لقاء صحفي مع الروائي (فوزي صادق) أجرى الحوار: هناء رشاد

 

أجرى اللقاء: هناء رشاد

- لو كان بيدي لوضعت تمثال لأستاذي د. مصطفى محمود في كل عاصمة عربية.

- الصديق إذا وجدته كالفِراش، تأتيه آخر النهار وأنت تعب منهك، فيحتضنك ويشعرك بالدفء، وفي الصباح تغادره وأنت بأفضل حال.

- الخروج من التبعية لثقافة الغير، ومحاولة خلق مدرسة جديدة هو ما يحتاجه الأدب الخليجي للانطلاق.

هو.. مسافر بين العقول، ثرثار علمياً وأدبياً ونقاشياً ومعلوماتياً منذ نعومة أظفاره أمام الشاشة وأمام الناس، فمنذ بداية تقوقعه في المكتبات الخاصة بالمدارس، ومشاركته المسابقات الثقافية المدرسية وتفوقه فيها، أحب مجالسة المسنين والمثقفين والمخضرمين من جهابذة البلد ووجهائها المتعلمين، حاورهم وناقشهم حتى صبوا في قمع عقله الصغير مداد التنوير،  وأشعلوا له دروباً مازالت تضيء له الطريق إنه الروائي السعودي ومدرب التنمية البشرية  فوزي صادق

·      لك سبعة مؤلفات مطبوعة والعديد على قائمة الانتظار حدثنا عن مؤلفاتك وأكثرها اقترابا من قلبك؟ وكيف تأتيك فكرة لتأليف كتاب؟

حالياً متوفر بأرفف المكتبات الخليجية، "رواية أميرة إبليس ورواية 2012 ورواية سري للغاية "، وفي القريب العاجل، أي بعدة ثلاثة أشهر سأوقع بمعرض الرياض إن شاء الله الرواية الكبيرة "رواية عش العفاريت" أما أولى مؤلفاتي على مستوى الوطن العربي، فهو كتابي "رسائل من كشكول الحياة"، حيث بدأت بتأليف أول رسالة وأنا بالمرحلة المتوسطة، وهي بأسم ( يوماً رفعت أصبعي) وكان الحدث أمام معلم التاريخ، حيث اختلفت معه معلوماتياً عن شخصية تاريخية، وكان ذكرها في مكتبة المدرسة يختلف تماما عما يقوله لنا في الشرح، وكتاب الكشكول مكون من مائتين وأحدى وأربعين رسالة، في سبعمائة وعشرين صفحة مقسمة على ستة أجزاء، وتمت طباعة الجزء لأول في جمهورية مصر العربية عام 2009 م، أما أحبها إلي نفسي فهي روايتين تتحدثان عن الأب الظالم والأب العادل في ظل الزوجة الثانية، وهما ( رواية أبو زوجتين )، فلقد تأثرت بهما وظلت أحداث الروايتين تعيشان معي لأكثر من شهرين ، ويوجد عندي أكثر من ثلاثة عشر رواية وكتاب لم تطبع وجاهزة للمراجعة ومن ثم الطباعة، كرواية تيس النساء، ورواية القفز من قاع الفقر، ورواية ورد الشاي، ورواية غرام في البلد الحرام، وكتاب كلام في الممنوع، ورواية الساعة العاشرة وغيرها، ولقد كان هناك حدث كان له دويا  إعلاميا قبل سنتين بعنوان " عرس عشرون مؤلفاً " وقد حضره مجموعة كبيرة من أدباء المنطقة ومثقفيها ووجهائها .

أما من أ ين تأتيني الفكرة، فهذا سؤال الناس لي، ويضعني أمام محك الغرور لإجابته، فانا سيدتي جزء من هذا المجتمع، وأحب أن أكون مؤثراً، فأضع عقلي وخوارقه رهن أناملي، فأختلج منه ما أريد ووقت ما أشاء، ولو طلبت مني الآن أن أبصم رواية بعنوان كذا لفعلت أمامك، وبدون تفكير ماذا سأكتب، والكلمات تنصب كشلال لا يتوقف، وعندما أخرج من هذا الإحساس المسترسل، أقف أمام الموقف وكأني إنسان آخر.

