طائفية الأسياد والأولاد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لست معنيا بمقتل الشاب السامرائي على يد شرطي رسمي عراقي يؤدي واجبه في سيطرة رسمية لأني لا اعرف حيثيات الموضوع وملابساته فقد يكون بل ربما من المؤكد ان الشاب النزق خالف التعليمات الأمنية او انه وضع نفسه موضع التهمة والشك من جراء حركة او تصرف  أو حتى قول ظهر منه وكأنه يشكل تهديدا للسيطرة وافرادها في وقت نعلم فيه جميعنا ان السيطرات وافرادها من الجيش والشرطة مستهدفون من قبل الارهابيين القذرين وهناك مئات العمليات الإرهابية التي طالتهم واستفزازهم ليس اسهل منه شيء. 
ولست مهتما بمسألة قتله وانا أرى وأسمع قتل عشرات الزوار الشيعة يوميا على يد الارهابيين التكفيريين المجرمين السفلة المنحطين القذرين بينما تسجل هذه الحادثة الفريدة كأول حالة قتل ولكني كثير الاهتمام وبشكل جدي بمحتوى الشعارات الطائفية التي رفعها المتظاهرون الطائفيون في سامراء للمطالبة بالقصاص من الشرطي حتى دون أن يعرفوا سبب القتل او يضعوا أي اعتبار للقضاء العراقي النزيه، واكثر ما يهمني من تلك الشعارات الطائفية المقيتة التي تدل على وجود كراهية وحقد غريبين في قلوب وصدور مطلقيها أنها من جانب اتهمت الشرطة الوطنية وقائدها الهمام الفريق الركن حسين العوادي بالطائفية واطلقت على رجال الشرطة اسم ميليشيات ونحن كلنا نعرف معنى هذه التسمية وتاريخ وضعها ومراحل تبدلها وعلى من أطلقت وسبب إطلاقها والمقصود من الترويج لها ومن المستهدف من وراء اطلاقها، وكلنا نعرف أن وحدات الشرطة ليست حكرا على فئة بعينها دون الفئات الأخرى وفي قيادتها عشرات الضباط الكبار من السنة، ومن جانب آخر أطلقت الشعارات التحريضية القذرة على المجرم الهارب طارق الهاشمي صفة (السيد) على انه واحد من (الأسياد) كما في الشعار الغريب (بالأمس تطاولوا على الأسياد واليوم يقتلون الأولاد) وانا هنا أسأل عن نوع السيادة التي يحملها ارهابي مجرم متهم بذبح العراقيين الأبرياء باعتراف حمايته واسأل عن عبيده؟ 
أسأل ما المقصود بالأسياد؟ هل هم البعثيون الذين حكموا العراق بالنار والحديد تحت شعار الطائفية المقيتة حيث تحول الشعب العراقي كله إلى عبيد لهم أم هم السنة الذين حكموا العراق منذ بدايات عصر بني أمية الطائفي العنصري بالعسف والجور والذبح وسفك الدم الحرام وقتل أئمة الشيعة واتباعهم الى ما قبل تسع سنوات فتحول الشيعة في دولتهم إلى مواطنين بدرجة العبيد؟
فاذا كان طارق المشهداني واحد من هذين الصنفين القبيحين، وهو كذلك بالتأكيد فذلك يعني أنه تبعا لسنن الحياة قد تحول بعد تحرير العراق من قبضة البعث والطائفيين إلى (عبد) ضمن جوقة (العبيد) ولم يعد سيدا إلا بنظر العبيد من اتباعه.
إن الشعارات التي رفعت في مظاهرات سامراء والهتافات التي رددها المتظاهرون يتوعدون الشيعة من خلالها بالانتقام يجب ان لا تمر دون حساب ويجب إحالة مرتكبي هذه الجرائم التحريضية بكل ما تنطوي عليه من نهج طائفي تحريضي إلى القضاء العادل لينالوا جزائهم اما إذا تم السكوت عن جرائمهم بحجة الحفاظ على سير العملية السياسية في البلاد كما تم السكوت بالأمس على تهديدات شيح الدليم علي سليمان بقطع يد حزب الدعوة وابادة الشيعة وكما تم السكوت عن جرائم كبار السياسيين السنة مثل مشعان الجبوري وناصر الجنابي ومحمد الدايني وعدنان الدليمي وأيهم السامرائي وصالح المطلك والعشرات غيرهم فإن ذلك سوف يزيد الاحتقان ويولد حالات من الرفض تتطور حتى تصل إلى حد القطيعة بين الجماهير التي تتهددها الشعارات وبين من يقود العملية السياسية اليوم بعد ان وصل السياسيون الى مناصبهم بأصواتها، (فأحذروا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وليكن سيف الحق شعاركم ومنهج العدل طريقكم ولا تأخذكم بالله لومة لائم فمن العار أن لا تظهروا قوتكم أمام عدوكم الذي اصبح ينظر لتسامحكم على انه جبن ولحرصكم على أنه جهل والى سلامة قلوبكم على انها قلوب خالية لا تصلح للحكم ولا تجيد سوى فن اللطم فقد شبعت جماهيرنا من اللطم وتريد ان تتنعم بالحرية في افياء الحكم
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/08



كتابة تعليق لموضوع : طائفية الأسياد والأولاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net