صفحة الكاتب : رياض البياتي

المشروع الوطني العراقي أمل لم يتحقق
رياض البياتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فتحت ازمه ميناء مبارك جرحا قديما في الجسد العراقي جرحا حاولنا نحن العراقيين أن نوهـــــم أنفسنا بأنه غير موجــود
كانت هذه ألازمه مؤشرا كبيرا علي إن ساسه العراق الجديد لم يتفقوا علي إي شي وإذا كان من  حقهم إن يختلفوا علي مستوي الخدمات التي تقدم لناخبيهم  فأنهم لا يمتلكون اى حق يخولهم الاجتهاد علي سلامه  موارد الوطن انه خط احمر0000لا يسمح لأحد بالاجتهاد  فيه ولكن  هل يوجد مشروع وطني عراقي يصطف خلفه هؤلاء السادة  الجواب بالتأكيد هو لا00 كبيره  وهنا علينا نحن العراقيين أن نسال هذا السؤال لماذا لا نمتلك مشروع وطني  لماذا لم يتأسس رغم أن دوله العراق قد تأسست قبل    90 سنه أن هذا السؤال شغل بال العراقيين جميعا وخصوصا الشريحة القادمة من الطبقة الوسطى التي تمثل المرجل الذي أنتج كل منجزات العراق 0  بالتأكيد أن الكويت تبني ميناءها على الأرض التي اقتطعها برسي كوكس من  ولاية ألبصره كان يمكن لهذا الوضع إن يتغير لولا الحماقة الكبرى التي قام بها طاغية العراق والتي أدت إلي ضياع حق العراق في أعاده التفاوض علي الحدود بطريقه متمدنة إن الكويتيين وهم يقترحون إلغاء المرحلة الرابعة هم يعترفون ضمنا إن هذا الميناء يؤثر علي الفسحة القليلة التي يتنفس منها العراق الذي لا يملك إلا إطلاله ضيقه علي البحر والغريب إن الكويت وهي القادرة علي انتخاب مكان أخر يخدمها ويخدم العراق تصر علي إنشاءه في هذا المكان الذي يخنق العراق وهنا نحن لا نناقش ألازمه بين العراق والجارة الشقيقة الكويت  إننا نحاول إن نفهم تداعيات هذه ألازمه علي المكون العراقي ولكي نفهم مايجري نحتاج إن نعود لتاريخ العراق عسى إن نشخص الحالة التي وصلنا إليها  0 ولدت هذه ألدوله بعد الحرب العالمية الأولى بعد أن قام الشعب العراقي بثوره قادها مراجع الدين العظام في النجف والغريب إن هذه الثورة لم تطالب بأكثر من خروج المحتل وتأسيس مملكه يحكمها ملك من نسل الرسول0( ع )   فكان لهم ما أرادوا حيث توج احد أبناء الشريف الحسين ملكا علي العراق وكانت هذه ألدوله الوليدة والتي سمتها وثيقة التأسيس ميسوبتيميا وهو الاسم القديم للعراق والذي استبدل اسمها إلي العراق لاحقا الذي  هو بدوره مستل من اسم مملكه عراقيه قديمه هي مملكه أوروك 0 هذه ألدوله الجديدة ورثت تاريخا قديما حافلا بانجازات ضخمه حيث قدموا الحرف والقوانين والنظم الاداريه  ومجتمع مدني  وبدأت الرسالات ألكبري من هذه الأرض على يد النبي إبراهيم  ( ع  ) تعايشت كل الديانات علي هذه الأرض الزرادشتيه مع المانيه مع المسيحية واليهودية  كل هذا التاريخ بالتأكيد  كان حاضرا لدى لورنس ومس بيل المتواجدين في القاهرة مع الوفد العراقي الراغب بتأسيس دوله هي أعاده إنتاج لدوله  تشابه  دول صدر الإسلام  هذا ما حصل فكانت دوله كما أرادها الثوار واستجاب لذلك من حضر المؤتمر من العراقيين  ويبدوا إن مشروع  الثوار قد تحقق و مطالبهم قد نفذت  ونفذت والغريب إن ألشيعه الذي كان لهم فضل تأسيس المملكة انسحبوا من الساحة السياسية ونصحوا جمهورهم بعدم الانخراط حتي بالمدارس الحكومية لم يكن هذا خطأ استراتيجيا  استفاد منه ألسنه فقط بل كان  تأسيسا  لدوله مشوهه كانت نتائجها كارثيه علي الشعب العراقي بكل مكوناته  فقد كان جهاز ألدوله ممثلا لمكون واحد من مكونات الشعب العراقي وقد ارتضي الجمهور الشيعي إن يمارس دوره في التجارة وكانت الإقطاعيات  ذات المساحات المليونية متواجدة في الوسط والجنوب  يمتلكها عدد محدود من شيوخ العشائر بينما لا يمتلك الفلاحين مترا من الارض0 بعد سنوات قليله أدرك المجتمع الشيعي فداحة الخطأ الذي وقع وبدأ  الحديث عن تمييز طائفي وكان هذا ما حدث فعلا وان كان الأمر لم يخطط له في البداية فقد كان هذا واقعا علي الأرض بل إن تقاطع المصالح كان مستمرا بإبعاد ألشيعه عن مراكز التأثير في ألدوله الوليدة من منطلق عدم التخلي عن المكاسب التي اكتسبها المستفيدين من مواقعهم في ألدوله (هذا يفسر ألان لماذا يتدافع الجميع  في الحصول علي موقع في الحكومة وبالتالي إلغاء المعارضة التي هي أساس النظام البرلماني الديمقراطي الذي نص عليه الدستور العراقي )  لقد أصبحت ألدوله لدي قسما من المكون السني حقا لا يمكن مشاركه احد فيه   0 أدرك  المرحوم الملك فيصل الأول خطورة الوضع في ألدوله وادر ك إن العراقيين ورغم مرور عقد من الزمن علي قيام دولتهم لم يبدوا مشوار المشروع الوطني الذي يوحدهم  فكانت رسالته التي حذر بها العراقيين من هذا الأمر لقد كانت ألنزعه الفردية تسود أبناء المكون الواحد فشيوخ العشائر اللذين استولوا علي الأرض التي خصصت في الأصل إلي عشائرهم جعلوها إقطاعيات خاصة بهم وأصبح أبناء هذه العشائر  أشبه بعبيد الأرض رغم إن شيوخهم هم أقاربهم وأبناء عمومتهم الذين يستمدون منهم الجاه والقوه و رغم إن هؤلاء هم من أسسوا مملكه العراق فعلا فقد كانوا في  قعر المجتمع العراقي ينهشهم الجوع ويلفهم الجهل والمرض وكان شيوخهم أعمامهم كما يدعون غير معنيين إلا بمصالحهم ألضيقه جدا بل كان هناك  قانون  خاص يحكم العلاقات العشائرية وكان هذا القانون يمكن شيوخ العشائر من إحكام قبضتهم علي