وقـفـة قـصـيـرة مـع الـمُـنْدس ..!.
نجاح بيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نجاح بيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ـ المُندس في اللغة مِن اندسَّ أي : اندفن . واندسَّ فلانٌ : دخل في الشيء . واندسّ في الفراش خشية البرد.
ـ إندسَّ بين النَّاس : إختفى . أي تسلّل خفية بينهم . اندسّ بين الأشجار ـ المتظاهرين .. وهكذا !
ـ أهل اللغة هناك يتكلمون عن شخص مُفرد في مقابل الجماعة . فالمُندس شخص واحد اندسّ واختفى بين الناس (لغرض ما ) . وإذا قلنا هناك ( مُندسين ) فهذا يعني وجود جمهرة من الناس (جماهير غفيرة) تكون حاضنة يختفي بها المُندسين بحيث يتحقق (الإختفاء التام) بينهم ولو فتشت عنهم لم تجدهم .
ـ هذا الوضع في حال يتم الإندساس بين الناس فقط والإختفاء بينهم ومن غير إحداث (جلبة أو فوضى أو شغب ما أو حتى أدنى تصرف ) ما من شأنه أن يفضحه ويكشف هويته بين الناس الذين اختفى بين ظهرانيهم .
ـ إذن .. الوصف أعلاه لا يمكنه أن يصمد أمام البعض الذي يحب أن يطلقه على (المُندسين) كما حصل في التظاهرات المطلبية وخصوصا ً في مدينة البصرة .
ـ والذي حدث مؤخرا ً في مدينة البصرة حتى كان الخراب والحرق والسلب والنهب والإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة , لم يكن من ( مُندس أو مُندسين )اختفوا بين المتظاهرين . لأن المُندس لا يفعل مثل تلك الأفاعيل .
ـ الذي حدث هو شخوص جمهرة من الناس لم يكونوا قد أتوا من كوكب آخر , ولم يكن عددهم ( عشرة أو مئة أو ألف ) بل آلاف , جاؤا على مسمع ومرأى من الناس الباقين , وجابوا الشوارع بلا لثام أو غكاء رأس بهتافات واضحة لا لبس فيها ويلحظها كل من رآها , غير مُختفين كأشباح أو مُتخفين كالجنّ ومشوا من أمام كامرات الصحافة والإعلام والفضائيات ـ وإعلام وكامرات الهواة من مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة , متوحدين ومتكاتفين لهم هدف مُحدد ووجهة مُحددة وعمل يجب أن يقوموا به عن وعي وإرادة مُسبقة .
ـ إذن هؤلاء ليسوا مُندسين والمُندس منهم براء !.
ـ مَن يكونون إذن ؟؟.
هذا السؤال يُجيب عليه ربما : مَن أخلى الشوارع من رجالات الأمن وحفظ النظام .
ـ يُجيب عليه مَن انسحب وتقهقر من واجبه في حماية الممتلكات العامة والخاصة .
ـ يُجيب عليه مَن كان يعرفهم واستشعر خطرهم قبل وقوع الكارثة . وأقصد المخابرات والاستخبارات والأحهزة الأمنية ذات العلاقة .
ـ تُجيب عليه الحكومة المحلية أو المركزية أو الدولة ذاتها بمؤسساتها .
ـ يُجيب على هذا التساؤل بالذات مَن أطلق تسمية (مُندس) عليهم . وكان يهدف من وراء ذلك خلط الأوراق , وذر الرماد في العيون والسكوت عن الجرائم كما حدث وسكت مرارا ً وتكرارا ً, وأقصد السياسي (الفاسد والفاشل) القابع بين جدران منطقته (الخضراء ) المُحصنة بالمؤامرات والخدع والكذب !.
السياسي الفاسد والفاشل يعرف جيدا ً مَن يكونون هؤلاء والى مَن ينتمون !. فمن خلال تجربة الخمسة عشر سنة الماضية صار واضحا عند القاصي والداني , بأن هؤلاء ما هم إلا أذرع للسياسيين الفاسدين القابعين في أعلى الهرم في الدولة , يبطشون بها خصومهم من أقرانهم هناك. وليّ أذرعهم من أجل مصلحة سياسية قذرة , أو مصلحة حزبية مقيتة , أو لنهب مال عام أو لأجل سلطة أو نفوذ ـ ولكن ساحة الثأر هي قاعدة الهرم (الناس والمجتمع ) . وذاكرة العراقي حافلة بصورة الدمار والخراب والحرق والنهب والسلب والقتل والتفجير الني يخلقها هؤلاء المرتزقة العابثون والتي ترجع أو تنعكس سلبا ً على المجتمع والدولة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat