصيرة الثاقبة لتدارك العبرة من قصة فرعون، ولولا ظهور صدام على شاشات التلفزة في كل ارجاء المعمورة
ذلك المتكبر ذليل حقير ، وقد راودتني مشاعر حين رأيت صورته البشعة في التلفاز وذكرني هذا المشهد بما يفعله باعة المواشي وكيف انهم يتعرفون على عمر الدابة من خلال تفقد اضراسها واذا بصدام كدابة يفتشون فمه ، أسأل هل هناك خزي اكبر من هذا ؟ نعم هذا خزي الدنيا اما خزي الآخرة فذلك ماهو مطروح ليتفكروا فيه ذوي الالباب وفي الحكمة الالهية وليتعظوا من هذه
القصص التي لاتخلو من امتحان خطير وفخ كبير وآية متجددة يطرحها القرآن الكريم لأنقاذ الناس أنفسهم من السقوط في الهاوية .





ياسر كاظم المعموري      
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر كاظم المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/12



كتابة تعليق لموضوع : آية غرق فرعون ونجاة موسى ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد احمد ، في 2017/10/21 .

كنا نأمل تفسير الاية المباركة لكن وجدت الكلام بعيد عن التفسير .... لكم التعليق




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net