عشائرهم  ويقلل من شعور أبناء الريف عموما  إلي الحاجة إلي  ألدوله أو الانتماء أليها وهذا لا يؤسس لمشروع وطني 0 عاده تتبنى قيادات الدول الوليدة هذه المشاريع وتأسس  لها مستخدمه آليات وأدوات ألدوله وكان يفترض إن يكون الجيش والشرطة والتعليم هي القاعدة التي ينطلق منها المشروع ولكن هذه ألدوله تم تقاسمها منذ البداية وكان كل من حصل علي غنيمة لا يرغب بمشاركه الآخرين       فالجيش واغلبيه قياداته كانت من ألسنه والأكراد كان جنوده من الوسط والجنوب الهاربين من الجور الإقطاعي  ولم يكن التعليم أحسن حالا من الجيش فرغم إن وزراء المعارف كانوا علي الأغلب من ألشيعه فقد استخدم ساطع ألحصري مناهج التعليم  لأثاره   الطائفية  ورفعها إلي مستوي ألدوله  وكانت مجموعات المصالح المسيطرة علي قطاعات ألدوله غير مستعدة للتنازل عن ما وفرته ألدوله من امتيازات  لهم وبالتالي انحسرت فكره المواطنة المتساوية بين مكونات الشعب العراقي وقفت  كل العوائق إمام تشكيل مشروع وطني يجمع العراقيين في هذه ألدوله الوليدة  إن هذا  الحال كان حاضرا وبشده في ضمير الكثير من سياسي العهد الملكي  اللذين شاركوا في الثورة العربية مع الشريف الحسين وقد كان الكثير منهم ضباطا في الجيش العثماني ومن ألسنه كانوا يحلمون بمملكه العرب ألكبري التي يقودها ا لملك العربي الهاشمي تحطمت أحلامهم بشده عندما بدء الحلفاء بتقاسم الأراضي التي احتلوها من ألدوله العثمانية وكان الهلال الخصيب موزعا بين فرنسا والمملكة المتحدة حيث كانت سوريا و لبنان من حصة فرنسا وفلسطين وباقي الهلال من حصة المملكة المتحدة بل إن القائد الفرنسي قد نحا الأمير حسين الذي توج ملكا علي سوريا 0 كان معظم هؤلاء الضباط من العراق وتعود أصول معظمهم إلى الكرد أو العثمانيين وكانت لديهم خبره كبيره كقادة عسكريين بل كان قسما منهم قاده فرق في مؤسسه تسودها روح العنصرية للمكون التركي الذي يسكن  الاناضول0  كانوا وهم يقودون الدولة العراقية يدركون حتما هشاشة هذه ألدوله التي استطاع بكر صدقي وهو الكردي إن يستولي عليها بانقلاب عسكري  وكان موت المغفور له الملك فيصل وتتويج ولده الملك غازي ملكا قد عقد الموقف وخلط الأوراق بشده فقد كان الملك غازي لا يمتلك الخبرة السياسية لأداره البلد في ظل الأوضاع الدولية المعقدة التي سادت تلك المرحلة 0لم يقدر الموقف جيدا ومدي أهميه النفط العراقي للحلفاء وللألمان علي السواء وكانت سياساته المعادية للانكليز وبروز كتله من الضباط   تساندهم مجموعه  من السياسيين العروبيين المعجبين بألمانيا الهتلرية التي تضع العرب في أسفل قائمه التصنيف العنصرية زاد من تشرذم المشهد السياسي بين قاده العراق اللذين هم من مكون واحد أصلا ووتر العلاقة بين العراق كدوله والأب المؤسس للدولة وهي انكلترا والغريب إن المعارضة السياسية للنظام والتي كانت تعمل سريا كانت أكثر وعيا لمصلحه العراق وكان من الطبيعي إن تكون إلي جانب الحلفاء (إنا اعتقد إن هذا الموقف كان حاضرا لدي الاستراتيجيين الانكليز في التعامل مع المطالب العراقية المشروعة في موضوع أعاده الكويت للسيادة العراقية في العام  1960 إن سلوك القادة العراقيين في  هذه القضية لا يمكن تجاهله  استراتجيا وامنيا وكان الانكليز يدركون إن تسليم اكبر حقول النفط في العالم إلي سياسيين لا يمتلكون إي حس بالمصالح ألاستراتيجيه لبلدانهم ولا يدركون القيمة الاستراتيجية للطاقة  من الممكن إن يودي إلي كارثة 0اعتقد إن هذا التصور الاستراتجي كان حاضرا دائما في موقف الانكليز من هذا الموضوع ويبدوا إن الموقف الأمريكي قد تبنا نفس الموقف البريطاني ولنفس الأسباب  رغم إن اللاعبين ألان هم من المكون الشيعي الذي كان مغيبا تماما في تلك الإحداث والفاعل ألان في الساحة العراقية 000 إن الانحياز الكامل الأمريكي إلي جانب الكويت في موضوع الفصل السابع من قرارات الأمم المتحدة يمكن إيجاد المبرر  له فحجه ألمحافظه علي الأموال العراقية في حاله رفع البند السابع فيها الكثير من الموضوعية ولكن الصمت والغموض الذي غلف الموقف الأمريكي في موضوع ميناء مبارك يوضح إن الكويت أكثر ضمانه من العراق لأمن الولايات المتحدة حاليا وخصوصا إن الكثير من وسائل الإعلام الامريكيه بدأت بالحديث عن سياسيين عراقيين متناسين ما قدمته الولايات  المتحدة للعراق ) 0 00 حاولت برجوازيه المدن العراقية الشيعية بعد إن أدركت حجم الضرر الذي أصاب المجتمع  الشيعي عند ابتعاده عن السلطة  فدفعت أبنائها للحصول علي الشهادات التي تؤهلهم لخوض المعترك السياسي تمهيدا لأزاحه القيادات الإقطاعية التي كانت تدعي تمثيل الشيعة ولكنها لم تكن تمتلك إي من أدوات هذا التمثيل 0 كان المشهد الثقافي العراقي يتصدره
