صفحة الكاتب : د . الشيخ محمد رضوان أبي الدار

*((دروس من أنوار المعرفة القرآنية))*الدرس الثاني ؛الابتلاء
د . الشيخ محمد رضوان أبي الدار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم 
*"وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"*
 الانبياء٣٥
الابتلاء يدل على أنه من جملة التكاليف الشرعية، والله سبحانه وتعالى لم يقتصر بالمكلف على ألاوامر والنواهي وإن تضمنت مشقة؛ بل ابتلاه بأمرين :
الأول ما سماه خيرًا، وهو نعيم الدنيا من صحة ولذة...
الثاني ما سماه شرًا،وهو المضار الدنيوي،من فقر وآلام، وسائر الشدائد النازلة بالمكلفين .
والناس حين نزول البلاء على أقسام : 
١ - محروم من الخير يقابل البلاء بالسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر .
٢ - موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله، 
٣ - راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد.
فالبلاء من ميراث النبوة فمن قل حظه من الابتلاء قل حظه من ميراث النبوة .
وهو من السنن الكونية يقع تمييزاً بين الصادق والكاذب .
روي أن سمنون المحب الزاهد ترك الدنيا وتفرّغ لعبادة ا لله، وكان يتمنى ابتلاء الله، وكان يقول دائمًا مناجيًا ربه كيفما شئت فامتحني،فليس لي في سواك حظ،وقد استجاب الله لسمنون المحب فابتلاه كما طلب فابتلي بعسر البول فكان يتألم من عسر البول ألمًا شديدًا،حتى إنه كان يدور على كتاتيب الصبية في بغداد ويقول لهم ادعوا لعمكم الكذاب موبخًّا نفسه على ما تمناه على ربه من الابتلاء .
ما من أحدٍ في هذه الدنيا إلا وقد تعرّض للعديد من المِحن في حياته، كالوقوع في المرض أو فقدان شخصٍ عزيزٍ على قلبه، إنّ الانسان في هذه الدنيا يمرّ بأمور عصيبة تكون أقوى منه وكلّها بتقدير من الله، فإمّا أن تكون بلاءً عليه وهي عقاب له على ما فعل بيديه من خراب ومعاصٍ وأذى، وإما أن تكون ابتلاءً قدّره الله له ليمحي به ذنوب عبده.
إنّ من رحمة الله تعالى على الانسان أنّه سنّ سُنة الابتلاء في الأرض، فهو يُطهّر العبد من الذنوب، وهو يحثّ الإنسان على مراجعة نفسه وتصحيح مساره، وهو خيرٌ يرحم العبد يوم القيامة إذا صبر، فيُدخله جنة عرضها السماوات والأرض، كما قال تعالى "وبَشّرِ الصابِرينْ"البقرة١٥٥
والابتلاء لا يقعُ إلاّ على المسلم القريب من الله، وعلى من يحبّه الله، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه .رواه البيهقي وغيره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ محمد رضوان أبي الدار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/07



كتابة تعليق لموضوع : *((دروس من أنوار المعرفة القرآنية))*الدرس الثاني ؛الابتلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net