صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

يافتات الخبز
علي حسين الخباز


ملاحظة قصتي التي لم تحظ بالفوز في مهرجان تراتيل سجادية ستحظى بقبول السجاد عليه السلام ان شاء الله )

هل يستطيع الانسان ان يوقف لحظة من فيافي الأزمنة ؟ ان يتآلف مع ما ترسخ عبر قرون من التكرار ، ربما تقفز من فوق خيمة التواريخ فكرة ان نستعيد موقفا بانثيالات بهجة التحدي وحكمة الصلابة تصل حد التصادم الجنوني مع الخوف، الآف من المذبوحين ثبتت العروش ركائزها على رؤوسهم الراسخة بالعلم واليقين ، لم تكن لدي رغبة البوح تماهيا مع الخشية لكوني اؤمن بان الشعر لابد ان يقال بأعلى ذروات الإحساس ، لي صاحب يخبرني بوثبات الضمير التي تعلو وجدان القصيدة ، :ـ عليك ان تعطيها كل ما تملك من احاسيس صدق ومروءة كي تعيش ، قلت :ـ كيف تعيش يا صاحبي وانا بصحبة العروش التي تأخذ اكثر مما تعطي ؟ ومع هذا هناك فيض مشاعر يشعل راس الفكرة لايهمه الشاعر لحظتها ان يرضى السلطان او لايرضى ، يهمه ان يكون عند ذروتها بشر مؤمن ان له حياته الخاصة مثلما للناس حياتهم وله رؤآه وتفكيره وما يؤمن ويعتقد ،وكل منا يصنع غده مثلما يشاء ، صاحبي يقول: القصيدة ليست شرط ان تكون ابنة لحظتها مثلما يظن البعض ، بل هي لأزمنة لم تصل بعد . 

** 

شاعر

ـــــــــــــــــ 

يرى ان القصيدة فرصة الوالهين بالتهام ارغفة من ذهب ، الغانمين بابتسامة الرضا من شفة أمير ، لايراه الا حين يقول ما يرضيه ، صاحبي يقول هذا شعر قصير النظر لا يصل الى اطراف يومه ، هي سفرة دسمة ويغلق الطريق ،

شاعر آخر 

ــــــــــ 

ابن حقيقته لايخمش صولة الحرف ، صاحبي قال لي انت كنت ابن كل الأزمنة ، كنت ابيض كاليقين ولذلك ما اعتراك اليأس ، تشد انين الحرف الى بقايا دم مهدور ، وفي كل زمان تمر به سترى نفسك تمتلك عندهم ذكريات قمر لايغريه الذبول ، طيف سرى في دماء الحكاية ، قلت :ـ لوجهك المقدس يا صاحبي اضرمت في عيون القصيدة ما ترويه الرواة وما تدونه الكتب ، واوقدت بها وجدا تبوح به مجالس الصادقين في كل فيض مبين 

** 

غضب الطواغيت 

ــــــــــــــــــــــــــــ 

ضاق به الغيظ فاستجدى القواميس عله يمد يد الهزء لمعناي عساه يحط من قيمتي ووجودي وانسانيتي فيسميني ـ فتات الخبز ـ وهذا هو معنى اسمي في موارد اللغة وراح يتلوى في انكسارات الهجاء 

** 

الزعيق 

ــــــــــــــــــ 

أي صوت شاحب هذا ؟ فاحت منه رائحة العبث ، يصيح بوجهي :ـ يا آخر خراب الكون ، كنت اعرف انك جدب لايحتويه رواء ، مثلك لايصلح لمسايرة الملوك والامراء ، لأن احلامك من ورق لاتقدر ان تقف على قدميها كما هي أحلام الناس ، ماذا فعلت يا فرزدق الخبل ، لقد اطلقت في الروح اشجان المصير ، انا قرأت في عينيك الشماتة ولذلك خفت منك على انكساري 