ألشيعه ضمن مشهد كبير يضمهم مع القوي الديمقراطية واليسارية وكانت القوي السياسية اليسارية المعارضة تعتمد في جماهيريتها علي أبناء الوسط والجنوب من ألشيعه اللذين لم ينطلقوا من معارضتهم للنظام من المنطلق الطائفي بل كانت مطالبتهم التي يشتركون فيها مع قوي تشترك في العملية السياسية  0 كان التكنوقراط الشيعي القادم من الجامعات  يتحرك بنشاط لأعاده التوازن للدولة العراقية  واستطاع خلال الخمسينات وبدعم أمريكي من تسجيل حضور قوي في  المشهد السياسي العراقي واستطاع  صالح جبر  وعبد الوهاب مرجان من الوصول إلي منصب رئاسة الوزراء وقد كان الحضور المميز لوزيرالخارجيه  العراقي في مؤتمر باندونغ مؤشرا علي حيوية وحضور هذا الجيل الجديد الذي يؤمن بديمقراطيه علي النموذج الأمريكي إن صح التعبير إن الخطوط الممتدة بين هؤلاء وقوي الوسط العراقي المعارضة مثل الحزب الوطني الديمقراطي كان يمكن إن يؤسس لمشروع وطني عراقي حقيقي بدلا  من مشروع ألدوله الذي يسود العراق ولو أتيح الوقت الكافي لشاهدنا  عراق جديد ولتجنبنا حمام الدم الذي ساد العراق00000في هذا المفصل الزمني الحرج حدث  انقلاب ا لرابع عشر من تموز العام 1958   وكان على العراقيين إن يباشروا مشوار جديد لتأسيس مشـــروع وطنـــــــي جديــــــد 0 كــــــان 14  تمــــــوز هــــــــو اليــــــــــوم.                                                                                                          الذي انفجر بة بركان هز المجتمع العراقي بشده مطيحا بمملكه العراق باليات دمويه لا مبرر لها وكأنها بداية لجحيم دموي اكتسح العراق علي شكل موجات مستمرة لحد ألان 0 فجر هذا البركان الجيش العراقي  الذي كان يفترض بقادته إن يكونوا حماه لقياده ألدوله وهذا ما كان يحدث سابقا من تدخلات قام بها الجيش في العمليات السياسية ولكن إن ينسف الجيش كل المنظومة السياسية ويؤسس لجمهوريه فقد كان حاله جديدة  0  كان قاده الجيش  من إنتاج  المؤسسة العسكرية الانكليزية ممارسا للثقافة الغربية وفرت
لهم المؤسسة  العسكرية موقعا اجتماعيا وسعه بالعيش 0 كان الجيش جامعا للمتناقضات ضباط من ألسنه  علي الأغلب و من سكان المدن الرئيسية مثل بغداد والموصل وكركوك ومراتب من أصول  ريفيه من جنوب ووسط العراق في معظمهم من أصول ريفيه مع قله من الأكراد وكان الجيش يفرض ضبطا شديدا علي منتسبيه هذا الجيش مما سهل من عمليه إسقاط النظام الملكي و كان الجنود يعتقدون إن النظام كان منحازا للنظام الإقطاعي وكذا الحال مع سكان مدن الصرايف التي كانت تطوق المدن الرئيسية وخصوصا بغداد و التي منحت جماهيرها مشروعيه للانقلاب وقوه دافعه للتحول إلي مشروع ثوره وهذا ما حصل منذ اليوم الأول لتسلم السلطة  0  باشرت الثورة ومنذ الشهر الأول باجرائات حاسمه في الداخل فقد كان قانون الإصلاح الزراعي ضربه  شديدة للقوى التي تشكل قاعدة النظام  الملكي الاساسيه ولا اعتقد إن الغاية كانت منظومة الإنتاج الزراعية التي هي متخلفة أصلا والتي زادها قانون الإصلاح أرباكأ إن العسكر يدركون مكامن الخطر لذا توجهوا لهذا الخطر وأزالوه بسرعة وكان هذا هو احد المطالب الرئيسية للمعارضة اليسارية التي نزلت إلي الشارع تؤيد  الانقلاب وتنفيذا   لمطا لب جماهير سكان المدن ذات الأصول ألفلاحيه 0  قدمت هذه الاجراءات  لقياده الثورة زخما كبيرا  للمضي باجرائات أكثر مثل القانون رقم    80  الخاص بالنفط وتأسيس منظمه الأوبك وأقامه علاقات مع الاتحاد السوفيتي واعظاء حلف وارشوا والخروج من حلف بغداد ومنظومة الإسترليني وفي الداخل   باشرت الثورة بمشاريع إسكان للشرائح الفقيرة من المجتمع شملت   كل مراكز الالويه العراقية   ووزعت الأراضي علي الفلاحين وباشرت  بربط المدن العراقية بالطرق المعبدة كان قاده الثورة وهم من أبناء النظام السابق يدركون جيدا الجهد الذي بذلته هيئه الأعمار العراقية ورؤيتها للنهوض بالعراق  هذه الهيئة  التي يقودها زميل لهم كانت قد باشرت بمشاريع كبيره للنهوض بالعراق وقد نفذوا هم هذه  الخطط وزادوا عليها بما فرضه الواقع الجديد للتغيير إن  الاجراءات التي اتخذت في أوج الصراع بين حلف الناتو والاتحاد السوفيتي قدمت للثورة دعما جماهيريا ولكنها  وضعت العراق في الجبهة المعادية للولايات المتحدة وأدخلت العراق في خضم الحرب ألبا رده الدائرة في العالم ولكن الدعم الجماهيري كان يعطي قاده الثورة زخما  للذهاب إلي ابعد من ذلك اندفع قاده الثورة وبسرعة لحقل ألغام لم يكونوا مستعدين له وبتجاهل غريب للإخطار  ألتي تحيط بهم  منذ الأسبوع الأول بدا واضحا إن الضباط الأحرار كانوا متفقين علي إسقاط النظام الملكي وعلي القيام  بجمله إصلاحات داخليه ولكن لم تكن لهم روئيا واضحة عن الموقف الدولي والعربي المعقد  (00ويروى  هيكل إن عبد الناصر الذي  التقى خروتشيف  بعد يوم من قيام الثورة   طلب من عبد الناصر إن يخبر قاده الثورة إن يتجنبوا استفزاز الولايات وخصوصا في موضوع النفط هذا ما ورد عن هيكل في كتابه سنوات الغليان ) 00واذا افترضنا صحة الرواية  فان عبد الناصر التقى بوفد من الثوار بعد عودته إلي دمشق مباشره من لقاء خروتشيف فهل جري إيصال هذه الرسالة المهمة التي لا يمكن تجاهلها  لقادة العراق الجدد وخصوصا إن القوات الامريكيه قد باشرت فعلا بالنزول في لبنان إن الاجراءات التي اتخذت لاحقا كانت مستفزة للغرب وخصوصا نحن نتحدث عن مواقف في أوج الحرب الباردة  والاحتمال الأكبر إن هذه النصيحة لم تصل إلي العراقيين او إن  رئيس الوفد العراقي لم يدرك أهميتها وهو المعروف بالبساطة والتسرع والذي  ذهب إلي دمشق حالما ب أقامه وحده بين العراق والجمهورية المتحدة  مثيرا إشكاليه لم يتفق عليها العراقيين أصلا بل لم تكن وارده في الأجندة السياسية العراقية كانت هذه هي ألبذره الأولي للخلاف بين قاده الثورة  إن الرجل كان يرغب في أقامه وحده كان مشروعها