صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

استشهاد الحسين ع دروس لتقويم السلوك في كل الاديان 
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في اقامتي للدراسه في اوكرانيا وبالتحديد مدينة اوديسا ومن خلال ترددي وزياراتي المتكرره الى مكتبة اوديسا القوميه للبحوث في شارع باستيرا والتي اسست عام 1829م وهي المكتبة الثانيه الاكبر حجما ايام الامبراطوريه الروسيه وهي تحتوي خمسة ملايين كتابا ومخطوطه ووثيقه المهم وانا ابحث عن كتب تفيدني في اطروحتي لنيل الدكتوراه علم النفس الاجتماعي صادفتني كتب عربيه عديده مترجمه للغه الروسيه والانكليزيه ومنها للامام علي والامام الحسين عليهما السلام ومن هذه الكتب كتاب إسمه (الحسين في الفكر المسيحي ) فتصفحته تبين ان مؤلفه عربي من اخواننا في الديانه المسيحيه وهوالسوري (الدكتور أنطوان بارا) حينها تذكرت قول انطوان بارا المشهر ((لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض رايه ولاقمنا له في كل ارض منبر ولدعونا الناس للمسيحيه باسم الحسين ))ومن خلال تصفحي لبعض فصوله تبين ان الكتاب هو مقارنه بين حياة المسيح ع ومماته من وجهة نظر الديانه المسيحيه وبين حياة وممات الحسين ع  من وجهة النظر الاسلاميه باستخدام مراجع ونظريات اسلاميه ومسيحيه وهي دراسه بحثيه علميه وتاريخيه وفيه هوامش وملحقات للكتاب ..ففي احد فصوله يقول الدكتور بارا عن الحسين ع (هو ضميرالاديان ولولاه لانطمرت كل الاديان السماويه فالاسلام مثلا بدايته محمدي واستمراره حسيني وزينب هي الصرخه التي اكملت مسيرة الجهاد والمحافظه على دين محمد ص فلو لم يقم الحسين ع بهذه الثوره لما تبقى شيئا من الموحدين للاسلام ولاصبح الاسلام فقط ممارسات للسلاطين الذين على المجتمع القبول بهم والرضوخ للجورهم واضطهادهم للناس باعتبارهم ولاة الامر) ... نعم وفعلا هذا ما شخصه المفكر الكبيرالدكتور انطوان بارا في بحثه وما نحن اليوم نعاني منه في عراقنا واختراق سيرة وعظمة ثورة الحسين من قبل السلاطين ولاة الامر واحزابهم ... ويقول الدكتور بارا في كتابه اعتقد ان الحسين ع كان مسيرا في هذا الاتجاه لان كان له وظيفه إلاهيه محدده كما للانبياء وظائف إلاهيه محدده ولكن رغم ان الحسين ع شخصيه مقدسه للاسف لا تعرفون قدره فاهملتم تراثه وثورته فمن الواجب ان تعرفوا كيف تنصرو الحسين ع فنصرة الحسين ع  ليس بفعاليات شكليه مظهريه دخيله انما هي دائما بقولة الحق ونصر المظلومين واصلاح المجتمع وتحقيق العداله والحريه وترسيخ الصدق والامانه التامه بدروس للمجتمع وبتوصيل صيحته يوم عاشوراء للعالم للتعم الانسانيه قولة الحق ورفض الباطل والاستبداد والتعمق باركان وروحية ثورة الحسين ع ) الى هنا اخذت ما يفيد مقالتي من كتاب المفكر الدكتور بارا  ...نعم ثورة الحسين نبراس الثورات في العالم وتجربه غير محتكره لطائفه او دين او جماعه ومعظم الثورات العالميه هي ثورات منشؤها صراعات قائمه على التسلط والاستبداد بين الظالمين المستبدين وبين المظلومين الفقراء لذالك ثورة الحسين ودعوته خلدها التاريخ لان ابعادها متعدده وخصائصها مميزه اعتمدت القيم الانسانيه الحقه مع ألد أعداء الانسانيه التي انتزعت مفهوم الانسانيه فاصبح جسد الحسين والشهداء من اهل بيته واصحابه قربانا للثوره يقول الشاعر المسيحي اللبناني بولس سلامه..

يا أمير الإسلام حسبي فخراً أنني منك مالئ أصغريا

جلجل الحق في المسيحي حتى عد من فرط حبه علويا

لم يكن منهج الإمام الحسين (ع) كما يتخذه حكام اليوم في اجتذاب الجماهير من خلال التضليل الإعلامي والزيف والخداع والفساد المالي وإخفاء بعض الزوايا ..لقد عزم الحسين على الخروج من مكة قائلاً((الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغبا لا محيص عن يوم قد خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ألا ومن كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحاً إن شاء الله)) وبعدها امراصحابه بالتعامل مع اعدائه بالرحمه واللطف والمروئه .. وبهذا فقد جسد الحسين ع في ثورته الاثر النفسي الكبير والفاعليه بتغييرالقلوب بعد أن فضح عدوه وكشف غاياته لتتم تعريتها بالوسيلة الشريفة والأداة الطاهرة ليبقى مدرسة لكل من يريد من ثورته هدفاً سامياً وغاية عظمى فقد عمل (ع) بمنهج عدم الإكراه على مناصرته فترك المجال مفتوحاً لمن يختار الانخراط معه والانضواء تحت لوائه .. وليس كما تعمل احزاب الاسلام اليوم في سلوكها مع مجتمعها بالترهيب والاكراه ومحاربة المجتمع بقوته ورزقه والهيمنه على كل ثروات المجتمع بسلوك ثيوقراطي ..اما معي واما عدوي . وكثيرة هي الدروس ..فكان اثناء المعركه يطلب من اصحابه تركه والنجاة بانفسهم والحسين وهو يبرهن بسلوكه على الفضيله والخير للاخرين لكي يزرع روح الحريه في قلوب اصحابه من خلال حتى من كانوا معه مثل جون المسيحي فبرهن لقومه الاحرار لا يمكن رضوخهم للظلم والاستبداد والقهر ومن هنا يتضح ان ثورة الحسين ليس لطائفه اودين معين وكما قوله ع (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين... فكونوا أحراراً في دنياكم ) هذه والدروس من ثورت الحسين ع وهو لم يخرج لمحاربة الطغاة من اجل منصب دنيوي فقد قالها الحسين ع  تذكروا دوما هدفي ومبدئي مشروع سلم وسلام ومنهج يضيئ الدرب وراية الحق والعدل في كل مكان لقد خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي  فمن فكر الحسين ع تحتفظ الامم بذكراه واحيائها مثالا للحق والعدل والانسانيه وحفظ الكرامه للان   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/29



كتابة تعليق لموضوع : استشهاد الحسين ع دروس لتقويم السلوك في كل الاديان 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net