صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

عاطل عن العمل
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العاطل عن العمل إنسان له وجود هامشي، لكنه مهان، ممنوع عليه العيش بكرامة، وعليه أن يستسلم لقدره، أن يخرس، أن يرى اللصوص والقتلة يسرقون ، ويصمت، وعليه إستخدام كلمة( أخذوا، بدلا من سرقوا) أن ينام ليله قلقا كئيبا، أن يصحو على الفشل والحرمان، والجيب الفارغ، أن يكتب قصيدته كما هي كل يوم، مقفاة، لكن لاأحد يرغب في الإستماع إليه، فعكاظ صار أثرا بعد عين، والمربد مجرد حكاية.

يشعر بمقت الذات، ويستصعب الفرح لأنه متيقن إن الجيب الفارغ مثل البئر الجافة التي يئس منها الناس فأهملوها، وأحالوها الى مكان للنفايات والحجارة، وكل ماهو زائد عن الحاجة، ولاقيمة له، فيحسن التخلص منه، ورميه بعيدا.

العاطل عن العمل فقير محتقر. لايريده الأقوياء لأنه يسبب لهم الإزعاج، ويهدد أموالهم التي جمعوها بفساد، ويكرهه الفقراء لأنه يذكرهم بيأسهم، ويحيي فيهم ذكرى الحرمان والبؤس.السياسيون لايرغبون بسماع صوته لأنه يمكن أن يظهر لهم في تجمع، أو تظاهرة ليطالب بتوفير فرص عمل للعاطلين، ويضطرون لسماع صوته المثير للإشمئزاز، ووجهه الشاحب المصفر المثير للقرف على شاشة التلفزيون، فيظنونه شبحا يطاردهم، ويقظ مضاجعهم، ويهدد سلطانهم الزائل الذي يحسبونه الخلود ذاته.

نهاية العاطل عن العمل، إما أن يصادفه الحظ فيجد وظيفة، أو يخالفه فلايجد شيئا، ويتحول الى عنصر زائد عن الحاجة، ولاقيمة له، فيكتئب ويشعر بالخذلان، ويتحول الى طريق أخرى ليعيش مثل الآخرين الذين اهملوه، فيكون عليه أن يستسلم لقدره، أو يتحول الى سلوك غير قانوني، فيخسر حياته، ومعه يخسر المجتمع فردا من أفراده.

هل نربح مسؤولين أقوياء شجعانا، واثقين يملكون رؤية، ولديهم الحل، أم هو أمر صعب ان يتحقق طالما إن من نظنه مسؤولا ليس أكثر من باحث عن المال والنفوذ، وليست لديه الرغبة ليضحي ويبني وطنا.

العاطل عن العمل إنسان، ولكنه ضحية لسوء الإدارة والتخطيط، وليس لأحد أن ينهي مشكلته طالما أن الجميع منشغلون بتلك المصالح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/03



كتابة تعليق لموضوع : عاطل عن العمل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net