صفحة الكاتب : محمد السمناوي

الصيام في الفكر الإنساني والديني (دراسة تراثية مقارنة)
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

            من خلال هذا العنوان قد يسأل البعض هل أن الصيام مختص باهل الكتاب؟ أو انه تجاوز ذلك  وتعدى النحل والملل؟، وهل الصيام من العبادات المأثورة التي تمارس عند الامم والأديان القديمة ؟ وبعبارة أخرى  جامعة وشاملة هل الصيام مختص بالأديان الوضعية كالمانوية والبرهمية وغيرها ، أو هو من مختصات الديانات السماوية كاليهودية والمسيحية والإسلامية؟ .

         ولذا تأتي أهمية هذه الدراسة لكي تجيب عن هذه المسألة التي نسمعها ونقرأها في التراث الإنساني والديني من مختلف المدارس الفكرية والدينية في المجتمع الإنساني.

        عند مراجعة الكتب والمصادر المختصة بالديانات القديمة سواء كانت مندثرة كـ الديانة المصرية والعراقية واليونانية والرومانية، أو حية  كالهندوسية والبوذية والصينية والفارسية القديمة ( الزرداشتية) والصابئية يجد الباحث أن لدى كل ديانة من هذه الديانات  منظومة ضخمة من التعاليم والآداب والعبادات المختلفة والتي منها الصيام. وقد ذكر في هذه العبادة بشكل واضح وصريح ويختلف بشروطه واوقاته من ديانة إلى أُخرى .

        مفردة الصيام أو الصوم ذُكرت في جميع المجتمعات الإنسانية والجماعات البدائية القديمة والدينية  المخلتفة في العالم  عبر الماضي، ولكل تجمع إنساني أو ديني له إيدلوجية خاصة فيه، حتى في نفس الديانة الواحدة قد يحصل الخلاف على كيفية الصيام وشرائطه وأحكامه الخاصة . ففي بعض  الطوائف الدينية يوجد لها اقبال واسع على الصيام خلافاً  لطائفة أُخرى من نفس الديانة كما سوف يأتي من خلال البحث.

        قبل البدء نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن منهجية هذه المقال اقتضت ان تضع الهوامش والمراجع والمصادر في آخر المقال لمن أحب المراجعة، ولذا اقتضى التنويه.

         في التفكير الديني القديم يعتبر الصيام مدرسة لإعداد طبقة من الناس المعينين كما هو الحال في إعداد وتهيئة الكنهة (1) للحصول على محل القرب لدى الآلهة(2) . وهذا ما نجده في التفكير الديني لدى الديانات الهيلينية(3) والكولومبيين الأوائل والديانات التقليدية في شمال أمريكا، والشامانية(4)، بينما الهنود الحمر  يعد الصوم عندهم من مظاهر الاحتفال. خلافا للزرادشتية التي لم تذكر بكتابها أفِستا (5) لا بالنسك الأربعة  ولا الفصول الأُخرى شيئاً عن الصيام كما هو مذكور في الديانات الأُخرى القديمة، ولعله ذكر الصوم  في تراثهم ولكن لم يصل الينا بسبب الضياع والتلف أو التحريف والتبديل التي تعرضت له النصوص الدينية ، فاثبات شيء لا ينبفي ماعداه، وكذا الحال عند تعاليم بوذا الشخصية وسوف يأتي الحديث عن ذلك بالتفصيل.

          عندما ينظر الباحث في الفكر الديني عند الهندوس يجد أن الصيام عندهم الغاية فيه هو تحصيل الكمال وتهذيب النفس البشرية، وترك المتع والشهوات الجسدية والدنيوية، وتختلف الطوائف الهندوسية فيما بينها من جهة التطبيق والممارسة لهذا الطقوس، ففي بعض الطوائف يمسكون عن الطعام والشراب لمدة يومين ، بينما الآخر يصوم من شروق الشمس حتى الغروب ، ويمتنع فيه الصائم عن طعام خاص وهو المنتوج الحيواني كما هو الحال عند المسيحية الارثدوكسية، بينما السيخ والتي تعد من الديانات الهندية أيضاً ، ويعد الصوم بالاضافة إلى وجوبه فهو وسيلة مهمة من جهة الروحية ، ويهدف إلى عدم الأفراط في التناول الكثير من الأطعمة والأشربة وكذلك عدم التجويع في نفس الوقت ومراعاة جنبة الإعتدال والوسطية في الممارسة لهذه الطقوس، بينما في البوذية كما هو مدون في تعاليم بوذا هو عدم الإفراط  في الطعام والشراب أيضّاً وبالعكس أيضّاً الإبتعاد عن فكرة الإمتناع الكامل الذي يكون مضراً كذلك،  ولذا يوجد تقارب بين ممارسة الصيام بين الفكر الديني السيخي والبوذي  في مسألة الأعتدال والوسطية ، أما الأوقات عندهم فان الرهبان يصومون لوقت محدد يبدأ من الظهر إلى صباح اليوم التالي  للتدريب على التأمل والزهد وكسب الصحة للحياة البدنية التي تؤثر على عالم الأفكار ، بينما في الديانة اليانية القديمة في الهند على غرار البوذية ولكنها مستقلة عنها رسمياً ، وقد نشأت قبل المسيحية فعندهم طريقة لصيامهم مختلفة تماماً عن جميع الأديان بحيث يمتنعون عن الطعام والشراب لفترة طويلة حتى الموت والهلاك بهدف تطهير النفس البشرية ، ولجهة أُخرى مرتبطة بتناسخ الأرواح  ويقدسون الأرواح لدرجة كبيرة، ويصومون أحيانا لفترة تصل إلى 30 يوم بهدف توفير المال وإرساله إلى الفقراء.

        بعد هذه المقدمة المختصرة سوف يتم ذكر عبادة الصيام بحسب التسلسل الزمني من العصر السومري والديانات المندثرة الى آخر ديانة حية وهم الصابئة ، ومن بعدها سوف يستعرض هذا البحث أهم ما جاء في الرسالات الثلاث ( اليهودية والمسيحية والإسلامية ) .

  1ـ الصيام في الفكر الديني العراقي القديم . ظهر اسم سومر في بداية الألفية الثالثة ق . م . وهي من أقدم واعرق الحضارات في العالم، وتقع في جنوب العراق من بلاد مابين الرافدين لكن كانت بدايتهم في الالفية السادسة ق . م  حين استقر شعب العبيدين وشيدوا هناك بداية الحضارة ويطلق عليها بحضارة العبيد وشيدوا المدن السومرية .

        في سنة 5000 ق م ابتدع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين  وهذا هو المشهور بين أغلب اصحاب الاختصاص في هذا التحقيق ، وكذا الحال في  التوسع في الزراعة وبداية ظهور المدن والمجتمعات الحضرية، ورواج التجارة وظهور العربة ذات العجلة والسفن الشراعية. فكانت اللغة أداة اتصال وتفاهم. وظهرت الكتابة على الألواح الطينية باللغة المسمارية عام 3600ق.م. وكان ينقش عل الطين وهو طري بقلم سنه رفيع. ثم يجفف الطين في النار أو الشمس.

         بينما بدأت الحضارة المصرية في حوالي العام 3150 ق.م اول مخطوطات للكتابة الهيروغليفية كان في 3300 قبل الميلاد و 3200 ق.م. في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز إلى أصوات أولية للكلمات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت. ولذا  قدمنا الديانة العراقية في مسألة الصيام قبل الديانة المصرية من هذه الجهة.

        لعل اول الطقوس التعبدية المهمة بعد الصلاة والزكاة عندهم تأتي منزلة الصيام وهي من العبادات الغير ملزمة ويعرف عندهم بـ (شيتو)(6) فقد كانوا يصومون لايام معدودة تصل الى ثلاثين يوماً عدد ما تقطعه الشمس في كل برج من بروجها، فيمسكون عن الطعام والشراب من شفق شروق الشمس الى شفق غروبها، ويفطرون على غير اللحوم من الألبان والنباتات ، إلا ما حرم منها، ويقسمون الثلاثين يوماً إلى ثلاثة أقسام:

1ـ قسم يصومون فيه أربعة عشر يوماً في فصل الشتاء موافقة لأعداد الكواكب السبعة المشهورة وأفلاكها .

2ـ قسم يصومون فيه سبعة أيام في الربيع.

3ـ قسم يصومون فيه تسعة أيام في أواخر الصيف.(7).

2ـ الصيام في الفكر الديني المصري القديم.

         لم يكن للمصريين القدمى ولا حتى السومريين كتاب مقدس كما هو الحال في الديانات السماوية وانما كانت هناك دعوات للانبياء قبل عصور الفراعنة المصريين من مئات السنين فقد كان نبي الله ابراهيم ينشر دين الحنفية قبل اخناتون بستمائة عام(8)، واتخاذها سكناً لنبي الله ادريس.

       الصيام يعتبر احدى الفرائض الدينية عند المصريين، ومن خلال هذه العبادة يتقربون إلى أرواح الأموات ، وفي معتقداتهم أن صيام الأحياء يرضي الموتى لجهة حرمانهم من الطعام والشراب في الحياة الدنيوية، ويكون هذا الإمساك بحد ذاته تضامنا مع الموتى من كونهم محرومون من الطعام(9).

       لازم صيام المصريين طقوس أُخرى وهي عبادة الالهة، وخاصة ما يطلق عليه أوزوريس(10)، حيث أدت الظروف الطارئة دورها في فرض وتحديد نوع الصيام أو الطعام المحلل.. أو ما عدوه فرضاً أو نافلة وفي تحديد الامتناع المطلق أو المحدد من الطعام والشراب(11)، وبالتالي يكون الصيام عند المصريين من الفرائض الدينية التي من خلالها يتقربون بها الى الإله أو أرواح أسلافهم من الموتى ، وتكون خليطة من الطقوس الغير واضحة وقد جاءت على شكل رسوم يرسمها الكهنة .

         الصيام في تفكيرهم الديني ينقسم الى قسمين :

 الاول : صيام الكهنة أو الكهان الذي يجمع بين الوجوب والاستحباب كما في المصطلح الإسلامي ، وله اوقات محددة وقد  يكون هذا الصيام بطريقة مفاجئة، ويكون الكاهن في هذه الفترة يقدم الخدمة في المعبد لمدة تصل الى سبعة أيام تكون بالشكل المتتالي المتصل بلا انقطاع من غير ماء قبل أن يلتحق بالمعبد، وتمتد الى اثنين وأربعين يوماً ويكون وقته من طلوع الشمس إلى الغروب إذ يمتنعون عن تناول الطعام ومعاشرة النساء، وصيام الكاهن يمر بمراحل ثلاث:

  1ـ يصوم  عشرة أيام عن أكل اللحوم والمشروب الذي يطلق عليه بالنبيذ.

2ـ  يصوم عشرة أيام بعد تلقيه الواجبات المقدسة.

3ـ يصوم تطوعا ورغبة منه لا فرضا وواجبا .

          والكهنة خلطوا صيامهم بجملة من المبهمات والاسرار لجهة ان هذه السرية تضفي عليهم القدسية، وهذا هو حالهم في جميع طقوسهم وعباداتهم(12).

الثاني: صيام عامة الشعب :

      1ـ صيام مدته أربعة أيام  من كل عام تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان.

     2ـ صيام يحرم فيه أكل كل شيء من الطعام خلا الماء والخضر ومدته سبعين يوماً ويكون في موسم الأعياد كوفاء للنيل ومواسم الحصاد الزرع(13) .

3ـ الصيام في الفكر الديني اليوناني القديم .

    في المعتقدات الدينية في اليونان القديمة توجد مجموعة كبيرة من الطقوس والاساطير الفلسفية القديمة، وامتزجت افكارهم بجملة من العبادات والطلاسم واعمال السحر ، وكانت هذه الافكار والخرافات تمثل الدور الكبير في المعتقد الديني اليوناني خصوصا لدى الكهنة  وقد دلت الرسوم والوثائق بكيفية جملة من المعتقدات، وارتبط الصيام بشعائر الكهنة ولعله كان صيامهم مأخوذا عن صيام الفراعنة، و لكن كان يختلف بأنهم يصومون قبل الخوض في أي معركة، لكي يكون تدريب لهم على ظروف الحرب القاسية(14)، وللكهنة الدور الكبير في صبغة الصيام وجعله ذات طابع سري وقد قسموه إلى قسمين :

1ـ أسرار صغرى وهي التي تقام في فصل الربيع بالقرب من أثنينا ويغمر فيها طلاب الأسرار أنفسهم بالماء فيستحموا ويصوموا .

2ـ أسرار كبرى وهي عبارة عن مرحلة لاحقة تاتي  لمن حقق وحاز على الاتيان للأسرار الصغرى، يعاد عليهم الاستحمام والصيام، والذين سبقوهم في الأداء في مثل ذلك الموعد من العام الماضي كانوا يؤخذون إلى بهو الاندماج حيث الاحتفال السري، وهناك يفطر المبتدئون والصائمون بأن يتناولوا عشاء ربانياً إحياءً لذكرى رملتر الاله، وأهالي مدينة تورنتم يصومون كل عام شكراً على النجاة من حصار نزل بهم فلما زال لازموا صيامهم (15).

       وكان اليونانيون يصومون قبل الحرب رجاء النصر، أما رجال الدين في جزيرة كريت(16) فيصومون مدى الحياة عن أكل اللحوم والاسماك والطيور(17)، وكان الشعب يصوم عشرة أيام قبل خوض المعارك استنزالا للنصر، كما ان المحصنات النساء في اثينا يصمن حافيات أياما تسبق تنقيح القوانين التي تنفتح كل سنة وكانت تصاحب عبارة ( ديونسيوس) (18) رياضة تقشفية . وتباين صوم الشعب وأمر ذلك راجع الى اختلاف تركيبته المتكونة من طوائف مختلفة الأجناس . تبعا لذلك  أصبحت وظيفة رجل الدين (تهدئة الضمير بالطقوس لإحيائه بالتحذير)(19).

         وآمنوا بأن الصائم يستطيع قتل الأفعى إذا تفل في فيها(20)، وقد تأثر الرومان بطقوس اليونانية ـ كما سوف يأتي ـ فأصبح صيامهم شبيهاً به، أما أعيادهم فكثيرة، وكانت تصاحبها طقوس العبادة، وأشهرها عيد (أثينا) الذي يذكرهم بتوحيدهم سياسياً (21).

          إذن فالصيام عندهم يمثل شعيرة الامتناع والحرمان الممزوجة بتعاليم مبهمة وضعها الكهان ليختصوا بها وحدهم (22).

