صفحة الكاتب : ناظم السعود

الأديب والباحث عبد الهادي ألبابي لناظم السعود :الجن ليس أسطورة ماضية ... إنه حقيقة حاضرة ...!
ناظم السعود
الأديب والباحث عبد الهادي ألبابي لناظم السعود :
 الجن ليس أسطورة ماضية ... إنه حقيقة حاضرة ...!
أجرى اللقاء :  ناظم السعود
 
* ما نجهل  من  الكائنات  أكثر  مما نعلم !
* بعض الجن يتسللون إلى بيوت البشر ويختلطون بهم!
* المستوى  العلمي  في العراق يتدّنى  يوماً بعد يوم !
* الحياة الثقافية تنامت على حساب النوعية !                       
 
لم أكن قد عرفت الأديب والباحث والصحفي الكربلائي عبد الهادي ألبابي خلال إقامتي القصيرة في كربلاء ، ولكنني أذكر أنه في شهر حزيران من عام 2008 حدثني صديقي المهندس الأستاذ ثامر الإبراهيمي ( صاحب مكتب للتنضيد والطباعة والنشر في شارع الإمام العباس الواقع في قلب المدينة المقدسة ) عن بحوث ودراسات الباحث عبدالهادي ألبابي التي يقوم بطبعها له تباعا وآخرها كتابه الهام قاهر الجن ( الذي قدمنا له عرضا موجزاً ضمن الأخبار الثقافية في الأسبوع الماضي ) فتشّوقت للقائه لا سيما بعد أن أهداني الإبراهيمي نسخة من الكتاب ووجدت أن ألبابي يخضع بحثه لأسلوب علمي رصين ويحاور أصحاب الآراء والمقاصد الأخرى بطرق جدلية وبيانات قرانية كاشفة ومفنّدة ( بكسر النون ) ومحرجة لبعضهم أحياناً ..!
وما هي إلا أيام حتى ألتقيت عبد الهادي ألبابي فوجدته شاباً ومكتظاً بحيوية لا تخطئها العين ،  ويمتلك سرعة بديهة وثقافة تكاد تحيط بمعارف عديدة ، وبعضها مما يدخل في التخصص الدقيق ، لكنني أصارحكم حدست أن هناك ما يمور خلف هذا الوجه السموح بل شعرت أن خواصه الظاهرة تخفي أكثر مما تصرح ، غير أن كل هذا توضح بشكل جلي ما أن وصلتني سيرته الذاتية حيث وجدتني إزاء حياتين متلازمتين :
حياة الفتوة والإلتحام بمدارات الجهاد ومواجهة الطغيان والأستبداد أيام الدكتاتورية ، وأخرى كانت خالصة لوجه الأدب والعلم والمعرفة الإلهية ، واللافت أن ألبابي مزج بين هذه الثنائية في أيقونة واحدة تكمل إحداها الأخرى برغم الفصل الظاهري ،لقد عرف طريق الإعتقالات والسجون مبكراً ، وتوزعت سنون حياته بين ساحات التعذيب والحروب ، وتلقى أحكاماً  بالإعدام نفذ منها بمكارم إلهية ، وشارك في حركات وإلتهابات جماهيرية كادت تكلفه حياته مرة أثر أخرى ، ولكنه فلت منها بما يشبه الأعجوبة .
واليوم إذ التقي ألبابي أراه كأنه خارج من ساحة للقيامات والمحن ..! ولكن عزيمته تمّده بتواصل مدهش وهو يزداد عطاءاً وحضوراً ً على الرغم من جروحه النفسية الغائرة ، ورغم ضروفه المعيشية الصعبة لكون تضحياته لم تقابل بما تستحقه , ولهذا أجريت حواري معه الذي يعكس جانبا من سيرته الثقافية والحياتية أما الجوانب الأخرى ففضلت أن تكون موضعاً لحوار قادم :
 الجن والناس: 
السعود: بما أن  القرآن الكريم  يؤكد  على وجود  الجن كحقيقة  مطلقة  وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت  الأطهار ، لماذا إذاً يتجنب الكثير من الناس  الحديث  عن هذا العالم  مع إنه  قريب  من عالم  البشر  ويتداخل  وجودياً معهم ؟
 ألبابي: لأن أكثر الناس لا تتعامل بعمق  مع  الأشياء  التي ليس  لها وجوداً مادياً معهم ، كما هو حال الكثير من الأشياء  الفاعلة  في حياتهم  بشكلٍ مباشر ،وهذا الأعراض  ناشئ عن  مجموعة من الأسباب ..منها : أن الناس يعتبرون  الحديث  عن  كل شيء  غائب عن المشاهدة العيانية  لا يعدوا كونه إلا حديثاً هو خارج قدراتهم ومستوياتهم البشرية ، فلا يكلفون أنفسهم  بالبحث عنه  ، وكشف  أسراره وغموضه  ومعرفة حدوده  وألتماس قدراته ...
