صفحة الكاتب : محمد السمناوي

الأدعية والمناجاة من العصر السومري والأكدي حتى ظهور الإسلام (دراسة مقارنة في ظاهرة الدعاء)
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     منذ آلاف السنين آمنت الحضارات الإنسانية القديمة في بلاد الرافدين ــ كـ سومر وآكد وبابل وآشور، وكذا من بعدها المصرية وغيرها من الحضارات الأخرى ــ بوجود قوى مدبرة وحكيمة تُدير الأمور من خلف ستار هذا العالم، ولذا في حياة الشعوب القديمة كانت هناك تشابهات بين بني البشر من جهة السعي في تحصيل الطموحات والأمنيات، واتضحت بأوضح الصور بين أتباع الديانات السماوية في أشاكلها المختلفة عبر العصور والأزمنة، ولهذا أن الأديان جميعها تحتوي على ثروة كبيرة من الأدب وهي مظهر من مظاهر التدين.

  في هذه المقالة المختصرة سوف يتم البحث عن عدة تسائلات : -

   ــ هل يوجد هناك أدعية ومناجاة وترانيم في بلاد سومر وبابل؟ ومن أين جاءت؟! ومن نشرها في تلك الأوساط؟

   ــ هل المضامين المشتركة التي تحتويها الأدعية من طلب المغفرة وغفران الذنوب والتوسلات وطلب الاسترحام من مظاهر التدين عند الشعوب السامية عموماً والشعب السومري على نحو الخصوص؟

  ــ ما هي الجذور الأولية لأصل فكرة الكتابة والتدوين؟ ومن أين اكتسب الشعب السومري عبقريته؟

  ــ ماهي علاقة الكتابات السريانية الآرامية بالسريانية التي كانت قبل الطوفان؟

       تُعد الطقوس الدينية في الممارسات العقائدية كالتطهير والصلاة والتراتيل والترانيم والأدعية والتعاويذ والنذور وغيرها من المستلزمات الضرورية في الفكر الديني السومري وحضارة العراق القديم، وإن الأدعية  والترانيم القديمة من أنواع الصلاة وهي شكل من أشكالها، فالصلاة تتضمن الأذكار والأدعية وهي أوسع منهما ولذا فرقت اللغة العربية بين الدعاء والصلاة.

       إن الوضع المتخذ اثناء الدعاء أو المناجاة ـ في الفكر الديني السومري والآكدي والبابلي والآشورـ يتمثل في رفع اليدين نحو الإله مع القراءة العلنية بصورة خاصة، وقد اشتملت الأدعية على عدد كبير من الترانيم والاذكار والتعويذات والتي يشارك فيها الجميع ويحدث توقف بين الحين والآخر، واثناء هذا التوقف ينطق الجميع بنوع من التفجع أو النوح العام سواء كانت في المعابد أو في أرجاء المدن، ويشترك في هذه المراسيم العديد من الكهان والممثلون الرسميون، وفي بعض الأحيان يحضر الملك وكافة المتعبدين(1).

        إن الدعاء والتوسل والإبتهال والشكوى ـ في الفكر الديني العراقي القديم ـ عبارة عن حلقة وصل وثيقة وقوية بين الانسان والإله ، ولذلك شكل الدعاء آلية اتصال الإنسان بالإله بهدف دفع الضرر والإبتعاد عن ساحة الغضب والسعي لطلب الرحمة والرضا والبركات كما في دعوة الإله لاستدرار المطر.

         يذكر نيكولاس بوستيغ : وكان الملك.. هو الكاهن الأكبر في آشور ... وعندما يحدث قحط فاجع كان الملك نفسه هو الذي يكتب الرسائل إلى الحكام التابعين له لتنظيم مشاركات وأدعية جماعية يتجمع فيها الناس من أجل الابتهال إلى إله الجو أداد كيما ينزل المطر(2).

        من الأركان الأساسية في  الأدعية وتلاوة الصلوات والترانيم في كل فعل من هذه الأفعال كان السومريون والبابليون يتطهرون عموماً ويعتقدون أن عدم التطهر أمر يثير الرعب؛ لأنه يفتح المجال والأبواب أمام العفاريت والأرواح الشريرة(3).