           لعل أول من قام بتدوين الصيام والاستفاده من آثاره هو الطبيب أبقراط بن إقليدس في (القرن الخامس قبل الميلاد) واشار إلى جهته العلاجية، وكان أبقراط يجد في الصوم علاجًا لكثير من الأمراض وتقويم النفس وتشذيبها، أوصى بالاعتماد على نوع الغذاء والصوم والحمامات المعدنية والتمارين الرياضية والهواء النقي أكبر من الاعتماد على الأدوية. توفى أبو الطب سنة 377 قبل الميلاد بعد أن وضع أساس الطب. تحتفل اليونان بيوم أبقراط في 19 سبتمبر من كل عام(23)

3ـ الصيام في الفكر الديني الروماني القديم .

        جملة من العبادات والطقوس والشعائر اليونانية هي عبارة عن مزيج مما وصل إليهم او ورثوه من الحضارة اليونانية والهندية وقاموا بضمها إلى عباداتهم المحلية ، وهذا ليس جديداً بل يوجد الكثير من الحضارات المتاخرة تأثرت بالحضارات التي سبقتها ، فقد تأثرت الحضارة اليونانية بالحضارة البابلية،  كما ان الكثير من الأصول المصرية هي بالاساس سومرية بامتياز  وهذا واضح جدا لا يحتاج الى أدنى تامل، بل يجد  الباحث الكثير من المشاهد والصور كتبت على الألواح السومرية وقد وجدت في التوراة التي كتبها عزرا بالاحرف الآشورية بعد السبي البابلي، وكذا الحال في التوراة السامرية التي كتبت بالاحرف العبرية. وسوف يتم ذكر هذا المطلب ببحث مستقل ويشار فيه الى الأدلة والشواهد والقرائن على اصل المطلب . ومن أراد الاطلاع مراجعة كتاب أصول الحضارة المصرية في الحضارة السومرية تأليف: أ. وادل ترجمة زهير رمضان، وكتاب التاثير البابلي في الحضارة اليونانية.

         يقول الدكتور علي الخطيب  ان الفلسفة في الفكر اليوناني اكثر مما هو موجود من الدين والمعتقدات...فإذا الم القارئ في تاريخ اليونان وبثراثه الديني والادبي يغنيه عن مراجعة الفكر الديني الروماني فالادوار الدينية بين البلدين واحدة، وعناصرها الاولية موجودة بكل من مصر وبابل والهند (24).

        ولذا كان الصيام عبارة عن مزيج من شعائر يونانية وهندية تجد في الجوع وعذاب الجسد ملجأ للتخلص من الخطايا والذنوب وصيامهم شبيه بصيام اليونانيين إذ تاثروا بهم، وخاصة في صيام الغله(أرنيس)(25).

          كما أنهم تأثروا بالمعتقدات الهندية التي ترى في الحرمان المتواصل والجوع المتعمد خير وسيلة للصفاء الروحي والقرب من الإله المعبود. وهذا ماعمد إليه عباقرتهم امثال (فيثاغورس570ـ 495 ق . م ) العالم والفيلسوف الرياضي ، وغيره (26).  

         وكانوا من شدة اهتمامهم بالصيام أن قاموا بإنشاء مدارس للتصوف في أثينا وولفي وغيرها من المدن،  وكانت أولى غاياتهم الاتصال بالإله عن طريق النسك .. ولم تبرز المصادر صيام الأفراد وتوضحه، بل بينت صيام الكهنة والأدوار التي يمرون بها، عبر تكريسهم منذ الصغر، إذ يمر الكاهن عبر تنسكه بمراحل حرمان من الطعام تشتد تدريجياً كلما أنهى تكريساً متقدماً إلى أن ينتهي ببلوغه مرحلة الكهانة الرئيسية، وبلغ الزهد بسقراط بمقاومته الجوع والعطش والبرد اياماً (27).

       وكان للظروف الطارئة كالتنبوء بالغيب صيام خاص به، ونظراً لإيمانهم بالفأل فقد أولوا اهتماما خاصا بالمنجمين الكهان، فأفردوا لهم وظيفة رسمية في روما ومقرها دار البلدية(28).

   4-  الصيام في الفكر الديني الهندوسي القديم .

الهندوسية Hinduism : ويطلق عليها أيضاً البراهمية ، هي الديانة السائدة في الهند ونيبال. وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، ولا يوجد لها مؤسس معين تنتسب إليه شخصياً وإنما تشكلت عبر امتداد كثير من القرون(29)، وكتابهم المقدس هو الفيدا النصوص المقدسة التي تتكون من الترانيم والتراتيل التي تخص الآريين الهنود الخاصين بتكريم الآلهة، وكتاب آخر اسمه الباجافاد جيتا الكتاب الهندي المقدس للدكتورة شاكو انتالا راوا  شاستري، ترجمة رعد عبد الجليل عواد . احتفظ بنسخة منه نشرت عام 1982م، وطبعت في اللغة العربية عام 1992م في دار الحوار للنشر والتوزيع في سورية.

      ويمكن أن يقال أن  أول كتاب يعرف عندهم باسم ( ركويد) بمعنى العلم الأقدس، وكتاب برهما ، وكتب أُخرى تعرف باسم ( الويد) وهي على ثلاثة أقسام :

١- يجر ويد

٢- سام ويد

٣- اتهر ويد

وأضيف لهذه المتون من الكتب كتبت أُخرى أطلقوا عليها بالويد الخامس ( يبران) وشرحوا تلك المتون بتفاسير جديدة للويد مع تطور وتجديد الفكر الديني الهندوكي تعرف هذه التفاسير للويد ( ابنشد) وبعد مرور حقبة زمنية قام الأحبار والعلماء في تلك المرحلة بجمع كل التراث الديني والفلسفي وكتبوا كتابًا أسموه ( شتر) وكتبوا مجموعة أُخرى من الكتب لا مجال لذكرها في هذا المقال المختصر . خلاصة التشريع الهندوكي موجود في كتاب مهم لديهم أسموه ( منو سمرتي ) وهو عبارة عن طقوس وآداب وتعاليم وأخلاق وعادات بل منظومة قيمية في الفكر الديني الهندوسي. و كتاب تشريعي بامتياز .

     وقد عالج هذا الكتاب الكثير من المشاكل والأمور المرتبطة بالفرد والمجتمع سواء في الأحكام الشرعية، والفكر والاخلاق والاجتماع والسياسة والإدارة والاقتصاد والجزاء والحقوق ، وبعبارة أُخرى أشبه مايكون بالاحوال المدنية والقوانين . فيه اثني عشر باباً أو جزءاً، في كل جزء يبحث فيه موضوع معين ومواضيع أُخرى متقاربة ، وهو كتاب يرجع اليه أكثر من ٥٠٠ مليون هندوسي في العالم.

     قام بشرحه وترجمته من اللغة السنسكريتية إلى العربية والتعليق عليه في الهامش  الدكتور إحسان حقي ، وطبع في دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر في سورية . (30) .

 

 

  يعد الصيام من الشعائر والطقوس البارزة عند الهندوس  وهو عبارة عن تطهير وتقشف وامتناع عن الاطعمة والأشربة، ويتوجه المتعبد عندهم بصيام الصمت بكل جوارحه وأحاسيسه نحو معبوده فيمسك بزمام قلبه، هادئاً مركزاً فكره في الواحد، متجلياً في مذهب اليوجا(31)، وهي على طرق متعددة طريق الحب والاخلاص، وطريق التأمل، وطريق الحكمة، وطريق العقل أو الفعل الصحيح.