** 

الشماتة 

ـــــــــــــــ 

شاء الخليفة ان يسمي بهجتي شماتة ، وكم كانت فرحتي حين رأيت الخليفة يعجز عن ان يستلم الحجر الأسود ، قلت في نفسي عساه يدرك حجمه الحقيقي بين الناس ، وفرحت كثيرا حين رأيت سيدي السجاد يدخل ذلك الزحام ليفج له الطريق ، ما اجملها سعادة وانا أرى الناس يقفون له هيبة ووقارا 

دهاء الطغاة 

ـــــــــــــــــــــ

يصيح الخليفة ، وما زال يصيح قرأت في عينيك الشماتة يا فرزدق لكني قلت لتسير الأمور ، وشأن الناس نحن قادرون على إصلاحه يوما ، وحين ارتفع صهيل السؤال من رجل من اهل الشام :ـ من هذا يا أمير المؤمنين ؟ خادعته وقلت لا اعرفه واذا بضفافك تنهار شعرا لتعرف لنا علي بن الحسين 

( هذا الذي تعرف البطحاء وطأته 

والبيت يعرفه والحل والحرم 

هذا ابن خير عباد الله كلهم 

هذا التقي النقي الطاهر العلم 

صوت الولاء 

ـــــــــــــــــــ 

صاحبي يقول ان الارتجال في الشعر يعني ابراق مستعجل من القلب الى اللسان ، قلت :ـ السكوت يا سيدي يذبح الشهيق ، واذا بالكلمات اينعت صوتا يخرج من قبو السكوت ، الصوت يفور مع كل حرف كنت انطق القلب ولاء ونصرة / ولهذا عرفت ان الشعر يهبط من عناقيد الرؤى والولاء ، وجع يرفض الخنوع 

الإقرار 

ـــــــــــــــ 

لقد فاتك يا فتات الخبز حين ظننت بانك تعرفه احسن مني ؟ انا هشام بن عبد الملك اعرفه خير معرفة ، هو الامام علي بن الحسين زين العابدين بن علي بن ابي طالب ، اعرفه اكثر منك يا فرزدق ، 

لقد برز علی الصعيد العلمي، إمام في الدين، ومنار في العلم، ومرجع لأحكام الشريعة وعلومها، ومثل أعلی في الورع والتقوی، هذا ما تريد ان تعرّفنا به يا فرزدق، لا وأزيدك معلومة ان المسلمين اعترفوا جميعا، بعلمه واستقامته، وانقاد الواعون منهم الی زعامته وفقهه ومرجعيته.

و کانت قواعده الشعبية ممتدة في کل مكان من العالم الاسلامي، ولم تكن ثقة الأمة بالإمام زين العابدين -علی اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها- مقتصرة علی الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل کانت تؤمن به مرجعاً وقائداً ومفزعا في کل مشاکل الحياة وقضاياها، ماذا تريد مني بعد يا فرزدق؟ أأحدثك عن شجاعته؟ وهو الذي وقف في مجلس بن زياد يرعد به: أتهددني بالقتل يا بن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟ وهو الذي وقف في وجه يزيد في الشام يصرخ يا ابن معاوية وهند وصخر لقد كان جدي علي بن أبي طالب يوم بدر والخندق في يده راية رسول الله (ص)، وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار.. اهذا ما تريد ان تعرفه لكن مع هذا لا اطيقه مثلما يرفض العرش نرفضه ، نحن أبناء سياسة يا فرزدق، ولسنا أبناء دين، لذلك سأريك كيف تتجرأ لتصفه في شعر لم توصفنا بمثله يوما، سأريك من أكون انا، 

العهد

ــــــــ

لقد تركت في دمي حيزا للموت من اجل ان أرفع مقام النصرة عاليا وأبحر في مناهل لولاء عهد لا يخبو مهما طال الزمان ، وان عاد الف هشام ابن عبد الملك سيظهر الف فرزدق يردد بوجه الطغاة 

هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ،

وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/09



كتابة تعليق لموضوع : يافتات الخبز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net