فرنسا تساعد العراق في بناء جيل جديد من الجنود

قال مراقبون عراقيون إن فرنسا شريك وداعم قوي للعراق في معركته للقضاء على تنظيم (داعش)، وتساهم جهودها في تحقيق مستقبل أكثر إشراقا للعراق والمزيد من الاستقرار الإقليمي.

وتعمل القوات المسلحة الفرنسية من خلال فريقي نارفيك ومونسابير، على تعزيز قدرات أفراد الجيش العراقي ومهاراتهم القتالية.

ونظم الفريقان دورات نظرية وعملية عدة لتنمية قدرات جنود فرقة المشاة السادسة في إطار برنامج التنسيق المشترك مع الحكومة العراقية.
وساعدت هذه الدورات الجنود على الاستعداد لخوض المعارك في المناطق الحضرية واتباع وسائل التخفي والمناورة والتصدي السريع لأي هجوم مباغت للعدو.

ساهمت هذه التدريبات في تعزيز خبرة أعضاء فريق الهندسة العسكرية على كيفية اكتشاف العبوات الناسفة والألغام الأرضية وتفكيكها..

وشرحت للجنود طرق الوقاية من تأثير الهجمات بالأسلحة الكيميائية والتدريب على توفير الإسعافات الأولية للجرحى في ساحات المعارك.

وقال الخبير الأمني جاسم حنون، إن الخبرات التي يكتسبها الجنود العراقيون من تلك الدورات التدريبية تعتبر ركيزة أساسية للنجاحات التي تتحقق ضد الإرهاب.

وذكر أن "فرنسا في طليعة الدول التي وقفت مع العراق منذ بداية الحرب على تنظيم داعش".

وأضاف: "عندما اندلعت معارك التحرير، كان الفرنسيون يوفرون لقواتنا المساندة الجوية أثناء تقدمها في ساحات القتال".

تنمية قدرات العسكريين
وأكد حنون أن "الشراكة بين الطرفين أخذت منحى آخر بعد الحرب".

وأضاف أن التركيز الآن أصبح على المساعدة في بناء مهارات العنصر البشري للجيش وتطويرها "مع الإبقاء على مستوى جيد من التدخل والتعاون العسكري لاستئصال فلول داعش وجيوبها".

وأوضح أن "هذا التعاون يتجسد عبر الضربات المدفعية الناجحة التي يشنها جنود فرنسيون وعراقيون على المعاقل المتبقية لداعش في الشرق السوري".

وكانت المدفعية العراقية والفرنسية قد قصفت في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني مقرات للتنظيم الإرهابي في معسكر السهم على الحدود بين العراق وسوريا، وذلك ضمن عملية الإنذار الأخير،وفق ما جاء في بيان لوزارة الدفاع العراقية.

وجاء هذا الهجوم بعد تدريبات مكثفة وسلسلة من التمارين بالذخيرة الحية نفذها رجال المدفعية العراقيون تحت إشراف مدربين فرنسيين في معسكر بسماية قرب بغداد.

وأبرز تلك التمارين كان تمرين حماة الوطن الذي نفذته الفرقة السادسة في سلاح المدفعية يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وركّز على ضرب الأهداف النوعية بدقة عالية.

بدوره، أشار أستاذ الأمن القومي في جامعة النهرين، حسين علاوي، إلى أن فرنسا ملتزمة مساعدة العراق في إطار مشاركتها بالتحالف الدولي ضد الإرهاب وكذلك ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببغداد.

وذكر علاوي، أن ترجمة هذا الالتزام جاءت بتقديم الإسناد الفعال والمؤثر في الحرب لوحدات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والاستخبارات وسلاح الطيران.

جيل جديد من الجنود
ونوّه علاوي إلى أن الفضل يعود للفرنسيين أيضا في صناعة نواة لجيل جديد من العسكريين المدربين على استخدام أحدث الأسلحة والتقنيات والأنظمة القتالية وخصوصا سلاح المدفعية.

وأضاف أن "هؤلاء المتدربين صاروا هم أنفسهم خبراء ومدربين ويشاركون اليوم في تدريب زملائهم من الجنود وتحسين أدائهم وقدراتهم الفنية والبدنية".

وشدد أن فرنسا "شريك وداعم قوي" للعراق، مضيفا أنهم "ساعدونا في تحرير أراضينا ويشاركوننا حاليا في استهداف فلول الإرهابيين داخل العمق السوري".

وتابع: "شراكتنا مع الجانب الفرنسي تسير بثبات ووفق رؤية توافقية"، لافتا إلى أن الجانب الفرنسي يؤكد بهذا الدعم التمسك بتعهداته العمل نحو عالم بلا داعش.

وزاد أن "الفرنسيين ماضون في مساعيهم لترسيخ السلام والأمن الدولي والقضاء على الإرهاب".

من ناحيته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي مؤيد الجحيشي، إن الجيش العراقي سيستفيد من تعزيز فرنسا لمساهمتها في تدريب عناصره.

وأضاف أن "الجيش العراقي مؤسسة كبيرة تضم قوات قوامها أكثر من نصف مليون جندي"، لافتا إلى أن "هذا العدد الضخم [من الجنود] يتطلب بالمقابل عددا كبيرا من المدربين".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/19



كتابة تعليق لموضوع : فرنسا تساعد العراق في بناء جيل جديد من الجنود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net