ويمكن تقسيم صيامهم على انحاء: -

1ـ صيام الكهنة : ويتميز بالقسوة والكثرة وله أوقات خاصة في كل من الفصول الاربعة، وعند كسوف الشمس، واليوم الاول والرابع عشر من كل شهر قمري.

2ـ صوم براك الذي يجعل الصائم طعامه وقت الظهيرة ثلاثة أيام متوالية ثم يحوله إلى وقت العتمة ثلاثة ايام متوالية . ثم يصوم ثلاثة ايام متوالية لا يفطر فيها البتة ، ومنهم من يصوم ما يزيد عن ساعة فلكية تبدأ بغروب الشمس وتنتهي بغياب الشفق الأحمر(32).

3ـ  صيام النساء المتزوجات في أوقات خاصة كما في كارفا شوت : الذي هُوّ عيد سنوي لمُدَّة يوم واحد تحتفل به نساء الهندوس المتزوجات في شمال الهند وولاية غوجرات وأجزاء من باكستان حيثُ فيه تصوم النساء المتزوجات من شروق الشمس حتى رؤية القمر في الليل، ويفعلن هذا تضرعاً للإله سوريا وآلهة القمر من أجل سلامة وصحة وطول عُمر أزواجهن(33).

      كما يوجد هناك الوان أُخرى للصيام في الفكر الديني الهندوسي تصل الى حد الحاق الضرر في الجسد ويؤدي الموت والهلاك تم الأعراض عنها لان هذه الدراسة لا تسع كل مايذكر في هذه المدراس الدينية المختلفة، وإنما تمت الاشارة على نحو الاجمال.

5ـ الصيام في الفكر الديني البوذي القديم .

         بعد الديانة الهندوسية  البرهمية ظهرت في الهند ديانة البوذية في القرن الخامس قبل الميلاد ، أسسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا ، وبوذا تعني العالم ، ويلقب أيضا بسكيا موني وتعني المعتكف.

        أما كتبهم المقدسة فهم لا يذكرون ولا يدعون  أنها كتب سماوية أو منزلة كما هو الاعتقاد بمن يعتقد بالكتب السماوية ، وإنما نسبوا هذه الكتب الى بوذا نفسه وهي اشبه بالسيرة والمسيرة لبوذا ، أو هي بمثابة كتب الحديث عند المسلمين كما ذكر الدكتور أحمد شلبي(34) . ومن هذه الكتب المهمة لديهم هو كتاب سلال الحكمة الثلاث(35).

      الصيام في فكرهم الديني يعني الصيام التاملي الطويل ملازما للامتناع عن الاطعمة والاشربة باستثناء الحليب، ووقته من منتصف النهار لحين طلوع الفجر من اليوم الثاني، ومدة بعض انواع الصيام عندهم ثلاثة ايام متفرقة على طول السنة من يوم ميلاد بوذا في شهر مايس حين اكتمال القمر، وكذلك عند شهر حزيران ويعتبر اول يوم في عبادة الصيام في الديانة البوذية، ويختم الصيام في شهر تشرين الاول، وبعضهم يصوم يوما من كل شهر عند اكتمال القمر في الرابع عشر من كل شهر قمري(36).

6ـ الصيام في الفكر الديني الصيني القديم .

         آمن كونفوشيوس والصينيون القدماء بالاله الكائن العظيم الذي يحب الخير ويكره الشر، وهو الإله الواحد(37)،  كما يوجد لديهم كتب مقدسة كالمراسيم ولكن النظام الذي عندهم هو دنيوي لا ديني وبالأحرى أنه اتجاه سياسي مع أداءه لبعض العبادات كتقديم القرابين عندهم والصلاة في حالة الصمت في حالة الجلوس والطهارة قبل أداء العبادة، أما الصيام عندهم فهو عبارة عن الامتناع عن الاطعمة والأشربة لوقت غير محدود، وهذا يرجع بحسب الطاقة والامكانية التي يتحلى بها المكلف لهدف ترويض النفس البشرية وترويضها للحصول على النقاء والطهارة .

7ـ الصيام في الفكر الديني الزردشتي القديم .

          ليس في مجال هذا البحث المختصر ذكر الأختلاف الحاصل بين المفسرين والمؤرخين في تحديد ومعرفة الدين الزردشتي هل هو نتاج فكري؟ أو وحي إلهي؟، وإنما المهم هو ذكر عبادة الصيام في مورثهم الديني لكي ينطبق عنوان البحث على المعنون.

       ما أشتهر على الالسن أن الاديان جميعاً كانت لديهم برامج وأوقات للصيام ماعدا الديانة الزردشتية؛ لأنه يعد الصيام عند زردشت كما قيل إضعافاً للفلاح في مزاولة العمل، والمطلوب أن يكون اتباع هذه الديانة القوة، إلا ان الفيلسوف الفارسي (ماني بن فاتك)(38) المولود سنة 215م وضع بعد وفاة زرداشت برنامجاً للصيام ولكنه بصورة شاقة ومتعبة جداً(39).

8ـ الصيام في الفكر الديني الصابئي القديم .

     في الفكر الديني الصابئي يوجد أهمية كبيرة للصيام ، وفي معتقدهم أن الصيام على قسمين : -

1ـ الصيام الكبير ـ إن صح التعبير ـ وهو عبارة عن الامتناع أو الكف عن جميع مظاهر الأذى بكل صوره وأشكاله، ويتمثل في الامتناع عن الاتيان بالقبائح والرذائل والمنكرات، والتي من اوضح مصاديقها صيام الاعضاء كاليدين عن القتل وسرقة أموال الغير والاعتداء على ممتلكاتهم، وصيام الركبتين عن العبادة والسجود للأصنام ، وصيام القلب عن الافكار الباطلة كالفتن والنميمة، وصيام العين عن مشاهدة الفحشاء والباطل والمنكرات كالغمز واللمز، وصيام الآذان عن سماع الامور الشريرة، وصيام الجسم عن رذيلة الزنا، وصيام الرجلين عن السعي والقصد إلى أماكن الباطل. فكل عضو من أعضاء الانسان لا بد أن يكون صائما عن هذه الامور المحرمة(40). فان لكل عضو سهم من الزنا فزنا العين النظر وزنا الاذن سماع الحرام، وزنا الفم القبلة وهكذا . وهذا ما جاء أيضاً في الدين الإسلامي من أن لكل عضو من إبن آدم حظ من الزنا العين زناها النظر، واللسان زناه الكلام، والأُذن زناها السمع ، واليدان زناها البطش، والرجلان زناها المشي هذا ما اشار اليه النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) (41).

2ـ أما الصيام الصغير فهو عبارة عن الامساك والامتناع عن أكل اللحوم في أيام خاصة ومعدودة وهي:

أ ـ صيام يسبق الاعياد الدينية أو بعدها، وهي أثنان وثلاثون يوماً،  ويطلق على هذه الايام بـ أيام الصيام (المبطلات) إشارة إلى أن النحر يكون فيها باطلاً(42).

