لماذا الحرب على ايران ..؟!!
د . ناهدة التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سببان رئيسيان لاعلان الحرب الاعلامية والعسكرية شبه الدائمة على دولة ايران الاسلامية من قبل امريكا وحلفائها الغربيين وممارسة الضغط عليها بواسطة الاذرع الاقليمية التي تعمل على تنفيذ المطلوب منها نحو هذه الدولة, اضافة الى ابداء كل مظاهر القوة المتمثلة بالبوارج الحربية والاساطيل الامريكية الراسية في الخليج على مقربة من ايران وكانها تحصي عليها انفاسها وتراقب كل سكناتها وحركاتها ..
قد يبدو السبب الاول هو منع ايران من امتلاك المفاعل النووي حتى ولو كان لاسباب سلمية او لتوليد الطاقة الكهربائية او لاغراض طبية, لان ذلك سيجعل منها مالكة لناصية التكنولوجيا وعندها ستكون موازين القوى في المنطقة متعادلة وهذا ما لاتريده امريكا ولا اسرائيل ولا حلفائها الغربيين .. غير ان هنالك سبب ابعد من ذلك وراء محاصرة ايران بهذا الشكل وافتعال الحجج والازمات معها لجرها لحرب ضروس, الا وهو الوصول افغانستان .. بوابة الشرق على اثنين من اعتى معاقل الشيوعية في العالم روسيا والصين وخصوصا الصين اهم اكبر اقتصاد منافس للغرب واكبر سوق في العالم يود الغرب الدخول اليه والتاثير به .. ناهيك عن خوف الغرب من وصول الايرانيين الى منابع النفط في الخليج فتكون عندها كل مصالحهم في الشرق على كف عفريت
قد يقول البعض ولكن افغانستان في متناول يد امريكا اذا لم يكن بريا فمن خلال القواعد الراسية في المحيطات والدول القريبة والقصية والاقمار الصناعية, هذا صحيح في حالة الحرب ولكن امريكا لاتريد القتال في افغانستان بل تريد الوصول اليها بريا عبر الخليج الذي هو عبارة عن محميات امريكية وعبر ايران ثم افغانستان .. وللوصول الى هذه البوابة الثمينة والمهمة لابد من سحق ايران ونظامها العقائدي الزاحف بكل ثقله وتاثيره على العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج والسعودية بل وشمال افريقيا.. وهذا مايجعل كل مصالح امريكا واسرائيل في المنطقة والشرق الاوسط في خطر.
افغانستان كانت ومازالت البطن الرخوة التي تأثرت بالشيوعية القادمة من روسيا ولم تستطع كل خطط امريكا ومقاتليها من الافغان العرب والاجانب وكل سياساتها من ايقاف المد والزحف الشيوعي عليها وعلى ايران بعد تعاظم نفوذ حزب تودة انذاك, الا بعد ان ازاحت الشاه وغضت النظر عن صعود الاسلام العقائدي الى حكم ايران, لانها ادركت انه لايمكن وقف الزحف الشيوعي على افغانستان وايران وبالتالي الوصول الى الخليج ونفطه الا نظام حكم عقائدي اسلامي متشدد قادر على الوقوف بوجه الشيوعية , وكان لها ما ارادت ..
غير ان مشكلة النظام الاسلامي العقائدي الشيعي في ايران قد ارّقت امريكا لانها بدأت تخشى تاثيره على الخليج ونفطه فكان ان اوعزت الى صدام للدخول في حرب معها لتدمير البلدين واقتصادهما واضعافهما .. كل ذلك والحكم في ايران مازال قويا ومتماسكا ولم يستطيعوا ان يخترقوه او يضعفوه لامن خلال الجواسيس او الشبكات او تشجيع حركات المعارضة او المظاهرات , فلم تنجح ولا وسيلة واحدة في اضعاف الحكم في ايران وليس هنالك من سيارة مفخخة واحدة استطاعوا تفجيرها في شوارع طهران او اية مدينة اخرى لان الايرانيين واعين لكل مستجد ومستعدين لكل واسوأ الاحتمالات ..
وهذا ما جعلهم يعدون العدة ويتحدثون الان عن ضربة ( ماحقة ) لايران قد تكون المشاركة فيها ليست لامريكا فقط وانما لدول غربية مثل فرنسا وبريطانيا ودول اقليمية مثل اسرائيل وقطر التي تريد ان تلعب دورا اقليميا مهما يقوض دور السعودية في الحظوة والتاثير عند الامريكان والاسرائيليين.. وافغانستان ( البطن الرخوة ) كما اسلفنا ممكن ان تتاثر بالشيوعية كما حصل سابقا.. واذا كان المارد الشيوعي الروسي نائما الان, وقد استطاعوا تحييده من خلال العملاء الذين ادخلوهم للبرلمان الروسي ايام ازمته مثل يلتسين وغورباتشوف الذين قوضوا الاتحاد السوفياتي من الداخل واعلنوا موته وولادة اقتصاد السوق المفتوح .. ولكن هذا المادر قد يصحى في اية لحظة ليهدد نفوذهم من جديد وها هو بوتين يطالب بعودة روسيا القوية على الساحة العالمية .. اذن الوصول الى افغانستان مهم جدا لانها ممكن ان تفرخ العقائديين الاسلاميين المتشددين على غرار ماموجود في ايران وممكن ان تكون مفقسة للشيوعيين
وفي كلتا الحالتين لاتريد امريكا ذلك لانها تريد نظام حكم وشعب في افغانستان على المقاس الامريكي والغربي كي تستطيع من خلال الدوائر والمنظمات والمؤسسات والواجهات الامنية والثقافية ان تؤثر فيهم , ومنها تنطلق الى الصين وروسيا امنة وهي تتحرك على ارض صلبة موالية لها وليس ضدها
الهدف الثاني هو محاولة جاهدة وحثيثة من الغرب لوقف المد والتلاحم الشيعي بين ايران والعراق وسوريا ولبنان وشيعة الخليج لان تقارب هذه الشعوب وتلاحمها مذهبيا يؤرق اسرائيل ويخيفها ويهدد مصالحهم النفطية في الشرق .. ولذلك لابد من عصر ايران والضغط عليها وتدميرها لان نظام الحكم العقائدي المتشدد لابد ان يحل بدله نظام حكم موالي لامريكا وعلى غرار نظام الشاه سابقا او نظام المحميات الامريكية في الخليج حاليا او تفتيتها والخلاص من نفوذها..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ناهدة التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat