صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

التقارب بين عمان ودمشق … لماذا الآن وماذا عن الآفاق المستقبلية !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يكن ملف وحدث فتح معبر جابر – نصيب ،بالحدث والملف العابر ،فـ التحركات التي رعاها الروسي بين الأردن الرسمي  والدولة السورية وبدعم لبناني ومن خلف الكواليس ،ومحاولة تعزيز فرص التقارب من جديد بين عمان ودمشق بعد حالة جمود نسبي في العلاقات استمرت لعدة أعوام مضت ، والتي انتهت أخيراً بفتح معبر نصيب - جابر  ،والتي تبعها رسائل سياسية ايجابية عدة بين الجانبين، حدثاً سياسياً عابراً ،فتزامناً مع   هذه التحركات ،يبدو واضحاً ان دوائر صنع واتخاذ القرار الروسي قد نجحت "إلى حدما ومرحلياً " بتفادي مجموعة سيناريوهات بما يخص ملف   العلاقات السورية - الأردنية ،فما قامت به موسكو   مؤخراً من اتصالات  متزامنة مع عمان ودمشق وتصريحات تصدرت أولوياتها ملف التسوية في سورية  ، يظهر أن الأردن الرسمي قد انخرط فعلياً وبات معنياً بإنجاز تفاهمات مستدامة مع دمشق ،وفق رؤية الحل الروسية - السورية.      

 

 

  

 

ومن ينظر لأبعاد وخلفيات ملف فتح معبر جابر – نصيب ،بعد تعثر فتحه لعدة مرات بسبب تعقيدات كان يفرضها السعودي والصهيوني والأمريكي على الأردن الرسمي ،سيدرك حقيقة أن الأردن ودوائر صنع القرار الأردني وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات بأت يقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج متغيرات ما يجري بعموم الساحة السورية عسكرياً وسياسياً ،فهذه المتغيرات بدأت تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي الأردني.

 

 

 

 

والواضح اكثر اليوم أن دوائر صنع القرار الأردني نجحت اليوم بالعمل مع الروس ،ونجحت بالتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات عسكرية وسياسية واقتصادية وشعبية للعمل على انجاز تسوية شاملة لملف العلاقات الأردنية – السورية وعلى كافة صعدها ، فدوائر صنع القرار الأردني تسعى  لأستباق أي متغيرات عربية واقليمية ودولية ايجابية اتجاه سورية ، ولهذا تسعى لانجاز مسار من التسوية مع الدولة السورية وتفعيل شامل للعلاقات،فاليوم يعتبر مسار انخراط الأردن الرسمي بمسار التسوية مع سورية ، خطوة في الطريق الصحيح في توقيتها ونتائجها المستقبلية وعنواناً لمرحلة جديدة من العلاقات الأردنية - السورية ،بعد الحرب على سورية.

 

 

 

 

ختاماً ، اليوم ومع  عودة تفعيل خطوط الاتصالات  السياسية  بين عمان ودمشق بشكل مباشر ، فمن الطبيعي أن يكون لعودة هذه الاتصالات أثر  ايجابي كبير   بمسار   عودة وتطبيع العلاقات بشكل كامل ،وبما يخص تحديداً ملف الاشقاء السوريين الموجوديين في الأردن ، فهذه الاتصالات " والتي ستتحول قريباً لزيارات رسمية متبادلة"( اقتصادية وسياسية وعسكرية ) "لن تتوقف عند حدود الملف الاقتصادي ،بل ستتطور باتجاهات إيجابية عدة تخدم مصالح كلا الجانبيين ،مع مؤشرات على تغير ما برؤية الأردن الرسمي لطبيعة تحالفاته المستقبلية الدولية والأقليمية.

*كاتب وناشط سياسي –الأردن.

hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/21



كتابة تعليق لموضوع : التقارب بين عمان ودمشق … لماذا الآن وماذا عن الآفاق المستقبلية !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net