صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

هل الحكومة الجديدة قادرة على قهر المستحيلات ؟؟!!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بالرغم من مرور خمسة عشر عاما بعد التغيير تثار اسئلة من المستحيل عزلها عن مكوناتها الواقعية : ما الذي على المواطن _ المواطن بمعنى الكلمة _ ان يقدمه كي يبني دولة ( حديثة ) لها علاقات صحيحة مع دول العالم ، وما الذي لم يقدمه هذا المواطن كي يضطر الى ( التذمر ) و ( التظاهر ) و ( التمرد ) ، و يقوده اخيرا الى ( المعارضة ) ، بمختلف اشكالها من ناحية وما الذي على الحكومة ان تقدمه للشعب من ناحية ثانية

انها علاقات ترجعنا الى ازمنة نشوء المجتمعات ، من القرية الى العواصم الكبرى علاقة لديها مسؤليات ازاء الاخر ، مثلما على الاخر واجبات يحتم عليه ان يؤديها ، كي يعمل كعمل اجزاء الساعة - اعضاء الجسد - و كعمل كل نحلة في خلية النحل ... مع ان التقدم الحاصر في العلاقة بين الشعوب ومن يقودها ، دينامية وليست استنساخا و تكرارا .. شفافة وليست بيروقراطية .. مرنة وليست احادية ... الخ كي تأخذ المعادلة وضوحها المنطقي - الواقعي - بدل ان تحافظ على انساقها القديمة . هل توفرت للمواطن قدرات ان يجتاز ازمنته السلبية : العمل ، المعرفة ، السكن ، الصحة ... الخ كي يمتلك وعيا بالقانون كالواجبات والحقوق و يمارس دوره مواطنا ( معاصرا ) و ( حديثا ) ازاء الازمات و ازاء المستجدات القائمة على التحولات و التراكمات و فك عقدها و العبور من ( الازمة ) الى معالجتها بالقوانين والمنطق ... و هل توفرت لهذا ( المواطن ) قدرات خلاقة تسمح له ان لا يرى في ( الحكومة ) عقبة بل اداة للتحرر من قيود الازمنة السابقة ، ليأخذ دوره في الممارسة الديمقراطية : حرية العمل ومن ثم حرية التعبير بدل ان يجد انه ازاء سلبيات تحاصره من جهات مختلفة : كالارهاب و الفساد و رداءة الخدمات و قد ادت الى خسائر غير قليلة في الارواح و في الممتلكات و حولت مشروعات التنمية الى عثرات ... ؟ و الامثلة تبقى شاخصة ليس بعدد الايدي العاطلة عن العمل و نسبة الفقراء و اعداد الايتام والارامل و من غادر الوطن فحسب بل بالسياق الذي ادى الى ظهور الازمات و ردود الفعل عليها .

ومن ناحية ثانية هل ادت الحكومة الدور الحديث في مجال التحول و معالجة اسبابه ... كي تحافظ على منهجها الديمقراطي بالدرجة الاولى و قدراتها على تفكيك ( الازمات ) و المضي بتأسيس دولة تعمل : كعمل العقل السليم في الجسم السليم !

اسئلة تتطلب قراءة يومية صريحة كي يأخذ القانون - وليس اي شيئ اخر - عمله كممارسة يدرك فيها المواطن انه عضو يسهم بالبناء بعد ان تكون ( الحكومة ) - اية حكومة - مسؤلة عن تحقيق الحدود الدنيا في مجالات توفير الضروريات و الخدمات بخطط معاصرة بعيدا عن الانشغال بالتفاصيل الثانوية .

لان اي خلل في هذه العلاقة لا تكون نتائجها مضمونة للحكومة فحسب ، بل بلمجتمع و هو يسهم ببناء اسس مستقبله بدل الدوران وبدل اضاعة الزمن .. و ذلك لان الشعب هو من ينتج حكومته ، مثلما ستكون الحكومة ، قدوة لقهر المستحيلات ، و علامة تأخذ موقعها في البناء الحضاري .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/03



كتابة تعليق لموضوع : هل الحكومة الجديدة قادرة على قهر المستحيلات ؟؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net