        ومما يجدر الإشارة إليه في هذه المقدمة أن سكان مابين النهرين أكثر الناس تعلقاً بالدين، ولم يكن شعورهم هذا صادر عن إيمان أعمى، بل كان شعوراً عميقاً يدفع إليه التأثر بالبؤس والشقاء والخضوع لفكرة الواجبات التي يُحتَّمها تقديس الآلهة. ويمكن إدراك هذا الشعور الكثير من الترانيم والأدعية التي تضارع أجمل مزامير داود : ( اللهم إن ذنوبي  عظيمة، وخطاياي عديدة وجسيمة ... أيتها المعبودة التي تعلم الغيب، ما أكثر خطاياي وآثامي، إني أرتكب الأثم ولست أدري، وأصنع الشر ولا أعلم ، إن الله في صورة غضبه أرهقني ... وهكذا اخرُّ ساجداً وما من احد يمدّ يده نحوي ، واجهر بالدعاء ولا يسمع، وقد انهكني الشقاء وليس من يخلصني، وهكذا اقترب من ربي الرحيم وأبث له شكواي، لقد أرتكبت ذنوباً، فلتْهب عليها الريح لتمسحها... يا إلهي خطاياي لا تحصى فاغفرها لي ... أغفر آثامي وسدد خطوات من يتقدم إليك  خاشعاً .. فليرض عليَّ قلبك الذي كقلب الأم الرَّؤوم)، وهكذا فاض هذا التدين الكلداني العميق من خلال العصور كالنهر العظيم فأروى ظمأ قلوب الملايين من بني البشر، وظلَّ ينبوعاً لأسمى المعتقدات الدينية القديمة واحسنها (4).

          ومن الأدعية البابلية القديمة المأثورة في التوسل والابتهال لإله القمر : ( إنني أركع أمامك، وابقي هذه الحال أطلبُ وجهك عساك تستجيب لرغباتي في العدل وهناءة العيش عساي في الليل أسمع غفران ذنوبي)(5).

        من يراجع الكتب التي تتحدث عن المعتقدات الدينية في حضارة بلاد الرافدين يجد جملة من الأدعية في الحقيقة تحتاج إلى تصنيف موضوعي لا يسع ذكرها في هذه المقال المختصر، ولكن سوف يتم الإشارة إليها على نحو العناوين، وسوف تطوى الصفحات عن التعليقات والإيضاحات إلى دراسة أوسع وأشمل في المستقبل.

1ـ دعاء التائب : وهو من الأدعية الشائعة في العراق القديم إذ يقوم التائب بالتضرع إلى الآلهة التي يعرفها والتي لا يعرفها بغية طلب الرحمة والمغفرة نظراً للذنوب التي اقترفها، ويهدف في أدعيته إلى تهدئة روح الآلهة وغضبهم عليه ؛ لأنه أرتكب الذنوب والمعاصي التي تغضبهم، ويعترف أمام الآلهة بالذنوب التي ارتكبها والتي سببت له الأمراض والمعاناة الجسدية والنفسية، وهنالك نصوص عديدة تؤكد هذه الأدعية ويقطع التائب عهداً أمام الآلهة بعدم العودة إلى ارتكاب المعاصي ثانية(6).

   وهذا ما يمكن أن نطلق عليه بالإحساس بالذنب وتأنيب الضمير الذي يدفع العاصي الذي أرتكب الذنب أن يتوجه إلى عملية البكاء والتوسل والرجاء في الغفران ليتسنى له العودة إلى فطرته وتحصيل رضا خالقه.

2ـ دعاء خسوف القمر : يؤدى هذا الدعاء وتلاوته في اثناء حدوث ظاهرة خسوف القمر، ولذا كان آشوربانيبال يتضرع إلى الإله لطرح الأرواح الشريرة، ويطلب منه أن يمحي خطاياه ويغفر ذنوبه ويصفح عنه، وهذا ما دل عليه الألواح التي عثر عليها في التنقيبات فيما يتعلق بتضرعات وتوسلات بآشوربانيبال.

3ـ دعاء كسوف الشمس : كان لدى سكان بلاد الرافدين أدعية كثيرة لكسوف الشمس ولها لهذه الظاهرة أهمية بالغة في نفوس السومريين والآكديين والبابليين، وهذا الحدث ــ الكسوف ــ بالنسبة لهم نذير شؤم وخوف ورعب، وكان الملوك ينتابهم الخوف عند حدوث ظاهرة الكسوف وكان لدى الكهنة في تلك العصور تنبؤات معينة قبل حدوث ظاهرة كسوف الشمس، وقد ورد في أحد النصوص أن لدى الكهنة علامات يستطيعون من خلالها التكهن بحدوث الكسوف وشروق الشمس بصورة مبكرة وعدم ظهور القمر وهبوب الرياح الغربية وترافق هذه العلامات ظاهرة كسوف الشمس، وكان الدعاء والصلاة توجه إلى الإله سين إله الخصوبة وتكاثر الانسان والحيوان وكانوا يتضرعون إليه ليبعد عنهم شر هذه الظاهرة(7).