ولهذا فإن الكلام عن وجود قوىً غيبية قاهرة تؤثر في مجريات الحياة ،هي في الحقيقة من الأفكار التي لا تكاد تخلو منها ثقافة من الثقافات البشرية ،ورغم ذلك فالكثير من الناس يعتبرون الحديث عن الجن بمثابة حديث عن الخرافة التي تدخل في باب الشعوذة والدجل ! وهذا التصور بإعتقادي له ما يبرره ، وذلك لعدم معايشة الناس ماديا ً و بشكل مباشر مع هذه المخلوقات ،لهذا فلا يجدون هناك سببا ً يدعوهم للتصديق بها من ناحية ، ويفتقرون من ناحية أخرى إلى حالة التدبر والتفكر بآيات القرآن الكريم ، فإذا قرأوا آية فيها ذكر للجن تجاوزوها ومروا عليها مرور الكرام ، وكأنها لا تعنيهم و يعتبرونها من غيبيات القرآن التي لا تجوز مناقشتها أو البحث فيها ! رغم إن القرآن الكريم يوجه أكثر خطاباته إلى الجن والإنس على حد سواء ، بل ويقدم الجن على الإنس في كثير من آياته مثل قوله تعالى في سورة الرحمن  : ( يا معشر الجن والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فأنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان).. 
السعود : إتصالاً مع السؤال السابق ، هناك  بعض الباحثين  وحتى  الناس  العاديين  يذكرون  أنهم  رؤا  الجن  وتحدثوا  معهم  ، بل  هناك  من يذكر  أن حالات زواج  كثيرة حدثت  بين  الأنس والجن  ،فهل فصَلت  هذا الجانب  في كتابك ؟
* المناكحة بين الإنس والجن..!
ألبابي : إذا أرادت البشرية أن تكتفي  بشهادة  رجل صادق  يقول أنه رأى الجن  وتحدث إليهم  مباشرةً  ووصف لنا أشكالهم،  فلا يجدون  أصدق  من خاتم النبيين  الحبيب المصطفى محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام)   الذي تسالم الجميع  على صدقه  ،فقد رأى الجن وتحدث معهم  ووصف حالهم ،وهذا لا يمنع  أن يراه غيره  ويتحدث معهم  طالما أنهم مكلفون  بالأحكام  كما  هو تكليف باقي البشر ،  أما بخصوص  جواب الشق الثاني  من السؤال  فأقول : 
 نعم يستطيع الجن  المناكحة  مع بني البشر وبالعكس  ،ولدينا الكثير من الأدلة  التي تثبت ذلك ، وأول تلك الأدلة  الدليل القرآني ، حيث قال تعالى  في سورة  الرحمن الآية 56 : (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن  أنس قبلهم ولا جان )  ..ونحن نقول إن هذه المناكحة  لا تشبه المناكحة  بين  الذكر والأنثى  من  بني البشر ، بل لها  ظروفها  وأجوائها الخاصة ..
