صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

مرض يجب استئصاله
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تختلف الأفكار التي تحتويها مختلف النظريات، وربما تتداخل مع بعضها الآخر، لكنها ربما تشترك في الأسم فقط..ففكرة الإزاحة في الرياضيات، تختلف عن الإزاحة الجيلية في علم الإجتماع.

 الأولى تناقش إختصار المسافة، والأخرى تعنى بإستثمار الزمن المترابط مع عمر الأجيال المجتمعية، لكنهما باسم واحد.

لفهم سوء الإدارة السياسية الحاصل في الحكومة العراقية، يجب علينا أولاً أن ندرس النسيج المجتمعي، الضابط لعلاقات المواطنين فيما بينهم من جهة، وبين المواطن والحكومة من جهة اخرى، وعلاقة الإزاحة الجيلية بينهما، لنقف ونشخص مَواطن الخلل، وسبل إصلاحها وبنائها.. بعيداً عن فندق بابل والرشيد.

خمسة عشر عاماً هي فترة تجربتنا الديمقراطية، والتي مازالت تحبو داخل أروقة المؤسسات الحكومية، يرافقها سوء الإدارة والفساد، ومع أنتهاء كل دورة وبداية الأخرى تعود الخطابات التسويفية المعتادة (سنبدأ بالعمل لإعمار المدن، والنهوض بها أقتصادياً، وسنغير الواقع المخزي للعمل الإداري في مختلف مفاصل الدولة)..ولا جديد.

مضت تلك السنوات ولم يرى النور ذلك التغيير المنشود، ولازالت مجرد شعارات لكل من يعتلي منصة.. ومن منظور مجتمعي وسياسي، الكل مشترك بهذا الفشل، الذي يراوح بين الشوارع العراقية، وينبض داخل أزقة العمل السياسي، والرابط بينهما هو جيل عاصر نظام حكم الطاغية صدام، وعاد لمسك زمام الأمور الأدارية والسياسية في المنظومة الديمقراطية في اروقة وزوايا المواقع المفصلية، ففكر الدكتاتورية  مازال يخفق داخل العقل البشري لجيل يمسك بزمام الأمور، ويدفعها باتجاهين :

الأول يختص بعلاقة المواطنين فيما بينهم، وهي تتعلق بعمل المؤسسات الحكومية، بما فيها الصحة والتعليم وغيرها، فنجد أن أغلب موظفيها هم من ضمن جيل الدكتاتورية، ولا يفقهون معنى المرونة في العمل، ومبدأ الرشى الذي ساد في حقبة المقبور، مازال ينبض في صدورهم إلا القلة القليلة، وهذا الجيل متواجد في كل مفاصل الدولة، من.. لأعلى هرم الحكومة.

الثاني بين المواطن والحكومة، وهي كالبرهان الرياضي، لأن نتيجة النوع الأول، تخلق فجوة كبيرة بين الدولة والمواطن، بين الحاكم والمحكوم، فسوء الأدارة والفشل السياسي، يعود بالضرر على المصلحة العامة، ويهدم كل أواصر الترابط بين المواطن والسياسي.

نظرية الإزاحة الجيلية، هي التي تشخص الخلل الواقع في سوء العملية السياسية والإجتماعية، وللأنتقال من الفشل إلى النجاح، يجب أن نعرف أن ما يحدث اليوم، هو نتيجة جيل كامل لايصلح لإدارة العملية الديمقراطية، بمفصليها السياسي والإجتماعي، والحل الوحيد هو إزاحة الجيل المتواجد في كافة مؤسسات الدولة، وكل مايرتبط بها حكومياً، بالشباب الذين عاصروا العملية الديمقراطية.

رسالة إلى عادل عبد المهدي "كن فاعل ولا تكون مفعول به.. أعمل على سن قانون التقاعد الإجباري، لكل من عاصر نظام الحكم السابق، فهو الطريق الأنجح للنهوض بالوطن إدارياً، والحل الأمثل لإنتشال الشباب من بؤرة البطالة"..فهم مرض مزمن يجب استئصاله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/28



كتابة تعليق لموضوع : مرض يجب استئصاله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net