·      "روايتك 2012" تقوم فيها امرأة سعودية بقيادة سيارتها هل هو استقراء للمستقبل أم تمرد على واقع اجتماعي تتمنى تغييره؟ وكيف كان صدى صدور هذه الرواية في المملكة السعودية؟

هي قـفزة إلي المستقبل القريب قبل اتخاذ القرار، وكيف هو شعور المواطنة السعودية خلف مقود السيارة التي حلمت وتمنت أن تمسكه بكفيها، إنها نظرة واقعية إلي إيجابيات وسلبيات القيادة لحواء المستقبل، وماذا ستواجه من مشاكل؟ سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، وماذا سيكون رد فعلها عند وقوع الأخطاء، وهل ستكون قادرة على تحمل المسؤولية، وماذا سيكون رأي ورد فعل من حولها، سواء الأقارب الملاصقين أو المحيطين بها من المجتمع، وفي نفس الوقت الرواية تعرض طرح مقارنة بين السعودية الطالبة التحرر والإنفتاح والسعودية المحافظة والقابضة على قيمها وعاداتها وتقاليدها.

إنها محاولة مني لإعطاء القارئ الكريم صورة موضحة عما ينتظر شريكة الرجل من مجهول قد أشبع طرحه في الحوار والجدال بدون الوصول إلي نتيجة مقنعة، سواء في المجالس العامة أو الدوائر الرسمية، وكيف ستكون حياة السيدة السعودية أمام الانفتاح الذي يطرق بابها من لدن وسائل الإعلام المحلية والخارجية، وهل صحيح يوجد اختلاط مباح أو غير مباح كما صدعت به بعض الأفواه والأقلام، وهل الاختلاط المباح ينفعها أم يضرها.

أنا حاولت في هذه الرواية والتي أعتبرها جديدة على قلمي وعلى القراء، أن أقطع الشك باليقين وأجعل الصورة القاتمة أوضح أمام المرأة، وكيف ستعيش وتزاحم الرجل السعودي في البيت والشارع والعمل،وهل الاختلاط في صالحها أو هو دمار لدينها وخلقها وحياتها، لذا سأترك للقراء فرصة حسم القرار ووضع النقاط على الحروف كي يجدوا ويقرروا ما هو الصائب من الأمور وملازمته، وما هو الهالك منها واجتنابه، والحمد لله الآن  صدرت الطبعة الثانية، والإقبال عليها بشغف .

·      "الأرض تستغيث" عنوان مقالة لك فما هي مقومات الإنسان الذي تريده الأرض ليسكنها وما دور الأدب في الارتقاء بالإنسان لوقف هذه الاستغاثات؟

الإنسان الواعي، الذي يحترم غيره ولا يعتدي على حقوقه، ويعترف بوجوده شريك معه على هذه الأرض، ولا يقصيه أو يقصي أفكاره.. سيدتي، ما أقوله مثالي أمام واقع مجحف، والمثالية سهلة البصم على الورق وصعبة التطبيق في الحياة، إننا أمام إنسان يحاول السيطرة على مكامن الأرض كي يستغلها في هيمنته وجبروته واستعباده أخيه الإنسان، فتظل الأرض تنزف من سوء استغلال الإنسان لها، وتدميره لثرواتها وكنوزها الطبيعية.

أما الأدب، فله دور مهم في الرقي بسلوك هذا الإنسان، وخاصة لدى الشعوب التي تنوي بداية صفحة جديد، مع مجتمع راق ومثقف، يدعوا للتمدن والتحضر الأخلاقي، ومصالحة ثقافية مع ثقافات الأمم الأخرى، كما حدث مع عدة دول نفضت ثيابها بعد حروب ضروس، أكلت شبابها وأطفالها، وأكلت معهم ثقافتهم وأدبهم.

·      أنت من قرأ غلاف القلب.. في رأيك كيف تقرأ المرأة غلاف قلب الرجل ليسهل الدخول لحياة زوجية ناجحة؟

تستطيع المرأة الحصول على مفتاح قلب زوجها والولوج في أعماقه، ولكن ليس كل امرأة!، ومن هي التي تمتلك صفات تلك المرأة؟إنها ملكة تمتلكها حواء، سواء بغنجها أو بأخلاقها أو بحسن سلوكها، وكلما تعمقت المرأة في تمثيل دورها كحواء الحقيقية، اقتربت أكثر من غلاف قلب الزوج التواق إليها.

·      هل للحب وصفه خاصة لديك لتهدينا مكوناتها؟

الحب سيدتي  كالشمس، فمهما غربت عن ناظرنا يبقى إشعاع قلب من نحب يصلنا

الحب  توليفة من إحساس وثقة وشفافية وانصهار وإيثار ثم تضحية لمن نحب.

·      ما لذي تطلق عليه في حياتك "سري للغاية" ولا تسمح حتى لأقرب الناس بالاطلاع عليه؟

حقيقة فوزي صادق، فربما يُرى الفيض الخارج من قلبي، لكن لن يرى ماهيّة  ُلبه.  

·      الثورات العربية أجلت المشاعر بين الرجل والمرأة لتظهر توحد المشاعر تجاه الأوطان كيف قرأت ما يحدث في الربيع العربي وهذه التحولات هل كنت تتوقعها وما رؤيتك المستقبلية لها وهل هذه الثورات مخاض لولادة حقيقية أم حمل كاذب؟

نعم صدقت، الثورات العربية صهرت ووحدت المشاعر بين آدم وحواء، وهذا طبيعي بكل ثورة لكل شعب، أن تتناغم القلوب وتتوحد أمام قرار تحديد مصير الجميع، بصراحة كنت أتوقع أكثر من هذا، فأنا أؤمن بالمغيبات وبالأخبار المستقبلية، وهي ما روى معظمها النبي صلى الله عليه وآله وما نقل عنه بالتواتر المطلق وغيرها، وهي ولادة لإنسان جديد ذو ثقافة وأدب جديد، لأن كثير من الخطوط الحمراء أزيلت وألغيت مع تيار الثورة  الجارف.

·      "يوما رفعت اصبعي" عنوان لقصتك القصيرة فلمن ترفع اصبعك دائما معترضا؟

لمن يقف عائقاً أمام تحرك العقل وتنويره.

·      " الصديق الحقيقي كالجدار القوي نتكيء عليه إذا أتعبتنا الحياة " فكيف نحصل على هذا الصديق في زمن " صديق الهاوية "؟!

البحث عن الصديق الحقيقي، أمراً ليس بالسهل، فالصديق الحق  يثبت صداقته ببصماته الحقة وبالمواصفات التي يؤمن بها صاحبها، وأهمها الشعور بما يشعر، والإخلاص المتبادل، وأتذكر أن أبي سألني وأنا صغير: من أصدقهم إليك، فقلت فلان وفلان، فقال يابني: إذا وجدت صديقاً كفراشك، فهو بحق صديقك، كيف؟ قال: إذا وجدته كالفراش، تأتيه آخر النهار وأنت تعب منهك، فيحتضنك ويشعرك بالدفء، وفي الصباح تغادره وأنت بأفضل حال، فهو بحق صديقك.

·      هل الطريق الى الوجدان جد طويل ومرهق؟ ومن يعانق روحك وعنده تتوقف آلة الزمن ولاتريد لها أن تتحرك؟

دهاليز الوجدان متعبة لمن لا يتسلح بإيمان هالة الحب، وهي مرتبة أعلى من الهيام  بهرم الحب الذي تحدثت عنه بمؤلفاتي، من يمتلك هذا الإيمان سيدتي سيعانق روحي وعندها أتمنى أن تتوقف آلة الزمن.

