صفحة الكاتب : جنان الهلالي

شهر التضحية والأحزان [ اعلنت النفس احزانها فايقنت ان محرماً قادم  ]
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ما  أن حل علينا شهر المحرم حتى نستذكر الفاجعة التي حلت على اهل البيت في هذا الشهر الذي حرم الله فيه القتال .  ولم يتهاون فيه جلاوزة يزيد عن قتل ريحانة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وأهل بيته الكرام .
من منا لم يعتصر قلبه الماً بحلول الشهر المحرم أستذكاراً للفاجعة الأليمة ،والظلامة التي طالت اهل البيت  ،أذ كنا  منذ الصغر ، وقبل  هلول الشهر المحرم نتهيأ له بحلة السواد اذا كانت تأخذنا والدتنا الى سوق النجف الأشرف (المدينة القديمة) وتشتري لنا الملابس ذات اللون الأسود  وقطع قماش لتغليف جدران المنزل والرايات الحسينية السوداء - لتضعها على باب المنزل لتعلن مع جيران المنطقة  بدا شعيرة الحزن واستذكار الملحمة الخالدة التي سجلها سبط الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" الامام الحسين عليه السلام في كربلاء مقابل جيش الكفر .
وثم  نذهب  للكوفة  لحضور  مراسيم عزا ء ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل سفير الحسين 'عليه السلام "

وقصة أستشهاده بعد ان امر بقتله يزيد وريمه من اعلى جسر الكوفة ، حيث كانت مراسيم بسيطة تهدف الى أستذكار الفاجعة الاليمة التي تعرض لها اهل البيت (عليهم السلام )
والظلامة التي وقعت عليهم من اجل نصرة الأسلام ومحاربة نظام يزيد وخروجه عن دين الله ورفع الظلم عن اهل الكوفة بعد الرسائل التي اورسلت الى الامام الحسين عليه السلام ) واستنجادهم به لتخليصهم من الظلم الذي لُحق بهم من تلك الزمرة الحاكمة .
حيث تسرد قصة استشهاد مسلم بن عقيل بتجسيد تمثيلي لأثارة وأيصال قصة الأستشهاد للموالي بأسلوب بسيط ، على عكس مانلاحظ في يومنا هذا في تجسيد نفس المراسيم بأضافة وتجديد وقد يتنافى  مع قدسية تلك الشعائر حتى قد لايرضي أهل البيت عليهم السلام .

ونحن في الوقت الذي نشجع على تلك النشاطات ونؤكد على أهميتها نلفت أنظار المؤمنين عامة :

يجب أن يشعروا الموالون - عند القيام بهذه النشاطات المباركة بوحدة الهدف وشرف الغاية وقدسيتها بسبب انتسابها لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، الذين هم القمة في الكمال والفناء في ذات الله تعالى، ليكون ذلك محفزاً لهم على جمع كلمتهم وتثبيت ألفتهم وأخوتهم، وغض النظر عن بعض الهفوات العفوية التي قد تصدر من بعضهم. ويترفعوا عن المباهات والمفاخرة والتسابق والتناحر، حيث قد يحاول الشيطان الرجيم أن يلقيها في روعهم ويزرعها في صدورهم، ليذهب ببهاء عملهم ويحبط أجرهم، ويفرق كلمتهم، ويشتت جمعهم، ويلقي بأسهم بينهم. وليتعوذوا بالله تعالى من كيده وشره  وغروره وفتنته. فإن (الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).

و أن يحافظوا في تلك النشاطات على طابعها الديني والروحاني، وذلك بالحفاظ على حدود الله تعالى، وإقامة الفرائض عند حلول أوقاتها، وحسن الخلق، وحفظ اللسان، ، وغير ذلك، مما يناسب قدسيتها وانتسابها لأهل البيت (صلوات الله عليهم).
ولاسيما وأن هذه النشاطات والفعاليات تثقل على كثير من الناس ـ من الأعداء والمنحرفين ـ وهم يحاولون بجهدهم منعها. وإذا لم يستطيعوا منعها بالقوة يحاولون تتبع العثرات واستغلال الثغرات، وبث الدعايات الكاذبة، وتضخيم ذلك من أجل تهجين هذه النشاطات وتبشيع صورتها وتنفير الناس عنها، بنحو قد يبرر منعها.