3ـ كما يوجد جملة من الأدعية كدعاء الاستسقاء، وأدعية وعوذات لطلب الذرية والانجاب، ولها أوقات مخصوصة ومعينة تقع في اليوم الخامس عشرة من الشهر أمام الآلهة لكي يتبارك فيها الرجل ويأتي زوجته في ذلك اليوم ، ولديهم احساس أن الزوجة سوف تنجب طفلاً مثلما ورد ذلك في النصوص، وأدعية أيضاً لدفع الأخطار والأمراض الناجمة من لسعة العقرب وأدعية لوقاية الأطفال وتحصينهم وتعويذهم من الشرور .  هذا وغيره من الأدعية البابلية والآشورية التي يغلب على مجملها طابع الحزن والألم والتضرع والمسكنة .

4ـ دعاء التضرع والإعتراف بالذنب ... يا مولاي هي أخطائي وعديد هو تقصيري آواه ياربي  ..... لن أرتكب بعد الآن الخطيئة التي أرتكبتها ولن أقصّر بعد الآن، لن أقوم بما منعني إياه ربي، الأشياء الحقيرة التي قمت بها لن أقوم بها بعد الآن .

4ـ دعاء توسل وطلب المغفرة  : (إلهي يا أرحم الراحمين استدر نحوي اتوسل إليك، اُقبل قدميك ياربي ... يا إلهي كائن من تكون إستدر نحوي أتسول إليك ... يامولاي لا تطرد عبدك خذ بيد هذا الذي يجثم في ورطته؟؟؟ محنته؟؟ ... أقلب الشر الذي إلى خير ولتأت الريح على الخطأ الذي أرتكبته ذنوبي كثيرة إرفعها عني كما ترفع الملابس... يا إلهي ذنوبي سبع مرات سبعة أعف عني وارفع ذنوبي).

5ـ دعاء اليد المرفوعة : يلجأ الشعب البابلي وسكان بلاد الرافدين إلى هذه الصلوات والأدعية عند حدوث الحوادث والمصائب وهي الأكثر تمثيلاً في الأدب السومري والأكدي حيث يرفع الداعي المتوجه إلى الاله برفع اليد اليمنى الى مستوى الوجه .

6ـ دعاء في طلب الاسترحام ... أنا عبدك نون ذاك الذي يبحث دون هوادة عن صراطك وعظمتك المقدسة كيومك المنير فنقيني يا إلهي كي أحيا ولا أكون من الضالين.

7ـ الثناء والحمد لله  ... يامولاي العظيم أيها الرَّحمن الرَّحيم يامن يأخذ بيد الساجد يامن يعيد عقل الثمل يامحيي الموتى (8).

      وفي الفكر العقائدي المصري عند الفراعنة القدماء فقد اهتموا بالدعاء والتوسلات في الحياة وما بعد الممات، ولهذا دونت الكثير من تلك الأدعية والإبتهالات على القراطيس وقاموا بدفنها مع الموتى، ففي كتاب الموتى الذي أحتوى على الكثير من الأدعية والأناشيد والصلوات التي كانت تمارس كطقوس دينية وآدبية، ولعل السر في ذلك ان ادريس وابراهيم (عليهما السلام) قد نشرا هذه الثقافة في مصر بعد انتقالهما من بلاد بابل.

     ولذا يمكن أن يقال أن ظاهرة الدعاء هي ظاهرة إنسانية فطرية أعتقدت بها جميع الديانات والحضارات القديمة كاليونانية والرومانية والفارسية الزردشتية ـ كما في مناجاة زردشت ــ  والصينية، هذا ناهيك عن الأدعية الهندوسية التي ذكرت في الكتاب المقدس لدى الهندوس (الساما ــ فيدا ) .

 فمثلاً نجد الكثير من الأدعية والمناجاة الزردشتية والتي أهمها : -

1ـ يا إلهي إلى من أهرب وإلى أيُ البلاد أذهب إن النبلاء والعظماء قد آنصرفوا عني ولم يستمع أحد من عامة الشعب إلى قولي حتى أولئك الافّاكون حكام البلاد الدَّجالون ، أرشدني كيف أحظى برضاك؟

وكيف اظفر بهُداك؟ إني رجل فقير فلم يستمع إليَّ إلا القليل، وإياك أدعوا إله الخير وإياك أستصرخ مبعث النور فأمنحني العون والتوفيق واعنني كما يعين الصديق صديقه أرشدني إلى الطريق المستقيم المفُضي إلى آكتساب التفكير السليم(9).

2ـ ايها الرب أسألك أجبني أنا الذي يشرفني مقامك . وغيرها من الأدعية والصلوات.

      ومن يطلع على العهدين( القديم والجديد) يجد الكثير من الأدعية والمزامير والابتهالات في الديانتين اليهودية والمسيحية ، وقد ذكرت العديد من الشواهد والأدعية سواء في التوراة الفعلية المطبوعة اليوم أو الأناجيل الأربعة .

