صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توفي ليلة الامس جارنا ابو حسين اثر جلطة دماغية, كانت همومه كبيرة وهي من قتلت الرجل! فهو رب اسرة كبيرة, ويسكن في بيت للإيجار, وجاءه قبل اسبوع صاحب البيت يهدده بترك الدار خلال اسبوع, والا يرميه في الشارع, حاول ان يجد بيت بديل بسعر مناسب, لكن لم يجد والمهلة قاربت النهاية, كان لا ينام ليله يفكر بهذا الزمن المتشح بالظلم, والذي يغيب العدل فيه دوما! فجدلية الدولة العجيبة محنة اهل العراق, حيث تعطي للبعض كل شيء, وتبخل على البعض حتى في مكان النوم والسكن وماء الشرب!

قال بعض الجيران الان فقط ارتاح ابو حسين من هم الحياة في العراق, ان يكون له بيت ملك, حلم لا يتحقق لأغلب العراقيين في العراق! لقد عاش ابو حسين حياة متعبة بين بيوت الايجار, والبعض الاخر حزين على مصير عائلة ابو حسين, فألى اين تذهب وماذا تفعل!؟

منذ عقود طويلة وازمة السكن في العراق من دون حل! حيث تفاقمت وتوسعت بعد سنوات التسعينات من القرن الماضي, التي كانت سنوات حصار مرير على الشعب العراقي, بالاضافة لمنهج الطاغية صدام في عملية سحق الشعب عن قصد, عبر تضخيم ازمة السكن, بل عمل على توسعتها, وكانت الجماهير العراقية تتوق للخلاص من الطاغية كي يأتي المنقذون, ليصبح لكل عراقي بيت ملك خاص به, واقترب الحلم من التحقق.

عندما سقط نظام صدام في نيسان 2003, كبرا الاحلام في الافاق بغد مختلف, حيث حل علينا عهد الديمقراطية الجديدة, وجاءت للحكم طبقة سياسية تدعي الشرف والعفة والدين, ووعدت بحل كل ازمات البلد, حتى قال احد الساسة الكبار" "استعدوا ايها العراقيون فالخير قادم وسيكون لكل عراقي بيت وشقة".

لكن بعد 15 سنة تبددت الاحلام وحل بدل عنها الكوابيس, نتيجة فساد الطبقة السياسة والسلطة الحاكمة, فضاعت السنوات والموازنات, وتضخمت الازمة مع تزايد عدد السكان وارتفاع اسعار العقارات وتوسع حجم الطبقة محدودة الدخل والفقيرة, مقابل نشوء طبقة برجوازية من الساسة والتجار والمتملقين لهما, فتم قضم اموال العراق من قبل الطبقة القذرة, على حساب اهل العراق.

الان ومع تسلم عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء, فأننا نلفت نظره لأهمية ملف ازمة السكن القصوى, فبعد ان اهملها عن قصد كل من سبقه من صدام الى الجعفري فالمالكي واخيرا العبادي, فعليه ان يسرع بوضع خطة محكمة للقضاء على الازمة, وهو امر ليس مستحيل بل سهل جدا, وقد فعلتها الكثير من الدول مثل اندنوسيا وسنغافورة ومصر والاردن, وفي سنوات لا تتعدى الأربع سنوات ان تواجدت النية الصادقة والارادة الفاعلة والقرار الحازم, ونحن نتمنى ان تتواجد هذه الميزات في الرئيس الجديد عبد المهدي, وان لا يخيب املنا فيه كما فعلها من سبقه.

ازمة السكن عندما تحل تعود الحقوق لأهلها, ويتحقق جزء من العدل المغيب في العراق منذ عقود طويلة, وتنتهي معها العديد من المشاكل الاجتماعية, والتي نشئت اليوم من الازدحام السكاني, مثل العنف, والتطرف, والنفاق, والكذب, والخيانة, والمشاكل العشائرية, والتخلف, وارتفاع الامية, وانتشار الانحرافات السلوكية, كل هذا نجد ان احد اهم اسبابها الرئيسية هو عدم الراحة بالسكن والقلق الدائم, فاذا حلت الازمة استقرت الامة وارتفع وعيها, وانتهت المشاكل الاجتماعية تماما.

ننتظر من عادل عبد المهدي عزيمة اكبر وقرارات حازمة في سبيل حل ازمة السكن وتكون اول قراراته في طريق انهاء هذه ازمة السكن لتعود الثقة للجماهير بالساسة ويتحقق العدل بعد ليل الظلم الطويل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/06



كتابة تعليق لموضوع : رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net