صفحة الكاتب : د . سعد الحداد

خطباء حلِّيون (8) محمَّد أَبو شلَّال
د . سعد الحداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الخطيب الشَّيخ محمَّد بن جواد بن عباس بن سلمان الرهيميّ الخفاجيّ.

ولد في محلة الجباويين في الحلَّة سنة 1312هـ/1894م. نشأ وترعرع في كنف والده الذي كان يُلقب (أَبو شلَّال) حتى ثُبِّتَ في الأَوراق الرسميَّة الحكوميَّة, فعُرفَ به من بعده أَولاده وأَحفاده.

ودخل الكتاتيب في الحلَّة, فتعلَّم القراءة والكتابة , وحفظ شئياً من القرآن الكريم، ثم انتقل في ريعان شبابه الى النَّجف الأَشرف للدراسة في حوزتها الدينيَّة عند آية الله السَّيد محمَّد كاظم اليزديّ (قدِّس)، وكان زميلاً للسيد محسن الحكيم (قدِّس) وقد توطَّدت علاقتهما منذ أَيام الدراسة ومشاركتهما معاً وهما في ريعان الشباب في الحرب ضد الانكليز في جبهة البصرة سنة 1914-1915م بقيادة السيد محمَّد سعيد الحبوبيّ.

وظل الشَّيخ محمَّد ملازماً للسيد الحكيم أَيام تصديه للزعامة الدينيَّة، وكان محل ثقته في كثير من الأمور.

وعن بداياته في الخطابة حدثني ولده الفاضل الاستاذ جعفر نقلاً عن والده قائلا: ارتقى الشَّيخ محمَّد أَعواد المنبر الحسينيّ أَول مرة في مدينة الناصريَّة أَثناء عودته مع الثوار من الحرب حين طلب منه الشَّيخ طالب محمَّد علي صالح (والد ناجي طالب رئيس الوزراء في العهد العارفي) أَن يقرأ لهم تعزية فصعد المنبر وقرأَ مجلس تعزية في داره.

وقد استمر في الخطابة متأثراً بالخطيب الشَّيخ جاسم المُلَّا الحلِّيّ والخطيب السَّيد صالح الحلِّي , واتخذ من الخطابة مهنة له حتى وفاته.

قرأ الشَّيخ أَبو شلَّال  في جميع المجالس الحسينيَّة في الحلَّة, وكان يسافر الى مدن أُخرى بطلب من الشيوخ والاهالي, فقرأ في المُحَمَّرة والبصرة وقضاء علي الغربيّ وغيرها.

كان الشَّيخ طويل القامة، ذا عمّة بيضاء ولحية بيضاء، وعينين زرقاوين، وصوتاً جميلاً، موصوفاً بالأناقة، وكان كثير التديّن، ملتزماً ذا خصال حميدة وتميّز عن الآخرين بصفة صلة الرحم فأحبه أقرباؤه والناس عامة. وكان كثير القراءة والمطالعة ويمتلك مكتبة ضخمة عامرة.

نظم الشعر بنوعيه القريض والعامي، ونظم أُرجوزة طويلة أَسماها (ألفيّة الحجِّ) دوّن فيها رحلته لحجِّ بيت الله الحرام وزيارة قبر النَّبيِّ المصطفى (ص) وأَداء المناسك الاخرى, وذلك في العشرينات من عمره (رحمه الله). ومن المؤسف انَّها فُقدت في حياته، وعلى غرارها نظم صديقه المهندس والشاعر الحاج شوقي جابر (ألفيّة الحجِّ) التي نحتفظ بنسخة منها. أما شعره المتبقي فلم يجمع بديوان مستقل ومازال متناثراً هنا وهناك.

توفي (رحمه الله) في الحلَّة في 5/12/1982م- 1402ه وحمل جثمانه الى مقبرة وادي السلام في النَّجف الأَشرف، وأَعقب أَربع بنات وولدان هما الاستاذ حسين والاستاذ جعفر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سعد الحداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/13



كتابة تعليق لموضوع : خطباء حلِّيون (8) محمَّد أَبو شلَّال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net