صفحة الكاتب : عدي المختار

مهرجان الساقي الاول قوافي الدمع في حضرة الكفيل
عدي المختار


 

 ينهمر الدمع كالمطر بمرارة وحسرة ولوعة لانك تقف في حضرة من قتلوا على ارض كربلاء مظلومين لا لسبب الا لانهم خرجوا للاصلاح في دين جدهم خاتم الانبياء (ص),فقتلوا وعلقت رؤوسهم على الرماح تحتفي بها عيون الحاقدين وتبكي لها قلوب الموالين دما ,وسبي بغروب طويل مر على حرائر اشرف بيت واعظيم ايمان وعقيدة مخدرات بيت النبوة ومهبط الرسالة لا تحفهم سوى بكاء الاطفال وانين العليل (ع) ووجع نشيج العقيلة (ع) التي حل غروب ذاك اليوم وهي تقف تتفحص قرابين بين النبوة الاطهار لدين الله عز وجل ولم ترى في تلك الفجيعة الا جميلا ,هو ليل حالك يمتطيه الانين والنشيج كاي فارس ,بخطوات اتعبها المسير واعيالها هول المصيبة,تقف في حضرة بطل تلك الملحمة الذي قدم كفيه وعينه وجسده الطاهر كقرابين لمعان كثيرة للحكمة والايثار والبطولة والفداء وعدالة القضية ونهضة الثورة لاصلاح الدين المحمدي وتنقيته من الدعاة وتنظيفه مما علق به من الممعنين قصدا في تحريفه والانحراف به عما رسمه الرسول وسار عليه من قاتلوا معه وجادوا بالنفس قبل المال من اجل اتمامه واكماله ليكون خاتمة الرسالات السماوية وبؤرة اشعاعها الحقيقي ,تحضر كل تلك المعاني والدلالات وانت تقف في حضرة احد اهم قناديل ذلك الدين المتوهج ,تحضرني كل تلك القداسات وانا اقف في حضرة الكفيل الامام العباس (عليه السلام) واتشرف بعبق ظله الوارف في ان اكون حاديا لركب القوافي التي بكت دما بين يديه .

    شرفني الاخوة في العتبة العباسية المقدسة ومن خلال قسم الاعلام والشؤون الفكرية والثقافية وعبر احبة كانوا ولازالوا يعملون كجنود مجهولون في الظل لخدمة القضية الحسينية الخالدة ووجب اليوم ذكرهم بدءا من سماحة السيد احمد الصافي امين عام العتبة العباسية المطهرة ومرورا بسماحة السيد الجليل الذي فقط الجلوس معه يعني التحليق في فضاءات القداسة الحقة الا وهو السيد ليث الموسوي مسؤول قسم الشؤون الفكرية والثقافية والاخ والعزيز الذي اسميه بطرا (بابا) وهو اصغر مني بروحه وحبه للحياة الشاعر والكاتب علي حسين الخباز الذي وقف يصارع الزمن والوقت والمشاغل ليتمم اقامة المهرجان ,كل هولاء الطيبين المخلصين لدينهم وعقيدتهم شرفوني بان اكون حاديا لقوافي مهرجان الساقي السنوي الاول الذي خرج من ميسان كفكرة طموحة وحلم حققه لنا الاخوة في العتبة العباسية المقدسة كما اردنا وخططنا له نحن الوفد القادم من محافظة ميسان لننثر ابداعنا في حضرة الساقي ومحراب الشهادة ,كان التنسيق عال جدا ومشرف بحق والتجاوب اكبر من كل توقعات والاستضافة رغم قصر مدتها كيوم واحد الا انها بحجم ذاك الابداع الذي نتمنى ان يكون في قادم الايام ...لايام ...وايام ينهل منها الشعراء عبق الكبر والسمو ويرى ويلمس الكربلائيون ان في كل محافظة من جسد العراق ثمة جروح تنزف قوافي حبا لال الرسول (ص) ولا يحتاجون الا للدعم والرعاية ليطلقوا العنان لابداعهم وصولات قرائحهم ,كان كل شيء منظم بشكل مذهل وكل شيء كان معد باخلاص يسعى للاجر والثواب لا المظاهر والضجيج والرياء , حتى ان مايستروا ذاك العشق العباسي كان جميلا ورائعا الا وهو الشاعر المبدع ميثم العتابي الذي شمر عن ساعديه كاي مبدع لينخرط في ذلك الوهج ترحيبا بالشعراء وعريفا للمهرجان فكانت له نكهة جمالية تشبه الى حد كبير نكهة الحناء في ابواب القداس .