يتعثر وبذره الانفصال التي يقودها حزب البعث السوري قد نمت  0  لو عدنا لدراسة خلفيه قاده الثورة لوجدنا اغلبهم من ألسنه العرب الدارسين والعاملين في موئسسه تسودها الثقافة الغربية اللبرالية العلمانية ومن أبناء المدن وكان الوحيد بينهم المتأثر بمفاهيم الإخوان المسلمين والمعجب بعد الناصر هو من ترأس الوفد الذي التقى عبد الناصر وفي نفس الوقت كانت الجبهة الوطنية التي تقود المعارضة قبل  الثورة وأحد مكوناتها حزب البعث  قد ساندت الثورة وحصل أمين سر القطر في حزب البعث  علي منصب وزاري  كان قاده الحزب  ينتمون إلي وسط وجنوب العراق وهم شباب من ألشيعه  وبتسارع غريب للإحداث تفككت هذه الجبهة وأصبحت جزا من الصراع بين قاده الثورة  وتشكلت جبهة عجيبة للوقوف ضد مشروع الثورة  فقد اصطفت القوى التقليدية العشائرية بشقيها السني والشيعي وهي المتضررة من الثورة بسبب الإصلاح الزراعي وإلغاء قانون العشائر مع حزب البعث القومي العلماني كما يدعي الذي كانت مواقفه من الوحدة وعبد الناصر متوترة والحامل لشعارات الوحدة التي كان  جناحه السوري يعمل على التخلص منها في سوريا والغريب إن المرجعية الشيعية التي دخلت الصراع من منطلق شرعي ضد الحليف الرئيسي لثوره تموز كانت تساند جبهة كل شعاراتها معاديه للشيعة مستحضره إطرافها كل أدواتها لبدء نزاع طائفي وكانت شعاراتها المعادية تشمل ألشيعه والشعوبية والشر اكوه  وهم الجماهير النازحة من الجنوب إلي بغداد وهم جماهير شيعيه تتبع  مرجعيات  ألشيعه تقليديا  ومع  ذلك تحالفت القيادة الشيعية ضد جماهيرها مصطفة مع منافسيها التقليدين هذا الاصطفاف المدعوم عربيا من عبد الناصر وهو زعيم القوى القومية ومحركها و حليف الاتحاد السوفيتي وانضمت إلي التحالف القوى التقليدية  بقياده السعودية وإيران التي بدأت بافتعال الأزمات على الحدود المشتركة   بين البلدين كان اصطفافا  غريبا  جمع متنافسين لم يسبق لهم إن اتفقوا على شيء   والغريب إن الثورة الوليدة لم يكن لها إي موقف متقاطع مع مصر و من المفترض إن تكون الثورتان في نفس الخندق لا إن تتحولان إلا خندقين يطلقان النار على بعضهما بمباركه ألادارة الامريكيه وحلف الأطلسي وقد كان للسياسات الدولية المتسرعة التي انتهجتها الثورة والانفراد بادراه البلاد وتأخير بناء الموسوسات السياسية الديمقراطيه0 أدت كل هذه العوامل للآطاحة بالثورة وبمشروعها الوطني الذي اكتمل  في نفس الوقت الذي بدء إطلاق النار عليها من الانقلابين الجدد الذين ادخلوا البلاد في أكثر الحمامات دمويه في تاريخ العراق القديم والحديث هذا ما حصل يوم 8  شباط     1963 0   استولى الانقلابين الجدد على العراق بقياده حزب البعث الحامل لشعارات الوحدة والمتآمر عليها في نفس الوقت هذا الحزب الذي شرذم العراق واضطهد حتى حلفائه اللذين ساهموا معه في الانقلاب وقد حاول  الاستحواذ على السلطة لوحدة مبعدا حلفائه الذين أدركوا حجم الجريمة التي  شاركوا فيها 0إن ثقافة العنف كانت موجودة في العراق ولكن العبثيين ذهبوا بها إلي حدودها القصوى التي شملت كل العراقيين ملغين المشروع الوطني لصالح مشروع دوله حزب البعث  إن  ضعف قدرتهم على الصمود بوجه حلفاء الأمس اللذين أحسوا بخطر الاستحواذ ألبعثي وانكشاف دورهم  في الانفصال سرع ذلك في إسقاطهم   واستيلاء عناصر محسوبة على القوى القومية الناصرية على السلطة في العراق لقد كانت انجازات العبثيين حمام دم واعتراف مقابل ثمن بالكويت بدون إجراءات ترسيم  للحدود أسست لما حدث في العام  1990 عندما غزا صدام الكويت  وتدمير المشروع الوطني العراقي وتباعد مواقف القوى المكونة للعراق إن حجم الاضطهاد الذي وقع على العراقيين كان عامل طارد للمواقف أكثر منه جامعا لها 000( من هذا المنطلق علينا إن نفهم موقف الأكراد الحالي المشكك بتصرفات حلفائهم العرب  اللذين يشتركون معهم بالحكم لقد أصبح  ابسط تصرف من مسئول عربي تجاه الكرد مدعاة للشك) غادر العبثيين المشهد السياسي بدون إضرار كبيره إصابتهم  0إن نظام الحكم الجديد لم يلاحظ عليه الاندفاع العنيف كمنهج للتعامل مع القوى السياسية بل كانت هناك فسحه سمحت للقوى السياسية إن تلتقط أنفاسها وكان لدى الحكومة توجه لأعاده الوجه المدني للحكومة وتأسيس تشكيل سياسي على شاكلة الاتحاد الاشتراكي العربي مما سمح للشيخ الشبيبي إن يطرح ما أصاب ألشيعه من ظلم في رسالة شهيرة نشرت في الاعلام  كما صدرت خلال هذه الفترة قوانين مهمة في القطاع النفطي أكملت القانون رقم 80  وطوال السنوات من العام   1963 والى العام    1968كان المشروع الوطني العراقي مغيبا بالكامل وكانت جراح العراقيين لم تلتئم بعد  0 مره أخرى يعود العبثيين إلي الحكم نتيجة لانقلاب مشبوه قام بة ضباط يشاع إن دوله مجاوره شجعتهم  عليه وكان هؤلاء الضباط مغمورين يحتاجون لوجه معروف ليتصدر المشهد فكان خيارهم الذي جلب الكارثة عليهم وعلى العراق هو احمد حسن البكر وهو رئيس وزراء حزب البعث في انقلاب 8 شباط مره أخرى يعود العبثيين للحكم بضربه حظ لا تحدث إلا في الأحلام  إن العبثيين الذين لا يؤمنون بالمشروع الوطني أصلا ويعتبرونه مشروعا قطريا مضادا لمشروعهم القومي  وان حاملي  هذا المشروع الوطني هم بالضرورة أعداء للبعث وبالتالي لدوله البعث   وكان هذا المفهوم يشمل تقريبا كل المكون العراقي