     فمثلاً تجد في سفر المزامير: (29: 9 ،11) : ( إليك يارب أصرخ وإلى الرب أتضرع .... أستمع يارب وأرحمني، يارب كن لي ناصراً).

     : ( يارب لا توبخني بغضبك وتؤدبني بسخطك . ارحمني يارب فإني سقيم . اشفني يارب فإن عظامي قد رجفت ونفسي إرتاعت جداً .... في كل ليلة أغمر سريري بدموعي واميع بها فراشي. قد ذبلت من الكرب عيني... فان الرب قد سمع صوت بكائي ، سمع الرب تضرعي).

    ومن أحب ان يراجع بعض الأدعية فانه يجد في سفر المزامير جملة كبيرة من الأدعية كما في المزمور السادس والسابع والثالث عشر والثامن عشر والخامس والعشرون  والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والرابع والخمسون وغيرها .

    وفي الفكر والأدب الديني المسيحي فان الأدعية قليلة جداً قياساً بالعهد القديم ومن يراجع سيرة السيد المسيح فانه يجد أن الأناجيل اشارت من أن عيسى (عليه السلام) قد تأثر بالأدعية والمناجاة التي كانت تتلى في العهد القديم فمثلاً في انجيل لوقا: (18 : 1) : (ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل). وكذلك انجيل القديس متى 6:9، وانجيل القديس لوقا10:21ـ22، والقديس مرقس14: 3 ـ 6، ونشيد مريم وغيرها من النصوص الدالة على ذلك. ومن الواضح والمشهور أن لفظ الصلاة الواردة والمكررة في تلك الكتب يقصد بها الدعاء والحث عليه .

    أما في الإسلام تُعتبر الأدعية من الوسائل التي تربط الإنسان بخالقه، ومنهج تربوي وسلوكي في تهذيب الأبعاد الفكرية والأخلاقية، وتجعله يرتقي في سلّم الكمال والتذوق لطعم العبودية لله سبحانه وتعالى، وهي مخ العبادة وأفضلها وهو ـ الدعاء ـ مصداق واضح من مصاديق العبادة قال تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[سورة غافر/ الآية: 60].

     ومن أدعية الإمام علي بن الحسين : ( فسميت دعاءك عبادة وتركه استكباراً) كما في الصحيفة السجادية المروية عنه .

     ويكفي في عظمة وفضل وكرامة الدعاء حيث عد كما في بعض الأخبار أفضل من تلاوة القرىن الكريم .

    فقد روى الطوسي في مهذب الأحكام عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام) رجلين افتتحا الصلاة في ساعة واحدة فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ، ودعا هذا اكثر فكان دعاؤه أكثر من تلاوته، ثم انصرفا في ساعة واحدة، أيهما أفضل؟

قال(عليه السلام) كل فيه فضل ، كل فيه حسن.

قلت: إني قد علمت أن كلاً حسن وان كلاً فيه فضل !

فقال (عليه السلام) : الدعاء أفضل أما سمعت قول الله (عز وجل) : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) هي والله العبادة هي والله افضل هي والله افضل؛ أليست هي العبادة ؟ هي والله العبادة هي والله العبادة أليست هي أشدهنَّ؟ هي والله أشدهنَّ، هي والله اشدهن) .

     ولذا كان الأنبياء والرسل وخلفائهم لم يغفلوا عن هذا الدور الرسالي المهم والفعال، حيث تركوا لنا الكثير من التراث من خلال ممارساتهم وأدوارهم عبر العصور الماضية، ولهذا سوف يتم الإشارة إلى أهم الأدعية والمناجاة عن نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته (عليهم السلام) باعتبار أنهم هم الأمتداد لمنهجه بالنص والتعيين المحقق في محله، وبلحاظ أيضّاً أن أدعيتهم صيغت باتقان كونهم لهم الخبرة في كيفية الحديث والمناجاة مع الله تعالى ، وهذا ما يغني عن مراجعة الأدعية التي هي من إنشاء الصحابة والتابعين والأعلام من بعدهم، كما يوجد جملة من الآداب والشرائط والمستحبات ذكرت في كيفية قراءة الأدعية وهذا ما يتميز به الدين الإسلامي .

ومن الأدعية الإسلامية المهمة:-

1ـ دعاء مجير : وهو من الأدعية الرفيعة والمروية عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) نزل به جبرائيل على النبي وهو يصلي في مقام نبي الله ابراهيم(عليه السلام)  ذكره العلامة الكفعمي في كتابيه البلد الأمين والمصباح .

2ـ دعاء يستشير: وهو من الأدعية النبوية أيضاً وقد  علمه رسول الله لعلي (عليه السلام) وأمره أن يدعو به في أوقات الشدة والرخاء وأوصاه أن يعلمه إلى الائمة (عليهم السلام) من بعده وهو  كنز من كنوز العرش، ذكره السيد ابن طاووس في كتابه الموسوم بمهج الدعوات .