 السعود :  هل برأيك  أن عالم الجن  يعود  الى  الأساطير   الماضية ، أم أنه  ما زال  موجوداً في عالمنا  اليوم ؟ ولماذا لا يظهر بين الناس ، بل نجده  مختفياً خلف الحجب  والأستار ؟ 
* ليس أسطورة:  ألبابي :  الجن ليس  أسطورة  ماضية ،.. أنه  حقيقة حاضرة  في كل  الأزمان .. والعقل البشري  لا يأبى وجود كائنات  غيبية  تباين  ما عرفناه  وتخالف ما ألفناه  من مخلوقات ، بل  نحن على  يقين  أن ما نجهل  من  الكائنات  أكثر  مما نعلم ، فإذا  حكمت العقول  بإمكان  وجوده وعدم أمتناعه  لجأنا  الى التثَبت  من وجوده  في الواقع الخارجي  الى وسائل الإثبات  التي تتفق  وطبيعة الأشياء التي نريد إثباتها ،فإذا  كان  من الأمور الحسية  فعلينا أن نثبته  بالحس  والتجربة  ،وإن كان من  الأمور العقلية  فالطريق  الى التعرف  على  وجوده  هو العقل ، وإن كان  من الأمور الغيبية  فالقرآن الكريم  تكفل بذلك  وأنزل  به وحياً صادقاً وجب علينا التعبد به.
 السعود :  إذا كانت  هناك مدن ومساكن  خاصة بالجن ( كما تقول ) فهل يمكن  أن تتداخل  الأمكنه  بين  الإنس والجن  وهل  ثمة إنتقالات  أو هجرات جماعية للجن  كما  يقوم  بها الإنس ؟
* الإنسان وتسخير الجن:
البابي :  أكثر الأخبار والروايات  تقول  بإن الجّن  يفضلون السكن  في المناطق الموحشة  كالمقابر  والكهوف  والغيران  وفي الشقوق التي تحت طبقات الأرض  ،وهم يتحركون في كل أتجاه  يريدون ، ويهاجرون  على شكل قبائل  كبيرة  إلى مناطق مختلفة من الأرض ،والقليل منهم  يعيش بين الناس أو في البيوت  المهجورة  من سكانها ، وأحيانا يتسللون الى البيوت  والأماكن  العامرة بالبشر ،فيختلطون بهم دون أن يراهم أو يشعر بهم بني البشر ..
 السعود : هناك من يدعَي  إنه يتحَكم  بعالم  الجن  ، ولاسيما  بإخراج  هذه  المخلوقات من الأجسام  البشرية  ، وما يفعلونه  داخل هذه  الأجسام  شراً أو خيراً، فهل ثمة مصداقية لهذه الإدعاءات  البشرية  ؟..وهل  باستطاعة البشر  أن يتحكم سلباً وإيجابا بعالم الجن ؟ 
 
البابي : أن الله  سبحانه وتعالى  قد سخر  للإنسان  ما في السماوات  وما في الأرض ، قال تعالى ( ألم ترى  أن الله  سخر  لكم  ما في  السماوات  وما في الأرض ) ..فهذا التسخير  يُفهم  منه  أن  الإنسان  قد  أوتي  علماً يسيطر به  على جميع القوى أو العناصر التي على سطح الأرض أو في جوفها  ،  وهذا يجري  حسب القوانين  والنواميس  الكونية ،والجن  واحد من هذه القوى والعناصر التي يمكن  السيطرة عليها  إذا ما أستخدم  الإنسان  قوته العقلية الهائلة ، وطاقته النفسية القصوى  ،أما عن إستطاعة الإنسان  أن يتحكم  سلباً أو إيجاباً بعالم الجن ، فهذا أيضاً ممكن ، ولكنه خاضع  لنية الإنسان  وغاياته وأهدافه الباطنية الخاصة ..
* عن تحضير الأرواح:
السعود : ما رأيك  بمن يقوم  بعمليات  إستحضار  الجن  والإدعاء  بأنه قادر  على جلبهم  بأية  لحظة ؟ وهل هذا ممكن  علمياً وروحياً؟.. 
 البابي :  نعم... هناك  بعض الناس أستطاع (وبإستخدام  بعض الأسماء  الخاصة والرموز المقدسة ) من إستحضار  الجن  اليه ، وضبط ترددهِ  مع فكر  الإنسان (الوسيط ) ...وهنا  يحصل الإستحواذ  على ذلك  الجني ، وبالأستمرار  يستطيع  ذلك المُستحضِر  أن يروض  ذالك الجنّي  سلباً أو إيجابا!!