ف الكرد اللذين يطالبون بحقوقهم الثقافية كانوا يصنفون كأعداء للحزب والثورة والعربي الشيعي المتخلف عن. الالتحاق بصفوف الحزب هو عدوا للحزب والثورة والسني غير ألبعثي هو ناصري أو من الإخوان المسلمين وبالتالي كان العيش في العراق والدراسة والعمل يجب إن يمر من بوابه البعث وكان على الجميع إن يلبس الثياب العسكرية وان يطلق مدراء المدارس الاطلاقات النارية عندما يرفع العلم العراقي يوم الخميس إمام أطفال مرعوبين في البداية تحولوا لاحقا لتصور البندقية أداة طبيعيه للتعامل مما زاد من العنف والتوتر بين مكونات الشعب العراقي وأصبح اللجوء للسلاح لحل الخلافات الشخصية مقبولا وحلا سهلا مرحبا بة من  العشيرة و دوله البعث  0كان البعث يمارس سياسة عنيفة في الداخل ضد الجميع   وفي نفس الوقت كان البعثيين يطورون علاقات متطورة مع الاتحاد السوفييتي وابرموا معاهده متطورة تلزم الاتحاد السوفييتي بالدفاع عن العراق عند تعرضه  لأي اعتداء خارجي كما وان العراق ملزم بالتشاور مع الاتحاد السوفيتي في الأمور الحساسة قبل المباشرة بتنفيذها0تمكن العراق من الحصول على معاهده مريحة مع إيران ساعدته على فرض سلطته على شمال العراق بوساطة جزائريه غير بعيده عن الاتحاد السوفيتي وكانت فتره الهدوء التي استمرت من العام 1975    والى العام  0 000198 وفرت لهم ألفرصه للتعامل مع خطر جديد برز في إحداث العام     1977 في  مواجهات خان النص إثناء الزيارة الشعبانيه كان هذا التحرك من جماهير ألشيعه لمواجه إجراءات السلطة  التي منعتهم  من ممارسه حقهم  في الممارسات الدين0وكانه ناقوس دق لخطر جديد 0 كانت إيران في تلك الفترة صديقه للعراق وكانت الدولتين تتبادلان الزيارات بين كليه الأركان العراقية والايرانيه وزيارات من هذا النوع مؤشر على عمق العلاقة مع إيران وبداية لرفع الوصاية المزعومة من إيران على ألشيعه العراقيين وبالتالي الاستفراد بهم أو إدخالهم ضمن منظومة التحالف التي شكلت بعد معاهده ألصداقه العراقية السوفيتية وكما حدث مع الحزب الشيوعي في العام      1973 وكذلك ما حدث من اتفاق مع الكرد في ما سمي باتفاق آذار لم يبق إلا ألشيعه وكان عليهم إن يصبحوا جزءا من ديكور سياسي موالي للبعث  المشكلة مع ألشيعه هو عدم وجود تشكيل سياسي يمثل كل ألشيعه وان التمثيل الواسع للشيعة كان بيد المرجعية التي ترفض الانخراط بالعمل السياسي مكتفيه بواجب الإرشاد الفقهي للجمهور الشيعي وبالتالي فان غياب مثل هذا التمثيل سوف لن يكمل ألصوره التي ترغب القيادة البعثية في الحصول عليها ولهذا كان هذا الموقف حاضرا بعد سقوط النظام الإمبراطوري السابق وكان لابد للنظام من إظهار سطوته وإرهاب المرجعية الدينية فكان إعدام الشهيد الخالد إيه الله محمد باقر الصدر بتهمه التخابر مع إيران لإسقاط نظام الحكم بل تمادى النظام واعدم أخت السيد الشهيد وهو إجراء متطرف جدا في المجتمع الغراقي00ازدادت حده الصراع بين جمهور ألشيعه والنظام بعد سقوط نظام الشاه وتأسيس الجمهورية الاسلاميه وادي سلوك قاده الثورة الجدد المعادي للحكام في العراق اللذين سبق لهم إن ابعدوا قائد الثورة الأيرانية و حددوا من نشاطه في العراق تنفيذا لاتفاق الجزائر 0 إن القيادة في العراق والتي تحولت في تلك الفترة وحولت حزب البعث معها إلي قياده طائفيه تقود حزبا طائفيا اغلب منتسبيه من الشيعة00  كانت دوائر القرار في هذا الحزب تعتقد  إن دعوة الخميني  للآقامة في العراق  أصلا والتي قام بها مدير الأمن السابق بحجه الضغط على إيران كانت دوافعها  طائفيه شيعيه للمحافظة على سلامه السيد الخميني المطارد من قبل النظام الإيراني وكان أمن مكان له هو العراق الذي يشرف على جهازه الأمني شيعي من الجنوب لقد كانت  هذه احدي مسببات إحداث العام         1973  كانت اتهامات مدير الأمن العام صريحة ومباشره لرئيس الجمهورية  وأعضاء نافذين في القيادة بالطائفية في البيان الذي أصدره إثناء الإحداث وكذلك اتهامات قيادة الحزب للمتأمرين بأنهم طائفيين 0 إن سلوك القادة الجدد تجاه العراق  ودعوات التحريض زادت من القمع الموجه للشعب العراقي ذو الاغلبية الشيعية وكان على النظام إن يخوض معركة مع نظام كانت لديه مشاكل مع العالم كله تقريبا لوضع الشيعة في خندقين متقاتلين وفعلا وفرت له الحرب العراقية والايرانيه أهم هدفين وهما أنهاك المكون الرئيسي وهم ألشيعه وكذلك تصفيه القضية الكردية وأعاده ترتيبها على قاعدة جديدة بمحاولة تحويل الأكراد إلي بعثيين وكان الخطر الرئيسي ما زال في الجيش فهذه المؤسسة  التي حولت إلي مؤسسة مغلقه لحزب البعث كانت تقليديا احد الأركان المهمة للمشروع الوطني بل هي العمود المحوري للمشروع وكانت تقاليد هذه المؤسسة العريقة وفيلق الضباط الأقدمين الذين اجبروا على الانتماء لحزب البعث يشعرون بغصة شديدة وهم يتعاملون مع رئيسا للجمهورية هاربا من خدمة العلم كانت هذا الشعور موجودا لدى كل القادة في الجيش العراقي وكان هذا احد الأسباب الرئيسية للذهاب لحرب هي امتحان للمؤسسة العسكرية وإشغال لها وتصفية اكبر عدد من قادتها وتامين مناسب للنظام تحت غطاء وطني هذا ما وفرته الحرب مع إيران و لصدام حسين شخصيا وكان عناد القيادة الآيرانية  والاستمرار بالقتال رغم ما بدا واضحا من إن الأدوات الإيرانية كانت غير كافية لإسقاط