الجزائر: لهذا لم يستقبل بوتفليقة بن سلمان

انهى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، زيارته إلى الجزائر، دون أن يقابل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب تعرض الأخير لأنفلونزا حادة الزمته الفراش، حسب بيان للرئاسة الجزائرية.

و أشار البيان إلى أنه بسبب وضعه الصحي تعذر على الرئيس استقبال بن سلمان. وأضاف البيان أن ضيف الجزائر أعرب عن تمنياته بالشفاء لرئيس الدولة عقب إبلاغه بعدم تمكن بوتفليقة من استقباله.

وبعدم استقباله من طرف الرئيس تكون زيارة ولي العهد السعودي قد أفرغت من محتواها، علما أن الزيارة لم تبرمجها السلطات الجزائرية، بل جاءت بمبادرة سعودية، على اعتبار أن الجزائر محطة ضمن الجولة التي يقوم بها ولي العهد السعودي إلى مجموعة من الدول العربية، وهذا تفصيل مهم، لأن الجزائر عادة تبرمج الزيارات بعناية، وتحرص على أن تكلل زيارات كبار المسؤولين باستقبال من طرف الرئيس بوتفليقة.

السؤال المطروح في حالة ولي العهد السعودي هو هل الزكام هو الذي حرم بن سلمان من مقابلة بوتفليقة، أم أن الرئيس الجزائري هو الذي تحاشى استقبال “ضيف ثقيل” في ظرف مثل هذا، حتى لا تحسب عليه أنه استقبله، بالنظر إلى الحرج الذي تسببت فيه قضية الصحافي جمال خاشقجي للسلطات الجزائرية، التي وافقت على زيارة بن سلمان، وقامت قبل أيام منها بإصدار بيان إدانة بخصوص جريمة قتل خاشقجي، مع التخفيف من وطأته بالتأكيد على ثقتها في القضاء السعودي لكشف المتورطين في هذه الجريمة.
إذا عدنا إلى فرضية الوضع الصحي نجد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدا متعبا في آخر ظهور له بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة التحرير المصادف أول نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم ذلك فإن التلفزيون الحكومي وعلى غير العادة أفرد مساحة كبيرة لتغطية مراسيم ترحمه على أرواح شهداء ثورة التحرير بمقبرة العالية بالعاصمة، ورغم أن الرئيس ظهر متعبا، إلا أن التغطية الصحفية للتلفزيون الحكومي  كانت طويلة ومحرجة نوعا ما، لأن المشاهد الطويلة لم تخدم الرئيس، وهي مشاهد كان بالإمكان تفاديها، والذي حدث هو أن الرئيس بوتفليقة لم يستقبل بعدها رئيس الوزراء الإيطالي الذي زار الجزائر في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات، ولكن بما أن الاستقبال لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي مسبقا، فلم تلجأ الرئاسة إلى التبرير، وحتى في حالة بن سلمان لم يتم الإعلان رسميا عن أن الرئيس سيستقبل ولي العهد السعودي، لكن وسائل الإعلام التي سارعت إلى إعلان استقبال الرئيس لولي العهد السعودي، الأمر الذي يكون قد وضع السلطات الجزائرية في حرج، فضلا ربما عن رغبتها في تحاشي التساؤلات التي يمكن أن يثيرها عدم استقبال الرئيس.
التساؤلات التي يمكن أن يثيرها عدم استقبال الرئيس.

جدير بالذكر أن محمد بن سلمان وصل الجزائر في ساعة متأخرة من ليلة الاحد، وكان في استقباله رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وكان من المقرر أن يستقبل من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وتثير زيارة بن سلمان للجزائر جدلا وسط رفض شعبي برز بشكل خاص على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقف أحزاب و بيانات مثقفين.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد ذكرت في بيان أن هذه الزيارة تأتى ” لتوطيد العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وستسمح بإعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي وتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار وفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال من أجل رفع حجم التبادل التجاري وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين”.

و أضافت أن الزيارة “ستكون فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والاقتصادية العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في بعض الدول الشقيقة، إضافة إلى تطورات سوق النفط”.
اللافت في هذا الصدد أن الجزائر، التي تعتمد بنحو 97 بالمائة من مداخيلها  على النفط، هي من اكثر المتضررين من التراجع القياسي لاسعار النفط مؤخرا، حيث هوت إل أقل من 60 دولارا بعد أن كانت عند 80 دولارا للبرميل، ولعبت السعودية أكبر منتج داخل منظمة أوبك، بتراجعها عن قرار عدم زيادة الانتاج نزولا عند ضغوط الرئيس الامريكي دونالد ترامب  دورا في انخفاض الأسعار، وهو ما لا يخدم مصلحة الجزائر.
ووأوضح بيان مشترك أعقب زيارة ولي العهد السعودي ، أن  الجزائر والعربية السعودية، اتفتا على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق الجزائري-السعودي لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، عقب الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلى الجزائر التي استمرت يومين.

وجاء في البيان أن المجلس سيرأسه مناصفة كل من رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، وولي العهدي السعودي، محمد بن سلمان.

كما أكد البيان أن هذا المجلس سيعمل على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.

ونوه البيان إلى تكليف وزيري الخارجية في البلدين لوضع الآلية المناسبة لذلك.

من جهة أخرى  انعقدت الدورة الثانية عشر لمجلس الأعمال الجزائري-السعودي تحت إشراف وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي و وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد بن عبد الله  القصبي ، و ذلك على هامش زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر.

ووقع الطرفان الجزائرية والسعودي على خمس اتفاقات شراكة  بين شركات جزائرية وسعودية  عبر عدة ولايات من الوطن، وتتعلق هذه المشاريع بصناعة الكيمياويات غير العضوية ومعالجة المعادن، وصناعة مواد الكلور والصودا، ومشروع لصناعة الأدوية بطاقة إنتاج تبلغ 10 ملايين وحدة .

الى جانب ذلك تم تدشين مشروع لصناعة الورق الصحي من طرف الشركة السعودية “بايبر ميل” بطاقة إنتاج 30.000 طن بقيمة 20 مليون دولار، بالإضافة الى مشروع في مجال الصناعات الغذائية لانتاج العصائر بولاية البليدة من طرف شركة “العوجان السعودية”.

وأكد وزير الصناعة يوسف يوسفي بهذا الخصوص على إرادة الجزائر في ترقية الشراكة والاستثمارات بين البلدين، معربا عن استعداد البلدين للرقي بالتعاون في مجال الصناعة وقطاعات أخرى.

ويتصدر قطاع الصناعة، وفق الوزير، قائمة القطاعات التي يتم التحضير لها بتجسيد مشاريع الشراكة بين البلدين ب12 مشروعا  بلغت قيمتها المالية 14 مليار دينار جزائري في مجالات المواد الكيمياوية والبناء والصناعات الغذائية والحديد والصلب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/04



كتابة تعليق لموضوع : الجزائر: لهذا لم يستقبل بوتفليقة بن سلمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net