أما هل  هذا ممكن علمياً ؟ فأقول  ..عندما  لا يجد العلم  تفسيراً لظاهرة من الظواهر  نراه  يتنازل  بعض الشيء  عن  قوانينه الصارمة  المتعلقة  بالوجود  والمادة  والحس والتجربة  والواقع  الخارجي  وغيره  .. ويذهب  الى ما وراء هذه القوانين  فيتأمل  بها حيناً على حذر ،ويصغي اليها حيناً آخر ، وهناك المئات  من العلماء  الروحانيين والأطباء النفسانيين  من أكد الإتصال  الروحي  مع الغيب (الجن  والملائكة  والأرواح ) وأطلقوا عليها  تسميات  متعددة  مثل:  [الوساطة الروحية  والإستدعاء  النفسي  والتلباثي ، وتحضير الأرواح ].. وغيرها  من التسميات والتصنيفات التي أثبتوها ودونوها في بحوثهم ، ثم قاموا بإلقائها على  طلابهم على شكل محاضرات تتحدث عن علم ما وراء الطبيعة ّ[الميتافيزيقيا] !!
السعود : هل تذكر لي  أمثلة  على قدرة الإنسان  بالهيمنة  والأستفادة من  وجود الجن  في الحياة اليومية ؟ 
 البابي :  ليس  كل الناس  بإستطاعتهم  الهيمنة  والإستفادة  من  وجود  الجن  في حياتهم  اليومية   ، وإذا  إستطاع  القليل من الناس  ومن خلال  بعض  الرياضات الروحية  الخاصة  أن يأمروا الجن بالخير أو بالشر ،  فان  هذه الإستطاعة  تكون محدودة ومؤقتة  ، وليست مطلقة  ودائمة ، ومن ثم أن هذه الرياضة محفوفة بالمخاطر المهلكة ، لأنه أحياناً ينقلب العمل(التسخير)  على صاحبه فيودي به في متاهات الجنون والضياع والعزلة !!
عن علاقة الجن بمرض السرطان!!
السعود : قرأنا في كتابكم أنكم تقولون بأن هناك علاقة قوية بين مرض السرطان وبين مس الجن للإنسان ، كيف يحصل ذلك ؟؟
لقد برز السرطان كأصعب معضلة طبية تواجه العلم ،حتى أصبح  أكبر مصدر قلق للأنسان في العصر الحديث ، وإن كان السرطان موجوداً منذ القدم ،إلا أنه إستأثر إستئثاراًكلياً بأهتمام كل المؤسسات العلمية  المعاصرة  على المستوى العلمي والصحي ، وقد  عرّف العلماء والأطباء السرطان بقولهم :
يتكون جسم الأنسان من مجموعة من الأعضاء  والأنسجة ،والتي تتكون بدورها من ملايين الخلايا ، وهذه الخلايا تختلف عن بعضها من ناحية الشكل والوضيفة،لكنها تنقسم  وتتكاثر  بالطريقة نفسها ،وعادةً يحدث  إنقسام الخلايا  بشكل منتظم  بحيث يمكن لأجسامنا النمو أو الأستبدال  أو إصلاح  الأنسجة التالفة ، وهذا التكاثر يكون  في وقت ٍ محدد وإلى حدٍ معين ، لكن إذا خرجت هذه العملية عن السيطرة  فأ نَّ الخلايا  تبدأ بالتكاثر  بسرعة ، وينتج عن  هذا  ما يسمى بالورم  ،والأورام نوعان :
أولاً :الحميدة :وهذه عادةً تكون مغلفة بغشاء  وغير قابلة للأنتشار ، وتأثيرها محدود  على المريض ، وتسبب الضغط على الاعضاء الطبيعية  إذا كان حجمها كبيراً ، ويمكن أن تستأصل بالجراحة  ،وغالباً لاتعود ثانية ً..
ثانياً:الخبيثة( السرطانية) : وهذه الأورام تهاجم وتدمر الخلايا  والأنسجة  المحيطة بها  ولها القدرة على  الأنتشار  بعيداً ، وذلك بأن تنفصل خلية أو خلايا  من الورم الأول  تنتقل  عن طريق  الدم  أو الجهاز اللمفاوي  الى عضو أو أعضاء أخرى  في الجسم لتكون أوراماً ثانية ، تسمى بالأورام الثانوية ،ثم يتطور الورم الى الحجم الكبير  ويطلق عليه ( الورم الأكلينيكي ) وهذا الورم إذا لم يعالج  فسيستمر بالنمو ويسبب تدمير الأنسجة  والخلايا المجاورة  وربما الأنتشار  الى أعضاء  أخرى بعيدة في جسم المريض ..
