صفحة الكاتب : يحيى السماوي

كـفـيـف الـخـطـو
يحيى السماوي

صَــبــوحٌ ... إنـمـا  ثَـمِــلُ
بـكـأس ٍ خـمـرُهـا الـمَــلـلُ

نـديـمـاهُ :الـغــدُ الـمـذبـوحُ
مـن دَهــرَيْـن ِ .. والـعِـلـلُ

صَـبـورٌ ... إنــمــا الأيــامُ
يـزحَـمُ خـطـوَهـا الـعَـجَـلُ

يـدبُّ إلـى رُبا الخـمـسـين
فـــي  عُـــكّـــازِهِ  مَــيَــلُ

سَـجَـتْ أحداقُـهُ الخضراءُ
لـم تـنـبـضْ بـهــا  شُــعَـلُ

ويُـشْـرِكُـهُ سـريرَ الـلـيـلِ
سُـــهْــدٌ  لـيـس يــرتـحِـلُ

ويـصْـحَــبُــهُ إذا  مـاقـامَ
تِــيــهٌ  مـوحِـشٌ هَــطِــلُ

يُـسـامِـرُ ـ واهِـمـا ًـ غـدَهُ
وحـاضـرُ يـومِـهِ طــلــلُ

يُـوَتِّـدُهُ بـكـهـفِ الـعـشـقِ
وعْــدٌ  صِـدقُـهُ : الـخَـذَلُ

بـأنّ غـدا ً " ســمـاوتَـهُ "
بـعـرس ِالوصـلِ تحـتـفِـلُ

وأيُّ  غـدٍ  وقـد  ألــقــى
عــلــيــهِ رداءَهُ الأجَــلُ ؟

مـنـازِلُ صـحْـوهِ حُـفَـرٌ
ودارةُ حُـلــمِــهِ زُحَــلُ !

يغـذُّ إلى العراقِ الـسّـيْـرَ
مـن دهــر ٍ ولا  يَـصِــلُ !

ولـيس لـهُ إلى الأحـبـابِ
غـيـرُ  دمـوعِــهِ رُسُـــلُ !

وأشـرعـة ٍ مـن الكلـماتِ
تـرثي بـوحَـهـا الـجُـمَــلُ !

كفـيـفُ الخطـوِ أنّى سـارَ
زمّـتْ جـفـنَـهـا الـسُّـــبُـلُ (1)

أمَـخـبـولٌ ؟ أم الأشــواقُ
فـي نـامـوسِــهــا خَــبَــلُ ؟

تُـقـوِّسُ ظـهـرَهُ الأحـزانُ
لا الـسَّـــنـواتُ والــكـلــلُ

بحادي العـيسِ لا بالعـيسِ
كـان الـعَــيـبُ والــزَّلــلُ

وبـالـمـاشـيـن لا بـالـدَّرْبِ
أو  بـشــمـوسِــهِ الـخـلـلُ

وربَّ  مـسَـــرَّة ٍ : تـرَحٌ
وربَّ  مَــودَّة ٍ :  دَجَــلُ

وربَّ تـكـاسُــل ٍ: هِـمَـمٌ
وربَّ عَـجـالـة ٍ كــسَــلُ !

وغارسِ مِـديَـة ٍ: خَـسِـرٌ
ومـقـتـول ٍ بـهـا : بَـطـلُ

أيـقـربُـني الشـبابُ الـبضُّ
حـيـن الـدَّهــرُ يـكـتـهِــلُ   ؟

أقـومُ  ونـاقــتـي  ضَـجَـرٌ
وأجـلـسُ والأسـى جَـمَـلُ

ظـمـيءٌ تـهـربُ الأنـهـارُ
مـن عُــشــبـي وتـقـتـتِـلُ !

يُـشـيِّـعـني قُـبـيـلَ الموتِ
مـن صخر الضّنى جَـبَـلُ

صـريعُ صـبـابـتي فالعمرُ
مــن أيّــامِــهِ  خَــجِـــلُ !

أمـاطِـلُ أدمـعـي جَـلَــدا ً
وعــذري : أنـنـي رَجِـلُ

وأسْــتـجـدي تـصَـبُّـرَهـا
عـلى توديعِ مَـنْ وصـلـوا

أخـبِّـئُ فـي دمي شـغـفـا ً
فـتـفـضَـحُ سِـرَّهُ الـمُـقـلُ !

أنا "الكُـسَـعيُّ" ما عذري
وقد ضاقـتْ بيَ الـحِـيَـلُ ؟ (2)

سـأطوي خـيـمةَ الـنُّعـمى
لـعـلَّ الـعـمـرَ يُـخْـتـزَلُ !

وما عـيـشـي وليْ وطـن ٌ
بكهـفِ الـقـهـر مُـعـتـقـلُ ؟

أطـاحَ بـحـقـلِـهِ سَــغَـبٌ
وأدمـى نـُسْـكـهُ " هُـبـلُ " !

وداعا ً أيـهـا الأحـبـابُ
يـا مَـنْ  طـهـرُهُـمْ مَـثَـلُ

أعـاهِـدكم ونـور ِ الـلـهِ
ما طـالـتْ بيَ الـطِّـيَـلُ :

أخـيـطُ عـليـكم الأجفان َ
حـيـن الهـدبُ يـنـسـدِلُ

ويا وطـنـا ً تقيَّ الـرّملِ
بالـصَـلـوات ِ يـغـتـسِـلُ

ألا لا غـادرتْ واديـكَ
أمـطـارٌ هـيَ الـجَّــذَلُ

ولا مرّتْ عـلى أهـلـيـكَ
ريحُ الحـزن ِ والـوَجَـلُ

دُجـاكَ بـمـقـلـتي ألــق ٌ
وصـابُـكَ مُـرُّهُ عَـسُــلُ

فليتَ قُـبَـيْلَ نقل ِ الخطوِ
عـنكَ أصـابـني الـشّـلـلُ !

          
27/2/1998  أديلايد

        **
(1) زمّت : جمعتْ وضيّقتْ
 (2) الكُسَعيّ : رجل من كسع اسمه غامد بن الحارث ، وكان قد صنع قوسا وخمسة سهام وكمن في طريق قطيع حُمر ٍ وحشية ؛ فرمى  واحدا من القطيع ، فنفذ فيه السهم وصدم الجبل ، فرأى  شررا فظن أنه أخطأ ، فرمى ثانيا وثالثا إلى آخرها وهو يظن  أن سهامه قد أخطأت ، فعمد إلى قوسه فكسره ، ثم بات ، فلما أصبح نظر فإذا الحمر مصروعة ، وأسهمه بالدم مضرجة ، فندم وقطع إبهامه ، وأنشد:

ندمت ندامة ً لو أن نفسي
تطاوعني إذا لقطعت خمسي

تبيّن لي سفاه الرأي مني
لعمرُأبيك حين كسرتُ قوسي

وقد أصبح مثلا ً سائرا في الندامة .. وهذا ما كان يقصده الفرزدق حين طلّق زوجته " نوار " في قوله :
ندمت ندامة الـــكـُسَعيِّ لمَّــا
غدت مني مطلقـةً نوارُ


 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/01



كتابة تعليق لموضوع : كـفـيـف الـخـطـو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net