النظام وان المراهنة على ألشيعه والأكراد غير واقعيه وان الموقف الدولي الرافض لأي تغيير جغرافي في المنطقة وكما ورد في تصريح بريجنسكي في برنامج منتصف الليل من اذاعة صوت امريكا يجعل هذه الحرب حربا عبثية لا هدف لها سوى القتال 0لقد  استمر العناد الإيراني   لمدة ثماني سنوات  دمر مقاومه الشعب العراقي العربي والكردي  بل إن الكثير من الكرد  قد بدئوا  يفكرون إن حل مشكلتهم هي في الاستقلال عن العراق و(هذه الخلفية تجدها واضحة  ألان في سلوك الجمهور الكردي وتعامله مع الحكومة المركزية وفهمه للفدرالية )إن استمرارا لحرب  جعل الشعب غير قادر على حمل المشروع الوطني بل ازداد التباعد بين مكونات الشعب وبروز الروح العشائرية التي اعاد انتاجها حزب البعث ووضفها كحليف مهم له واداة فاعله ضد المعارضة العراقية كان هذا واضحا ونحن نشاهد شيوخ العشائر الأكراد وهم يقاتلون مع صدام أبناء جلدتهم  0وفي الجنوب  كانت التجمعات العشائرية تتغنى بحب القائد 0ان استيلاء أبناء العشائر على مواقع السلطة ريف السلطة والمدينة هذا ما كان يريده حزب البعث لتأسيس مشروع دوله البعث  0انتهت الحرب وعاد كلا الطرفين إلي مواقعهم التي انطلقوا منها وكان النظام الذي بدد احتياطيات  العراق النقدية مثقلا بالديون لأشقاء عرب لما طالما هاجمهم قبل الحرب ناعتا إياهم بأقسى العبارات وادر ك إن المبالغ التي استلمها من العرب ما كانت إلا ديون تستحق الدفع وان العرب سوف يطالبون بها إما على شكل اموال تعاد مع الفوائد اواعاده ترسيم حدود من مشروع لم يكتمل حيث سدد العبثيين القسط الأول وهو الاعتراف بالكويت كدولة ولكنهم لم يرسموا الحدود وكما تريده الكويت وألان تغير الموقف وما عادت الكويت تقبل بحدود العام      1963وكان على العراق إن يدفع فوائد الديون مزيدا من الاراضى العراقية التي جرى التجاوز عليها أصلا إثناء الحرب مع إيران  كانت هذا المواقف والضائقة ألاقتصاديه التي يمر بها النظام هي التي دفعت نظام البعث لافتعال نزاع مع الكويت لم تتوفر الأدوات الفنية اللازمة لإدارته مثل ما حدث في الحرب مع إيران لقد كان منظري  ومنفذي هنا الصراع مجموعة من الجهلة من أمثال حسين كامل وعلي حسن المجيد الذين قادوا حمله للتخلص من كل العناصر الكفوئة في القوات المسلحة العراقية خلال فتره التقاط الأنفاس بين وقف إطلاق النار مع إيران وعمليه غزو الكويت وسلموا القيادات الرئيسة في هذه القوات إلي أقاربهم الأقربين وهذا محادث في القوة الجوية وطيران الجيش والحرس الجمهوري0    اشترك صدام في هذه العملية متجاهلا كل الدراسات والسيناريوهات ألموضوعه لهذا النزاع وأسلوب إدارته وكانت النتيجة حتمية  ومنطقيه لمثل هذه الآدارة  0كان هذا فشلا ذريعا لمنظومة التضامن العربي لقد استعان العرب بالغرب لإخراج صدام من الكويت وكانت هذه ظاهرة جديدة في التعاملات العربية ومقدمة أسست لتقبل جماهير العرب لفكره الاستعانة بالآخرين للتخلص من  حكامهم إن هذا الأمر( كان ناضجا ومقبولا بل مطلبا للمتظاهرين في الربيع العربي )0 وإثناء انسحاب القطعات العراقية حدث تململ شديد على النظام بدئه جنود الجيش المنهكين  والمحبطين الذين شاهدوا أشلاء زملائهم تختلط برمال الصحراء الكويتية أطلقت دبابة قذيفتها لتدمر نصبا للقائد الرمز ولتفجر بركان تصور الكثير انه خمد إلي الأبد عم هذا البركان العراق كله تقريبا حتى محافظة القائد الذي ترك جنده فريسة للطائرات الامريكيه اشترك قسما منها في هذا التحرك وبدا واضحا إن العراقيين عربا وكردا يتطلعون وبشده لإسقاط النظام ومره أخرى تنهض العنقاء العراقية من الرماد حاملة مشروعا وطنيا صغيرا متفق عليه وهو إسقاط النظام  0ان من حاول وضع هذا المشروع على الأرض هم في الواقع الشباب الذين حاول البعث إن يلغي مشاعرهم الوطنية لصالح مشروعه الخاص ومره أخرى يستحضر النظام أدواته الطائفية التي لم  تخدع العرب فقط بل المجتمع الدولي من الخطر الإيراني التي ساهم إعلامها  بتأكيد ادعاءات النظام 0 أوضحت المقابر الجماعية حجم الكارثة التي أصابت الكرد والعرب على السواء ودفعت الآلاف ممن استطاع الوصول إلي الحدود إن اللجوء إلي الدول المجاورة  ورغم العنف المستخدم والطائفية وإعادة الروح العشائرية واستيلاء أبناء الريف الحاملين لقيم البداوة التي كان النظام يعيد إنتاجها واستيلائهم على مرافق ألدوله فقد كان واضحا إن دائرة الرفض الصامتة في الوسط والجنوب والتي كانت  تتمظهر أحيانا   في  ظهور قوى مثل التيار الذي أسسه الصدر الثاني( قدس سره ) كانت حاضرة وكانت هذه الدائرة  تتسع رغم ما أحدثه الحصار بالطبقة الوسطى حامله المشروع الوطني فقد كان حجم الرفض كبيرا ومدركا للعالم الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وكان معظم المواطنين في الوسط والجنوب مستعدا لتقبل فكرة التغيير بواسطة المجتمع الدولي وكان الحظر الجوي في شمال العراق قد وفر فرصه للأحزاب الكردية لتأسيس منطقه خاصة بهم ورغم إن العراقيين قد قبلوا التبريرات الكردية على مضض عندما تفاوضوا مع بغداد فقد كان من العسير عليهم تقبل فكره الصراع الكردي الكردي والاستعانة بقوات الحكومة وحجم التعاون مع النظام لخرق الحصار لقد بدا واضحا إن المشروع الكردي لم يعد مشروعا مشتركا مع باقي العراقيين بل أصبح لهم مشروع خاص ومع الأسف اتضح إن هذا المشروع يتقاطع كثيرا مع المشروع الوطني 0لما تبقى من العراق إن ما حادث في نيسان من العام2003 كان حدثا غير مسبوق في العالم  فقد أستطاعت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إسقاط نظام الحكم وكان هذا الأمر مرحبا بة من اغلب العراقيين وأصبح الجلادين اللذين ساموا العراقيين مر العذاب مجرمين مطلوب إلقاء القبض عليهم  0ترك سقوط النظام منطقة فراغ ضيقة جدا فقد كانت القمة محجوزة لشخص واحد يتربع عليها وكان الجميع يحتل مواقعه بشكل عمودي في هذه الاسطوانة  إثناء حكم البعث  0إن الفترة الطويلة التي قضاها النظام في الحكم والسياسة العنيفة التي مارسها النظام لم تسمح بقيام معارضة وقد كانت المعارضة العاملة في الخارج مقطوعة الجذور مع الداخل تقريبا وقد اندفعت في محاولة لاحتلال هذه الفسحة المتاحة وبدلا من إن تعمل هذه القوى على توسيع هذه الفسحة فقد باشرت بعملية استبعاد الآخرين للاستحواذ على هذه الفسحة وقد كانت الآليات التي استخدمها النظام السابق حاضره في هذا الصراع وكانت غايتها إبعاد إي شخص وقوة تمثل الداخل كان ذلك واضحا في المؤتمر الذي عقد للمعارضة في بغداد يوم 28 نيسان بعد سقوط النظام وكانت المعارضة الشيعية القادمة من الخارج هي الأكثر معارضه لهذا المؤتمر بسبب الحضور المناسب لأهل الداخل لقد كنت حاضرا للمؤتمر وشاهدا علي ذلك واعتقد إن ما وجه لهذا المؤتمر من اتهامات كانت تصب في مشروع إبعاد أهل الداخل و حصر تمثيلهم بالقوى القادمة من الخارج التي جرى التفاهم معها وفي  ما بينها في الخارج وضمن هذه الرؤيا تم إبعاد التيار الصدري 0رغم كونه تيارا شيعيا كان هذا الموقف حاضرا عند اختيار أعضاء مجلس الحكم حيث توزعت المقاعد على أشخاص لا يمثلون إلا أحزابهم وفق سياق طائفي غريب طيف حتى الطائفة الواحدة وكما حدت مع ألشيعه بينما ترك تيار واسع من أبناء العراق كان متصادما مع السلطة التي اغتالت رمز وقائد هذا التيار وكان ألسنه اللذين لم يشاركوا في العملية السياسية قد أدركوا مبكرا إن بقائهم خارج العملية بقدر ما هو مضرا لهم كان مرحبا به من الآخرين وان قرارات حل الجيش واللآجهزه الآمنية أدت لخسارة كبيره لهم   0 إن خيار عدم المشاركة هو خيار سلبي لافا ئده منه فكانت العودة للمشاركة مع باقي المكون  وكان قانون الاجتثاث ألذ ي أصدره بريمر يصب في سياق استبعاد  مواطني الداخل فالجميع يعرف إن حزب البعث كان يجبر الجميع إن ينتموا إليه  0  وكان خيار البقاء خارج الحزب  محفوفا بالمخاطر ولكن هذا الأمر لم يكن في حسبان مشرعي القانون بل إن آليات القانون وفرت للأحزاب القادمة من خارج العراق فرصه انتخاب من تراه قادرا على خدمة مصالحها  من البعثيين واعفائهم من العقوبات وبذلك شرعنة هذه القوى عمليه إبعاد الآخرين واختيار من تريده منهم  0000ان من حق الجميع إن يتخذوا الإجراء المناسب لحمايتهم من الدكتاتورية إن دوله العراق التي ناضل وقاد عمليه تأسيسها مراجع الدين  العظام وناضل من اجل تأسيسها الفلاحين البسطاء وقادها ملوك وطنيين ورجالات مثل نوري السعيد والهاشمي والعسكري وصالح جبر ومرجان والجادرجى و قدم فهد ورفاقه ضمن تصورهم للعراق أرواحهم فداء لها إن من حق عبد الكريم ورفاقه والرؤساء عبد السلام وعبد الرحمن ومبدعين مثل الجواهري والبياني وجواد سليم من حق هؤلاء إن يسألوا ويسائلوا حزب البعث الذي أوصل العراق ليصبح دولة محتلة  ويطالبوا بدستور يمنع عودة الديكتاتورية  وقوانين تحاسب من استباح الدم  العراقي  0000 إن قانون الاجتثاث لم يستلهم هذا المعنى بل كان قانونا سياسيا بامتياز عمق ألهوه بين أبناء العراق وفتح الباب لصراعات جديدة 0 كان يفترض بهذا القانون إن يستلهم روح المسامحة وتضييق العقوبات إلي الحد الأدنى وعلى من ارتكب جرائم بحق العراقيين  حصرا لقد عاقب هذا القانون حتى الأطفال إن الأب الذي يحرم من راتبه التقاعدي الذي هو حق لكل من خدم الدولة و يصبح عاجزا عن أعاله عائلته أنما تعاقب عائلته في الواقع  وخصوصا إن العراقيين كانوا قد تخلصوا من   اقسا حصار فرض على اى من شعوب الأرض 0000 كان الدستور قد بدأت كتابته فعلا وكان في مراحله الاخيره عندما شارك المكون السني في كتابته لقد ثبت هذا الدستور مطالب الكرد في دوله فدراليه ولكنه لم يحدد حدود هذه الفدرالية بل استحدث مصطلحا غريبا هو المناطق المتنازع عليها وبذلك ترك الشهية الكردية مفتوحة 0 إن الدستور اضعف قوه المركز وجعل أراده الأقاليم الأعلى عند حدوث اى نزاع مع المركز0 إن العقلية المسيطرة علي الأحزاب الشيعية والمرعوبة من الماضي  وبسبب تحالفها مع الكرد   اللذين أصبحت لهم استراتيجيه وهدف استراتيجي منفرد و إن الوصول إلية  في هذه المرحلة يمر عبر  حكومة مركز  ضعيفة  0إن  قبول ألشيعه كان غريبا وغير مفهوم لحد ألان وكان خطأ استراتيجيا فاضحا وعليهم إن يعملوا على تلافيه وخصوصا إن تعديله يلاقى تأييدا من اغلب المكونات العراقية  0