ب ـ صيام ثلاثين يوماً مجتمعة وقيل متفرقة أولها لثمان ليال بقين من آذار، وسبعة أيام أولها الثمان ليال بقين من شهر شباط، ويكون ختام هذا الصيام بالذبح والصدقات(43).

ت ـ شباط من 1 ـ 14 أربعة عشر يوماً بعد العيد الكبير والذي يطلق عليه ( الضحوة).

ث ـ وكذلك في لهم صيام في شهر آذار في الخامس والعشرين منه.

ج ـ في شهر نيسان يصوم الصابئة أياما غير محددة عدداً .

ح ـ قبل العيد الصغير من شهر آيار يصومون في اليوم الاول والثاني والثالث والرابع.

خ ـ  كذلك في شهر حزيران  وآب يصومون فيه أياماً غير محددة.

د ـ في شهر تموز يكون فيه الصيام في اليوم التاسع والخامس عشرة والثالث والعشرون.

ذـ لهم صيام آخر يقع في اليوم الخامس من شهر أيلول ، أي : قبل عيد الخليقة (البنجة) وفيه الذي تقع مراسيم التعميد والصلوات وتقديم الطيبات على أرواح الموتى. وهذه الايام الخمسة هي السادس والعشرون، والسابع والعشرون، والثامن والعشرون، والتاسع والعشرون ، والثلاثون من نفس الشهر .

ر ـ تشرين الأول والثاني يوم واحد فقط بعد عيد الهبات.

زـ كانون الثاني  يقع الصيام في يومين منه فقط في  الثامن والعشرين والتاسع والعشرين قبل العيد الكبير(44).

أما الصيام بالصيغة الحديثة المعاصرة عندهم فهي على قسمين:

1ـ الصيام العظيم : ويطلق عليه (صوماريا)    إذ يقولون بوروده في الكتاب المقدس عندهم( كنزاريا) القسم الأيمن /110 ما نصه: ( أمسكوا أعينكم عن الغمز واللمز ولا تنظروا بسوء أو تعلموه) وكذلك النص المرقم 111، 112، 113، 114، 115، 116، 117، 118، من القسم الايمن .

2ـ صوم المبطلات: ويطلق عليه (صوم مبطلاتا) ويمتنعون فيه عن أداء المراسم الدينية وعن أكل اللحوم ومشتقاتها، وعن العلاقات الجنسية خلال يوم أو أكثر من الشروق إلى الشروق(45).

      إلى هنا تم الإنتهاء عن ذكر الصيام في الديانات القديمة سواء كانت مندثرة كـ الديانة المصرية والعراقية واليونانية والرومانية، أو الحية  كالهندوسية والبوذية والصينية والفارسية القديمة ( الزرداشتية) والصابئية.

 بقي في خاتمة البحث أن يسلط الضوء على الديانات السماوية الثلاث ( اليهودية. المسيحية. الدين الإسلامي) ، ومن المؤكد والواضح  أن هناك حتمية هذا التشريع الالهي ومحبوبيته في الديانات المذكورة ولكن وقع الاختلاف من جهة مفهوم الصوم ودلالته فيما بين هذه الديانات .

فمثلاً في الفكر الديني اليهودي يعد الصيام  في يوم كيبور( الغفران) من أشهر واقدس أيام الصيام عندهم، ويبدأ وقته من غروب الشمس إلى غروبها لليوم الثاني ويكون ذلك بالانقطاع والامساك عن الاطعمة والاشربة ، وممارسة النكاح ، وهكذا بقية الأعمال الأُخرى التي يصدق عليها منافية لحالة التعبد والانقطاع .

ولعل السر والغاية في التفكير الديني اليهودي  من الصيام هو أن يتطهر الإنسان من خلال الندم والتوبة  وترك المعاصي والموبقات  التي إرتكبها في حياته، وطلب الغفران من الرب ان يرحمه من خلال التقرب إليه بالصيام، ويمكن تلخيص الصيام عندهم بعدة نقاط :

1ـ الصيام لذكرى بداية حصار القدس من قبل القائد البابلي المشهور نبوخذ نصر وهو ما يطلق عليه بصيام  داود .

2ـ الصيام لذكرى تهديم الهيكل وهو ما يعرف بصوم آب ويشتد فيه الحزن عندهم ويبدأ الصيام فيه من غروب الشمس كما في يوم الغفران.

3ـ صيام جيداليا وهي ذكرى اغتيال جيداليا حاكم جيداه بعد تدمير الهيكل الأول .

4ـ صيام إستير وهو مرتبط بذكرى الملكة إستير وابن عمها مردخاي ووقته يقع في الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار( مارس)(46).

أما الصيام في الفكر الديني المسيحي فهو اساسي  من جهة العقيدة ، وقد وقع الإختلاف بين الطوائف المسيحية في تشخيصه من جهة الكيف والكم ، فمثلاً الصيام عند الكاثوليك هو إمساك عن الاطعمة والاشربة يوماً وليلة وهو من الصيام المستحبة عندهم بمناسبة ذكرى يوم صلب السيد المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) بحسب المعتقد المسيحي المشهور، بينما الصيام الواجب فهو الصيام السابق لعيد الميلاد وهو اليوم الذي صامه نبي الله موسى وعيسى (عليهما السلام) وتبعهما الحواريون على ذلك  لجهة الاقتداء بهما.

في القرن الخامس للميلاد أحدثت الكنيسة فرضاً جديداً وهو صوم الازمنة الأربعة وهي:

1ـ الأيام السابقة للميلاد ويطلق عليه بصوم الميلاد وعدد أيامه 43 يوماً وينتهي بعيد الميلاد .

2ـ الصوم المقدس وعدد ايامه 55 يوماً.

3ـ صوم الرسل وتتراوح ايامه بين 15 ـ 90 يوماً.

صوم السيدة العذراء مريم (عليها السلام) وعدد أيامه 15 يوماً.

4ـ صوم أهل نينوى وعدد أيامه 3 ايام .

5ـ صوم يوم الأربعاء والجمعة على مدار السنة ، ففي يوم الأربعاء  ليلة القبض على السيد المسيح والجمعة يوم صلبه بحسب معتقدهم .

6ـ صوم البرامون وعدد ايامه يتراوح بين 1ـ 7 ومعناه الاستعداد (47).

       كما تصوم الطائفة الارمن وكذلك الاقباط والنساطرة يوم الاربعاء والجمعة من كل اسبوع بالاضافة الى عشرة اسابيع من كل سنة (48) أما البروتستانت فالصوم عندهم سنة حسنة لا فرضاً واجباً وانهم يمسكون في صيامهم عن الأكل فقط(49).

      وفي العهد الجديد يوجد جملة من النصوص دلت على صيام السيد المسيح (عليه السلام) فمن تلك : -

1ـ ماورد في انجيل متى 4: 1/2 ثم سار الروح بيسوع الى البرية ليجربه ابليس فصام اربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع .

2ـ وفي متى أيضا: 14: 15 لماذا نصوم نحن والفريسيون وتلاميذك لا يصومون .

3ـ وفي مرقس 33: 34 ان تلاميذ يوحنا يكثرون من الصوم ويقيمون الصلوات ومثلهم تلاميذ الفريسيون اما تلاميذك فياكلون ويشربون. .... وكان تلاميذ يوحنا والفريسيون صائمين.  وغيرها من النصوص الكثيرة التي لا داعي لذكرها في هذه المقال المختصر .