3ـ دعاء الجوشن الكبير: وهو مروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من طرق آل البيت (عليهم السلام) فقد رواه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عن رسول الله وقد هبط به جبرائيل على رسول الله وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه .....ذكر في كتاب البلد الأمين والمصباح للكفعمي . وهو من الأدعية التي تقرأ في ليالي القدر وفي أول شهر رمضان، ويستحب كتابته على الأكفان كما ذكر السيد بحر العلوم في كتاب الدرة بقوله :

     وسن أن يكتب بالأكفان            شهادة  الإسلام   والإيمان

     وهكذا   كتابه   القرآن            والجوشن المنعوت بالأمان

كما يوجد دعاء آخر يعرف أيضّاً بدعاء الجوشن ولكنه وصف بـ (الجوشن الصغير) وهو دعاء رفيع الشأن وعظيم المنزلة من أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام) سابع أئمة الشيعة دعا به حين همّ موسى الهادي العباسي بقتله فرأى النبي جده (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام وأخبره أن الله تعالى سوف يقضي على عدوه ولن يناله منه ضرر.  ذكره السيد  ابن طاووس في مهج الدعوات.

4ـ دعاء العشرات وهو من الأدعية المعتبرة المقتبسة من القرآن الكريم وأذكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن الأذكار التي تقرأ في كل صباح ومساء وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة .

5ـ دعاء السمات  وهو المعروف بدعاء الثبور ويستحب قراءته في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة وهو من أدعية أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (عليهما السلام) رواه الكفعمي باسانيد معتبرة عن محمد بن عثمان العمري.

6ـ المناجيات الخمس عشرة وقد وجدها العلامة المجلسي في بعض كتب الأصحاب مروية عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين. وهي:( التائبين،الشاكين، الخائفين، الراجين، الراغبين، الشاكرين، المطيعين، المريدين، المحبين، المتوسلين، المفتقرين، العارفين، الذاكرين، المعتصمين، الزاهدين).

7ـ  الصحيفة السجادية وهي عبارة عن مجموعة من الأدعية المأثورة عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وهي جاءت في وقت انتشار الاسراف واشاعة الفساد والبعد عن القيم والمبادئ الانسانية ، فكانت هذه الأدعية نعم العلاج لتلك الامراض التي انتشرت في المجتمعات الاسلامية والإنسانية بترويج من حكام بني امية . وتتكون الصحيفة من (54) دعاء إبتدات بالتحميد لله والصلاة على محمد وآله وحملة العرش ...... وانتهت  في دعاءه  (عليه السلام) في استكشاف الهموم . هذا ناهيك عن أدعية الأيام والليالي والساعات التي أمتلات الكتب الحديثية منها  أو الخاصة بالأدعية.

 8ـ دعاء كميل : وهو من افضل الأدعية وهو دعاء حضرة الخضر (عليه السلام) وقد علمه أمير المؤمنين كميل بن زياد النخعي، وهو أحد خواصه وحوارييه ويقرأ في ليالي الجمع وليلة النصف من شعبان، رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد.

9ـ دعاء البهاء : وهو من الأدعية العظيمة التي رواها الإمام علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن الإمام الباقر (عليهما السلام)، ويقرا هذا الدعاء وقت السحر من شهر رمضان المبارك.

10ـ دعاء أبي حمزة الثمالي : رواه الشيخ الطوسي في المصباح وكان يدعو به الإمام السجاد (عليه السلام) في أوقات السحر في شهر رمضان بعد أن يقضي الليل كله في العبادة والتضرع والتهجد.

11ـ دعاء عرفة : وهو من الدعوات المشهورات الذي دعا به سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) شهيد كربلاء عندما وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت حيث رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين.

12ـ دعاء الندبة : وهو من الأدعية التي تقرأ في زمان الغيبة ذكره السيد ابن طاووس في مصباح الزائر وهو من أعمال السرداب في مدينة سامراء .

13ـ دعاء العهد: وهو دعاء مروي عن الامام الصادق (عليه السلام) وقد قال فيه: من دعا إلى الله تعالى اربعين صباحا بهذا الدعاء كان من انصار قائمنا، فان مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره واعطاه بكل كلمة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة .

14ـ دعاء النور: من الأدعية الخاصة بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وقد تعلمته من ابيها رسول الله  وكانت تقوله غدوة وعشية ، ويقرأ هذا الدعاء على الذي يصاب بأذى الحمى . كما يوجد الكثير من الأدعية الواردة عنهم وهي منظومة ضخمة في مختلف الجوانب والتقلبات في طلب الحاجات.

نتيجة البحث

    من خلال هذا الاستقصاء والتتبع لجملة من الأدعية التي ذكرت في الموروثات الحضارية والدينية القديمة يظهر أن جذور هذه الظاهرة ـ الدعاء والترانيم والمناجاة والصلوات ـ  كان يمارسها المؤمنون الموحدون من أتباع الأنبياء السابقين، خصوصاً أنبياء العراق ما قبل الطوفان وما بعده، وقد انتشرت من خلال التدوين والتوثيق والكتابة التي كان يعلمها نبي الله إدريس بن يارد  في محل إقامته هناك، فقد أسس نبي الله إدريس لهذه الثورة الكتابية ومن بعدها نقل الإنسان بافكاره إلى عالم التمدن وترك الحياة البربرية، وقد ساهم بشكل كبير في النمو والإزدهار في المجتمعات البدائية القديمة .

   ومن يطلع على أنماط التفكير والأبعاد التاريخية والحضارية للشعب السومري الذي بنى حضارته في بلاد الرافدين يجد تلك الخصائص والبصمات التي تركها الأنبياء، وإلى هذا المعنى ذكر العالم الروسي صومائيل نوح كريمر : ( إن الرجل الحديث، سواء أكان فيلسوفاً أم معلماً، مؤرخاً أم شاعراً، محامياً أم مصلحاً، رجل دولة أم سياسياً مهندساً أم نحاتاً، سيجد على الأغلب نموذجاً سابقاً منه ونظيراً له في بلاد سومر القديمة). (10).

     فادريس هو جد أب نوح (عليه السلام) واسمه في العهد القديم أخنوخ، والسر في تسميته بادريس لجهة كثرة نظره ودراسته للصحف والكتب التي وصلت إليه، ولا شك أن تلك الكتب فيها كل شيء مما يحتاجه الإنسان في حياته الفردية والإجتماعية فهي ليست حِكَماً ونصائح فقط ، بل علوم ومعارف علمها هذا النبي الذي كان يجيد الكتابة والخط بالقلم لمن يستحق ذلك من قومه، فقد نشر علم النجوم والحساب وعلم الهيئة والقواعد والنصائح الطبية بين قومه عندما كان يقيم في ظهر الكوفة ومنزله مشهور هناك فهو لم يتفرغ فقط للخياطة وصناعة الثياب، بل كان من موقعه ينشر تعاليم الله تعالى وثقافة التوحيد واثارة الأفكار في عقول المجتمعات ، ولعل منزله كان عبارة عن مدرسة فكرية في كيفية الكتاب والخط بالقلم وقراءة الصحف.

    نعم كان إدريس (عليه السلام) حوله العديد من المؤمنين به وبالإله الذي يدعو إليه، وهذا ما يجده الباحث من المواقف والتحذريات من بعض ممن شاهده فكانوا يقولون له خذ حذرك يا إدريس هذا عندما بعثت إمرأة الجبار أربعين رجلاً  ليقتلوه، وقد نجي من الاغتيال وخرج من القرية مع نفر من أصحابه.

    ولذلك كان إدريس يناجي في أوقات الأسحار ببعض الأدعية التي جاء فيها : (يارب توعدني الجبار بالقتل. فاوحى الله اليه أن اخرج  من قريته ...).

وقد قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (أنزل الله على ادريس ثلاثين صحيفة).

ذكر إبن النديم : أن الرسالات السماوية التي أنزلها الله تعالى قد سبقها صحف نزلت . فقد نزلت بعضها على آدم وعلى شيث وإدريس ونوح وإبراهيم وجملة ما أنزل الله تعالى  من الكتب مائة كتاب وأربعة كتب، أنزلها الله تعالى فيما بين آدم وموسى، فكان أول كتاب أنزله الله على شيث وهو تسع وعشرون صحيفة والكتاب الثالث أنزله تعالى على أخنوخ ـ إدريس ـ  وهو ثلاثون صحيفة والكتاب الرابع أنزله تعالى على إبراهيم (عليه السلام) وهو عشر صحائف، والكتاب  الخامس على موسى(عليه السلام)  في عشرة ألواح ثم انزل الله تعالى على داود المزامير وهو الزبور وهو مائة وخمسون مزموراً(11).

    وقد أوصى الإمام الصادق (عليه السلام)  لمن يدخل مدينة الكوفة  فليأت مسجدها المعروف بالسهلة وليصلي فيه فانه تقضى حاجته؛ لأهمية هذا المنزل الادريسي الذي كان يعبد الله تعالى  فيه .

    ومن هذا المكان انطلق نبي الله ادريس (عليه السلام) في وضع قواعد المدن والحضارة، واسس الفكر الاجتماعي في التمدن وتوسيع البلاد وتحديدها، حتى قيل ان عدد المدن التي انشئت في زمانه بلغ 188 مدينة .

