صفحة الكاتب : د . حسين القاصد

بين الجامعة والوسط الأدبي 
د . حسين القاصد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على مر السنين كان الجامعات العراقية الدور الأكبر في قيادة الوعي المجتمعي وتنمية الذوق العام ، فقد رقدت الجامعات العراقية الوسط الأدبي بعشرات الأسماء الإبداعية الكبيرة ، واستمرت مسرحا ضاجا بالابداع ومنجما للمبدعين ؛ وليس لأحد أن ينكر بأن كبار المبدعين في النقد دخلوا الوسط الأدبي من باب الجامعة ، بدءا من شيخ النقاد العراقيين العلامة الجليل استاذ الأجيال د. علي جواد الطاهر وليس انتهاءً بأي مبدع لأننا لا نتمنى أن يستمر الجفاء بين الجامعة والوسط الأدبي . 
فعلى مستوى الشعر كانت الجامعات العراقية نقيم المسابقات الإبداعية التنافسية ليبزغ نجم شاعر جديد يفوز بلقب شاعر الجامعة او شاعر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد أن يتم التنافس بين الجامعات ؛ وبعدها يجد هذا الشاعر طريقه إلى الوسط الأدبي ويصل ناصحا .
ولقد كان اتحاد الادباء والكتاب في العراق يخصص بعض جلسات مهرجاناته الكبيرة لتقام في الجامعة ويحفل بها الأساتذة والطلبة ، ويتعرف الباحثون على صاحب المنجز الذي ربما أخذ منجزه طريقه إلى الدراسة في اطروحة دكتوراه او رسالة ماجستير او حتى بحث تخرج في الدراسات الأولية . 
ولقد أقام استاذنا د. علي عباس علوان مهرجان السياب ليكون مقر إقامته سنويا في جامعة البصرة قبل ان يتوفاه الأجل ويتوقف المهرجان ويتحول إلى ذكرى ؛ واتذكر اننا بعد سقوط النظام الساقط مباشرة أقمنا مهرجان الجواهري وقد كانت إحدى جلساته على أنقاض قاعة الإدريسي في كلية الآداب بجامعة بغداد ، وكان مهرجانا مميزا ولعل الدليل على تميزه هو استمراره حتى الان ؛ لكن غيابه عن أروقة الجامعات عزز الفجوة بين الأكاديمية والوسط الأدبي .
ان اغلب بحوث الترقية تنشر في مجلات محكمة نصدر عن الجامعات ، والبحوث التي تخوض في مجال الأدب يكون خبراؤها من المختصين بهذا الشأن ؛ لذلك والتواصل الكتابي وحده لا يكفي ، إذ من حق الطلبة ان يتعرفوا على صاحب هذا البحث ، بل من حق الطلبة أن يدخلوا الى الوسط الأدبي من بابا رصين ، لا من باب المجاملات والعلاقات الإخوانية .  لذلك هي دعوة لتعزيز الروابط بين الجامعة والساحة الأدبية ، كأن يصار الى توجيه الجامعات بتفعيل المهرجانات الأدبية او ان يتم التأسيس الى تعاون مشترك بين الوسط الأكاديمي والوسط الأدبي من خلال تحقيق تعاون جاد وتأسيس لجان مشتركة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي واتحاد الادباء لكي تعود الجامعة مسرحا للإبداع لكي ينشغل طلبة الجامعات بما هو نافع  ويبتعدواعما هو طارئ وضار وبهذا نكون قد اعدنا الجامعة الى دورها القيادي للوعي المجتمعي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين القاصد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/02



كتابة تعليق لموضوع : بين الجامعة والوسط الأدبي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net