         إذن تبين مما سبق أن الصيام في الأديان ليست مسألة تختص بالإمساك عن الطعام كما يتصور البعض من  جهة تسديد الحسابات، وكأن الإنسان مدينٌ فيصوم حتى يُفرغ مافي ما عليه من ديون َ! بل إن الصوم  ينبغي أن يكون في كل شيء في حياتنا سواء بالروح والفكر والقلب والحواس وبقية الأعضاء الأُخرى  للجسد، فالصوم صوم للروح والجسد معاً، وهذا هو الأهم والأسمى الذي ينبغي أن يراعي في ممارسة هذه العبادة الإنسانية والدينية .

        يقول البعض إن الصوم عملية روحية. هذا غير صحيح. إننا نحب بعضنا ليس بالروح فقط، ونتعاون مع بعضنا ليس بالروح فقط وليس هنالك شيء روحي فقط وكأن الروح يهيم في الهواء. قلقنا يطال الجسد والروح لذلك أن نتصرف بالروح والجسد معاً، الذي يتصرف بالجسد فقط هو مخطئ والذي يتصرف بالروح فقط هو خطأ أيضّاً(50).

       أما الصيام في الدين الإسلامي فقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة / الآية:183.

      إنّ الصيام في خاتمة الأديان الإسلام يُعْرف برؤية الهلال، وهو كفّ النفس عن اللّذات الثلاثة: (الطعام، والشراب، والجماع) في أوقات الإمساك، والترخيص بها في الإفطار. وقد راعى الإسلام ذوي الأعذار فأباح لهم الفطر. وجعل الإسلام القيام في لياليه والاعتكاف بالمساجد في أواخره حملاً للنفس على التزكية وترغيبًا لها في الخير. ثُمّ يعقبه ما يدلُّ على البهجة، ونباهة حال المِلًّة، وهو عيد الفطر، وليس للأديان الأخرى ـ الحية او المندثرة وكذا اليهودية والمسيحية ـ مثل هذه الخصوصية إنّ الصيام في الإسلام يُعْرف برؤية الهلال، وهو كفّ النفس عن اللّذات الثلاثة: (الطعام، والشراب، والجماع) في أوقات الإمساك، والترخيص بها في الإفطار. وقد راعى الإسلام ذوي الأعذار فأباح لهم الفطر. وجعل الإسلام القيام في لياليه والاعتكاف بالمساجد في أواخره حملاً للنفس على التزكية وترغيبًا لها في الخير. ثُمّ يعقبه ما يدلُّ على البهجة، ونباهة حال المِلًّة، وهو عيد الفطر، وليس للأديان الأخرى مثل هذه المزيّة(51).  

        وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) أنه قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله اعلمهم عن مسائل فكان فيما سئله ان قال له لأي شيء فرض الله (عز وجل) الصوم على أمتك بالنهار ثلثين يوما وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ان ادم لما اكل من الشجرة بقى في بطنه ثلثين يوما ففرض الله (عز وجل) على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله (عز وجل) عليهم وكذلك كان على ادم ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا هذه الآية (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) قال اليهود صدقت يا محمد . فما جزاء من صامها فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ما من مؤمن يصوم في شهر رمضان احتسابا الا اوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال أولها يذوب الحرام من جسده والثانية يقرب من رحمة الله (عز وجل) والثالثة يكون قد كفر خطيئة ادم أبيه والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيمة والسادسة يعطيه الله براءة ومن النار والسابعة يطعمه الله (عز وجل) طيبات الجنة قال : صدقت يامحمد (52).

          نتيجة البحث : بعد المراجعة والتحقيق والاستقصاء لمسألة الصيام في الاديان من بداية نشأتها والى بعثة الرسول الكريم يجد الباحث أن  لكل ديانة طقوس وعبادات ومنها الصيام وكل ديانة من ديانات الارض كانت تصوم ولكن من أين جاء هذا التشريع؟ وكيف كان السومريون والمصريون وديانات الهند والصين واليونان والرومان تصوم وتمتنع عن الطعام لفترة معينة؟

          نعم فقد تاثرت هذه الديانات والحضارات ببعضها البعض . فقد أخذ السومريون في العراق الكثير من التعاليم من الانبياء والرسل الذين كانوا ينشروا ثقافة التوحيد، وتاثرت الحضارة المصرية بالحضارة السومرية، وانتقلت هذه الافكار والتشريعات النبوية الحقة من بابل الى اليونان، ثم الى الهند وهكذا . فالاساس في هذه المسالة هو تعاليم الانبياء الذين كانوا يصومون اياماً معدودات، وليس كما يدعي البعض جهلاً ان الاسلام أخذ وتاثرت بالديانات الاخرى!! .

        فمثلاً عندما ينظر الباحث إلى بقعة مهمة من بقاع الأرض وهي الكوفة التي استوطنها الكثير من الانبياء ومروا بها ونشروا تعاليمهم  ويدخل مساجدها التراثية القديمة اليوم  كمسجدي( السهلة والكوفة ) يجد هذا الكم الكبير من المقامات ، والآثار لأقدام الانبياء من النبي آدم ، ونوح  وابراهيم  ويونس وأيوب  وإدريس وموسى  ، والعبد الصالح الخضر ، وعيسى  وغيرهم الكثير من قبل عيسى لا يعلم عددهم الا الله (عز وجل) ، ولحين ولادة اشرف  واعظم الكائنات النبي الخاتم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم)  علماً انه يوجد خلاف  بين فترة نبي الله عيسى ، والنبي محمد  (صلى الله عليه وآله وسلم)  ، حيث  قيل بوجود فترة بعث الله فيها انبياء بينهما ، وقيل العكس  .

         عندما نتتبع الروايات في هذا الباب نجد هذه الارض المقدسة ،  قد زارها  جميع الانبياء ، وقد ذكر في الحديث :  ( ما من نبي الا وزار كربلاء ، ووقف عليها ، وقال : انك لبقعة كثيرة الخير ، فيك يدفن القمر الازهر )(53).

          نعم كان الانبياء يأتون لزيارة هذه البقعة الطاهرة ، وبعدها يذهبون لزيارة البقاع الاخرى ، ويؤدون مسؤولياتهم الا وهي نشر ثقافة التوحيد ، والتعاليم والعبادات الشرعية من صيام وصلاة وغيرها ، وقد ورد في  بعض الروايات :  (   انه موضع قد صلى فيه  الانبياء  ، وانه قد صلى  فيه الف نبي والف وصي نبي ، وسوف يصلي فيه القائم المهدي عليه السلام )(54).

         كما ذكر عن فضل مسجد الكوفة والسهلة  ويوجد مقام في أحدى الاركان لهذا المسجد قد صلى فيه الاولياء والصالحون ، ولا نعلم عددهم كم هم  ، وكان نبي الله ابراهيم (عليه السلام) يخرج  الى اليمن لمحاربة العمالقة  ، ومنه ايضاً خرج داود لمحاربة جالوت(55).

         ولربما يسأل البعض ما هو سر مرور الانبياء والمرسلين في هذه البقاع خصوصاً بقعة كربلاء في تلك العصور ؟

         والجواب: ان العراق هو مركز وقلب العالم من الناحية الجغرافية ، واي معلومة او اي ثقافة ورأي يخدم الانسانية كان الانبياء يأتون الى هذا المركز ، وينشرونه ليصل الى ابعد نقطة في العالم ، ولعل الثقافات في تلك الحقبة كانت تنتشر بسرعة كتدوين العلوم والمعارف ، والتأليف ، وكذلك النقل والترجمة الى لغات أُخرى كما في العصر البابلي  ، وهذا من مميزات ذلك العصر(56).

