صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الحوار الهادف ... وسيلة للتعايش البشري السليم
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاختلافات من سنن الله في هذا الكون، إذ خلق الله البشر مختلفين عن بعضهم، ولا اعتراض على حكم الله وإرادته ولا يمكن حل الاختلافات بالاجابة فقط دون الفهم والادراك ومهما اختلفنا وطالما قبلنا الاختلاف وجعلناه بوابة للحوار وتبادل الأفكار، فإن ذلك لا يمكن إلا أن يكون نافعا وباباٌ لاقناع الاخر ورفع الكدور والخروج من الازمات ، الحوارهو الحاجة الضرورية والطريق الاصوب وهو نوع من التعاطي مع الآخرين ووسيلة من وسائل التشاور وتلاقح الآراء والأفكار و صمام الأمان لعالم اليوم الذي يموج بالتنوع ويقاد قسْراً إلى التوحّد على نمط واحد يروّج لـه أصحابه بوصفه النمطَ الأمثل للحياة وهو فن وعلم قائم بذاته اذا كان يتضمن نقل الرأي بصورة مباشرة وإيجابية يدفع الطرف الآخر إلى المزيد من المنطقية ويحثّه باتجاه المزيد من المعلومات والتجارب بلا تجريح ولا خدش... وفي نفس الوقت قد يستبطن بعض الإشارات إلى جهات النقض وعندما يحصل تعارض في المصالح والرغبة في التوصل إلى حلّ مقنع لجميع الاطراف المشاركة للوصول الى تفاهم وهو شكلٌ من أشكالِ التواصل الّلفظي أو الكلاميّ بين شخصين او اكثر او مجموعتين أو أكثر، ويعتبر الحوار نوع ووسيلةٌ للتفاهم بين الأفراد والشعوب، بالأخذ والعطاء.. أو قُل الكلام والاستماع إلى الكلام من الاخر. ومن اداب الحوار ايضاً: -اللّطف واللّين في التعامل ،حُسن انتقاء الكلمات والألفاظ المُستخدمة ،التركيز على الهدف من الحوار ،احترام وتقبّل الآخر وعدم مقاطعته أثناء حديثه ،استخدام درجة صوت مناسبة بحيث لا تكون مرتفعة جداً وفظة أو منخفضة لا توصل المعلومة.
انواع الحوار
الجدال: وهو نوع من أنواع الحوار يقوم على نقاش حادّ بين طرفين.
المناظرة: وهي كل ما يمكن للإنسان أن يفكر فيه ويخرجه بأسلوب معين بغية إقناع طرف المقابل فی-;- المناظرة.
النقاش: تتم المناقشة بين طرفين أو أكثر حيث تحاول أطراف النقاش البعد التام عن الأخطاء، بهدف الوصول الصحيح لحل المشكلة او للرأي الصائب. الحوار وسيلة لقهر التسلط والاستبداد الفـكري والسياسي، ووسيلة لقهر التعصب والانغلاق الفكري وتجنب العنف والإرهاب بكل ألوانه وكم من حركات تعمل في مشارق الأرض ومغاربها لتحقيق أهداف تبدو أحياناً مشروعة كالاعتراف بالهوية الثقافية أو اللغة أو الدين لأقلية تعيش مع أغلبية في دولة واحدة،
اصبح الحوار الهادئ اليوم الطريقة المثلى لنقل الأفكار وتبادل المعلومات وتنمية القدرة على التفكير والتواصل مع الآخرين في المحادثات . وبعكسه المتشنج منه مدعاة للفرقة والخلاف والتنافر وشق الصف وتفرقة الكلمة... وهذه هي آفات ومعاول هدم بنيان المجتمعات واضعافها وجعلها لقمة سائغة وسهلة المنال خاصة اذا كان له متربصين ، ومنهم ما هو معلوم ومنهم من هو يتخفى في انتظار اللحظة السانحة للانقضاض على المجتمع... قال تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» وجاء أيضاً: «وكونوا عباد الله إخوانا»، والحوار الحاد ايضاً قد يحفز عند المستمع مكامن الغضب وتوقظ عنده الشعور بلزوم رد الفعل الدفاعي - وهو رد فعل قد يكون طبيعياً لاننا بشر حيثما نشعر بانتهاك كرامتنا نغضب ونتفاعل .
وطريقة للدعوة للتوافق بين الاطراف، تعتبر سمة حضاريّة لمن يلتزم بقواعده، فما أحوجنا في هذه الأيام الى حوار هادف وبناء يجمع ولا يفرق، بی-;-ننا ولا يهدم، يتخذ من الأخلاق والقيم الإسلامية والانسانية الثابتة قواعد للانطلاق، حتى يصل الى تحقيق الغايات السامية والأهداف النبيلة والحوار هو قوام الحياة والسعادة فيها هو وجود اجتماع بين مجموعات بشرية، تنتظم في حياتها بترابط وتآلف ی-;-حفظهم به قانون، ويكون بين أفرادها معرفة بالحقوق والواجبات التي تجعل الحياة واضحة ومنسجمة في التعامل. و توفر مجالات جيدة للتعبير الواضح عن الرغبات والاحتياجات والطموحات وبلاشك ان التعبير الواضح عن الشعور والهدف يزيد جسور أجواء المعركة إلى واحات للسلام يقترب معها أكثر فأكثر نحو التفاهم والتعاون وتبادل وجهات النظر بشكل حقيقي وصادق اذا كان يتناولُ موضوعاً معيّناً، أو وجهاتِ نظر، أو هموماً شخصيّة كالحال بين الأصدقاء، وقد يتّخذُ الطابعَ الرسميّ حين يكون ضمن أماكن تعليميّة كالمحاضرات مثلاً، أو الحوار بين السياسيّين، بينما يعتمدُ على الإيماءات، أو على طرف واحد متكلّم، وكذلك الحوار الذي يدورُ بين الأم وطفلها قبل وصوله لمرحلة النطق، بيدَ أنّ هناك أنواعاً من الحوار التي تُبنى على أساس الأسلوب والنتيجة.
انواع الاختلافات
انواع الاختلاف المحمود: وهو اختلاف تنوع، وهو عبارة عن الآراء المتعددة التي تصب في مشرب واحد، ومن ذلك ما يعرف بالخلاف الصوري، والخلاف اللفظي، والخلاف الاعتباري. وهذه الاختلافات مردها إلى أسباب فكرية، واختلاف وجهات النظر، في بعض القضايا الخلافی-;-ة ،، وفی-;- بعض مسائل العقيدة التي لا تمس الأصول القطعية. وكذلك الاختلافات في بعض الأمور العملية، كالخلاف في بعض المواقف السياسية، ومناهج الإصلاح والتغيير، ويدخل في الخلافات الفكرية: اختلاف الرأي في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل: علم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف. والاختلاف في تقويم الأحداث التاريخية وبعض الشخصيات التاريخية والعلمية. نحن أحوج ما نكون إلى الحوار في زماننا الحاضر من أي زمن مضى وانقضى
إذا توفّرت الإرادة في الحوار- تقرّب الشقّة وبه تزال العقبات و يسود التفاهم والوفاق فيتحقّق الأمن وتُركّز الثقة في النّفوس ما بين الأطراف المجتمعيّة أو الكيانات الإنسانيّة ناهيك عن المجموعات الصغيرة الفاعلة كالعائلة فی-;- البيت وموطن العمل ومجلس السياسة وغيرها ولا يمكن للحياة أن تستقيمَ من دون حوار، وهذا مرتبط فيه بالسؤال المهم ارتباطنا البعض بالاخر، وتحديداً في مسألة حاجتنا لبعضنا بعضاً، فهل يمكن أن تستقيم الحياة من دون الحواروالذي سيؤدي إلى تعايش البشرية معاً ومن منطلق هذه الحاجه تكونت المجتمعات وعاشت بسلام وامان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/24



كتابة تعليق لموضوع : الحوار الهادف ... وسيلة للتعايش البشري السليم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net