صفحة الكاتب : عادل الموسوي

ساقي عطاشى البصرة 
عادل الموسوي

 وأبْيضَ يُسْتَسْقى الغَمامُ بِوَجْهِهِ

              ثِمالَ اليَتامى عِصْمَةٌ للأرامِل
ِ
 بيت من لامية ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه في رسول الله صلى الله عليه وآله .. بيت في " .. بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " 
   بيوت لآل هاشم زعماء الحوض من زمزم الى " البدعة "
   شاء الله ان يجتبي من عباده عبادا احيوا عباد الله .. وابى الله ان يسقي عباده الا بيد احب عباده اليه .. 
  روى معاوية بن عمار عن ابي عبد الله - جعفر بن محمد الصادق - ع أنَّهُ قَالَ: "مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَ مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ كَانَ‏ كَمَنْ أَحْيَا نَفْساً، وَ مَنْ أَحْيَا نَفْساً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً "
  وروي عن ابن عباس انه قال : قَالَ النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه و آله ) : " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، عَمِّي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، و أَخِي جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، و بَيْنَ أَيْدِيهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقٍ ، فَأَكَلَا سَاعَةً ، فَتَحَوَّلَ النَّبِقُ عِنَباً ، فَأَكَلَا سَاعَةً ، فَتَحَوَّلَ الْعِنَبُ لَهُمَا رُطَباً ، فَأَكَلَا سَاعَةً ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمَا و قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتُمَا ، أَيَّ الْأَعْمَالِ و جَدْتُمَا أَفْضَلَ ؟
قَالَا : فَدَيْنَاكَ بِالْآبَاءِ و الْأُمَّهَاتِ ، وجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، و سَقْيَ الْمَاءِ ، و حُبَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع " 
   كثيرا ما ابتلى الله عباده بحبس القطر واجداب الارض وجعل وسيلته للتوسل اليه من اصطفى من عباده المخلصين فاحيا الارض والناس بعد موتهم بأنزاله الماء من عرش رحمته لعلهم يتقون ويؤمنون برسالة المصلحين ..
  ولعل الله سبحانه وتقدس ابتلى البصرة فيما ابتلاها وحال بين من تعس من ولاتها وبين اجراء الخير على ايديهم المغلولة وسلب توفيقهم ليدخر احيائها على يد ابوية مخلصة مصلحة مبسوطة  هي اليد المباركة لسماحة السيد المرجع ..
  ولكم هو رائع ان يختار السيد المرجع المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة - خادم ابي الفضل العباس ع - مبعوثا لاغاثة الملهوفين - العطاشى -  في البصرة .. السيد احمد الصافي ليسقيهم الماء الصافي .. نعم الباعث ونعم المبعوث، وثابا واثق الخطوة متبسما كأنه اسلم مولى ابي عبد الله وهو يقول: " من مثلي وابن رسول الله واضعا خده على خدي " ، لسيد الماء الصافي ان يبتسم ويقول: من مثلي وانا مبعوث السيد المرجع لأسقي اهل البصرة الماء الصافي..
  ولكم هو رائع ايضا ومن توفيقات الله ان يكون اليوم الاول من محرم هو يوم الضخ الفعلي للمياه الصالحة للشرب من محطة " البدعة " الى البصرة ..
   وكأني ادور واحوم في خواطر الظنون لاتسعفني الا كلمات التشبيه مستوجسا خيفة التهمة .. 
  سيدي .. الى متى احار فيك ..
    انا المدان بالمغالاة فيك سيدي المرجع الاعلى ..
  وكأني اشم فيك رائحة ابواي محمد وعلي صلوات الله عليهما والهما ..
    دعوني فلا حياء ان هاجني استعبار .. فأنا يتيم آل محمد ص الذي انقطعت به الطريق عن والداه ..
  انا المدان بالمغالاة فيك سيدي .. كأني في ظل دولة الامير استشمم عبير رأفتك ..
  الى متى احار فيك يا مولاي ..
  عرفتك مرجعاً للتقليد ولم اعهد غير ما اعتيد من مسائل المنهاج والمسائل المنتخبة .. ثم توالت عجائب ملكوت فتاواك ورؤاك .. 
  بناء هيكل الدولة .. الدستور والانتخابات .. فتوى الدفاع المقدس .. وما بينهما من نصح وارشاد وتوجيه .. ثم رسم الخارطة لتصحيح نظام الحكم .. تحديد شكل الحكومة .. عدم التأييد لرئاسة الوزراء لمن كان في السلطة في السنوات السابقة .. اثبات فشل الحكومة في ادارة الدولة ومدى استشراء الفساد وعظم المؤامرة وامكانية وسهولة الحل ودليلها ضخ الماء في البصرة .. 
   رعاية ابوية وادارة عجيبة للمجتمع من ذلك الزقاق المبارك من شارع الرسول ص من باب قبلة امير المؤمنين ع .. ولا تسعف الكلمات البيان الا ان اقرنها بوقع من جرس " .. مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ .." 
   ولاية غير معهودة لفقيه غير معهود .. ولاية لامطلقة ..لاحسبية - اعني لامثيل لها - ولاية سيستانية لا شرقية ولا غربية " يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ "
" شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ .." لايستشعر بركة ظلها الا من رهفت مشاعره الولائية واستشعر الرشحة لليد العلوية وهي تمسح رؤوس يتامى آل محمد صلوات الله عليه وعليهم ..
  يد مباركة اطفأت لهيب ازمة النجف بحل بسيط واجراءات يسيرة .. 
  البركة تحقق النصر على اعداء دين الله .. كلمات بسيطة .. متطوعون للجهاد .. مواكب للدعم .. دعاء لاهل الثغور .. 
قال السيد المرجع : " ان تلك الفتوى كانت من بركات صاحب هذا القبر - امير المؤمنين ع - ان تلك الفتوى كانت من جهات عليا .." 
 التسديد واليد الغيبية والبركة المحسوسة الملموسة .. سنوات من العطش يرويها من يده كأسا هنيئا سائغا  بأيام يسيرة ..
 منذ سنوات وانت تنذر قومك عن كارثة بيئية وتفاقم ازمة يصعب حلها فزهد الجميع بالنصيحة .. ويأبى الله الا ان يتم نوره على يديك المباركتين وكأني بك لا عن صدفة اخترت شهر محرم لأرواء الاكباد الحرى في البصرة العطشى ..
   الى متى احار فيك سيدي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/11



كتابة تعليق لموضوع : ساقي عطاشى البصرة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net