وإذا أراد بعض الأشخاص أن يبدع ويجدد فيما يتعلق بهذه النشاطات ـ كاختراع الأدوار في إنشاد الأشعار، ورفع اللافتات ونحو ذلك ـ فعليه أن يجعل إبداعه وتجديده لخدمة هذا الهدف والتركيز عليه، ولا يكون همه الإبداع من أجل الفن والتجديد، من دون اهتمام بالهدف المذكور. فضلاً عما إذا كان يخل به، ويسير باتجاه اللهو والترف، والتفاخر، ونحو ذلك.

ولاستيضاح الحال، وتمييز المبدع لهدفه، عليه أن يلتفت إلى حاله لو فرض مشاركة أحد المعصومين ـ كالصديقة الزهراء (صلوات الله عليها) والإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) ـ ويرى بوجدانه هل أن التجديد والإنتاج الذي يزاوله يتناسب مع حضورهم (صلوات الله عليهم) أو لا يتناسب؟ فإنهم سلام الله عليهم إن لم يحضروا فلا أقل من أن يطلعوا على نشاطات شيعتهم وأعمالهم هذه ويشرفوا عليها.
ولاسيما إمام العصر (عجل الله فرجه) الذي ورد في نصوص كثيرة أن أعمال الشيعة تعرض على النبي (ص) وعليه. فـاللازم اختيـار ما هـو الأنـسب بنهجهم والأقرب

ومن ثم كان شهر محرم الحرام من أهم مواسم أهل البيت (صلوات الله عليهم) وشيعتهم، التي تعيد لمبادئهم الرفيعة حيويتها، وتجدد لها نشاطها على مرّ العصور وتعاقب الأجيال، والتي تُسمِع صوتهم للعالم في دعوتهم للحق وإنكارهم على الباطل، وصرختهم في وجه الظلم والطغيان.
دور  المثقفين للقضية الحسينية وخطباء المنابر :

أما فيما يخص وظيفتهم التثقيفية والتبليغية في مناسبات أهل البيت (صلوات الله عليهم) يجب 

أن يجدّوا في تثقيف المؤمنين بأمور دينهم وتعريفهم بخصوصيات الأحكام الشرعية وتفاصيلها، لحاجتهم عموماً لذلك، لأهميته في الواقع الديني ،
،و أن يركزوا على الجانب العقائدي. ولاسيما ما يتعلق برفعة مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم)عند الله، وما ورد في حقهم في الكتاب المجيد والسنة النبوية الشريفة، وما طفح به التاريخ من ثباتهم على الحق، وتمسكهم بالمثاليات ومكارم الأخلاق، ورفضهم للظلم والباطل. مع التأكيد على خسة خصومهم وعدوانهم، وبشاعة جرائمهم، وسوء سيرتهم وسلوكهم.
فأن لذلك أعظم الأثر في شدّ الناس بعقولهم وقلوبهم وعواطفهم نحو أهل البيت (صلوات الله عليهم)ونحو مبادئهم الرفيعة وتمسكهم بها، ونفرتهم من الظلم والظالمين ومن أتباعهم، وإنكارهم عليهم. وذلك من أهم شؤون العقيدة الحقة.
والمؤمنون وإن كانوا ملمّين ، إلاّ أن كثيراً منهم في غفلة عن تفاصيل ذلك، وعن أدلته،  والتركيز على الظلامة.


روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق  أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل « أتجلسون وتتحدثون؟ »قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام الصادق : «إن تلك المجالس أحبها. فاحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا » 

السلام على الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنان الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/17



كتابة تعليق لموضوع : شهر التضحية والأحزان [ اعلنت النفس احزانها فايقنت ان محرماً قادم  ]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net