         في تلك  الفترة بلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة(57). 

        وهذه بحد ذاتها فرصة كبيرة للنبي والوصي لنشر فكره وعقيدته والتي منها (الصلاة والصيام) في مثل هذه المراكز العلمية والتجارية ، ويمكن ان يكون هذا السبب في زيارة الانبياء لمدينة كربلاء ، ولنشر ثقافة وتعاليم السماء للعالم  اجمع وهذا مما يدل على ان الافكار  والاخبار  والعلوم والفنون لها سرعة في الانتشار خصوصاً اذا كانت قريبة من هذه البقعة الطهارة البابلية، وهذا سر من الاسرار ،  ويمكن ان نخرج بحصيلة حقائق علمية وحضارية  في وصف هذه الارض بموطن العلم والثقافة والشهادة في تلك العصور القديمة ، وقد دفن بالقرب من ارض كربلاء  على ميل او ميلين مائتا نبي ومائتا سبط  كلهم شهداء ، كما اشار الى ذلك الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ناهيك أن بحر النجف كانت تقصده سفن الصين والهند، وكانت تجلب البضائع الى مركز التجارة في بابل، ولعل انتقال الصيام الذي كان يمارسه الانبياء في بابل هو الذي انتشر من خلال التجار الذين كانوا يقصدونها، ولذا فرض الصيام على الانبياء جميعاً ولم يفرض على الامم السابقة ولكن بطبيعة الحال الشعوب والحضارات تتأثر ببعضها البعض،  وفي ختام هذا البحث ننقل احدى الشواهد المهمة والعظيمة  الدالة على وجوب الصيام على الانبياء دون غيرهم ما رواه المنقري عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد اللَّه (عليه السّلام) يقول : أن شهر رمضان لم يفرض اللَّه صيامه على أحد من الأمم قبلنا فقلت له فقول اللَّه (عز وجل): ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )  قال: إنما فرض اللَّه صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضل به هذه الأمة وجعل صيامه فرضا على رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى أمته )(58) .

 

الهوامش والمراجع والمصادر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   

(1)- الكهنة جمع كهان وكاهنات وهي عبارة عن مسؤولية ووظيفة دينية تختلف بطبيعتها  من من ديانة الى اخرى ومن زمان ومكان الى اخر.

(2)- يُعرف الإله أو الألهة أو المعبود) في الفكر الإنساني والديني ) بأنه يتصف بصفات وطبائع فوق صفات وطبيعة الإنسان، وله  قدرات خارقة، يقدسه ويعبده الإنسان.

(3)- كلمة (هيلينية( Hellenis جاءت من كلمة )هيلا( Hella، وهو الاسم العُرفي الذي أطلقه اليونانيون القدماء على أنفسهم، فعُرفوا بِاسم )الهيلينيين(، كما عُرفت بلادهـم بِاسم بلاد هيلاس Hellas، وكلمة (هيلينية) ترجع إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي.

(4)- دين بدائي من أديان شمالي آسيا يتضمن عدة ممارسات للشامان وهم موجودون بعدة أشكال في العالم  .

(5)- أفستا، هو الكتاب المقدس للديانة الزرادشتيه يتجاوز عمره ثلاثة آلاف سنة. وهو عبارة موسوعة حضارية، وثقافية، في الأخلاق والأنتروبولوجيا للشعوب الآرية.

(6)- أو شبتو sabatu هو الإسم الذي يطبقه البابليون في تقويمهم، على الأيام الحرم التي يحرم فيها أي شيء عدا الصوم والعبادة وكذلك استعمله اليهود لتسمية أعيادهم وأيام السبت المقدسة.

(7)- الموحى؛ عبد الرزاق رحيم صلال، العبادات في الاديان السماوية ، دار صفحات للدراسات والنشر، الإصدار الرابع 2012م . سورية ـ دمشق . وفاضل ؛ محمد ، الحراب في صدر البهائية والبابيية ص88 وما بعدها ، دار التقدم 1329هـ .

(8)- سوسة، احمد . العرب واليهود في التاريخ ص172، دار الحرية، بغداد 1972م .

(9)- الكرماني، ناصر الدين أبي الفتوح. الصوم في القديم والحديث ص36. مطبعة الكونكورد. وكذلك الموحى، العبادات في الاديان السماوية ص23. م . س .

(10)- أوزيريس باللغة الهيروغليفية  هو إله البعث والحساب وهو رئيس محكمة الموتى  عند قدماء المصريين، من آلهة التاسوع المقدس الرئيسي في الديانة المصرية القديمة. الخطيب علي (د)، الصيام من البداية حتى الإسلام، منشورات المكتبة العصرية، صيدا، طبعة 1، سنة النشر: 1980م .

(11)- إرمان، أدلف، ديانة مصر القديمة ص213 ، مطبعة البابي الحلبي، مصر . الموحى ، العبادات في الأديان السماوية ، ص 24.

(12)- شلبي، أحمد، مقارنة الأديان ـ الإسلام ص149، مطبعة السنة المحمدية ط4، مصر 1973م ، كذلك انظر الصيام من البداية حتى النهاية ص 105.

(13)- الصيام من البداية حتى الإسلام ص114، العبادات في الاديان السماوية ص25.

(14)- تاريخ الحضارات العام ،ج1، ص 367.

(15)- العبادات في الأديان السماوية، ص 31، وقصة الحضارة، ج2، ج1، ص 242. الصيام من البداية حتى الإسلام ص111.

(16)- (كريتِ) باليونانية  (  Κρήτη  ) وهي : أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط.

(17)- مقارنة الأديان (الإسلام) ص 149، ط4، وكذلك أنظر: العبادات في الاديان السماوية ص 31.

(18)- ديونيسوس أو باكوس أو باخوس في الميثيولوجيا الإغريقية (وباللغة اليونانية:Διόνυσος or Διώνυσος) هو إله الخمر عند الإغريق القدماء وملهم طقوس الابتهاج والنشوة، ومن أشهر رموز الميثيولوجيا الإغريقية. وتم إلحاقه بالأوليمبيين الإثني عشر. أصوله غير محددة لليونانيين القدماء، إلا أنه يعتقد أنه من أصول "غير إغريقية" كما هو حال الآلهة آنذاك. كان يعرف أيضا باسم باكوس أو باخوس. أنظر : ويكيبيديا الحرة .

 

 (19)- الفن والمجتمع تأليف هربرت ريد. كذلك الصيام من البداية حتى الإسلام ص112، والعبادات في الأديان السماوية، ص 32.

(20)- قصة الحضارة م 3،ج2، ص 192، الصيام من البداية حتى الاسلام ص113، د. علي الخطيب، ط1، سنة النشر: 1400هـ ـــ 1980م .

(21)- تاريخ الحضارات العام ج1، ص 368، وقصة الحضارة مج 2، ص11، 36. العبادات في الاديان السماوية ص 32.

(22)- العبادات في الاديان السماوية ص 32.