    نعم . إدريس وغيره من الانبياء (عليهم السلام) هم ممن نشر هذه الأفكار في المجتمع وانتقلت الى الحضارات الآخرى، وقد تغيرت بعضها عن مضمونها الصحيح، وانحرفت عن مسارنها .

   ورد إن في الكوفة قبر نوح وابراهيم و370 نبياً و600 وصياً . ودفن قرب الفرات بارض نينوى ـ كربلاء حالياً ــ على بعد ميل أو ميلين مئتا نبي ومئتا سبط كلهم شهداء، هؤلاء هم من نشروا تلك التعاليم والاخلاق والآداب والقوانين والنظم وأخذها الشعب السومري، وتأثرت بها الحضارة المصرية، وعندما وصلت إلى العصر البابلي أوصى حمورابي بتدوين تراث أسلافهم  وتأثرت اليونان بهذا الفكر.

    أما وجه علاقة الكتابات السريانية الآرامية بالسريانية التي كانت قبل الطوفان.

    يمكن الإستظهار من بعض النصوص أن هناك لغتان يطلق عليهما بالسريانية ، الأولى كانت سريانية الأنبياء السابقين وهم آدم وادريس ونوح وابراهيم  ولوط، والثانية السريانية الآرامية ، وهي إحدى اللغات المعروفة بالسامية أي التي تكلم بها بنو سام بن نوح، فهذه اللغة يطلق عليها في العهد القديم بالآرامية .

    يذكر المؤرخون العرب أن اللغة السريانية هي أقدم لغات العالم، وهي اللغة التي تكلم بها  ـ كما قيل ـ آدم (عليه السلام)، فيقول المؤرخ صاعد الاندلسي في كتابه (طبقات الأمم) : ( إن اللسان السرياني هو اللسان القديم، لسان آدم (عليه السلام) وإدريس ونوح وابراهيم ولوط (عليهم السلام)، ثم تفرغت اللغة العبرانية والعربية من اللغة السريانية(12).

 ولعل كان في عهد إدريس وأيامه ألسن متعددة، وكان إدريس يجيد لغات الأقوام الأخرى، ويجيد كتابتها هذا عندما كان في بلاد الرافدين، وعندما أنتقل إلى مصر والسكن فيها فقد كان يكلمهم بلسانهم.

قال القفطي: : ( تكلم الناس في أيامه ـ إدريس ـ باثنين وسبعين لساناً وعلمه الله تعالى منطقهم ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم ....)(13).

وقيل  أن آدم  وضع كتاباً في أنواع  الألسن قبل موته بثلاثمائة سنة، كتبها في الطين ، ثم  طحنه فلما أصاب الأرض الغرق، وجد كل قوم كتاباً فكتبوه من خطه، فأصاب إسماعيل (عليه السلام)  الكتاب العربي ، وفي رواية أن آدم (عليه السلام)  يرسم الخطوط بالبنان، وكان أولاده تتلقاها بوصية منه، وكان أقرب عهد إليه إدريس(14).

وفي الختام نذكر ما نقله الشيخ المفيد عن بعضهم من أن خمسة من الأنبياء سريانيون آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم(عليهم السلام) وكان لسان آدم (عليه السلام) العربية وهو لسان أهل الجنة  فلما أن عصى ربه أبدله  بالجنة ونعيمها الأرض والحرث وبلسان العربية السريانية، وقال : كان خمسة عبرانيون: إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى (عليهم السلام) من العرب هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد (عليهم السلام)(15).

   ومن خلال هذا السرد السريع يتضح أن أدعية ومناجاة وترانيم في بلاد سومر وبابل بالأصل والمنشأ هي من تعاليم الأنبياء وقد احتوت  المضامين المشتركة الواحدة التي دلت على أن الدين والمنبع واحد ، ولهذا تجد هذا التشابه في الأدعية من طلب المغفرة وغفران الذنوب والتوسلات وطلب الاسترحام من مظاهر التدين عند الشعوب السامية عموماً والشعب السومري على نحو الخصوص، وحتى ظهور الدين الإسلامي. والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور .

.......................................

المراجع والهوامش

1ـ جورج كو نتيو، الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور، ص519، ترجمة وتعليق: سليم طه التكريتي، وبرهان عبد التكريتي/ منشورات الجمل بغداد ــ سنة النشر: 2015م، الطبعة الاولى.

2ـ د. عبد الوهاب رشيد؛ حضارة وادي الرافدين ميزوبوتاميا( العقيدة الدينية.. الحياة الإجتماعية .. الأفكار الفلسفية، ص93، دار المدى ـ سنة الطبع: 2004م ، سورية ـ دمشق. وكذلك للمزيد من الاطلاع والتفصيل في ديانة حضارة وادي الرافدين : الماجدي ( الدين السومري)، وطه باقر في مقدمة في تاريخ ... وكونتينو جورج ص486، بوستغيت، نيكولاس، ص149.