    كان ذاك الشعار الجميل الذي كان بلامس حلم وتحقق بهمة الخيرين يعتلي منصة المهرجان خط بدمع الاف السنين ليتضح جليا (شعراء ميسان ينثرون قوافيهم حبا بالساقي ) وقدمت كوكبة من شعراء منتدى جوهرة ميسان للشعر الشعبي قصائد بعمق المأسات وبحجم الفاجعة,كان البدء مع قصيدة فصيحة للشاعر المبدع احمد شمس والذي قدم مقطوعة شعرية تميزت بالنضوج والالقاء الجميل لم تبحث عن بطولات بل بحثت عن مواقف وحكم اطلق لها العنان الكفيل (ع) في ملحمة الطف الخالدة, وتلاه الشعراء , علي الصياد وقصي الطيب ومحمد يحيى الكعبي وعلاء المحمداوي وحسنين اللامي واحمد العراقي ومحمد ابو العز ومظهر الزبيدي قدموا هؤلاء المبدعين سيمفونية تصاعدت هارمونيا في الايقاع من ناحية الروعة فيما قدم من شعر له مضامين ودلالات تنكأ الجرح ولا تمنحه الاسترخاء بل تجعله يقظا ومؤمنا بقضايا النهضة بعيدا عن السيف والدرع وقريبا من الدم الذي كان يضج بالفكر فتحول لفم اعلنت فيما بعد ثورة الاصلاح و كان النضج الشعري واضحا والسبك المتقن مذهلا والالقاء الجميل الممسرح بذكاء منسجما مع المضمون الشعري من جهة ومع اجواء وبيئة المهرجان مجهة اخرى , ذلك لكونك تقرأ في اخطر مكان تختبر فيه القوافي وفالجمهور يملك العبرة ويحتاج لعبرة ,فكانوا شعراء ومبدعون على قدر عال من المسؤولية التي القيت على عاتقهم , ولعمري انها مسؤولية جسيمة وكبيرة وشرف لا يحضى به الا الموالون الحقيقيون في الدنيا,الا ان مسك المهرجان الذي قال عنه الخباز بلهجته الشعبية الجميلة (حلوه هاي الحكاكة )كانت من نصيب الشاعر غزوان الغالبي الذي مسك زمام القمة التصاعدية التي وصل لها الشعراء ليختمها خير ختام بفيض ابداعه وذكاءه الشعرية فكان الختام مذهلا وكبيرا تفاعل معه الجميع وعبروا عن رضاهم له ,كان الكل يريد ان تزيد مدة المهرجان الا الشعراء لان ماكانوا يشعرون به من رهبة القداسة بين يدي الكفيل كانت تسيطر عليهم ولولا مايحملون من مسؤولية لانجاح المهرجان لتعالى نشيجهم وبكائهم على المنصة المقدسة .

    فشكرا للعتبة العباسية المقدسة على هذا الشرف الكبير وهذه الاستضافة الرائعة لمهرجان الساقي السنوي الاول الذي نتمنى ان يكون الاستعداد له للعام المقبل بالدورة الثانية لاكثر من يوم واحد ليكون ثمة مجال للدمع والاستزادة من فيض ايمان الرابضون حول الكفيل من رجالات الدين والفكر,وشكرا لشعراء ميسان الشباب المبدعين الذين كانوا بحق رسل وسفراء مشرفون لمحافظتهم .

    اللهم تقبل منا هذا العمل كما تقبلت ال النبوة  قرابين لعشقك ,ولساننا يتلوا تراتيل اللعن لمن قتلهم الى يوم الدين .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/09



كتابة تعليق لموضوع : مهرجان الساقي الاول قوافي الدمع في حضرة الكفيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net