ورغم هذا التحليل  العلمي [الطبي ] ،إلا أن المسبب الحقيقي والواقعي لمرض السرطان لازال لغزاً لم يعرف كشف حقيقته الى الأن ،والأطباء  يعبرون في أبحاثهم على السرطان  بقولهم (إنه خطأ ما في آلية  التحكم يجعل الخلايا تخرج عن التقيد
بقيود النمو الطبيعي في المناطق المتواجدة فيه من الجسم)وإذا سأل أحد ما عن سبب هذا الخطأفي آلية التحكم الذي يجعل الخلايا تخرج عن التقيد بقيود  النمو الطبيعي ..يكون جواب الأطباء (إنه لأسباب وراثية أو عوامل بيئية ، أو غير ذلك مما هو مذكور عندهم في مؤلفاتهم وأبحاثهم) !!
ولكن نقول: أنّ كل ماذكروه ما هو إلامن باب الظن والتخمين ، حيث يذكر الكثير من هؤلاء الأطباء عن عجزهم وعدم قدرتهم على تشخيص هذا المرض  ويقولون (بأن الأمل بتطوير لقاح ضد السرطان يبقى فقط أملاً لاأحد قادر على التعرف بالضبط ما هو السبب الذي يجعل الخلايا الطبيعية تتحول الى مجموعات متضاعفة من الغدد السرطانية الواسعة .. ؟
ويقول أحد الأطباء :(يجب أن يكون واضحاً أن الجراحة والأدوية المخدرة  والأشعة لا تشفي دائماً ،حتى عندما تستخدم لعلاج مراحل أولية من الأصابة بالسرطان ..وأن حوالي نصف المرضى الذين تجري عليهم الجراحة يحدث لديهم إنتشار  أو أنبثاث الورم  خلال وقت الجراحة )..
ويقول طبيب آخر (قد يكون عدم التداوي  أفضل بالنسبة للمريض  وأهله عندما  يكون الدواء مشكوكاً في فائدته ،أو يغلب على الظن عدم جدواه ، بينما يترجح ضرره)!!  ولا يفهم من هذا الكلام ( أن كل ورم سرطاني يكون ناتجاً من فعل الجن بل المقصود بأن الجن قد يوجدون هذا المرض  ويتسببون به، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال :(فناء أمتي بالطعن(الحروب )  والطاعون ،فقيل يارسول الله :هذا الطعن قد عرفناه  فما الطاعون ؟ فقال :وخز ونفث أعدائكم من الجن)وفي رواية ..(طعن أعدائكم من الجن) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لاتفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ) فقلنا يارسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون ؟ قال :غّدة كغدة البعير المقيم بها شهيد والفّار منها كالفار من الزحف. 
ومن الأدلة أن الجن قد يوجدون مرض السرطان ماذكره أهل التأليف في التداوي بالرقي الشرعية وما جاء في الكتب والمأثورات وماأقر به الكثير من الأطباء  والعلماء .
وقد شاهدنا وسمعنا الكثير من الحالات من مرض السرطان قد تم شفاؤها بقراءة سور وآيات منتخبة من  القرآن الكريم عليها بعد أن عجز الطب الحادث عن علاجها ، وقد سألوا أحدعلماء الدين  الكبار عن التداوي بالقرآن الكريم للأمراض العضوية كالسرطان وغيره وهل ذلك يكون كما هو الحال للأمراض الروحية ؟ فأجاب:
(القرآن والدعاء به فيه شفاء من كل سوء بإذن الله ،والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء )فصلت 44  وقوله تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الأسراء 82 .. 
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أشتكى شيئاً قرأفي كَفّيه عند النوم سورة (قل هو الله أحد ) والمعوذتين ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة ماأستطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره  في كل مرة عند النوم ،وهناك أحاديث  وروايات كثيرة تؤكد أن للجن والشياطين علاقة كبيرة في ظهور الأمراض  الفتاكة في الأنسان ومنها  مرض السرطان ..