·      في حياة كل كاتب مداد لكتاب آخرون تركوا بصمتهم على قلمه وفكره فمن كان له أثرا عميقا في حياتك الأدبية من الكتاب العرب والغربيين؟

من الكتاب العرب عشقت فكر وأسلوب أستاذي مصطفى محمود رحمه الله، وليس فقط بالرواية أو التأليف، حتى بتفكيره العميق للأشياء، وكل ما يقال عنه إن له شطحات مات عليها، فهذا كذب وافتراء عليه، ولو بيدي، لوضعت له بكل عاصمة عربية تمثال، ولطلبت تدريس بعض أطروحاته لطلبة المدارس.

·      س: مارأيك بأدب المرأة وخاصة المراة السعودية هل حققت نجاحا أم مازال أمامها الكثير؟

لقد حصرت المرأة السعودية أدبها بالرواية وغرفها، ولكن الحمد لله، فمن ينظر للأدب عامة قبل خمسة عشر سنة، وأقصد به هنا بالمملكة، فلن يصدق الواقع الذي نعيشه الآن، وهكذا صرحت بالمقابلات الإعلامية التي أجريت معي، سيأتي يوم يترجم في معظم الحراك الثقافي السعودي، وستمثل الروايات بالأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

·      الوضع المهين للمرأة ووضعها على أغلفة السلع وأمام الشاشات

·      لتبيع كل شيء!، في رأيك كيف نوقف هذه الانفلاتات في الإعلام؟

صعب سيدتي، فعين الزبون والمشاهد العربي، أدمنت مشاهدة أنثى ذات غنج مثير يرفرف أمام عينيه، حتى في أبسط وأتفه الإعلانات.

·      القصص القصيرة أدب مبدع لإيجاز الفكرة وتكثيفها وتحتاج من الكاتب الإلمام بكل الروافد الأدبية، فكيف امتلكت أدواتها وهل لك مجموعات قصصية؟

الحمد لله، لي عشرات القصص القصيرة، وهي أطروحات اجتماعية أضعها أمام القارئ العربي، كنصيحة وعبرة يحتذى بها، أما بخصوص الطباعة، ففي الخطة طباعة كتاب قصص قصيرة، وإن شاء الله بمنتصف العام القادم.

·      ماذا ينقص الأدب في المجتمع الخليجي وخاصة السعودي ليلحق بالأدب العالمي؟

الخروج من التبعية لثقافة الغير، ومحاولة خلق مدرسة جديدة، وهذا ما أصبوا إليه، ولم لا !!

مثلاً الرواية، لم ينزل الله بقوانينها من سلطان، بل تقليد للأدب الغربي والعربي الذي ظهر بأربعينيات القرن الماضي، فلماذا لا نوجد أسلوب جديد بالكتابة، وهذا ما دعاني أن أكتب رواية 2012، والتي تعد جرأة من كاتب سعودي، وقلت هذا التصريح بمجلة سيدتي، الكتاب العرب يخافون الكتابة عن المستقبل، ويفضلون الغناء على أطلال الماضي، هذا أحب فلانة، وتلك هاجرت فلان.

·      ما هي طقوس كتابتك للرواية؟

وأنا أكتب الرواية، أبكي واضحك مع أحداثها.. لأني جزء منها، وأنا أحد  أبطالها، وأعيش معهم أفراحهم وأتراحهم.. فمعروف أن الكاتب الحقيقي هو من يعيش رواياته ويتأثر بأحداثها، فأحياناً أكون بطل القصة، أو شخصية من أبطالها، ولذلك فإنا أعيش معظم الأدوار، وأتأثر مع كل دور على حدة.

·      ما هي نشاطاتك الأخرى إلى جانب الكتابة؟

أنا مدرب هاثا يوجا، وأعطي دورات ببعض الدول العربية:

كدورة التغيير بين الروح والجسد.

ودورة صيد المبدعين .                             

ودورة كيف تصبح مؤثرا ومميزاً.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/08



كتابة تعليق لموضوع : لقاء صحفي مع الروائي (فوزي صادق) أجرى الحوار: هناء رشاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net