(23)- أنظر:  عيون الانباء في طبقات الاطباء ، وهو عبارة عن موسوعة جمع فيها مؤلفها ابن أبي أصيبة العلماء الذين عملوا بالطب من عهد الإغريق والرومان والهنود إلى عام 650هـ .وكذلك أنظر : أبقراط عدنان تكريتي ، الموسوعة العربية نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2015 على موقع (way bak mashin) .وكذلك أيضاً دائرة معارف القرن العشرين – المجلد الأول لمحمد فريد وجدي، دار المعرفة للطباعة والنشر لبنان.

(24)- الصيام من البداية حتى الإسلام ص 107 بتصرف .

(25)- الاديان في العبادات السماوية ، ص35، نقلا عن كتاب اليونان والرومان ص 364 بتصرف . تاليف: علي عكاشة، د. شحادة الناطور، د. جميل بيضون ، دار الامل للنشر والتزويع ـ إربد ـ عمان ، الطبعة الأولى1410هـ ـ  1991م.

(26)- الصيام من البداية حتى الإسلام ص109. بتصرف .

(27) – الفلسفة الإغريقية ج1، ص 152. الصيام من البداية .. ص 109.

(28)- الأديان في العبادات السماوية ص 35.

(29)- ويكيبيديا الحرة/ موقع إلكتروني.

(30)- كتابات في الميزان ( موقع الكتروني) صفحة الكاتب  محمد السمناوي مقالة بعنوان(كيف يتم إختيار الزوجة ؟ عند الهندوكية واليهودية والمسيحية والدين الإسلامي (دراسة مقارنة ). قسم(1).

 (31)- العبادات في الأديان ص36.

(32)- الصيام من البداية حتى النهاية ص66.

(33)- ويكيبيديا الموسوعة  الحرة.

(34)- مقارنة الأديان ، أديان الهند - الدكتور أحمد الشلبي ص ١٩٢.

(35)- المدخل الى دراسة المذاهب والاديان :ج1، ص 79، ص80، والعبادات في الاديان ص 39.

(36)- الصيام من البداية ص78، المدخل الى دراسة المذاهب ج1، ص 82، العبادات في الاديان ص 40.

(37)- انظر : التفكير الديني في العالم قبل الإسلام ص106، ص108.

(38)- ماني بن فاتك: ولد مانى سنة 216 في العراق وكان في ذلك الوقت جزءا من الامبراطورية الفارسية وكان ماني فارسيا ومنحدرا من اسرة ملكية وأكثر الفارسيين في زمانة كانو يؤمنون بزرادشت اما هو فقد نشا في اسرة مسيحية وكانت لة رؤي دينية وهو في الثانية عشرة وكان يبشر بالديانة الجديدة ولم يوفق في أول الامر في بلده ولذلك رحل الي الهند ومصر وهناك جعل أحد الحكام يؤمن به ثم عاد إلى فارس في سنة 242 حيث استمع اليه الملك شابور الأول وسمح له بان يدعو إلى ديانته، وظل ماني يدعو الي ديانته حتي عصر هرمز الأول حوالي ثلاثين عاما إلى ان ثار علية كهنة الزرادتشية التي كانت الدين الرسمي للامبراطورية الفارسية أعدم سنة /276/ميلادي . انظر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة .

(39)- الدين المقارن الحديث في سائر الأديان العالمية : ص 70، دار النهضة . مصر للطبع والنشر ط1، سنة الطباعة : 1970م . وكذلك : العبادات في الأديان السماوية ص45.

(40)- الموجز في تاريخ الصابئة والمندائيين: ص109، مفاهيم صابئية مندائية: ص23، ومابعدها، العبادات في الاديان : ص 54.

(41)- الكافي: ج5، ص809 ، باب النوادر، وكذلك بحار الأنوار:ج101، ص38.

(42)- تعاليم لأبناء الصابئة ص 34، تاليف : غضبان رومي ، طبعة الجاحظ بغداد 1972، ودراور الليدي، الصابئة المندائيون ص352، ترجمة: نعيم بدوي وغضبان رومي . مكتبة خياط . بيروت 1964 . مفاهيم  مندائية: ص 125، العبادات في الاديان: ص 54.

(43)ـ الصيام من البداية حتى الإسلام ص 89، ص 90، والفهرست لابن النديم ص199.

(44) ـ أنظر : الموجز في تاريخ الصابئة المندائيين ص151، ومفاهيم صابئية مندائية ص 38، الصابئة والمندائيون ص150.

45) ـ هذا ما ذكر الاستاذ عبد الرزاق رحيم صلال الموحى في كتابه العبادات في الأديان ص56، نقلاً بالاقتباس من  المقالة الخطية للشيخ رافد عبد الله الاستاذ  المدرس الصابئي في جامعة بغداد . كلية اللغات.

(46)ـ إنظر: سفر إستير: في العهد القديم وهو عبارة عن احد الاسفار اليهودية المهمة وذكرت قصة الملكة إستير بالتفصيل هناك . ومجلة المعارج السنة 14 ـ العددان 56ـ 57،  2004 م الموافق 1425هجري المقالة بعنوان ( الصوم في التراث الإنساني)  للاستاذة هند عبيدين ـ إعلامية سورية مجازة بالقانون الدولي والإعلام . ص 51.

(47)ـ كل هذه الانواع وغير من الصيام يراجع فيها كتاب العقيدة النصرانية ج2ـ حسن الباش ص 178، ودراسات في الاديان د. سعود الخلف ص 268، النصرانية تاريخاً وعقيدة د. مصطفى شاهين ص 234. وأنظر ايضا: الصوم في التراث الانساني أ. هند عبيدين، ص52.

(48)ـ دائرة المعارف للبستاني ج11 ص 70.

(49)ـ  السيد محمد بحر العلوم ، مجلة النجف السنة الخامسة العدد الخامس ص 37. وانظر ايضا: الصوم عبادة خالدة في التاريخ الديني ، السيد عبد الكريم القزويني ، مجلة المعارج العددان 56ـ 57. ص 43.

(50) ـ البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروح الأرثوذكس . مجلة المعارج السنة 14 ـ العددان 56 ـ 57.

(51)- انظر: الإعلام بمناقب الإسلام. ص 144.

(52)ـ فضائل الاشهر الثلاثة: ص101. للشيخ الصدوق ـ تحقيق : ميرزا غلام رضا عرفانيان ـ تاريخ النشر: 1412هـ ـ 1992م .

(53) ـ بحار الأنوار: ج 44، ص 353 ، كامل الزيارات ص 77 و 78 .

(54)ـ الغارات: ج2 ص 414، 803، 415 ،  ابراهيم بن محمد  الثقفي  المتوفى 283 ، تحقيق جلال الدين الحسيني  ، كامل الزيارات:  28 .

(55)ـ الحديث في الفروع من الكافي:  1 / 139، من لا يحضره الفقيه 1 / 1 / 76. الشيخ الصدوق المتوفى 381، تحقيق  علي اكبر الغفاري ط 2 .  التهذيب: 2 / 13. والتهذيب: 1 / 325 ، الشيخ الطوسي المتوفى  460

(56)ـ   انظر طه باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة : ص 480.

(57)ـ ويكيبيديا، الموسوعة الحرة  الانترنيت بتصرف.

(58)ـ من لا يخضره الفقيه : ج2، ص99 ، 100.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/15



كتابة تعليق لموضوع : الصيام في الفكر الإنساني والديني (دراسة تراثية مقارنة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net