السعود : بعيداً عن الكتاب  ..كيف  ترى الحياة العلمية  والثقافية  في بلادنا ، وهل ثمة  فوارق  نوعية  بين المناخ  الثقافي القائم حالياً والسابق  ؟
* الحقيقة والمغالطة..
البابي :   أقول - مع الأسف الشديد -  إن المستوى  العلمي  والمعرفي في العراق أخذ يتدنى  يوماً بعد يوم ، وهذا الكلام  ليس تشاؤماً مني ، ولكنّه الحقيقة المرة  التي  يجب على الجميع  أن يتجرعها وأن لا يحاول مغالطتها ! .. فالعقول العلمية  البارزة هاجرت الى الخارج  كأنها أسراب  الطيور  التي تفجرت في  مروجها الخضراء البراكين  المدمرة  ، والأسباب  كثيرة ،مثل المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي عصفت في طول البلاد وعرضها ولم تستثن  شبراً واحداً منها ،وأخرها دخول القوات الأجنبية إلى البلاد وإعلان أحتلالها وماتلا ذلك من إنفلات أمني فضيع أمتد عدة سنوات كانت مؤلمة لجميع العراقيين ،  وإذا ما توفر المناخ الملائم  لهذه العقول المهاجرة  فسوف تعود بلا شك في ذلك ، وعند ذلك نقول أننا يمكن أن نبدأ من حيث  توقفنا . 
* الثقافة والغربلة..
وأما الحركة الثقافية في العراق، فأني أراها قد تنامت وتوسعت بشكلِ كبير ، ولا أنكر بأن هذا التوسع قد جاء عل حساب النوعية ، ولكن أتمنى أن تكون هنالك غربلة وتصفية تفرز الجواهر النفيسة من الحجارة النكداء ..وبإختصار أقول :
 بأن هذا الأزدهار الثقافي الكبير الذي تشهده الساحة العراقية والذي هو مرتبط إرتباطاً وثيقاً مع حركة وتوسع الثقافة في البلاد ككل والمتمثل اليوم  بكثرة الصحف والمجلات وتنوعها والمؤسسات الثقافية الحرة وبقية قنوات الثقافة الأخرى والتي برزت بعد سقوط النظام البائد هذا كله أشبه بالتورم الثقافي المفاجيء - المجهول النتيجة - والذي طرأ على جسد الحياة الثقافية في العراق ، ولاأدري حتى الأن،  هل هو ورم حميد أم خبيث والعياذ بالله !
ناظم السعود : نتمنى أن يكون حميداً ومفيداً ..!
البابي : وأنا أتمنى ذلك من كل قلبي . 
مؤلفات الكاتب عبدالهادي البابي :
*الأهوال الأخيرة لكوكب الأرض....360صفحة.
*فصول وملاحم من الانتفاضة الشعبانية في مدينة كربلاء عام 1991..180صفحة.
*قاهر الجن - 180صفحة، والذي غير عنوانه في الطبعة الثانية إلى – الجن بين الحقيقة الحاضرة والأسطورة الماضية ..
* الخطابة النموذجية – 230صفحة...
* العقد النفسية وأثرها على سوء الخلق – 100صفحة .
* مَنْ  ّدبْرَ كربلاء ....بحث تاريخي ..130صفحة .
* محاكمة التاريخ الأسلامي ...أنجز منه 3 أجزاء حتى الآن ..غير مطبوع..
إضافة إلى مئات المقالات المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع المهمة المختلفة أهما (صحيفة الزمان ، الشرق ، العراق اليوم ، كربلاء اليوم ، العهد ، مجلة الروضة ..مجلة مدارات تربوية ..وغيرها ) ولازال البابي ينشر مقالاته ومواضيعه في هذه الصحف وغيرها من المواقع الألكترونية على شبكة الأنترنيت  مثل (موقع كتابات في الميزان ، موقع مركز النور ، موقع كتابات ، موقع رابطة الكتاب العراقيين ، موقع الحقائق ، وغيرها ...بشكل مستمر  ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ناظم السعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/05



كتابة تعليق لموضوع : الأديب والباحث عبد الهادي ألبابي لناظم السعود :الجن ليس أسطورة ماضية ... إنه حقيقة حاضرة ...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net