دوري بلا نجوم
خالد جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

* لن يستطيع مدرب أي منتخب وطني مهما بلغت درجة كفاءته ومقدار خبرته تأهيل لاعبيه وتجهيزهم وهم قادمون من دوري هزيل إستهلك منهم البدن والعقل، ولم يضف إليهم إلا الأرهاق البدني والفقر الفني والضغط النفسي وكثيرا من الإفلاس المادي خصوصا في ظل وجود الأمية وضعف المؤهلات الفنية اللازمة لدى نسبة كبيرة من مدربي فرق هذا الدوري البائس الذي يأكل تسعة شهور من تقويم كل عام ميلادي تقضي خلاله فرق دوريات العالم مراحل الاعداد والمنافسات والراحة الايجابية، ثم البدء في التحضير للموسم الجديد، بينما اللاعب العراقي وعلى طريقة حمل النساء يعيش دورة التسعة شهور هذه في لهاث وركض غير مجد على الأطلاق سيما في عز الصيف وفي درجة حرارة تفوق الخمسين درجة في تحد صريح للاعلان العالمي لحقوق الأنسان الذي يحظر تعذيب البشر وتعريضهم للأذى النفسي والجسدي والإعتباري, كما المعروف في كل بلدان عباد الله المتخلفة منها والمتقدمة ان دوري الكرة هو في خدمة المنتخبات وليس العكس.. والبديهي كذلك ان الدوري القوي يخلق لديك منتخبا قويا، فهل أن دورينا فعلا في خدمة منتخباتنا الوطنية وعلى وجه التحديد المنتخب الوطني؟، وهل ما شاهدناه من مواجهات حتى الان ترتقي الى مستوى مسابقة تسمى مجازا بالدوري الممتاز، حيث الجدب الصريح في مساحة المواهب والشح القاسي في أنتاج النجوم؟.
الجواب واضح جدا بدليل ما حدث للمنتخب الوطني وقبله منتخبات أخرى كالأولمبي والشباب وعلينا توقع الأسوأ لأعوام مقبلة نتيجة افرازات وحصيلة مسابقة تأكل من عمر الزمن تسعة شهور من العبث الكروي وتستهلك أعصاب كل المشتركين في منافساتها سواء من يركض وراء الكرة أو من يدير اللاعبين من دكة الإحتياط، مرورا بالحكام والإداريين ورجال الأمن والاعلام الرياضي، وإنتهاء بالجمهور المسكين الذي يدفع فواتير المال والزمن والأعصاب في مقابل مباريات أقل ما تقدمه هو المتعة الكروية, وعلينا انتظار الأسوأ والاسوأ إذا بقي الحال على ما هو عليه ليس في خراب المسابقة التي يجب (ولا أقول يفترض) أن تكون الأقوى والأفضل وهي مسابقة الدوري الممتاز، بل وفي تخريب القاعدة الكروية في العراق بعد الأغتيال التاريخي لبطولات دوري الفئات العمرية في المواسم السابقة، وعودتها أخيرا كضيف ثقيل الظل يؤدي واجب الحضور على طريقة إسقاط الفرض، والدليل إن ثلاثة أرباع لاعبي منتخباتنا الوطنية في الفئات العمرية تحتضن لاعبين يتبارون في الدوري الممتاز وليس من نتاج أو ثمار فرق الفئات العمرية، ولنا في تجارب هذه المنتخبات ما يقترب من حدود الفضائح بسبب مشكلة التزوير, إلا في أستثناءات لا تزيد على أصابع اليد الواحدة وأرجوكم لا تعودوا الى إسطوانات البكاء على الاطلال يوم كنا كذا وكيت، لأن ما فات قد مات، والأمم المتحضرة ترنو بأبصارها الى الأمام نحو مستقبل أفضل من اليوم بعد أن أستفادت من أخطاء الأمس، وأستندت في نهضتها الى إستثمار وتطوير إيجابيات ونجاحات الماضي القريب، وليس نصب سرادقات العزاء بسببه مع كل نكبة كروية تحصل اليوم وغدا.

السطر الأخير

**الوقاحة هي أن تنسى فعلك.. وتحاسبني على ردة فعلي
جبران
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد جاسم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/07



كتابة تعليق لموضوع : دوري بلا نجوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net