صفحة الكاتب : جنان الهلالي

فرح ... يتمها القدر وابكاها الأبتعاد عن الأهل
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أقسى مافي الحياة عندما تجد نفسك وحيداً وسط الطريق ..تستجدي عطف الغرباء بعد أن تخلى عنك أقرب الناس اليك .
هذاماكان يدور في داخلها ، ولكن لاتستطيع التعبير  من شدة ذهول الموقف الذي ألم بها حينما أخبرتها جدتها أنها لاتستطيع الاعتناء بها وتحتضنها بعد وفاة والدتها
ذلك البيت الذي اوصتها والدتها اذا ضاقت بك الحياة
فبيت جدتك اولى  فهي تعتني بك من بعدي .
فرح يتيمة الأب  ، أختطف الأ نفجار  والدتها  لقدأبكت الملالين ، بعد تداول مقطع من حلقة برنامج عراقي استعرض مشكلتها، بعدما تخلى عنها أقرب
الناس إليها.
الطفلة  “فرح” تبلغ من العمر 8 سنوات  حيث كانت تسكن في منزل جدتها ..حيث فضلوا أن يتم وضعها في دار أيتام لرعايتها دون مبرر.

وأثار مشهد للطفلة وهي تبكي بحرقة مما حدث لها من أهلها وعدم رغبتهم في رعايتها وإكمال حياتها معهم تعاطف الكثيرين على مواقع التواصل حيث عرض العديد تبنيها، وهو الأمر الذي رد عليه مذيع البرنامج خلال الحلقة بأن القانون العراقي لا يسمح بتبني من تجاوز عمره أربعة أعوام.
ورغم أنه تم احتواء مشكلة الطفلة بوضعها في دار للأطفال لكي تعيش طفولتها وسط العديد من الأطفال في سنها وإخراجها من الحالة النفسية التي أثرت فيها، إلا أن ما رأته في الدار من أطفال وألعاب لم ينسيها ما حدث لها لتنهمر في البكاء عند مغادرة الإعلامي الذي احتوى مشكلتها وكان معها في كل خطوة حتى دخلت للدار.

أقول لهذه الطفلة ولكل طفلة فقدت امها ، نحن شعب أُبتلي بلحروب ،طفل لاذنب له في كل الحروب .. لاناقة له ولاجمل في كل مايفعله الكبار بهذا العالم .. لاحول له ولاقوة ازاء ما يصنعه نافثو الدخان .
طفلتي كيف عساكِ أن تتحملي فقد الأحبة  عندما تأخذك الذاكرة الى أعماق الماضي الجميل حيث كُنتي بين أحضان الأمومة ، أذ من ذا الذي يضع لك أشرطة الظفائر البيضاء ،ومن يساعدك في ارتداء الصدرية الزرقاء من الذي يطبع  على جبينك قبلة ذهابك الى المدرسة ...
يحفر الم الحروب في اعماق الأنسان أخاديد لاترمم بيسر ، فهي ذاكرة الموت  الذي يقتلع المرء من حياته وعائلته .الفراق واليتم امر عظيم لا تستطيع هذه المخلوقة  الصغيرة ان تتحمله ، لذلك كانت تعبر عن الم الفراق بلبكاء ، قد تكون هناك ظروف لانعرفها تجبر تلك العائلة لعدم احتظانهم فرح ، فكما يقولون (البيوت أسرار )،
ولكن الحمدلله الذي منّ علينا بنعمه الاسلام ....فالرحمن ارحم  بنا من امهاتنا فلا يأتي بداء الا وقد وجد له دواء
فقد اوصانا ديننا الحنيف على هذا الطفل الصغير ...فقد اعتنى به من كل النواحي النفسيه ...التربويه ...الماديه.. 

{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} الضحــــى
 واليتـــــــــم يكفيه شرف أن أفضل الخلق وخاتم النبين كان يتيما {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }

وكذلك الله سبحانه وتعالى عظم اجر كافل اليتيم فقد قال افضل الخلق والمرسلين...
" أنا وكافل اليتيم كهاتين " وأشار بأصبعه السباسه والابهام.
انها ليست قضية فرح فحسب  بل العديد من اليتامى الذين فقدوا ذويهم بسبب تفجيرات الحروب او القتل
على يد العصابات التكفيرية ،
وعلينا فقط أن نذكر أن تقارير دولية تشير إلى أن العراق بات يضم النسبة الأكبر من الأيتام في العالم العربي لاسيما بعد الإحصاءات الأخيرة لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية التي أشارت إلى أن عدد الأيتام في العراق بلغ نحو خمسة ملايين طفل أو ما نسبته 16 بالمئة، أغلبهم يعاني من تهميش المجتمع والحكومة،
ولن نستطيع بناء مجتمع عراقي سليم من الأمراض الاجتماعية إلا بعد معالجة ما يتعرض له هؤلاء الأبرياء ،
    الشوارع حضانة للإرهاب والجريمة وتفشي الأمرض  العصرية والإدمان على المخدرات وممارسة المحرمات ، وترك الأطفال وإليتامي في عرائها سوف يقودنا إلى كثير من المآسي في القريب.
لكفالة اليتيم العديد من الآثار الإيجابيّة والتي من شأنها زيادة استقرار وترابط المجتمع حيث إنّ كفالة اليتيم تضمن إنشاء مجتمع سويّ خالي من المشاكل والعيوب النفسية والعقد والمشاكل المختلفة، ولا سيما لليتيم نفسه، فهو إن لم يجد اليد العطوفة الحانية عليه لن يجد له ملجأً وملاذاً يستقبله إلا الشارع؛ فبكفالة اليتيم يُنشأ جيل صالح محبّ متماسك متعاطف بعيداً عن الانحراف والجرائم، وبكفالة اليتيم يتم تعليم الكل الحبّ والخير، والعطف، والحنان، فالطفل اليتيم لن ينسى من رعوه وأحسنوا رعايته وسيقوم هو بدوره بكفالة أيتام آخرين وبالتالي المساهمة في بناء المجتمع .
بلرغم التبرعات الكثيرة من المؤسسات الخيرية ، والناس
الخيرين الا أن تبقى مسؤلية ورعاية اليتيم مسؤولية الحكومة ومن واجبها التشريعي .. لان دور الأيتام يحتاج الى مسؤولية كبيرة ، وموارد تعيل وتوفر للأيتام مايحتجون اليه حتى يصبح اليتيم الأعتماد على نفسه.
من خلال دعم مؤسسات رعاية الأيتام ،
 و مطالبة الحكومة العراقية ومجلس النواب بالإسراع في تشريع قانون لحماية حقوق هذه الشريحة، وسد احتياجاتها المادية، وتوفير الدعم الصحي والتربوي لها، فما حدث في العراق بعد عام 2003 ، ولَّد أيتاما كثيرين، وهم بحاجة إلى دعم صحي ونفسي وتربوي.
ويجب على منظمات حقوق الإنسان والجهات الرسمية والمنظمات العالمية باحتضان هؤلاء الأيتام وسد احتياجاتهم المادية .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنان الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/17



كتابة تعليق لموضوع : فرح ... يتمها القدر وابكاها الأبتعاد عن الأهل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net