إن مسحا سريعا للعراق يثبت  إن ألشيعه هم  الاكثريه   وبالتالي فان رئاسة الوزارة ستكون من حصتهم دائما  حتى في منظومات الحكم المدنية الراسخة فقد استغرق الأمر الولايات المتحدة أكثر من مائة وخمسين عاما ليصل رئيس كاثوليكي للسلطة وهو الرئيس كندي أذا   ما هي المصلحة الشيعية في أضعاف  هذا المركز  كما انه الأمر الوحيد في وقتها كان ألشيعه والسنة يتفقون عليه 0كانت  القاعدة المعتمدة لتمثيل المواطنين واسعة جدا وانتجت عددا كبيرا من النواب اللذين يثقلون الميزانية العامة للدولة ويعقدون من عملية سن القوانين لصعوبة جمع هذا العدد أضافه لكونه أقطاع سياسي كبير 0 أنتج الدستور نظام انتخابي قد يكون الفريد من نوعه في العالم فان هذا القانون ينقل الأصوات ويصادرها لمصلحه الأحزاب الكبيرة ويصبح رئيس ألقائمه أو ألكتله المورد للمقاعد النيابية إن مسحا بسيطا لقائمه دوله القانون تظهر إن هناك اثنين فقط اجتازوا القاسم الانتخابي من أصل 26 نائبا في بغداد وصلوا إلى البرلمان إما باقي الفائزين فقد احتلوا مقاعد جاءت من ناخبي السيد المالكي وهذا الأمر يتكرر في قائمه السيد علاوي بل إن القانون يخول رئيس إلقائمة إن يمنح مقعدا نيابيا الى اى شخص أدرج في القوائم الانتخابية بغض النظر عن الأصوات التي حصل عليها 0 إن الدستور والتفاهمات التي نتجت عنها أسست لحكومات احتلت بها الأحزاب جميعا مقاعد لتدخل الحكومة العراقية موسوعة كينس للآرقام القياسية كونها أكثر الحكومات عددا 0 إن هذه الحكومة والتفاهمات التي أنتجتها كانت عامل تعطيل للمعارضة البرلمانية وبدونها لا يمكن إن نتحدث عن ديمقراطيه والأصح إن نتحدث عن      الديكتاتورية البرلمانية  إن أعضاء مجلس البرلمان وهم يمارسون سلطتهم للحصول على مقاعد للحج توزع على المقربين  الذين سبق لهم إن ا دوى مناسك الحج لعده مرات مقابل مصالح أنية لا علاقة لها بمصالح الشعب     يعودون مره أخرى للهجوم على هيئه الحج لتقاسم   الحصة الجديدة التي قدمتها السعودية لمواطني العراق أن هؤلاء النواب تم اختيارهم سلفا بهذه المواصفات وهذا يفسر سهولة السيطرة عليهم وهذا يفسر الحكومة المعطلة التي لم تنتج شيئا لحد ألان وكان ظهورهم على أجهزه التلفاز قد اظهر قله الخبرة والتأهيل لدى قسما منهم إن هؤلاء العاجزين عن خدمه أبناء شعبهم من خلال مواقعهم الوظيفية هم بالتأكيد غير قادرين على ألمساهمه بإنتاج مشروع وطني عراقي بدون المشروع الكردي الذي يحث الخطى باتجاه الاستقلال وتأسيس دوله كردستان إن ازمه العلم في خانقين لم تأخذ هذا المدى وهذا الاهتمام إن لم تكن مقدمه لجس نبض الحكومة ومدى الدعم التي تحصل عليه من الشارع والذي ومع كل الآسف كان معدوما ويبدوا إن بعض المكونات السياسية قد اتفقت على هذا الأمر مع القيادة الكردية      ما الحل 0  مازالت هناك فسحه زمنيه لدى القوى السياسية   التي لا تمتلك مشروع وطني أصلا ولا إيمان حقيقي بالديمقراطية إن تحاول الحفاظ على باقي العراق ولكي تكون فعاله في هذا الأمر عليها  إن تمد جسورا  بل إن تمارس حوارا حقيقيا صريحا مؤطرا زمنيا مع القوى السياسية المنافسة جميعا بدون استثناء 0 كما إن على ألسنه إن يدركوا إن فشل ألشيعه في إدارة العملية السياسية لن يسقط البلاد وبالتالي الحكم  في أيديهم   كما يحلم البعض بل سوف يسقط العملية السياسية برمتها وهذا الأمر لن يخدم إي عراقي ويجعل تدخل دول الجوار وتصارعها على الساحة العراقية كابوسا اسودا مرعبا ولن تكونوا فيه أكثر من أدوات في بلاد انتم ساده وأحرار فيها  0 لقد سبقكم القوم وأوهموكم إن جيش العراق هو جيش صدام  وسمحوا بنهب معداته ومن ثم تسريحه وكذا أجهزه الأمن والاستخبارات والشرطة وأعادوا تشكيلها بما يلاءم إستراتجيتهم  وكلفوا أبناء جلدتهم وبغض النظر 0عن تأهيلهم ليعدوا جيشا بدون مخالب وهنا المخالب ليست الاسلحه فقط بل الهيكلية وروح القتال ورغم مرور 8 سنوات لم نشاهد طائرة قتال في الجو  ورغم إن هذا الملف كانوا يمسكون بة وبشده ولحد ألان 0 كان اغلب الدارسين والمتدربين الموفدين للخارج من لون واحد 0 وكان الإرهاب يوغل في دماء العراقيين وأول المناطق التي سيطر عليها الإرهاب كانت في شمال العراق ومنها تسلل الإرهاب الي العراق ليعصف بمواطنيه 0 سوف لن يرحمكم التاريخ إن كنتم من يوصل البلاد إلي هذه الحالة  00في  الأزمات مثل ازمه ميناء مبارك والتي تعاملت معها وزارة الخارجية بشكل اشعر العراقيين إن الأمر لا يعنيها وألان هناك ازمه جديدة هي ازمه الاصرار على رفع العلم الكردي على دوائر ألدوله في خانقين0  في مثل هذه الظروف  تنهض المشاريع الكبيرة وألان إمامكم هذه ألفرصه  امسكوها بشده واجعلوها بداية للمشروع الوطني العراقي إن ما تحملوه  من أفكار لم تجمعكم  حتى مع إخوانكم من نفس الطائفة نحوها جانبا وعلى الأقل مؤقتا  وإمامكم ألفرصه لتأسسوا تفاهمات مشتركه  مع الجميع وبدون استثناء على قاعدة عراقيه توصلكم إلي موقف مطلوب بشده 00وهو المشروع الوطني العراقي الجديد  00دعوا العنقاء العراقية تنهض من رمادها لتحلق في سماء أشور وبابل على الأرض التي سار عليها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ( ع) وعلي  (ع) والتي سالت عليها دماء الحسين وإخوانه وأبنائه  (ع ) والتي مازال أبنائها ينزفون دما لحد الآن ولا ذنب  لهم  إلا الانتماء للعراق00000




تشرين الاول 2011
رياض ألبياتي

 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض البياتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/04



كتابة تعليق لموضوع : المشروع الوطني العراقي أمل لم يتحقق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net