3ـ م . س الحياة اليومية في بلاد بابل .... ص 519.

4ـ غوستاف لوبون، حضارة بابل وآشور، ص102، 103، ترجمة: محمود خيرت المحامي ـ دار الرافدين .بيروت ــ لبنان. 

5ـ د. فيصل الوائلي، من أدب العراق القديم ترانيم وادعية سومرية.

6ـ دراسات حضارة بلاد الرافدين، ص202،  ترجمة واعداد: الدكتور حسيب الياس حديد، مراجعة: الإستاذ حسن طه السنجاري، الدكتور عامر الجميلي، دار الكتب العلمية ، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 2014م ، بيروت ــ لبنان.

7ـ م . س ، ص 202.

8ـ  لمراجعة الادعية المترجمة ينظر الى صلوات الانسان من سومر إلى الاسلام ، مهدي فالح، الفصل الاول ، المركز العلمي العراقي، دار البصائر، بيروت ـ لبنان سنة الطبع 1431هـ 2010م . الطبعة الاولى . وكتاب (صلوات الشرق القديم) دار النشر سيرف سنة 1989م .

9ـ الآفستا، حامد محمود ص5، وكتاب زردشت والزردشتية  د. الشفيع الماحي احمد ص25.

10ـ كريمر، السومريون تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم، ص23، ترجمة: د. فيصل الوائلي، المركز العلمي العراقي ـ بغداد ، الطبعة الاولى، سنة النشر: 2012.

11ـ إبن النديم،  الفهرست: ج1، ص 33، دار المعرفة بيروت ، سنة النشر: 1398هـ ـ 1978م .

12ـ ماجد مصطفى الصعيدي، هرمس، ص14، وطبقات الأمم صاعد الاندلسي ص 14.

13ـ القفطي، أخبار العلماء، ص 3.

14ـ القنوجي، أبجد العلوم: ج1 ، ص 163.

15ـ المفيد، الإختصاص : ص 264.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/07



كتابة تعليق لموضوع : الأدعية والمناجاة من العصر السومري والأكدي حتى ظهور الإسلام (دراسة مقارنة في ظاهرة الدعاء)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو باقر ، في 2019/06/28 .

ينقل أن من الادعية والصلوات القديمة التي عثر عليها في مكتبة آشور بانيبال الخاصة في قصره والتي لعلها من الادعية التي وصلت إليه ضمن الألواح التي طلبها من بلاد سومر، حيث انتقلت من ادبيات الانبياء السابقين والله العالم ، وإليك نص الدعاء الموجود في ألواح بانيبال آشور: ( اللهم الذي لا تخفى عليه خافية في الظلام،
والذي يضيء لنا الطريق بنوره،
إنك الغله الحليم الذي ياخذ بيد الخطاة وينصر الضعفاء،
حتى أن كل الىلهة تتجه انظارهم إلى نورك،
حتى كأنك فوق عرشك عروس لطيفة تملأ العيون بهجة،
وهكذا رفعتك عظمتك إلى أقصى حدود السماء ،
فأنت الَعلَم الخفَّاق فوق هذه الأرض الواسعة،
اللهم إن الناس البعيدون ينظرون إليك ويغتبطون. ينظر: غوستاف، ليبون، حضارة بابل وآشور، ترجمة: محمود خيرت، دار بيبلون، باريس، لا ط، لا ت، ص51.

• (2) - كتب : أبو مرتضى ، في 2019/04/27 .

مرحبا عزيزي استاذ السمناوي احسنت مقالة رائعة جدا في الفكر الانسان، ففي فلسفة الدعاء اقرار ايماني ودليل على وجود الله ودعاء الفلاسفة يتميز برطانة أهل الفلسفة، فكان الفارابي يتميز مثلاً يقول: اللهم يا واجب الوجود، وياعلة العلل، وياقديما لم يزل .. انقذني من عالم الشقاء والفناء، واجعلني من غخوان الصفاء، وأصحاب الوفاء، وسكان السماء مع الصديقين والشهداء. انت الذي لا اله الا انت علة الاشياء ونور الارض والسماء امنحني فيضا من العقل الفعال ياذا الجلال والغفضال هذب نفسي بانوار الحكمة واوزعني شكر ما اوليتني من نعمة وارني الحق حقا والهمني اتباعه والباطل باطلا واحرمني اعتقاده واستماعه وهذب نفسي من طينة الهيولى انك انت الاولى:
ياعلة الاشياء جميعاً والذي كانت به عن فيضه المتفجر
رب السماوات الطباق ومركز في وسطهن من الثرى والابحر
اني دعوتك مستجيرا مذنبا كدر الطبيعة والعناصر عنصري




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net