مركز تابع للعتبة الحسينية : (الرَّابُ) نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ.

في سؤال وجه لمركز الرصد العقائدي التابع للعتبة الحسينية المقدسة " مَا هِيَ ضَوَابِطُ الشَّعَائِرِ الحُسَيْنِيَّةِ وَلِمَاذَا الرَّابُ المُوسِيقِيُّ لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مِنْهَا ؟ فكان جواب المركز كالتالي  :-

     الأَخُ نَاصِرٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     الشَّعَائِرُ جَمْعُ شَعِيرَةٍ، وَالمُرَادُ مِنْهَا فِي اللُّغَةِ العَلَامَاتُ، قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: (الشِّعَارُ: الَّذِي يَتَنَادَى بِهِ القَوْمُ فِي الحَرْبِ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالأَصْلُ قَوْلُهُمْ: شَعَرْتُ بِالشَّيْءِ إِذَا عَلِمْتُهُ وَفَطِنْتُ لَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي، أَيْ: لَيْتَنِي عَلِمْتُ... وَمَشَاعِرُ الحَجِّ مَوَاضِعُ المَنَاسِكِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا مَعَالِمُ الحَجِّ. وَالشَّعِيرَةُ وَاحِدَةُ الشَّعَائِرِ، وَهِيَ أَعْلَامُ الحَجِّ وَأَعْمَالُهُ). [مُعْجَمُ مَقَايِيسِ اللُّغَةِ: 194]. 

     وَعَنْ ابْنِ مَنْظُورٍ فِي "لِسَانِ العَرَبِ": قَالَ الزَّجَّاجُ فِي شَعَائِرِ اللهِ: يَعْنِي بِهَا جَمِيعَ مُتَعَبَّدَاتِ اللهِ الَّتِي أَشْعَرَهَا اللهُ، أَيْ: جَعَلَهَا أَعْلَامًا لَنَا، وَهِيَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ مَوْقِفٍ أَوْ مَسْعًى أَوْ ذَبْحٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ: شَعَائِرُ لِكُلِّ عِلْمٍ مِمَّا تَعَبَّدَ بِهِ; لِأَنَّ قَوْلَهُمْ: شَعَرْتُ بِهِ. عَلِمْتُهُ; فَلِهَذَا سُمِّيَتْ الأَعْلَامُ الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّدَاتُ اللهِ تَعَالَى شَعَائِرُ). [لِسَانُ العَرَبِ 5: 415].

 وَقَدْ وَرَدَ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ صَرِيحًا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} البَقَرَةُ: 158، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} الحَجُّ: 36، وَهَذِهِ الأُمُورُ: الصَّفَا، وَالمَرْوَةُ، وَالبُدْنُ، مِنْ مُخْتَصَّاتِ الحَجِّ إِلَّا أَنَّ جُمْهُورَ العُلَمَاءِ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُقَيِّدُوا الشَّعَائِرَ بِمَنَاسِكِ الحَجِّ فَقَطْ، بَلْ عَمَّمُوهَا لِكُلِّ مَا أَعْلَمَ اللهُ بِهِ وَأَشْعَرَ.

 قَالَ القُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) الشَّعَائِرُ جَمْعُ شَعِيرَةٍ، وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ لِلَّهِ تَعَالَى فِيهِ أَمْرٌ أَشْعَرَ بِهِ وَأَعْلَمَ. [تَفْسِيرُ القُرْطُبِيِّ 12: 56]. 

 وَقَالَ الثَّعَالِبيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: (الشَّعَائِرُ): جَمْعُ شَعِيرَةٍ، وَهِيَ كُلُّ شَيْءٍ لِلَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فِيهِ أَمْرٌ أَشْعَرَ بِهِ وَأَعْلَمَ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) قَالَ: تَعْظِيمُ شَعَائِرِ اللهِ - مِنْ البُقَعِ أَوْ مِنْ البَشَرِ أَوْ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - زِيَادَةٌ فِي الإِيمَانِ، وَقُوَّةٌ فِي اليَقِينِ. انْتَهَى [تَفْسِيرُ الثَّعَالِبيِّ 4: 122].

 وَبِهَذَا المَعْنَى مِنْ التَّعْمِيمِ لِلشَّعَائِرِ لِكُلِّ مَا أَعْلَمَ اللهُ بِهِ، تَدْخُلُ رُمُوزُ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) فِي العُنْوَانِ المَذْكُورِ، لِمَا تَوَاتَرَ مِنْ لُزُومِ اتِّبَاعِهِمْ وَمَوَدَّتِهِمْ، فَهُمْ مِنْ عَلَامَاتِ الدِّينِ وَأَعْلَامِهِ، لِذَا وَجَبَ عَلَيْنَا تَعْظِيمُهُمْ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِمْ، وَمِنْهَا إِقَامَةُ مَجَالِسِ العَزَاءِ فِي ذِكْرَى وَفِيَّاتِهِمْ.

 وَمِنْ المَعْرُوفِ لُغَةً وَفِقْهًا أَنَّ العَزَاءَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَضَمَّنَ مَعْنَى المُوَاسَاةِ مِنَ الحُزْنِ وَالرِّثَاءِ لِلمَيْتِ بِمَا يُرْضِي اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ)، وَعَدَمُ تَضَمُّنِهِ لِأَيِّ مَعْنًى مُحَرَّمٍ مِنْ مَعَانِي اللَّهْوِ وَالعَبَثِ وَالغِنَاءِ، فَقَدْ أَجْمَعَ فُقَهَاءُ الطَّائِفَةِ الإمَامِيَّةِ - أَعَزَّهُمْ اللهُ - عَلَى حُرْمَةِ اسْتِعْمَالِ آلَاتِ اللَّهْوِ وَالغِنَاءِ فِي المَرَاثِي الحُسَيْنِيَّةِ وَالشَّعَائِرِ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيحٍ، فَكُلُّ مَا يُعَدُّ عُرْفًا أَنَّهُ آلَةٌ مِنْ آلَاتِ اللَّهْوِ أَوْ أَنَّهُ غِنَاءٌ عُرْفًا فَهُوَ يَحْرُمُ اسْتِعْمَالُهُ فِي هَذِهِ الشَّعَائِرِ، وَعِنْدَمَا نَرْجِعُ إِلَى تَعْرِيفِ الرَّابِ وَكَيْفِيَّةِ نَظْرَةِ العُرْفِ لَهُ نَجِدُهُمْ يَعُدُّونَهُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيحٍ أَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ.

 جَاءَ فِي مَوْسُوعَةِ ويكيبيديَا العَالَمِيَّةِ عَلَى شَبَكَةِ المَعْلُومَاتِ: الرَّابُ (بِالإِنْجلِيزِيَّةِ) (Rap :كَمَا يُعْرَفُ أَيْضًا بِاسْمِ الرايمينج أَوْ السبيتنج) هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ وَأَحَدُ فُرُوعِ ثَقَافَةِ الهيب هوب الرَّئِيسِيَّةِ. الرَّابُ هُوَ التَّحَدُّثُ وَتَرْدِيدُ الأُغْنِيَةِ بِقَافِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ، وَهُوَ أَيْضًا تَسْلِيمُ القَوَافِي وَالتَّلَاعُبُ بِالأَلْفَاظِ حَتَّى تَتَمَاشَى مَعَ القَافِيَةِ دُونَ الإِلْتِزَامِ بِلَحْنٍ مُعَيَّنٍ. انْتَشَرَ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ فِي بِدَايَةِ السَّبْعِينَاتِ فِي حَيِّ برونكس، وِلَايَةُ نيُويُورْك عَلَى أَيْدِي الأَمْرِيكِيِّينَ الأَفَارِقَةِ، كَمَا انْتَشَرَ عَالَمِيًّا مُنْذُ بِدَايَةِ التِّسْعِينَاتِ.

 وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
المصدر : أضغط هنا 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/20



كتابة تعليق لموضوع : مركز تابع للعتبة الحسينية : (الرَّابُ) نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الغِنَاءِ.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net